ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن واثنان من نظرائه في الشرق الأوسط، الثلاثاء 13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، البدائل المحتملة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، بعدما توسّعت طهران في تخصيب اليورانيوم إلى 60%، ما يعني اقترابها من امتلاك قنبلة نووية.
عقد بلينكن الاجتماعات مع نظيريه الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي عبد الله بن زايد لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لما يُعرف بـ"اتفاقات أبراهام 2020"، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان فالمغرب لاحقاً.
في تصريح للصحافيين، نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قال بلينكن إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ما زالت تأمل في ظهور حل تفاوضي لمعضلة البرنامج النووي الإيراني. لكنه أشار إلى أن الدبلوماسيين انتظروا منذ شهور حتى تُظهر إيران استعداداً لاستئناف المحادثات والتراجع عن التقدم في التخصيب خارج حدود الاتفاق الأصلي.
لهجة تصعيد وتحوّل في الموقف الأمريكي
قال بلينكن خلال الاجتماع بنبرة حادة: "نحن على استعداد للانتقال إلى خيارات أخرى إذا لم تغير إيران مسارها".
يدل هذا التصريح إلى حدوث تحوّل داخل إدارة بايدن، التي كانت تؤثر الحل التفاوضي لا سيّما في الملف الإيراني، مع تلاشي الآمال في العودة السريعة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، إذ اعتبر بايدن إحياءه هدفاً رئيسياً خلال برنامجه الرئاسي نقطة تباين مهمة مع سياسة سلفه الرئيس دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض المزيد من العقوبات على طهران.
"نحن على استعداد للانتقال إلى خيارات أخرى إذا لم تغير إيران مسارها"... إدارة بايدن تلوّح بالتصعيد ضد طهران في تحوّل لافت عن موقف الرئيس الأمريكي الذي كان متمسكاً بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015. ماذا حدث؟
ويتكهن خبراء بأن التقدم في تخصيب اليورانيوم في إيران اقترب بالبلاد من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية وبأن برنامجها النووي ربما يكون وصل إلى نقطة لا رجوع عنها.
علاوة على تصريح بلينكن، بدا الموقف الأمريكي أكثر حدةً وكشف عن نفاد صبر المسؤولين الأمريكيين في التعليقات التي أدلى بها روبرت مالي، الممثل الخاص للإدارة في مفاوضات إيران إذ قال في تدوينة صوتية أنتجتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن التقدم في المحادثات، التي بدأت في نيسان/ أبريل الماضي وتم تعليقها عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز فيها الأصولي إبراهيم رئيسي، في حزيران/ يونيو الماضي، "يتطلب استعداداً من إيران للموافقة على العودة إلى الشروط الأصلية للاتفاق".
وأضاف: "إذا لم يحدث ذلك، فسنكون مستعدين للتكيّف مع واقع آخر، يتعين فيه علينا أن نكون مستعدين لجميع الخيارات".
قبل تعليق المحادثات، عُقدت ست جلسات في فيينا بين إيران والأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق -فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين- وعمل الأوروبيون وسطاء بعدما رفضت إيران المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة.
قال الجانبان إن تقدماً قد أُحرز في المفاوضات وإن عبّر كل طرف عن رغبته في تقديم الطرف الآخر ما هو أكثر مما قد أبدى استعداداً لتقديمه.
وفي عهد رئيسي، قالت الحكومة الإيرانية إنها تخطط إلى العودة إلى طاولة المفاوضات "قريباً"، لكنها لم تحدد موعداً لذلك أو توضّح ما إذا كانت ستقبل الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها في الجلسات السابقة أم أنها ستطالب بالعودة إلى نقطة الصفر والتفاوض من البداية.
"لن يُسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"... دبي تحتضن لقاءً بين مسؤولين إماراتيين ومصريين وأردنيين ومغربيين وسودانيين وبحرينيين وإسرائيليين. هل استخدام الخيار العسكري ضد إيران بات وشيكاً؟
كما رفض مالي تحديد موعد لاستئناف المفاوضات، قائلاً إن تحلّي إيران "برؤية واقعية لكيفية العودة إلى الامتثال" أهم من تحديد موعد، وإلا فسوف "يجبرنا ذلك على اتخاذ بعض القرارات".
ويؤدي تشدد الطرفين وتشبث كل منهما بمطالبه إلى تعقيد المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.
ما هي "الخيارات الأخرى" المحتملة؟
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي: "لن يُسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، مضيفاً: "ستكون الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة إذا فشلت الخيارات الدبلوماسية".
وتابع لابيد في إشارة واضحة إلى الخيار العسكري: "قولنا خيارات أخرى، أعتقد أن الجميع يفهم هنا (في واشنطن)، وفي إسرائيل والإمارات وطهران ما الذي نعنيه".
ويتعرض بايدن لضغوط داخلية وإسرائيلية لاتخاذ موقف متشدد من إيران، والاستعداد لما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بالخطة "ب". شرع الإسرائيليون بالفعل في تنفيذ بعض الخطوات الهجومية، تحديداً الهجمات السيبرانية.
واعترف مالي بوجود خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول هذا الملف، لكنه أشار إلى أن الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء نفتالي بينيت تريد "إبقاء هذه الخلافات خلف الأبواب المغلقة قدر الإمكان"، على عكس سلفه بنيامين نتنياهو.
"لا تزال إيران متحفظة بشأن نياتها، وتجري النقاشات حالياً بين الوسطاء الأوروبيين الثلاثة والولايات المتحدة حول خيارات الترغيب والترهيب المتاحة إذا لم تعد طهران إلى المفاوضات النووية بشكل جدي"
والتقى وزراء خارجية الشركاء الأوروبيين الثلاثة في الاتفاق النووي مع نظيرهم الإيراني الجديد، حسين أمير عبد اللهيان، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.
وقال مسؤول أوروبي شارك في المفاوضات المبكرة: "نتحدث عن خطة بديلة طوال الوقت"، مشيراً إلى نقاش حول بدائل تشمل إعادة فرض عقوبات أممية على طهران، والمزيد من قرارات منع السفر وتجميد الأصول، وفرض قيود أكبر على النفط الإيراني.
وأضاف: "لا تزال إيران متحفظة بشأن نياتها، وتجري النقاشات حالياً بين الوسطاء الأوروبيين الثلاثة والولايات المتحدة حول خيارات الترغيب والترهيب المتاحة إذا لم تعد طهران إلى المفاوضات النووية بشكل جدي".
وبالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية أمريكا وإسرائيل والإمارات، أُجريت محادثات بين مسؤولين كبار من ست دول عربية قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مع نظرائهم الإسرائيليين للمرة الأولى. ضم الاجتماع، الذي عقد في الإمارات على مدى يومين، ونظمه مجلس الأطلسي ومؤسسة جيفري تالبينز، مسؤولين إماراتيين ومصريين وأردنيين ومغربيين وسودانيين وبحرينيين وإسرائيليين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع