شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"نفق" و"هلك" و"تفحّم"… كيف علّق العرب على موت صاحب "الرسوم المسيئة"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 4 أكتوبر 202105:29 م

ذكرت الشرطة أن الفنان السويدي لارس فيلكس، الذي أثار جدلاً عام 2007 لدى نشره رسوماً تصور النبي محمد، لقي حتفه في حادث سيارة، الأحد 3 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

 كان فيلكس البالغ من العمر 75 عاماً يعيش تحت حماية الشرطة منذ نشره رسوماً عدها المسلمون حول العالم مسيئة إلى نبي الإسلام، ولقي مصرعة أثناء سفره إلى مدينة قريبة، عندما صدمت شاحنةٌ سيارةَ الشرطة التي تقله، وقُتل معه ضابطان كانا يتوليان حراسته.

 ووصفت الشرطة السويدية في بيانها الحادث بأنه "مأسوي للغاية"، مبيّنة أنها ستجري تحقيقاً حول أسباب الاصطدام مع أنه "لا يوجد دليل يشير إلى تورط أي شخص آخر"، أي أنها تستبعد الشبهة الجنائية في مصرع رسام الكاريكاتور.

كان فيلكس واحداً ضمن قائمة طويلة من فناني الكاريكاتور والكتّاب الذين تلقوا تهديدات بالقتل بعد نشرهم رسوماً أو كتابات وتعليقات عدّها المسلمون مسيئة إلى الإسلام ونبيّه (ص)

كل الفنون مسيئة 

منذ نشر الرسوم الكاريكاتورية، كان فيلكس يعيش تحت حراسة الشرطة على مدار الساعة، بعد تهديدات تلقاها وعرض مكافأة لمن يقتله.

وهو واحد ضمن قائمة طويلة من فناني الكاريكاتور والكتّاب الذين تلقوا تهديدات بالقتل بعد نشرهم رسوماً أو كتابات وتعليقات عدّها المسلمون مسيئة إلى الإسلام ونبيّه (ص)، ومنهم كتاب ومفكرون ونشطاء مسلمون. أشهرهم الكاتب البريطاني سلمان رشدي

وظلت قضايا "الرسوم المسيئة" من أبرز أسباب تعميم الاتهام بالإرهاب على من يدينون بالإسلام. بسببها أطلق مسلمون غيورون 40 تهديداً بالقتل حتى العام 2010، ثم نفذ بعضهم عمليات اغتيال لفنانين بسبب نشر "رسوم مسيئة". وأشهر وقائع الاغتيال التي أسهمت في موجة من الخوف والعداء للمسلمين، كان الاعتداء على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية في 2015. ثم جاء ذبح مدرس فرنسي في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي بعدما عرض على تلاميذه "رسوماً مسيئة" لفتح نقاش حول حرية التعبير وحدودها.

هذا الحادث الأخير كان وراء إصدار قرارات وقوانين حملت عنوان الحفاظ على قيم الجمهورية الفرنسية، رأى فيها المسلمون في فرنسا والعالم اعتداءً على حريتهم في ممارسة عقيدتهم.

استخدمت حسابات عربية ذات هوية صحافية ويتابعها ملايين، ألفاظاً مثل "هلك" و"نفق" و"احترق" و"تفحّم" لتعبر عن سعادتها بموت رسام الكاريكاتور السويدي

فرحة عربية

 خبر مصرع الرسام السويدي قوبل بسعادة ظهرت بين المستخدمين العرب لوسائل التواصل الاجتماعي، إذ وجدوا موته انتقاماً إلهياً بسبب إساءته للنبي محمد (ص)، ومنهم سياسيون، كعبد العزيز التويجري المدير السابق لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" الذي كتب في تغريدة: "سبحان الله، مات مُحترقاً ولم تنفعه حراسته!". 

وعلّق الناشط السعودي إياد الحمود: "نفوق الفنان ‘لارس فيلكس‘ الذي قام بعمل الرسوم المسيئة للرسول عام 2007".

وكتب مديرو حساب "هاشتاق السعودية" الذي يتابعه 10.5 مليون مستخدم: "هلاك الرسام السويدي صاحب #الرسوم_المسيئة للرسول محروقاً بصحبة اثنين من عناصر الشرطة". وتلقت التغريدة 1400 إعادة مشاركة ونحو ألفي إعجاب. وهو ما حصد أرقاما، أعلى في شبكة رصد التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والتي يتابعها نحو أربعة ملايين مستخدم على تويتر.

وأظهرت حسابات صحف ومواقع إخبارية "الشماتة" بمقتل الرسام السويدي، ومنها موقع "مصراوي"، وهو واحد من أبرز المواقع الإخبارية المصرية.

من رسوم الحج المهجورة في مصر. بقايا رسم يصور نبييَّ الله إبراهيم وإسماعيل (حسب اعتقاد المسلمين) وملاك الرب جبريل أثناء الفداء العظيم

 وعلى الرغم من انتشار تصوير الأنبياء والملائكة وبعض الشخصيات والكائنات التي يعتبرها المسلمون مقدسة في الفنون الشعبية في بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر، خاصة في عصور تراجع التعليم خلال حكم العثمانيين، جاء قرار الأزهر عام 1928 بتحريم تصوير الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة في جميع أشكال التصوير المرسومة والمصورة الثابتة منها والمتحركة، لتطلق حرباً منظمة على الرسوم والأعمال الفنية الشعبية والتلقائية، التي لم تكن تجد غضاضة في تصوير القصص الديني، على الرغم من  تحريمه رسمياً واقتصار الفنون المصورة كالرسم والنحت على النقوش والموتيفات. لكنه بقي سائداً في الفنون التي تبناها الولاة والحكام طوال فترات الحكم الإسلامي في العالم العربي.  

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard