الضرائب على تيك توك في مصر
يبدو أن الحرب التي تشنّها الحكومة المصرية على تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت شكلاً أكثر عقلانيّة: عوضاً عن الاعتقال والترهيب، لم لا نفرض الضرائب؟ وهذا ما حصل بالفعل، إذ قرّرت "مصلحة الضرائب" -الدائرة التي لم نسمع بها من قبل- فرض "أتاوة" على كل من يدخل جيبه أموال ناتجة عن صناعة المحتوى الرقمي.
لن ندخل في حيثيات القرار، ولا محاولة السلطة في مصر الهيمنة على هذا الشكل من الاقتصاد وإدخاله ضمن خزينة الدولة، لكننا ندعو كل من يعتاشون من صناعة المحتوى أن يستخدموا العملة الرقميّة، لكن أيضاً هناك خوف من أن المحتوى نفسه سيتأثر، فوجود ضرائب يعني وجود رقابة، ناهيك أن هكذا سوق في مصر خطر جداً، إذ سبق لمصر أن أغلقت وحجبت العديد من المواقع، أي لا يمكن توقع ما ستقوم به السلطة في حال لم ينصع صنّاع المحتوى الذين تتم مراقبتهم ومقاضاتهم بصورة دورية.
لا نحاول هنا أن نظلم فئة على حساب فئة، ولا ندعو للتهرب الضريبي، لكن تدخّل دولة كمصر، وسلطة حاكمة ترفع سعر رغيف الخبز ولا تؤمن مقومات الحياة، لا يمكن أن نقدم لها مالاً هكذا بمجرد أن تطلبه، خصوصاً أن هذا الشكل الاقتصادي يتحرر من سلطة الدولة، بل ويهددها في الكثير من الأحيان.
يبدو أن الحرب التي تشنّها الحكومة المصرية على تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت شكلاً أكثر عقلانيّة: عوضاً عن الاعتقال والترهيب، لم لا نفرض الضرائب؟ وهذا ما حصل بالفعل
ساعة واحدة لعب لمن أعمارهم أقل من 18 عام
لا نستطيع أن نحدد موقفنا بدقة من قرار الصين الأخير بخصوص الأطفال، إذ قررت الحكومة تحديد ساعات اللعب عبر الإنترنت لمن تبلغ أعمارهم أقل من 18 سنة بساعة واحدة فقط في اليوم، وثلاثة ساعات في أيام العطلات.
هل نصفق للصين التي تحاول حماية الأطفال وتمنع إدمانهم ألعاب الفيديو، أم نلعن تقنيات المراقبة والهيمنة على الوقت؟ ولا يخطر ببالنا هنا سوى قوانين العمل وشروطه في الصين، و كيفية إعداد "الشعب" ليكون عاملاً وذا رصيد اجتماعي مناسب ضمن نظام المراقبة الرقمية المتبع في الصين، وأيضاً، هل ننتصر للجيل الجديد و المستقبل القائم على الشاشات والألعاب، أم نحافظ على العقلية التقليديّة في تربية الأطفال؟
البعض صفّق ببلاهة لهذا القرار ووجده تدخلاً حكيماً من قبل السلطة، لكن في ذات الوقت، إلى أي حد يسمح للدولة التحكم بحيوات الأطفال، خصوصاً في الصين التي نعلم قسوة قوانين الإنجاب فيها؟ كل هذه الأسئلة تدور في رؤوسنا وأم صبحي، والدة أحد محرري المقتطف، تحزم أمتعتها كي تنتقل إلى الصين بعد أن فشلت في منع ولديها التوأم من لعب "فورتنايت" طوال النهار والليل.
ما الذي ستعرضه سوريا في "إكسبو دبي"
لن نشير إلى الانتقادات الموجهة إلى إكسبو دبي ولا لكميات هدر الأموال، خصوصاً أننا لا نمتلك بعد تقارير عن حجم العمالة المستخدمة والاستغلال الذي شهدته، فهكذا معلومات عادة ما تتسرب لاحقاً، كما يحصل في كل مشروع تقوم به الإمارات، لكن ما يهمنا هو سوريا ومشاركتها في المعرض، والتي ستقدم أول نوطة موسيقية عرفها التاريخ وأول أبجدية وكل ما تحتويه البروباغاندا الوطنية من إنجازات، هنا نقدم مشورة للقائمين على الجناح السوريّ، لاستعراض ما لا يمتلكه أي بلد آخر سوى سوريا:
1- مخططات لأجهزة المخابرات والأمن التي يخاف منها دريد لحام أكثر من الله.
2- صور لمجمع "يلبغا" الذي لم يتغير شكله منذ 20 عاماً، بوصفه صرحاً للفساد السوري.
3- مجموعة من الأحذية العسكرية الصالحة للتقبيل، وتاريخها، مع عرض أداء يتيح للمحبين تقبيلها وتلمسها.
4- كل منشورات الشكر التي وجهت للشيخ زايد لمنحه الإقامة الذهبية للجالية الفنية السورية.
سجن ساركوزي المتهم منذ سنوات طويلة بالفساد لا يهمنا نحن قراء العربيّة، لكنه فرصة للتأمل في مقدار فساد الحكومات العربيّة، المستعدة لإرسال حقائب من الأموال إلى "الخارج" في سبيل ترسيخ سلطتها
ساركوزي في السجن!
سنين طويلة قاضها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وهو يدفع عن نفسه تهم الفساد، لكن نهاية، وبعد تاريخ طويل من الرشاوي، تمت إدانة صديق الطغاة وصاحب حفلات العشاء السريّة، وسيخضع للإقامة الجبرية في منزله لمدة عام بتهمة التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية، أو ما يُعرف باسم فضيحة "حقائب القذافي"، والمقصود الأموال النقدية التي أرسلها القذافي لـ"ساركو" ونقلت إلى فرنسا بالحقائب.
المثير للاهتمام في قضية ساركوزي أنه مثال على "الطمع" و"الدناءة" الفرنسيين، فكل من يدفع أكثر قادر على امتلاك ما يريد في فرنسا، والأهم، فرنسا مستعدة لبيع أي شيء مقابل المال، اللوفر، السوربون، الشانزيليزيه، أمن المعقول إذن أن تكون سفارة قطر هي البناء الأول المواجه لقوس النصر في عاصمة الأنوار؟
سجن ساركوزي المتهم منذ سنوات طويلة بالفساد لا يهمنا نحن قراء العربيّة، لكنه فرصة للتأمل في مقدار فساد الحكومات العربيّة، المستعدة لإرسال حقائب من الأموال إلى "الخارج" في سبيل ترسيخ سلطتها.
امرأة في تونس... امرأة في كوريا الشماليّة
عادة ما تلجأ الدول الديكتاتوريّة إلى "المرأة" من أجل تحسين صورتها أمام شعبها وأمام "الغرب"، إذ يتم تحويلها إلى واجهة وعلامة على الديمقراطية والحرية والتنوع السياسيّ، هذه الخدعة الديكتاتورية مازالت مستخدمة، بل تعتبر الحركة الأولى من أجل تثبيت الحكم في بعض الأحيان، إذ تم مؤخراً تعيين نجلاء بودن، رئيسة للحكومة في تونس، وأدت القسم أمام قيس سعيد، المتمسك بالكرسي ومعطل الدستور، لنكون أمام حدث تاريخي: أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هكذا منصب.
في ذات الوقت، نقرأ أن كيم يو جونغ، شقيقة معتوه كوريا الشماليّة، ترقت إلى أعلى منصب في الدولة، إذ أصبحت عضواً في "لجنة شؤون الدولة" التي يرأسها شقيقها.
لا نحاول المقارنة بين بنيتي البلدين، لكن نشير إلى أن تقليد "التضحية" بالمرأة علناً في سبيل السلطة ليس بالجديد، بل هو دور مرسوم منذ القدم، هدفه استخدام المرأة كوسيلة لتبيض السمعة، الأمر الذي من المفترض أن تكون نجلاء بودن التي تدرس الجيولوجيا، عارفة به، خصوصاً أن الأرض تحوي الكثير من جثث الفتيات والنساء اللاتي ضُحي بهنّ في سبيل السياسة وحكم الرجال بصورة خاصة.
ولكن هذا لا ينفي أنّ ما حدث يشكل خطوة تاريخية، ستبدي لنا الأيام مدى تأثيرها.
جمع ملك الأردن عبد الله الثاني الحكومة لدراسة القضايا المتعلقة بـ"إطالة اللسان" لأجل مناقشة إصدار عفو خاص عن المحكوم عليهم، لا نعلم بدقة أين نبدأ السخرية، من وجود هكذا قانون ؟ أو أن الملك يتبع الإجراءات القانوني للعفو عمن شتمه ؟، أم النص القانوني نفسه الذي يرجم من "تثبت جرأته بإطالة اللسان على جلالة الملك"
عن جورج قرداحي وزيراً
لم يعد الأمر مجرد نكتة حول جورج قرداحي وزير الإعلام في لبنان، والمشكلة أننا كل مرة نتأمل بشخص، لنكتشف أنه وراء الابتسامة والصوت الرخيم، لا يوجد سوى سخافة، تشبه سخافة عنوان هذه الفقرة، لكن حين يقول الوزير إن "القيم تتضعضع" و"أنه كما في فرنسا... لا يكمن الاعتداء على كرامة السياسيين"، فنحن لسنا إلا أمام جاهل، بابتسامة عريضة وبذلة رسمية غاليّة الثمن.
لا نعلم بالأصل ما هي خبرات قرداحي الوزارية، ناهيك أن المذيع ليس سياسياً، ولا نعلم كيف يمتلك المذيع خبرة في إدارة مؤسسات إعلامية أو حتى وزارة كان من المقرر أن تلغى. نذكّر قرداحي أن شعار الثورة في لبنان كان "هيلا هيلا هيلا... هيلا هيلا هو... جبران باسيل xx xx"، وننتظر قريحة الغاضبين كي تمنّ علينا بشعار يناسب موسيقا اسمه، كي نردده كلما تحدث علناً.
ملك الأردن: المسامح كريم
جمع ملك الأردن عبد الله الثاني الحكومة لدراسة القضايا المتعلقة بـ"إطالة اللسان" لأجل مناقشة إصدار عفو خاص عن المحكوم عليهم، لا نعلم بدقة أين نبدأ السخرية، من وجود هكذا قانون ؟ أو أن الملك يتبع الإجراءات القانوني للعفو عمن شتمه ؟، أم النص القانوني نفسه الذي يرجم من "تثبت جرأته بإطالة اللسان على جلالة الملك".
هذه التهمة فعلها الملك ضد من يتناوله لا فقط بالشتم والسب والتحقير، بل كل من سولت له نفسه السخرية من الملك أو تمثيله بالرسوم الكاريكاتوريّة، سواء في الواقع أو وسائل الإعلام أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي. الواضح أن الملك لا يتقبل المزاح، وجلالته شديد الهشاشة بحيث يهتز كرسيه أمام نكتة أو كاريكاتور، ولو كان فعلاً "ملكاً"، لألغى هكذا قانون وحصر مهمته في ملاحقة الشتّامين.
حماية نفسك بهالة من القوانين يا جلالة الملك لن تمنع عنك السخرية، ولا الزعران، وطوال اللسان، والثرثرية والمتهكمين و الـtrolls، الأهم، هكذا خبر حيّر محرري المقتطف، هل نصنع قائمة بالشتائم و نطول ألسنتنا على الملك ؟ أم نلتزم بالصمت خوفاً على محررينا في الأردن؟
المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com