في خبر أثار حزناً واسعاً في العالم العربي عبر صفحات السوشال ميديا، أعادت إسرائيل القبض على أربعة أسرى فلسطينيين من ستة هربوا من سجن جلبوع في 4 أيلول/سبتمبر، بما فيهم زكريا الزبيدي أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى.
واعتقلت القوات الإسرائيلية محمد عارضة برفقة الزبيدي صباح اليوم السبت، 11 أيلول/ سبتمبر، وجاء ذلك بعد توقيف يعقوب قادري ومحمود عبدالله عارضة المنتمين لحركة الجهاد الإسلامي في مساء الجمعة 10 أيلول /سبتمبر.
ونقلت السلطات الإسرائيلية الأسرى الهاربين إلى الحجز الإسرائيلي، مع استمرار البحث عن الشخصين المتبقيين. وتعتقد الشرطة أن أحدهما ربما يكون الآن في شمال الضفة الغربية، بحسب تقارير إعلامية عبرية.
عملية الاعتقال
وفقاً، لرواية وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الأسرى قد انفصلوا بعضهم عن بعض إلى ثلاث مجموعات، واتجهوا نحو غرب البلاد وليس شرقاً في اتجاه الحدود الأردنية عكس ما صرحوا به في بداية الأزمة.
كان أول المعتقلين يعقوب قدري ومحمود عبدالله، إذ زعمت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إن الشرطة تلقت بلاغاً من سكان مدينة الناصرة العربية، الذين لاحظوا رجلين يحفران في القمامة، ويبدو أنهما يبحثان عن طعام، وزعمت تقارير أخرى أنهما توجها إلى عائلة عربية في المدينة بحثاً عن الطعام وقامت العائلة بالإبلاغ عنهما. وقالت القناة 12 إن الأهالي اتصلوا بالشرطة التي أدركت أنهما قد يكونان هاربين وأرسلت قوة كبيرة إلى المنطقة لتلقي القبض على يعقوب قدري ومحمود عبدالله.
في المقابل، حذرت المحامية جنان عبدو على فيسبوك من تصديق الرواية الإسرائيلية، قائلة: "لا تصدقوا رواية الإعلام الأمني الاسرائيلي... تعودت أن لا أصدق رواية السجان والمحقق بل رواية المُعتقل وسوف نسمعها لاحقاً".
وأضافت: "أنا لا أصدق أن أسيرًا أمضى أكثر من 20 عاماً في السجن وخاض إضرابات عن الطعام وتحمّل تعذيب المحققين وقسوة السجن يجوع خلال أربعة أيام لدرجة أن يطرق باباً لا يعرف من خلفه طالباً الطعام".
وتابعت عبدو: "أنا لا أصدق أن أول باب طرقوه في الناصرة التي يفوق عدد سكانها الـ 70 ألف، طلع باب إنسان عربي يخدم في أمن الدولة!".
من ادعاءات الشرطة الإسرائيلية أنها تلقت بلاغاً من سكان مدينة الناصرة العربية، شمال فلسطين المحتلة، بعدما لاحظوا رجلين يحفران في القمامة، ويبدو أنهما يبحثان عن طعام. بالمقابل، ردد فلسطينيون: "لا تصدقوا رواية الإعلام الأمني الاسرائيلي"
أما الزبيدي والعريضة، فتم اعتقالهما بالقرب من بلدة شبلي أم الغنم في شمال فلسطين المحتلة، في موقف للسيارات يستخدمه سائقو الشاحنات بعد أن تمكن المتتبعون العسكريون من رصد مسار هروبهما بعد العثور على آثار أقدام.
وعثر المتعقبون العسكريون على علبة سجائر مهملة وعلبة مشروب، مما ساعد في الوصول إلى الزبيدي والعريض. وقال مسؤول أمني لم يذكر اسمه لوسائل إعلام عبرية إن الزبيدي حاول في غضون فترة وجيزة الهروب خلال عملية الاعتقال، لكن سرعان ما تم التغلب عليه.
وقال يوسف كحيلي، أحد سكان البلدة، لصحيفة التايمز أوف إسرائيل: "لقد وجدوهما مختبئين تحت نصف مقطورة، لقد رأيتهما. بدَوَا خائفين وجائعين ومهينين".
ووفقاً للصحيفة، يعتقد المسؤولون الأمنيون بشكل متزايد أن الهاربين لم يحصلوا على مساعدة خارجية بعد هروبهم من السجن، مشيرين إلى أنه لم يكن أي من الأربعة مسلحين وقت القبض عليهم.
في رأي الإعلامية ليلى عودة، فإن طريقة الاعتقال قد تكون بحاجة إلى لجنة تحقيق فالتسليم جدلاً بالرواية الإعلامية الإسرائيلية يشير إلى أن اعتقالهما كان بمحض الصدفة ولا يُنسب للجهود الاستخبارية المسخّرة على مدار الساعة منذ لحظة هروب الأسرى.
أما الأسيران اللذان لا يزالان هاربين فهما أيهم كممجي ومناضل نافعات، وهما من المنطقة المحيطة بمدينة جنين شمال الضفة الغربية.
عبر العديد من الفلسطينيين/ات والعرب عن حزنهم الشديد من إعادة اعتقال الأسرى الأربعة بعدما استطاعوا زعزعة صورة إسرائيل، حسب تعبير البعض، مؤكدين أن توقيفهم أشبه "باعتقالنا جميعاً"
حزن عربي
وعبر العديد من الفلسطينيين/ات والعرب عن حزنهم الشديد من إعادة اعتقال الأسرى الأربعة بعدما استطاعوا زعزعة صورة إسرائيل، حسب تعبير البعض، مؤكدين أن توقيفهم أشبه "باعتقالنا جميعاً".
وغرد الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس: "لا شك أن الخبر صعب، لكن يجب أن لا ننسى أن هؤلاء رغم قيودهم هزوا كيان الاحتلال وهزموا منظومته الأمنية وأعادوا قضية الأسرى إلى الواجهة".
وقال الأسير السابق والباحث ساري عرابي: "المُعسكر الكبير المُسمّى ‘إسرائيل‘، احتشد بحثاً عن ستة أسرى هزموا أمنه المصفّى. بلغة الأرقام كانت النتيجة النهائية معروفة سلفاً لا مفاجآت فيها مهما كانت أمانينا، وبلغة الإرادة والشجاعة والكرامة انضمّ ستة فلسطينيين إلى قافلة كسر هيبة العدوّ وصناعة الروافع المعنوية لشعبهم".
وغردت الأردنية شروق شعبات: "ما اعتقلوهم، اعتقلونا كلنا".
وقال المصري عبد المجيد في تغريدة على تويتر: "كأنهم اعتقلونا كلنا والله، حقيقي الواحد حزين من قلبه".
وحذرت حركة الجهاد الإسلامي السلطات الإسرائيلية من أن "أي مساس بحياتهما يعني إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وسيضع تل أبيب أمام مسلسل من دفع الثمن".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...