شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"نفق الحرية"... "هروب كبير" لستة أسرى فلسطينيين يسبّب "الإحراج" لإسرائيل وسجونها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 6 سبتمبر 202112:08 م

بين الثالثة والنصف والرابعة فجر هذا الصباح، السادس من أيلول/ سبتمبر 2021، تمكن ستة أسرى فلسطينيين محكومون بالسجن مدى الحياة من انتزاع حريتهم عقب عملية "هروب كبير" غير مسبوقة من داخل سجن "جلبوع" الشديد الحراسة (شمال الداخل الفلسطيني المحتل)، في خرق أمني زلزل السلطات الإسرائيلية.

وفق التقارير الأولية، فإن الأسرى الذين تمكنوا من حفر السجن على مدى سنوات أو أشهر، جميعهم من جنين حيث انتهى النفق الذي حفره الأسرى.

وقد أظهر مقطع فيديو من داخل زنزانة الأسرى أنهم حفروا نفقاً أسفل المرحاض وخرجوا عبره. وقام الأسرى بخلع ملابسهم وتمزيقها وإلقائها عقب خروجهم قرب بحيرة طبريا ومدينة جنين الحدودية، شمال الضفة الغربية.

وأفاد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بأن الأسرى حصلوا على مساعدة خارجية حيث نسقوا مع آخرين في خارج السجن باستخدام هاتف محمول مهرّب وكانت لديهم سيارة في انتظارهم. كما أشار إلى أن مزارعين محليين أبلغوا عنهم فور ملاحظتهم والاشتباه في مظهرهم فجراً.

والأسرى الستة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، هم: محمود عبد الله عارضة (46 عاماً) معتقل منذ عام 1996، ومحمد قاسم عارضة (39 عاماً) معتقل منذ عام 2002، ويعقوب محمود قادري (49 عاماً) معتقل منذ عام 2003، وأيهم نايف كممجي ( 35 عاماً) معتقل منذ عام 2006، وزكريا زبيدي (46 عاماً) ومناضل يعقوب انفيعات (26 عاماً) وهما معتقلان منذ عام 2019.

"حصلوا على مساعدة خارجية" وأبلغ عنهم مزارعون محليون… تفاصيل عملية الهروب الكبير والسينمائي لستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي المعروف بـ"الخزنة الحديدية" #نفق_الحرية

استنفار إسرائيلي

وشهدت الساعات الماضية استنفاراً لجميع السلطات الأمنية الإسرائيلية، وعمليات تمشيط واسعة لمحيط السجن والمنطقة التي انتهت عندها فتحة النفق الذي حفره الأسرى. ونصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز على الطرق الرئيسية والتجمعات السكنية المحاذية بالاستعانة بالكلاب البوليسية في عملية البحث.

وشاركت درونز وطائرات هليكوبتر في عمليات التمشيط الجوي، بينما عملت وحدة مكافحة الإرهاب ووحدات النخبة الأخرى بالجيش الإسرائيلي على تمشيط الأرض. وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنه تم نقل الأسرى والسجناء (نحو 400 شخص) من "جلبوع" لإجراء عمليات تفتيش واسعة خوفاً من وجود أنفاق أخرى لا تزال قيد الحفر.

كما بوشر بمشاركة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) تحقيق موسع مع مسؤولي السجن وحراسه، بما في ذلك الشخص الذي كشف عن هروب الأسرى. وأقام الجيش الإٍسرائيلي نقاط تفتيش في الضفة الغربية لمنع هروب الأسرى إلى الأردن.

‏في أول تعقيب له، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن هذا "حادث خطير يتطلب جهداً منهجياً وسريعاً من قبل قوات الأمن لإلقاء القبض عليهم".

‏بدوره، شبّه رامي عفوديا، المسؤول السابق في مصلحة السجون الإسرائيلية في تصريح لإذاعة كان الرسمي، نجاح الأسرى الفلسطينيين في الهرب من "جلبوع" بأنه "يشبه فشل إسرائيل في حرب 1973".

ووصف مصدر أمني الحادث، للقناة 12 الإسرائيلية، بأنه "خطير ومحرج"، فيما صرّح مصدر أمني آخر لموقع "واللا" المتخصص في الشؤون الأمنية والإستراتيجية بأن الأمر يتعلق بـ"سلسلة من الإخفاقات الخطيرة"، متسائلاً: "كيف نفذوا الحفر دون علم السجانين في واحد من أكثر السجون أماناً؟ وكيف تمكنوا من إخفاء النفق والرمل الناتج عن عملية الحفر؟".

الإسرائيليون حائرون: "كيف نفذوا الحفر دون علم السجانين في واحد من أكثر السجون أماناً؟ وكيف تمكنوا من إخفاء النفق والرمل الناتج عن عملية الحفر؟" #نفق_الحرية

ووصفت صحيفة "هآرتس" الحادث بأنه "فشل أمني واستخباراتي كبير"، مبرزةً أن زكريا الزبيدي، القائد السابق للجناح العسكري لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى، الذي أدين بتنفيذ هجوم عام 2002 على مكتب حزب الليكود -أسفر عن مقتل ستة إسرائيليين- في عداد الفارين.

مخاوف سببها "التنسيق الأمني"

في سياق متصل، عبّر ناشطون فلسطينيون عن تخوفهم على مصير الأسرى الستة بسبب سياسة التنسيق الأمني التي تنتهجها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل. في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ عودة العلاقات والتنسيق الأمني مع إسرائيل عقب انقطاع لأشهر. وهو ما يراه فلسطينيون "خيانة وتخاذلاً".

لكن البعض ذكّر بأن جنين -حيث "تتحول الأفلام إلى واقع"- هي أيضاً رمز مهم في مقاومة الاحتلال على مدار السنوات وتجدر الثقة بأهلها، داعين أن يحفظهم الله من "أعين العملاء والجواسيس".

وعمّت الاحتفالات وعلت نبرة الانتصار في تعليقات الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الواقعة إثبات جديد لكذب الادعاء الإسرائيلي بالتفوق الأمني، ونصر جديد للمقاومة، و"المعنى الحقيقي للأسير المحرر" الذي ينتزع حريته ولا ينتظر أن يمن عليه بها سجّانه.

"يشبه فشل إسرائيل في حرب 1973"... الإعلام الإسرائيلي يندب والمسؤولون الأمنيون هناك يستنكرون في صدمة والحلوى توزع في غزّة، لكن ناشطين فلسطينيين متخوفون على مصير الأسرى الستة بسبب سياسة التنسيق الأمني

ووزعت الحلوى في قطاع غزة ابتهاجاً بالعملية "البطولية".

وسبق أن أُحبطت عملية هروب مماثلة في "جلبوع"، عام 2014، بعد معلومات استخبارية حول قيام أحد الأسرى المنتمين إلى حركة الجهاد الإسلامي بحفر نفق في إحدى دورات المياه.

وقد أنشىء السجن الذي يعرف بـ"الخزنة الحديدية" عام 2004، كامتداد لسجن شطة القريب، مع زيادة وتيرة اعتقال الإسرائيليين للفلسطينيين في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 - 2005). وقد بُني بطرق حديثة ومشددة تحت إشراف خبراء من أيرلندا، وهو أشبه بقلعة محصنة إذ يحيطه جدار كبير طوله تسعة أمتار يعلوه سياخ مطلي عوضاً عن الأسلاك الشائكة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard