تسبب حجم الإنفاق الضخم على "مسجد مصر الكبير" في العاصمة الإدارية الجديدة، بموجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما أن حجم الإنفاق اقترب من مليار جنيه مصري. فحسب التقديرات الرسمية ينتظر أن تبلغ تكلفة إنشائه أكثر من 760 مليون جنيه، ما يوازي (45 مليون دولار أمريكي).
مسجد مصر الكبير هو مسجد قيد الإنشاء على الطراز المملوكي، يقع على هضبة تطل على العاصمة الإدارية. وبحسب التصميمات والإنشاءات الأولية، يبلغ طول مئذنته 140 متراً. ويحتوي على 12 قبة صغيرة وثماني قباب متوسطة، وقبة رئيسية قطرها 30 متراً، ويتسع لنحو 107 آلاف مصلٍ، ويمتد على مساحة تصل 19100 متر أي نحو كيلومترين، وتتولى شركة المقاولون العرب تنفيذه تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وعند الانتهاء من بنائه، سيصبح أكبر مسجد في مصر وأحد أكبر المساجد في العالم.
45 مليون دولار كان بإمكانها بناء 1385 فصلاً دراسياً، أواستصلاح 2826 فداناً، أو بناء وتشغيل 5 محطات مياه نظيفة، أو تجهيز 100 ألف سرير عناية مركزة
تأتي أعمال إنشاء هذا المسجد في ظل وجود مسجد الفتاح العليم (أكبر مسجد في مصر في الوقت الحالي) الذي افتتح في 6 يناير/كانون الثاني 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 106 فدانين، ويتسع لـ17 ألف مصل، ويبعد عن مسجد مصر الكبيرة 14 كيلومتراً مربعاً أي نحو 14 ألف متر على خرائط غوغل، الأمر الذي دعا مغردون إلى التساؤل عن جدوى وجود مسجدين بهذا الحجم في مدينة لم يسكنها أحد بعد حتى الآن.
مغردون يعيدون طرح سؤال يتكرر مع كل مشروع قومي: ما جدواه في ظل حاجة مصر إلى مدارس ومستشفيات جديدةوتحدث الشايب عن السلالم الشرفية المؤدية إلى المسجد، والتي تصل لارتفاع 133 متراً حسب موقع خريطة مشروعات مصر، الأمر الذي يحد من سهولة صعود السلالم التي يبلغ عددها نحو 120 درجة، وفقاً لقوله، متسائلاً "من الذي يستطيع صعود كل تلك السلالم حتى يصلي؟". كما سخر مجدداً من السلالم وقال: "من ضمن إنجازات مسجد مصر الكبير في العاصمة الإدارية الجديدة، أنه أول مسجد في العالم يحتاج إلى تلفريك للصعود إليه"- والتلفريك هو قاطرة معلقة تعمل بالكهرباء للتنقل بين المناطق الوعرة.
ويدافع المؤيدون لفكرة إنشاء المسجد بأنه "ليس مسجداً فقط"، وإنما هو مركز ثقافي إسلامي يتناسب مع الجمهورية الجديدة وما تتطلبه من "نقلة حضارية ومعمارية". وهو يضم المسجد ومكتبات ثقافية ومولات تجارية وقاعات ضخمة للاحتفالات والندوات التي يعقدها كبار الشخصيات بالدولة ويتردد إليه كبار الزوار، وصالونات رئاسية، بالإضافة إلى دار تحفيظ قرآن للرجال والسيدات والأطفال، ويُعد المبنى ليكون "مسجد الدولة" الرسمي، حسب تصريحات المهندس فتحي محمد المسؤول عن تنفيذ المشروع في حديثه لصحيفة اليوم السابع المصرية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.