من بين جميع المدن الإسلامية، تحظى مدينة كربلاء العراقية بمقام معظّم عند الشيعة عموماً، والإمامية منهم على وجه الخصوص، وذلك بسبب حادثة مقتل حفيد الرسول، الحسين بن علي، فيها في عاشوراء عام 61 هـ.
مرت كربلاء بتاريخ طويل من البناء والازدهار العمراني، والذي أسهمت فيه رمزيتها الدينية المذهبية، وساعدت في إحداثه أهميتها السياسية للكثير من الدول الشيعية، كالدولة البويهية، دولة المغول الإيلخانيين والدولة الصفوية.
رغم ذلك، فقد تعرضت المدينة المقدسة لمجموعة من الحوادث والنكبات التي ألحقت بها الدمار والخراب، وعلى رأس تلك الحوادث التي وقعت في العصر الحديث، كل من الحملة الوهابية في 1802م، والمذبحة العثمانية في 1842م.
كربلاء المقدسة: أهم المدن في الذاكرة الشيعية
من المعروف أن للشيعة الإمامية خصوصية فيما يتعلق بتقديس المزارات والمقامات، فلما كانوا يقدسون أئمتهم ويبجلونهم ويقربون مقامهم من مقامات الأنبياء والمرسلين، فقد كان من الطبيعي، والحال كذلك، أن تتحول مراقد ومدافن هؤلاء الأئمة إلى مشاهد وأضرحة مقدسة، يتقربون إلى الله بزيارتها والدعاء في ساحاتها.
تقع كربلاء في وسط العراق، ويقطنها ما يقارب مليون نسمة، أغلبيتهم من الشيعة الإمامية. وتعتبر واحدة من أهم المدن مكانةً وتقديساً في المذهب الشيعي الإمامي، وذلك بسبب ارتباطها التاريخي بمأساة الحسين حفيد الرسول، واستشهاده في أرضها في العاشر من محرم عام 61هـ.
تعرضت كربلاء لمجموعة من الحوادث والنكبات التي ألحقت بها الدمار والخراب، وعلى رأس تلك الحوادث التي وقعت في العصر الحديث، كل من الحملة الوهابية في 1802م، والمذبحة العثمانية في 1842م
لاقت كربلاء اهتماماً متعاظماً من الشيعة منذ تلك الحادثة الأليمة، فتم تشييد ضريح كبير للحسين، وشُيد ضريح آخر لأخيه أبي الفضل العباس، واعتاد الشيعة، من داخل العراق ومن الدول المجاورة له، زيارة تلك المراقد المقدسة بأعداد هائلة، حيث وردت العديد من الروايات والأحاديث التي تشجع على زيارة ضريح الحسين.
ومن ذلك ما أورده جعفر بن محمّد بن قولويه القمي البغدادي، في كتابه "كامل الزيارات"، عن الإمام السادس جعفر الصادق، أنه قال: "زِيارَةُ الحُسين بن علي واجبة على كل من يقرُّ للحسين بالإمامة من الله عزَّ وجلَّ"، وقوله في موضع آخر: "زِيارةُ الحسين تعدل مِائة حَجَّة مَبرورة، ومِائة عمرة مُتَقَبَّلَة".
عمران كربلاء: من العباسيين إلى الصفويين
بحسب ما تتفق عليه أغلبية المصادر التاريخية، فإن موضع مدينة كربلاء قبل الفتح العربي للعراق، كان مجرد موضع لقرية صغيرة، وكان يعيش فيها أعداد قليلة من الفلاحين الذين يمتهنون الزراعة والرعي. بحسب ما ورد في كتاب "بغية النبلاء في تاريخ كربلاء"، لعبد الحسين الكليدار آل طعمة.
فمن المحتمل أن يكون المسلمون قد اشتقوا اسم كربلاء من كلمتي كور بابل، وقيل بل اشتُق الاسم من الكربل، وهو اسم نبات حمضي كان يُزرع في تلك الأرض، كما قيل إن الاسم قد جرى اشتقاقه من الكربله، وهي رخاوة في القدمين، وقد عُرفت كربلاء بذلك الاسم بسبب رخاوة أرضها وتربتها.
في عصر الدولة الأموية، وبعد ما جرى على أرضها في العاشر من محرم عام 61ه من أحداث دامية، بدأت الكثير من الجماعات في الوفود على كربلاء، فزاد عمرانها شيئاً فشيئاً، ولكن هذا العمران ما لبث أن تناقص في العصر العباسي، بسبب الضغط الذي مارسته السلطة ضد الشيعة والعلويين.
هذا الضغط وصل إلى ذروته في عهد الخليفة المتوكل على الله، الذي وصل لكرسي الخلافة في 232هـ، وكان معروفاً بكراهيته الشديدة لممارسات العلويين، فبحسب ما يذكر أبو الفرج الأصفهاني، في كتابه "مقاتل الطالبيين"، فأن المتوكل قد "كَرَبَ قبر الحسين وعَفَّى آثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به، فقتله، أو أنهكه عقوبة"، الأمر نفسه الذي ذكره ابن جرير الطبري، في تاريخه:
"أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه. فذُكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق -اسم أحد السجون الشهيرة- فهرب الناس، وامتنعوا من المصير إليه، وحُرث ذلك الموضع، وزُرع ما حواليه".
بحسب ما تتفق عليه أغلبية المصادر التاريخية، فإن موضع مدينة كربلاء قبل الفتح العربي للعراق، كان مجرد موضع لقرية صغيرة، وكان يعيش فيها أعداد قليلة من الفلاحين الذين يمتهنون الزراعة والرعي
بعد وفاة الخليفة المتوكل في 247هـ، وصل ابنه المنتصر بالله إلى عرش الخلافة، ولما كان يميل إلى العلويين ويحب الشيعة، فأنه قد عمل على إعادة إعمار مدينة كربلاء، فأقام ما تهدم بها من ديار، كما سمح للناس بعمرانها بعدما تركوها لفترة.
عمران كربلاء سيشهد طفرة حقيقة بعد ذلك في العصر البويهي في القرن الرابع الهجري، ذلك أن سلاطين البويهيين، الذين اعتنقوا التشيّع وتقاسموا السلطة مع الخلفاء العباسيين، قد أسهموا بقدر وافر في ازدهار تلك المدينة الصغيرة، وذلك بعدما اعتادوا على زيارة مرقد الحسين بن علي، وبعدما أنفقوا الكثير من الأموال في سبيل تزيين ذلك المرقد وتهيئته لاستقبال المريدين والأتباع.
أما في نهايات القرن السابع الهجري، فقد عرفت كربلاء موجة عمرانية حضارية جديدة على يد سلاطين المغول الإيليخانيين، الذي كانوا قد تخلوا عن معتقداتهم الدينية القديمة واعتنقوا الإسلام وفق مبادئ المذهب الشيعي الاثني عشري.
فعلى سبيل المثال، زار السلطان محمود غازان خان كربلاء وفرق الكثير من الأموال بين أهلها، كما أمر بحفر قناة مائية جديدة يخرج منها الماء من الفرات إلى سهل كربلاء، وكذلك بنى داراً كبيرة وجعلها وقفاً لإطعام الفقراء والمساكين، وعلى الطريق ذاته سار أخيه السلطان خدابنده، إذ أولى اهتماماً كبيراً بكربلاء وأنفق الكثير من الأموال في سبيل عمرانها والنهوض بها.
الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة زار مدينة كربلاء في تلك الفترة -في عام 726ه على وجه التحديد- وأسهب في وصف ما رآه فيها من محاسن، فقال واصفاً إياها في كتابه: "هي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخيل، ويسقيها ماء الفرات والروضة المقدسة داخلها، وعليها مدرسة عظيمة وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر، وعلى باب الروضة الحجاب والقومة، لا يدخل أحد إلا عن أذنهم، فيقبل العتبة الشريفة وهي من الفضة، وعلى الضريح المقدس قناديل الذهب والفضة، وعلى الأبواب أستار الحرير...".
من المحتمل أن يكون المسلمون قد اشتقوا اسم كربلاء من كلمتي كور بابل، وقيل بل اشتُق الاسم من الكربل، وهو اسم نبات حمضي كان يُزرع في تلك الأرض، كما قيل إن الاسم قد جرى اشتقاقه من الكربله، وهي رخاوة في القدمين، وقد عُرفت كربلاء بذلك الاسم بسبب رخاوة أرضها وتربتها
في نهاية القرن الثامن للهجرة، شهدت أرض كربلاء بعض المعارك بين جيوش تيمورلنك والدولة الجلائرية التي كانت تحكم مساحات واسعة من إيران، ورغم ذلك لم تُضر المشاهد المقدسة الموجودة في المدينة، إذ تتفق الأقوال على أن جنود تيمورلنك الذين انتصروا في المعركة، قد زاروا مرقد الحسين بن علي، وفرقوا الأموال بين أهل كربلاء ثم غادروا المدينة دون أن يتعرضوا لها بأذى.
أما في القرن العاشر الهجري، فسنجد أن كربلاء قد لقيت نفسها وقد وقعت -كبقية المدن العراقية- بين قوتين كبيرتين، وهما الدولة الصفوية الشيعية في إيران وأفغانستان، والدولة العثمانية السنية في آسيا الصغرى وبلاد الشام.
الصفويون الذين فرضوا نوعاً من أنواع التشيّع القسري على سكان إيران، عرفوا أن لكربلاء أهمية رمزية كبرى في مشروعهم السياسي، ومن ثم فقد اجتهدوا كثيراً في الاستيلاء عليها، وزارها بعض الشاهات العظام، من أمثال إسماعيل الصفوي، وابنه طهماسب، وأنفق هؤلاء أموالاً طائلة لتزيين المراقد المقدسة في سبيل إثبات شرعيتهم وأحقيتهم بالحكم.
على الجانب الآخر، فإن العثمانيين -المتأثرين بالطرق الصوفية الشيعية- قد عملوا على مد سيطرتهم على كربلاء، وزارها بعض سلاطينهم، ومنهم السلطان سليمان القانوني، الذي أمر في 941ه بحفر نهر جديد للمدينة، كما جدد من بنيان المرقد الحسيني.
هذا التنافس المستمر، تسبب في نهاية المطاف في ازدهار كربلاء، حتى وصفها القاضي نور الله الشوشتري في مجالسه، بقوله: "والحال إن مشهد كربلاء من أعظم الأمصار ومجمع أخيار كل الديار، والماء العذب يجري في غدرانها، والبساتين الغناء تحيطها...".
خراب كربلاء: من الحملة الوهابية إلى المذبحة العثمانية
تعرضت كربلاء إلى حادثتين مروعتين في تاريخها الحديث، الأولى هي الهجمة الوهابية السعودية في 1802م، والثانية هي الحملة العثمانية في 1842م.
الصفويون الذين فرضوا نوعاً من أنواع التشيّع القسري على سكان إيران، عرفوا أن لكربلاء أهمية رمزية كبرى في مشروعهم السياسي، ومن ثم فقد اجتهدوا كثيراً في الاستيلاء عليها، وزارها بعض الشاهات العظام، من أمثال إسماعيل الصفوي، وابنه طهماسب
فيما يخص الحادثة الأولى، فقد وردت وقائعها في الكثير من المراجع، ومنها على سبيل المثال كتاب "الدولة السعودية الأولى والدولة العثمانية" للدكتور محمد بن سليمان بن عبد العزيز الخضيري، والذي جاء فيه أن النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، قد شهد اندلاع مجموعة من الحروب والغارات المتبادلة ما بين ولاية بغداد التابعة للسلطنة العثمانية من جهة، والدولة السعودية الأولى من جهة أخرى، وفي 1798م تم عقد هدنة لمدة 6 سنوات بين الطرفين.
ولكن بعد سنة واحدة فحسب، قامت قبيلة الخزاعل الموالية لبغداد بمهاجمة وقتل بعض القبائل المتحالفة مع السعودية، فرد الأمير سعود بن عبد العزيز على ذلك بتجهيز حملة كبيرة بلغ تعدادها عشرين ألف مقاتل، بحسب أرجح الروايات، وقادها إلى داخل الأراضي العراقية، وبحسب ما هو معروف، فإن الحملة وصلت كربلاء في الثامن عشر من ذي الحجة، يوم عيد الغدير، وكان الكثير من أهل كربلاء قد سافروا إلى النجف الأشرف لإحياء ذلك العيد الذي يشغل مكانة مهمة في المذهب الشيعي الإمامي.
السعوديون الذين لم يواجهوا قوة عسكرية تردهم، دخلوا مدينة كربلاء في الحادي والعشرين من شهر إبريل سنة 1802م، وقاموا بهدم القباب الموضوعة على مراقد الحسين وغيره من آل البيت المدفونين في كربلاء، لأنهم كانوا يعتقدون أن تلك القباب ما هي إلا نوع من أنواع الشرك والكفر والبدع، كما نهبوا وسبوا وقتلوا الكثير من أهل المدينة، ويوجد خلاف كبير حول أعداد القتلى، فبينما تصل بهم بعض المراجع الشيعية لما يزيد عن العشرين ألف قتيل، فإن بعض الباحثين الموالين للدولة السعودية قد قدروهم بأقل من الألف قتيل.
يوم سقوط كربلاء بيد العثمانيين استُبيحت المدينة وقُتل الآلاف، وقد ورد في بعض المصادر العراقية أن عدد القتلى كان يزيد عن العشرين ألف رجل وامرأة وصبي، وأنه كان يتم دفن القتلى بشكل جماعي ويُهال عليهم التراب بلا غُسل ولا كفن
هذه الواقعة أثرت كثيراً في تدهور حالة كربلاء، خصوصاً بعد كل ما تعرضت له المدينة من حالات النهب والسلب، والتي ورد ذكر بعضها في كتاب "بغية النبلاء في تاريخ كربلاء"، وبعد أن أتم الأمير سعود مهمته الحربية التفت نحو خزائن القبر -التي يقصد بها خزائن المرقد الحسيني- وكانت مشحونة بالأموال الوفيرة وكل شيء نفيس، فأخذ كل ما وجد فيها... وكان من جملة ما أخذه لؤلؤة كبيرة وعشرين سيفاً محلاة جميعها بالذهب ومرصعة بالحجارة الكريمة وأوان ذهبية وفضية وفيروز وألماس وغيرها... وقد صارت كربلاء بعد هذه الواقعة في حال يرثى لها...".
بعد أربعين عاماً فحسب من وقوع تلك الكارثة، تعرضت كربلاء لنكبة أخرى لا تقل دموية، وذلك في عام 1842م، وذلك عندما وقعت الحادثة المشهورة باسم "غدير الدم". بحسب ما تذكره المراجع التاريخية، فإنه لما رفض أهل كربلاء أداء الضرائب والمكوس المبالغ فيها، والتي فُرضت عليهم من قِبل الدولة العثمانية.
فإن الوالي العثماني على العراق نجيب باشا، قد قام بتجهيز جيش كبير بقيادة سعد الله باشا، وسار هذا الجيش إلى كربلاء وحاصرها حصاراً شديداً لمدة 25 يوماً، وقطع عنها المياه الصالحة للشرب، حتى أصاب الكربلائيون العطش الشديد، ولكنهم رغم ذلك ظلوا محافظين على ثباتهم، وبقوا في أماكنهم على أسوار المدينة ليمنعوا العثمانيين من دخولها.
الباحث العراقي عبد الرازق الحسيني، ذكر في كتابه "تسخير كربلاء"، تتابع الأحداث في تلك الظروف العصيبة، فقال: "أوعز نجيب باشا إلى قائد المدفعية أن يشرع في هدم السور المحيط بالمدينة، مهما كلفه الأمر، ليتمكن الجنود من الدخول إليها بيسر ويقضي على المقاومة وعلى القبائل التي نفرت للمساعدة، وفي فجر الحادي عشر من شهر ذي الحجة سنة 1258هـ/ الثالث عشر من شهر كانون الثاني سنة 1843م، أخذت المدافع في إطلاق قنابلها على السور بشدة.
فاستطاعت أن تفتح ثغرة واسعة من ناحية باب النجف، وإذا بفريق من الجند يتسلق السور ويمشي فوقه بسلاحه، وفريق آخر يدخل من الثغرة ويتغلغل في أطراف السور وكان الفريقان يطلقان النار على كل من يلقيانه، فهال ذلك أمر المدافعين، واتقدت جذوة المقاومة في نفوس الأهلين واشتعلت نيران الحماسة في صفوفهم على اختلاف طبقاتهم وتباين نزعاتهم، على الرغم من الخلافات المزمنة التي كانت متأصلة في نفوسهم، فنزلوا إلى ميدان القتال متحدين متضامنين".
بعد فترة من المقاومة سقطت كربلاء بيد العثمانيين، واستُبيحت المدينة المقدسة لساعات، وقُتل يومها الآلاف من أهل كربلاء، وقد ورد في بعض المصادر العراقية أن عدد القتلى كان يزيد عن العشرين ألف رجل وامرأة وصبي، وأنه كان يتم دفن القتلى بشكل جماعي ويُهال عليهم التراب بلا غُسل ولا كفن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...