نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تسريبات تظهر تعدي عشرة ضباط على الأقل من جنود الاحتلال على سجناء فلسطينيين، وقالت الصحيفة إن هذه الاعتداءات تم الإبلاغ عنها، لكن سلطات التحقيق الإسرائيلية أغلقت التحقيق في القضية بعد سؤال أربعة فقط من الضباط، ولم تُدِن أحداً.
بالرغم من أن الكاميرات أظهرت وجوه المعتدين بوضوح، تم إغلاق ملف القضية بدعوى أن سلطات التحقيق لم تتمكن من الاستدلال على فاعل بعينه.
تسريبات الاعتداء
وقع الاعتداء الذي نشرت هآرتس خبرًا عنه، اليوم 12 يونيو/ حزيران، في عنبر 3 بسجن كيتسيعوت بالنقب، حيث قام الضباط الإسرائيليون، في 24 مارس/ أذار 2019، بتقييد 55 سجيناً فلسطينياً وإلقائهم على الأرض، وسجلت الكاميرات لقطات الضباط وهم يتجمعون ويجبرون السجناء على النوم على بطونهم أو الانحناء نحو الأرض بعد تقييد أيديهم خلف ظهورهم، قبل أن ينهالوا عليهم ضربًا وركلًا، ويأمروهم بالسكوت والتوقف عن الحركة أثناء تعرضهم للضرب.
وبالرغم من أن الكاميرات أظهرت وجوه المعتدين بوضوح، تم إغلاق ملف القضية بدعوى أن سلطات التحقيق لم تتمكن من الاستدلال على فاعل بعينه.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن وقائع الاعتداء جرت في جناح مخصص للسجناء المنتمين إلى حركة حماس، بعدما قررت سلطات السجن تطبيق نظام جديدة يمنع السجناء السياسيين من الاتصال بذويهم، مستخدمين هواتف محمولة مهربة، بعدها طعن أحد السجناء ضابطين من شرطة الاحتلال، مما تسبب في إصابة أحدهما إصابة خطيرة، وبدأت وقائع التعدي على جميع نزلاء العنبر.
صورًا مسربة أظهرت مشاركة جنود من دولة الاحتلال في بناء وحدة استيطانية غير مشروعة في الضفة الغربية، على الرغم من أن وزير جيش الاحتلال بني غانتس أمر بهدمها.
وكان رد إدارة السجن في التحقيق أن الضباط كانوا يحاولون استعادة النظام بسبب "فوضى تسبب بها" السجناء الفلسطينيون، إلا أن التسجيلات التي حصلت عليها هآرتس لا تظهر أي حال احتجاج أو فوضى في صفوف السجناء. ولم تظهر سوى العنف الذي مارسه الضباط الإسرائيليون.
وقال فلسطيني من السجناء المعتدى عليهم يدعى أمير سالم من مخيم الشوفات للاجئين، إن الضباط بدأوا في جمع بعض نزلاء عنبر 4 لنقلهم إلى عنبر 3، وأضاف في شكواه التي تقم بها رسميًا: "سمعنا أثناء نقلنا من يصرخ ‘ طعن، طعن’ وخلال دقائق جاء ضباط الماسدا (وحدة حراسة السجون الإسرائيلية) وبدأوا في إطلاق الرصاص علينا، فجرينا للاختباء عند الجانب الآخر من العنبر". ثم وصلت وحدات "التدخل السريع" وبدأت الاعتداء على النزلاء. يقول سالم: "كاننا لسنا بشرًا، القوا بنا في وسط العنبر وبدأوا ضربنا بعدما تأكدوا أنه ليس بمقدورنا الدفاع عن أنفسنا".
وبحسب الإفادات الرسمية للسجناء والتي لم يحقق فيها بجدية، فإن الضرب والانتهاكات استمرا عدة ساعات، وتسببا في إصابات شديدة بين السجناء إذ تحطم فك احدهم وصودرت ملابسهم ومراتب النوم، وجرى تنظيم ما أسماه الحراس "حملة تاديب". وظل السجناء مربوطين على الأرض وهم يتعرضون للضرب والركل والسباب العنصري مع الحرمان من استخدام دورات المياه إلى طلوع النهار، إذّاك اضطر المرضى منهم إلى "بل أنفسهم" بحسب التعبير الذي استخدمه أحد السجناء.
وأخرى لبناء غير قانوني
وكانت هآرتس قد نشرت أمس، الجمعة 11 حزيران، صورًا مسربة تظهر مشاركة جنود من دولة الاحتلال في بناء وحدة استيطانية غير مشروعة في الضفة الغربية، على الرغم من أن وزير جيش الاحتلال بني غانتس أمر بهدمها.
وقالت الصحيفة إن الصور التي تظهر مشاركة الجنود يعود تاريخها إلى أسبوعين مضيا. وتظهر عددًا من الجنود يحملون وحدة سابقة التجهيز مهيأة للعمل كبيت مؤقت. وقال الجيش الإسرائيلي في رد على الصحيفة إن الجنود لم يتلقوا موافقة على المشاركة في بناء الوحدات. وتعهد الجيش التحقيق في الموضوع ومحاسبة الجنود "إن ثبُت خطأهم".
وتشهد مستعمرة أفياتار الصادر أمر بإخلائها مواجهات عنيفة بين المستوطنين وأصحاب الأرض الفلسطينيين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...