شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
رياضيون عرب ملهمون في بارالمبياد طوكيو

رياضيون عرب ملهمون في بارالمبياد طوكيو

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 2 سبتمبر 202107:28 م

في حين أن مجرد الوصول والمشاركة في دورة الألعاب البارالمبية يعد إنجازاً في ذاته، إلا أن بعض الرياضيين العرب أبوا إلا أن يسطروا مزيداً من الإنجازات والتميز من خلال مشاركاتهم في بارالمبياد طوكيو 2020.

لفت بعضهم الأنظار بأدائه ونتائجه، فيما صنعت "قصص كفاح/ معاناة" بعضهم الآخر وقوة إرادته الفارق. من أبرز هؤلاء لاعب تنس الطاولة المصري إبراهيم حمدتو، ومواطنته الرباعة الاستثنائية فاطمة عمر، ولاعب كرة القدم للمكفوفين المغربي زهير سنيسلا، وبطل ألعاب القوى العراقي جراح نصار.

إبراهيم حمدتو… أسطورة فرعونية

في سن الـ48 عاماً، شارك بطل تنس الطاولة المصري إبراهيم حمدتو في الألعاب البارالمبية للمرة الثانية. على الرغم من خروجه من دور ربع النهائي وعدم حصوله على ميدالية، أصبح أشهر رياضي عربي وخطف الأضواء حتى أكثر من المتوجين بالذهب.

كانت لحظة بداية حميدتو لـ"الإرسال" -أي بداية الهجمة ولعب الكرة- كافية لتلتقطها عدسات الكاميرات وتروجها وسائل الإعلام العالمية كلقطة ملهمة. اعتمد البطل المصري على فمه للإمساك بالمضرب عوضاً عن يديه اللتين خسرهما في حادث قطار وهو بعمر 10 سنوات فقط، بينما استخدم قدمه اليمنى لرمي الكرة.

انهالت الإشادات على حمدتو، بما في ذلك من اللجنة البارالمبية الدولية والمصنف الأول عالمياً في لعبة التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي قال إنه "منبهر" بما فعله حمدتو.

لكن المظهر المشرف والأداء الرائع الذي قدمه حمدتو رغم الخروج من المنافسات، تقف خلفه معاناة طويلة إذ دخل عالم الرياضة من باب كرة القدم التي فشل في الاستمرار بها لتكرار سقوطه وعدم قدرته على الحفاظ على توازنه. 

بعدها، بدأ حمدتو في ممارسة تنس الطاولة، حاول كثيراً إمساك المضرب تحت إبطه لكنه لم ينجح ليبدأ في الاعتماد على فمه كأول شخص في العالم يحترف تنس الطاولة بهذه الطريقة.

في العاشرة من عمره، فقد #إبراهيم_حمدتو ذراعيه في حادثة قطار. وبعمر 48، أبهر العالم كأول لاعب تنس طاولة محترف يمسك المضرب بفمه تساعده قدمه في رمي الكرة. وهو الآن مرشح لنيل "درع الملهم الرياضي" في بارالمبياد طوكيو 

حتى مع الاعتماد على فمه، لم يكن طريق حمدتو يسيراً إذ تعرض لإحباطات متكررة لعدم وجود رعاية مالية له واضطراره إلى إنفاق الكثير من الأموال على علاج أسنانه التي يعتمد عليها بشدة.

وقال حمدتو في تصريحات سابقة إنه شعر باليأس مراراً وفكر في التوقف عن الرياضة قبل أن يرجع في ذلك مدفوعاً بإرادته الفولاذية. يعمل حمدتو موظفاً في وزارة التربية والتعليم المصرية وقد توقف تعليمه عند الثانوية الأزهرية.

حقق حمدتو الميدالية الذهبية الشرفية في بطولة أفريقيا لتنس الطاولة عام 1991، ثم المركز الرابع في بطولة مصر الدولية لتنس الطاولة عام 2005. وفي أعوام 2011 و2013 و2015، حصل على فضية بطولة أفريقيا. وتأهل بالميدالية الأخيرة إلي الدورة البارالمبية ريو 2016.

حالياً، حمدتو مرشح للحصول على درع الملهم الرياضي خلال بارالمبياد طوكيو 2020.

جراح نصار… ملحمة عراقية

جراح نصار (30 عاماً)، الذي كان يعمل بائع خضروات وفاكهة بسيط في العراق وتدرب على نفقته الخاصة حتى أصبح بطلاً بارالمبياً، حصد للعراق أول فضية في طوكيو 2020، في رياضة رمي الثقل (دفع الجلة).

ولد البطل العراقي، وهو من قصار القامة، في مدينة الناصرية، محافظة ذي قار، عام 1991، في عائلة فقيرة. توقفت دراسته عند المرحلة الابتدائية حيث اتجه إلى العمل في "بسطة خضار" بأحد الشوارع القريبة لمنزله كمصدر لإعاشة عائلته. وظل بنفس المهنة حتى بعد زواجه وإنجابه أربعة أطفال.

من بائع في "بسطة خضار"، صنع #جراح_نصار ملحمته الخاصة؛ كان يتدرب على سطح منزله بواسطة أكياس أسمنت لعجزه عن تحمل نفقات الصالات الرياضية. مع ذلك، حصد لـ #العراق فضية بارالمبياد طوكيو في رمي الجلة

في الأثناء، كان نصار يتدرب فوق سطح منزله بواسطة أكياس مملوءة بالأسمنت لعجزه عن تحمل نفقات التدريب في الصالات الرياضية. وزادت جائحة كورونا وتأزم العراق اقتصادياً صعوبة استعداد نصار لبارالمبياد طوكيو.

رفع نصار علم واسم العراق عالياً خلال مشاركاته العربية والآسيوية والعالمية؛ ذهبية بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في قطر عام 2015، وذهبية الألعاب البارالمبية ريو دي جانيرو عام 2016، وذهبية بطولة العالم في لندن عام 2017.

حقق نصار أيضاً فضية بطولة العالم في دبي عام 2019، ومن قبلها ذهبية دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية في إندونيسيا عام 2018، وذهبية بطولة فزاع لألعاب القوى البارالمبية بالإمارات عام 2018.

رغم إنجازاته العديدة، يعمل نصار حالياً موظفاً بسيطاً في وزارة الشباب والرياضة العراقية لإعالة نفسه وأسرته.

فاطمة عمر… امرأة حديدية

أصبحت الرباعة المصرية البارالمبية فاطمة عمر (48 عاماً) أول رياضية تحرز ميدالية في ست دورات أولمبية متتالية بعد حصولها على فضية وزن 67 كلغ في طوكيو 2020 عقب رفع وزن مقداره 120 كلغ.

بدأت عمر، من كرسيها المتحرك، ممارسة رياضة رفع الأثقال عام 1994 في وزن 35 كلغ. وكانت أولى مشاركاتها الأولمبية في سيدني 2000 ثم أثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012، وقد حصدت الميدالية الذهبية في كل دورة من الأربعة. وخلال مشاركتها في دورة ريو 2016، حصدت الميدالية الفضية، ليصبح في رصيدها أربع ذهبيات وفضيتان.

حققت الرباعة المصرية البارالمبية #فاطمة_عمر (48 عاماً) إنجازاً تاريخياً بعدما أصبحت أول رياضية تحرز ميدالية في ست دورات أولمبية متتالية بعد حصولها على فضية وزن 67 كلغ في بارالمبياد طوكيو

علاوة على الميداليات البارالمبية، تمتلك عمر في رصيدها 30 ميدالية متنوعة في البطولات الدولية التي شاركت بها على مدى 20 عاماً. وقد صنفها الاتحاد الدولي للعبة كـ"أعظم رياضية" في تاريخ رفع الأثقال على المستوى البارالمبي.

وكانت التحديات قد تكالبت على عمر قبيل بارالمبياد طوكيو 2020 حيث كانت موقوفة عن المشاركة الدولية حتى قبل يوم واحد من موعد سفرها، علاوة على معاناتها إصابة شديدة في فقرات العنق، وعدم تمكنها من الاستعداد بشكل جيد في ظل الجائحة. 

قالت في مقابلة بعد الفوز بالفضية إن أقصى آمالها كان تحقيق الميدالية البرونزية وإن الفوز بالفضية كان مفاجأةً سارة لم تنتظرها.

زهير سنيسلا… ظاهرة مغربية

على الرغم من حرمانه من نعمة البصر، جذب لاعب المنتخب المغربي لكرة القدم الخماسية للمكفوفين، زهير سنيسلا الأنظار جميعها في دورة طوكيو 2020 البارالمبية بعدما تمكن من التفوق على لاعبين مبصرين في تسجيل الأهداف.

على الرغم من حرمانه من نعمة البصر، جذب لاعب المنتخب المغربي لكرة القدم الخماسية للمكفوفين، #زهير_سنيسلا الأنظار جميعها في بارالمبياد طوكيو بأهدافه الرائعة، بما في ذلك ضربة جزاء لا تصدق في حارس مرمى إسبانيا "المبصر"

قاد سنيسلا، ابن 22 ربيعاً، منتخب بلاده للفوز على نظيره التايلاندي بهدفين دون رد أحرزهما ببراعة شديدة، معتمداً على صوت الأجراس في الكرة. ثم تعادل لفريقه في المباراة التالية أمام إسبانيا، وهي نتيجة لم تكن متوقعة.

وقف سنيسلا ليسدد ضربة جزاء أمام حارس إسبانيا "المبصر"، وتمكن من إحراز الكرة في المرمى الضيق الذي لا يراه، في مشهد أذهل جميع الحضور.

حتى في المباراة الافتتاحية التي خسرها المغرب أمام منتخب الأرجنتين بهدفين لهدف، كان سنيسلا صاحب الهدف الرائع والوحيد للمغرب.

بالرغم من خروج المنتخب المغربي من دور نصف النهائي في الدورة البارالمبية أمام البرازيل البطل الأوحد للعبة، بهدف دون رد، إلا أن أداء وأهداف سنيسلا ظلت محل احترام وتبجيل.

وحتى الآن، بلغ إجمالي ما حققه العرب من ميداليات في بارالمبياد طوكيو 29 ميدالية، سبعة منها للجزائر، ومثلها لمصر، وستة لتونس، وأربعة للأردن، واثنتان للعراق، وميدالية لكل من الإمارات والمغرب والكويت.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image