شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ضحايا الهولولكوست العرب ومغامرات

ضحايا الهولولكوست العرب ومغامرات "مانو" في بغداد... جرعة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 29 أغسطس 202105:09 م

هل تخلو أفغانستان من أهلها؟

تحتفل دول العالم، في مشرقه ومغربه، بعمليات إجلاء الأفغان، سواء نحو قطر والإمارات أو نحو فرنسا وبلجيكا، ولا يمكن لنا سوى أن نتعاطف ونتمنى للجميع النجاة من "جحيم" طالبان، حسب وصف البعض، لكن السؤال الذي لا يمكن إنكاره، والذي لم يطرح في العديد من وسائل الإعلام الكبرى، ما هو مصير من يتمّ إجلاؤهم، أي ما هي الوضعية القانونية التي سيحصلون عليها في البلدان المضيفة؟

صور الترحيب بالوافدين الجدد وهبوط الطائرات في مطارات الحرية وحقوق الإنسان دائماً مفرحة، لكن، وكما نقرأ في موقع وزارة الخارجية الفرنسية، القادمين ستساعدهم فرنسا في طلبات اللجوء وعملية الاندماج، هذه الديباجة التي يعلم كل اللاجئون معناها وما تخفيه من صعوبات و"عنصرية" وتعطيل للحياة، لكن لا مشكلة في كل هذا، الأهم هي النجاة.

لكن ما يُتخوّف منه دوماً، هو سياسات الاستضافة المشينة التي تتبعها أوروبا، خصوصاً أن المواطنين الأفغان وصلوا كتلة واحدة، ولا نعلم ما إذا سيكون هناك مخيمات لهم أو سيتم نشرهم في فنادق المدن، أي ما هي السياسة المتبعة لـ"توطين" هؤلاء الناجين، و"دمجهم" في المجتمع، وهل سيتم التعامل معهم كما حصل مع غيرهم سابقاً، أي النفي إلى مساحات هامشية ضمن غيتوهات يعانون فيها الأمرين؟

لنترك محمد رمضان ودكتوراه جانباً... ما يهمنا فعلاً هو إمكانية منح دكتوراه لكثير من المجرمين بناء على إنجازاتهم الإجرامية التي أضافت للمعرفة البشريّة ما لم تكن تعرفه

د. محمد رمضان مع وقف التنفيذ!

قامت الدنيا ولم تقعد بسبب حصول المصري محمد رمضان على دكتوراه فخرية، وتتالت التحقيقات الصحفية لكشف حقيقة ما حصل، من الجهة التي منحت الدكتوراه، وما هي مصداقيتها؟ الأمر المثير للاستغراب حقاً، أن الأمر لا يستحق كل هذا، سواء دكتوراه حقيقية أو فخرية، لا يهم، وحسبما يقال: "قلة حمير معهم دكتوراه!"، ناهيك أن السيسي يحمل دكتوراه فخرية، والمفارقة أنها من جامعة مختصة بـ"الدراسات الاقتصادية"، لذا لنترك رمضان ودكتوراه جانباً، لكن ما يهمنا فعلاً هو إمكانية منح دكتوراه للكثيرين بناء على إنجازاتهم التي أضافت للمعرفة البشريّة ما لم نكن نعرفه، ومن هؤلاء نرشح:

1- علي مملوك (نائب رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية- سوريا): دكتوراه إثر مساهمته في تقنيات الاختباء وقيادة منظومة أمنيّة استثنائيّة، قادرة على ترهيب شعب بأكمله وإخفاء نصفه تحت الأرض.

2- محمد سلمان ( ولي عهد المملكة العربيّة السعوديّة- السعوديّة): دكتوراه نتيجة إثباته إمكانية التهرّب من قتل صحفي دون أي محاسبة، والاختصاص الدقيق له، فعاليات السيادة الاستثنائية في السفارات.

3- قيس سعيد ( رئيس الجمهورية- تونس)، إكمالاً لتحصيله الأكاديميّ ورغبة في منحه درجة الأستاذيّة، لا بد من منحه دكتوراه في كيفية التحول من أستاذ في القانون الدستوري، إلى كيان استثنائي يعطل الدستور ويتحرك فوقه بالصورة التي يراها مناسبة.

4- محمد بن راشد آل مكتوم ( حاكم دبي- الإمارات العربيّة المتحدة): دكتوراه حول قدرته على تعمير أغلى مدينة في العالم دون أن تكون صالحة للسكن.

ضحايا الهولولكوست من العرب: تاريخ المركزيّة الأوروبيّة المُريب

تغير شكل الثقافة الأوروبية بعد الهولوكوست، وتمركزت حول حدث الإبادة، هذا الذي لا يمكن التشكيك به أو طرح أسئلة حوله، وتحول اليهود إلى ضحايا عالميين على الجميع التعاطف معهم، وضمن إجراءات إعادة الاستحقاق لهؤلاء الضحايا ومنع تكرار ما حصل، والأهم، محاكمة المذنبين، هناك تعويضات تدفع للناجين من المحرقة ومن شر النازيّة، لكن، هؤلاء الضحايا هم فئة محددة فقط، أوروبيون بصورة دقيقة، إذ قضت المحكمة العليا في إسرائيل مؤخراً بأن اليهود المغاربة لم يتعرّضوا لما تعرّض له الأوروبيون، بالتالي لا يتم تصنيفهم كناجين من المحرقة، ولا يتمتعون بحقوق هذه النجاة، كونهم تعرّضوا فقط لاضطهاد اقتصادي.

لكن ماذا عمن أحرقوا فعلاً، أولئك الذين تندر الدراسات حولهم، الأهم، العدالة الانتقائية هذه تدفعنا لإعادة النظر ثقافياً في مركزية الهولوكوست، كون المساس به ممنوعاً قانوناً في العديد من البلدان الأوروبيّة، والإمارات مثلا تحيي ذكراه، بصورة أدق، أين يضع "العرب" أنفسهم من الهولوكوست، والمركزية الأوروبية المرتبطة به، أيضاً، مركزية الضحية اليهوديّة ثمن يدفعه العالم بأكمله، مجازاً وحقيقةً في حالات متنوعة، وهذا ما يحلنا بدقة إلى طبيعة العدالة المرتبطة بالهولوكوست، وأسسها العنصرية أين نقف منها، وكيف نتعامل قانونياً مع دول تمارس انتقائيّة في الضحايا، واحتلال يعاقب ويجازي من يشاء فقط .

كم هو مقدار التعويضات التي يجب دفعها لأطفال سوريا واليمن والعراق بسبب صورهم التي تنتشر في كل مكان؟ ربما بعد سنوات، سيبدأ أصحاب الصور بالمطالبة بحقوقهم، وإعادة امتلاك صورهم وأوجههم ولحمهم، ليستعيد إثرها من فقد كل شيء، امتلاك صورهم على الأٌقل

عدالة الطفل العاري

سبنسر ألدن، هو اسم الطفل العاري الذي يظهر على غلاف ألبوم Nevermind، لفرقة نيرفانا الشهيرة، ألدن يقاضي الفرقة وأصحاب حقوق أغنياته ويتهمهم بالإساءة إلى طفولته واستغلاله. نتأمل هنا، ونستذكر صور مئات الأطفال الأحياء والموتى والناجين من العالم العربي، صور بثّت على كافة المنصات بكافة الأشكال، وتحول الكثير منها إلى أيقونات، ونسأل: متى يمكن أن تتحقق العدالة الخاصة بهم؟ وهنا نتحدث عن أبسط أشكال العدالة، الحق بالصورة، الحق بألا يتحول الأطفال والعنف السياسي المطبق عليهم إلى مواد إعلامية لإثارة الرأي العام.

كم هو مقدار التعويضات التي يجب دفعها لأطفال سوريا واليمن والعراق بسبب صورهم التي تنتشر في كل مكان؟ ربما بعد سنوات، سيبدأ أصحاب الصور بالمطالبة بحقوقهم، وإعادة امتلاك صورهم وأوجههم ولحمهم، ربما في ذلك عدالة ما، يستعيد إثرها من فقد كل شيء، امتلاك صورهم على الأٌقل.

مغامرات "مانو" في بغداد

حطت طائرة الرئيس الفرنسي "مانو" في مطار بغداد، وأكد في مؤتمر صحفي على أهمية الوقوف بوجه تنظيم الدولة والأخطار المتوقعة من طالبان، وأكد، بكلام تقشعر له الأبدان، التزام بلاده بمكافحة الإرهاب. بالطبع "مانو" يتجاهل حقيقة الفرنسيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش وما زالوا في السجون أو مخيمات الاعتقال، فأولئك لا مكان في فرنسا لهم، بل ربما هم جزء من إرهاب المنطقة، والأفضل تركهم لموتهم أو قصفهم لاحقاً.

نفاق فرنسا هنا و تصديرها مشاكلها وجهاديها إلى الشرق الأوسط لا يختلف عن وقاحة مانو وهو يعلم أن مواطنيه في السجون العراقية، فتنظيم الدولة مشكلة الشرق الأوسط. فرنسا تقصف من بعيد، أما نظامها القضائي ومصلحة السجون فيها، لا تمتلك البنى التحتية القادرة على استيعاب الجهاديين الفرنسيين، كل هذا التحذلق واللعب السياسي، هو محاولة من فرنسا وأوروبا غسل يديها من داعش، والتأكيد على أنها مشكلة خارجية، لا علاقة للنظام التعليمي والاقتصادي الأوروبي بها.

رون جيرمي وراء القضبان

سواء عرفنا اسمه أو لا، فوجه رون جيريمي وقضيبه أشهر من نار على علم، إن صح التعبير، ومؤخراً، تم إلقاء القبض عليه بسبب اتهامه بأكثر من 30 واقعة تحرش جنسي. الممثل الإباحي النشط لأكثر من 25 عاماً، يواجه العدالة بعد أن "استغل" الكثيرات، طبعاً، لا نحاول هنا أن نهاجم صناعة البورنوغرافيا أو نبرّئ أحداً من تهم التحرش والاغتصاب، حتى لو كان ممثلاً أو ممثلةً إباحيّة، لكن المثير للاهتمام هو الصورة النمطية التي تحكم هذا القطاع من الإنتاج، و هذه التهم، وغيرها التي لاحقت مؤدين رجال آخرين، تكشف لنا أن الوحشية الذكورية لا تعرف حدوداً، وبصورة أدق، لا تشبع.

الصور المسربة من سجن "إيفين" في إيران، تكشف لنا عن كتلة بشرية، تعمل حرفياً على تطبيق العنف، ربما صور عالية الدقة هي ما يمكن أن تحرك المجتمع الدولي، أو تدفع أولئك الجلادين أنفسهم للتحديق بصورهم ومحاولة الإجابة عن سؤال: "لم كل هذا العنف؟"

إعادة صناعة البورنوغرفيا النظر في ذاتها وتقنين الأداء الإباحي، خطوة جديدة نحو تحرير هذا القطاع من التحديقة الذكوريّة، والارتقاء الفني به، بحيث لا يكون مساحة للعنف والكسب السريع، بل شكلاً فنياً تُحمى فيه حقوق المشاركين. ما نحاول قوله، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع البورنوغرافيا، هناك من يتعرض للعنف والظلم، ولابد من أن ينال عقابه، والأهم، لابد من أن تعيد النساء امتلاك هذه الصناعة والتحرر من جيرمي وأمثاله .

انتهاك حقوق الإيرانيين بصورة عالية الدقّة

قليلة هي التسريبات التي نشاهد فيها ما يحصل داخل السجون سيئة السمعة في الشرق الأوسط، فعدا عن تسريبات أبو غريب، والفضيحة التي طالت الجيش الأمريكي، لا نعلم ما يحصل عادة في سجون شهيرة في سوريا ومصر والسعوديّة، ونكتفي بالحكايات التي توظفها السلطة السياسية لنشر الرعب وشهادات الناجين في التقارير الصحفية والإنسانيّة، لكن هذه المرة نستطيع أن نحدق في الصورة ذات الدقة العالية المسربة من داخل سجن "إيفين" في إيران، لنشاهد بأم أعيننا ما يتعرّض له السجناء هناك. انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ولا نقول إن أيران جنة الحقوق المدنيّة، لكن أن نرى بهكذا وضوح ما يحصل في أبنية الرعب في المنطقة، يكشف لنا حقيقة ما يختبره من لم يرحلوا، أولئك الذي ما زالوا في أوطانهم، عرضة لأن يكون أي واحد منهم ضحية ماكينات العنف الهمجية التي تحكم بالخوف والتجويع.

ناهيك أن هذه الصور تكشف لنا عن كتلة بشرية، تعمل حرفياً على تطبيق العنف وضبط أجساد المواطنين في كتل لحم مطيع، كل هذا الرعب نشير إليه كون الحكايات لم تعد تكفي، والشهادات يُشكك بها، ربما صور عالية الدقة هي ما يمكن أن تحرك المجتمع الدولي، أو تدفع أولئك الجلادين أنفسهم للتحديق بصورهم ومحاولة الإجابة عن سؤال: "لم كل هذا العنف؟".

*المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image