وسط حالة "التجميد"، جبراً أو طواعيةً، التي تعاني منها غالبية الأحزاب السياسية المصرية، يصير إطلاق كيان سياسي شبابي جديد مثل "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة"، الذي ترعاه السلطة بأجهزتها المختلفة، أمراً مثيراً للجدل، ويجعل علامات استفهام كثيرة تُطل برأسها من جديدٍ على الأهداف والأسباب الحقيقية من تدشين ذلك الكيان الذي من المتوقع له أن يجد دعماً من الآلة الإعلامية الدعائية، عبر الفضائيات والصحف المملوكة للدولة، أو حتى المنصات الإعلامية الخاصة.
يأتي ذلك على غرار ما حدث مع كيان سياسي آخر هو "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، التي تضم شباباً من مختلف الأحزاب المصرية، وجرى تعيين عدد كبير من أعضائها في مناصب رفيعة بالدولة مثل: عضو مجلسي النواب والشيوخ، ونائب محافظ، وفي مجالس الهيئات الإعلامية، وإدارات الصحف.
فالكيان المذكور يحظى بـ31 مقعداً في مجلس النواب، و12 مقعداً في مجلس الشيوخ، وستّة أعضاء في اللجان النوعية في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فضلاً عن تعيين خمسة من أعضائه نواباً لمحافظين.
و"اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء احتفالية "حياة كريمة"، في استاد القاهرة الدولي، في منتصف تموز/ يوليو الماضي، ما يعطي الضوء الأخضر للتعامل معه بطريقة خاصة، كون الإشارة إلى تأسيسه جاءت من رأس السلطة السياسية في الدولة.
ومبادرة "حياة كريمة" هي إحدى أهم المبادرات التي أطلقها السيسي مطلع كانون الثاني/ يناير 2019، ويُنظر إليها الآن في الأوساط الإعلامية والسياسية المصرية باعتبارها مشروعاً قومياً، وهدفها تحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة للفئات الأكثر احتياجاً فى التجمعات الريفية على مستوى جمهورية مصر، لتُسهم فى الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين.
حتى الآن، لم يُعرف الهيكل التنظيمي للاتحاد، ولكن بحسب موقعه الرسمي على الإنترنت، فإنّه "تجمع شبابي يضم مختلف الفئات الشبابية تحت مظلة واحدة، يهدف إلى توحيد مجهودات العمل المجتمعي والتنموي في إطار رؤية مصر 2030، وسياسات الدولة المصرية لبناء الجمهورية الجديدة، ويضم عدداً من الكيانات الشبابية، والمبادرات والحركات المعنيّة بالعمل العام، والتنمية المجتمعية والسياسية، والتجمعات الشبابية، ومنها: مجموعة من خريجي الأكاديمية الوطنية للتدريب، متطوعي حياة كريمة، كوادر البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، منتدى شباب العالم، المؤتمر الوطنى للشباب".
وحدد الاتحاد الجديد أهدافه المعلنة في ثماني نقاط رئيسية تدور في معظمها حول إشراك الشباب في العمل الوطني، وتنمية قدراتهم، ودعم الحراك المجتمعي الشبابي، وزيادة وعي تلك الفئة.
وتبرر السلطة دائماً اهتمامها بالشباب بأهمية مدّ الجسور معهم لمعرفة مقترحاتهم في تطوير الدولة، وتنفيذاً لمفهوم تمكين الشباب، وتقيم منصات حوارية معهم عن طريق إما المؤتمرات الشبابية التي كانت تُعقد طوال السنوات الماضية، أو عن طريق إطلاق كيانات أبرزها حتى الآن "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" و"اتحاد شباب الجمهورية الجديدة".
تحدث رصيف22 مع العديد من القيادات الحزبية والسياسية التي طرحت تفسيرات مختلفة لتزايد اهتمام السلطة بإطلاق كيانات سياسية شبابية. وبينما يرى البعض أن هذه الكيانات تساعد في "عودة الوعي" و"صنع قيادات شابة"، ينظر آخرون إليها بعين الشك والريبة، ويخشون أن تكون بديلاً عن الأحزاب، وصوتاً وبوقاً دعائياً لأفكار السلطة فقط، فضلاً عن اختيار وانتقاء شباب محددين للانضمام إلى تلك الكيانات، واستبعاد آخرين قد يكون لهم وجهات نظر معارضة للسلطة.
كيانات تابعة لـ"أجهزة الأمن"
يرى القيادي اليساري وعضو مجلس النواب السابق أمين إسكندر أن هذه الكيانات الشبابية ومنها "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" كلها كيانات تابعة لأجهزة الأمن، وقرارها ينبع من تلك الأجهزة فقط، لافتاً إلى أنّ كل هذه الكيانات هي مجرد "فرز" لمؤتمرات الشباب التي عقدها السيسي، خلال السنوات الماضية.
وأُطلقت فكرة مؤتمرات الشباب بداية مع إطلاق المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ، في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، ثم توالت نسخ مؤتمرات الشباب في السنوات التالية حتى المؤتمر الوطني الدورى السادس للشباب الذي عُقد في جامعة القاهرة على مدار يومي 28 و29 تموز/ يوليو 2018.
يضيف إسكندر لرصيف22 أن هذه الكيانات السياسية الشبابية في النهاية "تُخدِّم" على السطة، بدليل أنّ هناك رضا عن الشباب الموجودين فيها، بل ويتم تعيينهم في مناصب رفيعة في الدولة مثل "نائب محافظ"، "نائب وزير"، أو في الهيئات الإعلامية المختلفة، وإدارات الصحف القومية.
ويؤكد القيادي اليساري أنّ السلطة، وبدون أن تصدر قراراً رسمياً، جمّدت عمل الأحزاب السياسية.
تنظيمات هدفها "عودة الوعي"
لكنّ المحامي والحقوقي أسعد هيكل يختلف مع هذه التفسيرات، فهو يرى أن "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" مهم جداً لرفع الوعي، وتجهيز قيادات شبابية من الممكن أن تقود أعمالاً مهمة، بل وتكون بديلاً عن قيادات المجالس المحلية والشعبية الغائبة في المدن.
يعترف هيكل بأنه لا يستطيع تحديد المغزى السياسي الحقيقي الذي تريده أو تهدف إليه السلطة من إطلاق كيان جديد مثل "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة"، ولكنه يشير إلى أن السيسي يتحدث دائماً عن ضرورة عودة الوعي، منوهاً بأن هذه الكيانات الشبابية الجديدة قد تحقق هذا الهدف.
"قيادات الدولة تُصنع... مفيش حاجة تيجي بطريقة عشوائية، وعندما نصنع هذه القيادات الشبابية مبكراً، نستفيد منها بعد أن تكون قد بلورت رؤيتها للمجتمع المصري ومشكلاته، ويمكن أن يفكروا في حلول غير كلاسيكية، لأنّ الحلول العادية لا تصلح الآن"
ويضيف لرصيف22: "فقدنا الوعي على مدار السنوات الـ60 الماضية، في ظل غياب الحياة السياسية السليمة، وكذلك غياب المجتمع المدني القوي، والأحزاب كلها صراعات، وأنا أسمّيها أحزاباً شخصية أُنشئت للتخديم على شخصيات سياسية معيّنة"، مشيراً إلى أنه "في ظل هذه الظروف غير الصحية بقي الشباب بلا تنظيمات سياسية أو مدنية"، ومن هنا يعتبر أن إطلاق الرئاسة مبادرةً لتأسيس كيان مثل "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" خطوة إيجابية.
ويقول إنه "كلما زادت هذه التنظيمات السياسية كلما ساعدت الشباب أكثر على المشاركة والوطنية، بل نحتاج إلى تنظيمات شبابية أكثر وتكون متنوعة: تنظيمات تهتم بالعمل السياسي، وتنظيمات تهتم بالبيئة والنظافة والتجميل".
ينفي هيكل ما يتردد عن أنّ السلطة تنتقي شباباً معيّنين موالين لها فقط ليكونوا أعضاء وقيادات في الكيانات الشبابية الجديدة، مثل "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة"، أو "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، ضارباً المثل بالعديد من الأسماء الشبابية التي شاركت في الثورة، وفي الوقت عينه دخلت المجالس النيابية مثل: محمود بدر، أحمد مقلد، محمد عبد العزيز، طارق الخولي، وغيرهم كثيرون.
لن تكون بديلاً عن الأحزاب السياسية
برأي هيكل، هذه الكيانات الشبابية لن تكون بديلاً عن الأحزاب السياسية، ولكنها مناسِبة للمرحلة التي تمر بها الدولة الآن، و"بعد فترة من الزمن سيصير لأعضاء هذه الكيانات من الشباب القدرة على القيادة وإحياء الحياة السياسية من جديد".
وبشأن الطرح القائل إن السلطة تحتضن الشباب في تنظيمات وكيانات ضماناً لعدم الثورة عليها مستقبلاً، يعلّق هيكل: "بالتأكيد كل سلطة تعمل من أجل المحافظة على بقائها، لكن مجرد أن السلطة تمد يدها للشباب لتستمع إلى صوتهم فهذه خطوة إيجابية. الشباب الآن لا يفكرون في الثورة. إلى حدٍ ما هم أكثر وعياً، ويدركون تماماً ظروف البلد، وما حدث خلال ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، وما بعد 30 حزيران/ يونيو 2013، يجعل الشباب يحتاجون إلى تنظيمات أكثر مثل اتحاد شباب الجمهورية الجديدة لبناء جيل جديد قادر على قيادة الدولة في المستقبل".
وسيلة مضمونة للتعيين في "المناصب الرفيعة"
يعتبر أيمن عويان، المحامي والقيادي في "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي"، وهو حزب تأسس عام 2011، ويتبنى أيديولوجية ليبرالية اجتماعية، ويرأسه فريد زهران، أن السلطة في الواقع ليس من دورها إطلاق كيانات مثل "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" أو "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، ولكن هذا الأمر من المفروض أن يخرج من ثلاث جهات أولها: الأحزاب السياسية التي تمارس دورها بصورة قانونية في المجتمع المصري، ثم الاتحادات الطلابية في الجامعات، أما الجهة الثالثة فهي وزارة الشباب والرياضة.
لكن في الوقت عينه، يعود عويان ليقول لرصيف22 إنّ تراخي تلك الجهات الثلاث في ممارسة دورها في إطلاق كيانات خاصة بالشباب قد يكون السبب الرئيسي وراء إقدام السلطة على إطلاق كيانات جديدة مثل "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" أو "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة".
"ولاء أعضاء الكيانات الشبابية التي ترعاها السلطة المصرية ليس لأحزابهم التي جاؤوا منها، ولكن للسلطة التي تستعين بهم وتعيّنهم في المناصب القيادية، وفي عضوية مجلسي النواب والشيوخ دون التشاور مع أحزابهم"
برأيه، سيكون "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" كياناً كبيراً ومنافساً لـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، وهذه الكيانات ستكون بديلاً عن الأحزاب السياسية التي تجرى عملية تفريغها من شبابها الذين يسارعون للانضمام إلى تلك الكيانات الشبابية التي ترعاها وتنفق عليها السلطة، لأنها صارت وسيلةً مضمونةً وسريعةً للتعيين في المجالس النيابية مثل "مجلس النواب" و"الشيوخ"، أو الحصول على مناصب في الهيئات المختلفة، لأنه في الأصل يكون أعضاء هذه الاتحادات من "المرضيّ عنهم" من قبل جهات الدولة.
يتساءل القيادي في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي: "ما المغزى من تأسيس السلطة لتلك الكيانات الشبابية؟ ومَنْ ينفق عليها؟ والشباب الذين ينتمون إلى أحزاب معيّنة وموجودون في تلك الكيانات هل يتبعون أيديولوجيات أحزابهم وأفكارها أم يسيرون وفق أفكار السلطة نفسها؟".
التخوّف من "الخلايا السرية"
على جانب آخر، يقول الكاتب والباحث نبيل عمر إنّ مصر عاشت فترةً طويلةً في نهايات القرن العشرين وكأنها كانت "دولة على المعاش"؛ بمعنى أن عدداً كبيراً من القيادات التنفيذية في الدولة، والصحافة والإعلام، والشركات، والأحزاب، والبرلمان، كلهم تقريباً كانوا "على المعاش"، بينما جرى استبعاد الشباب الذين يساعدون في حركة المجتمع.
يروي عمر لرصيف22 أنه عندما زار الولايات المتحدة الأمريكية، رأى أن جميع القيادات التنفيذية في المؤسسات من الشباب، كاشفاً عن أنّ الدولة المصرية بإقدامها على تدشين كيانات شبابية مثل "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" فإنّها ترجع لهم دورهم الأساسي في قيادة الدولة، بل وتصنع قيادات جديدةً.
ويتابع: "قيادات الدولة تُصنع... مفيش حاجة تيجي بطريقة عشوائية، وعندما نصنع هذه القيادات الشبابية مبكراً، نستفيد منها بعد أن تكون قد بلورت رؤيتها للمجتمع المصري ومشكلاته، ويمكن لهؤلاء الشباب أن يفكروا في حلول غير كلاسيكية، لأنّ الحلول العادية لا تصلح الآن لحل مشكلات المجتمع المصري".
يُبرر عمر اهتمام جهات الدولة، "الأمنية خاصة"، بتنقية واختيار الشباب الذين ينضمون إلى تلك الكيانات بقوله إنّه بعد ثورة 25 يناير 2011، ووصول الإخوان للسلطة، وظهور أعدادٍ كبيرة من السلفيين، تأكدنا من وجود "الخلايا النائمة للتيارات المتطرفة"، ولذلك لا بد أن تختار الدولة وتدقق، منعاً لتسلل أعضاء هذه الخلايا السرية إلى تلك التنظيمات الشبابية.
في الوقت عينه، يؤكد عمر رفضه لاستبعاد الشباب الذين قد يكونون منتمين إلى "أحزاب سياسية معارضة"، من الانضمام إلى الكيانات السياسية التي تتبناها وترعاها الدولة، لأنّ هؤلاء الشباب قد يكونون متميزين في السياسة، الاقتصاد، الأدب، أو أي مجالات أخرى.
ويضيف: "تستطيع أجهزة الأمن بإمكانياتها الهائلة أن تدقّق وتختار وتتأكد من أنّ هؤلاء الشباب لا ينتمون إلى خلايا سرية دينية متطرفة، وعندئذٍ يجب أن نمنح هؤلاء الفرصة للتواجد والعمل".
الولاءات تكون للسلطة فقط
كامل السيد، القيادي في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، أشهر الأحزاب المصرية اليسارية ويرأسه حالياً عضو مجلس الشيوخ سيد عبد العال، يقول إنّ هناك تجارب ومبادرات رئاسية بخصوص الشباب مثل "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، و"البرنامج الرئاسي"، وأخيراً "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة"، مضيفاً أنّه برغم المحدودية الشديدة في الأعداد المنضمّة إلى تلك الكيانات والتي يختارها غالباً "الأمن"، إلا أنّه يمكن أن تنفجر تلك الكيانات في وجه أحزابها وفي وجه الدولة، كما أنه لا يوجد أي تقييم للنتائج على أرض الواقع، فمثلاً: "ما الفائدة المضافة من توليّ شباب من تلك الكيانات مواقع قياديةً في السلطة التنفيذية؟".
يتساءل السيد: "كيف تُعلن السلطة بدء الجمهورية الجديدة وأغلبية الشباب مغيّبون، وهم الأكثر عدداً والأكبر طاقةً". وفي وجهة نظره لا بد من جذبهم للعمل العام.
في ما يخص "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة"، يطالب السيد بضرورة أن يتأسس على أسس واضحة لتحقيق أهداف محددة بعيداً عن التملق والوساطة، وضرورة توسيع مشاركة الشباب، وإشراكهم في الرأي والحوار ليكون "الاتحاد" معبّراً عنهم.
ويطرح السيد وجهة نظر أخرى، مطالباً بالاستفادة من تجربة "منظمة الشباب الاشتراكي" التي كانت "بنت ظروفها ووقتها"، مع اعترافه بعدم إمكانية "استنساخ" تلك التجربة السياسية.
و"منظمة الشباب الاشتراكي" كانت تضم 30 ألف شاب وفتاة عندما جرى تدشينها في 21 تموز/ يوليو 1966، بتوجيه من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لزكريا محيي الدين، أحد أهم الضباط الأحرار، والذي توليّ مناصب بارزة منها: رئيس وزراء ونائب رئيس الجمهورية وأول رئيس للمخابرات العامة، فيما تولى منصب رئيس الجمهورية لمدة يومين عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم في أعقاب هزيمة 1967.
ويقول السيد لرصيف22 إن تجربة السيسي و"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" لم تحقق ما كان مرجواً منها، وهذا يعود إلى قلة الأعداد المشاركة في تلك التجربة، وعدم توزيعهم جغرافياً على مستوى الجمهورية، فضلاً عن إحساس "شباب التنسيقية" بالتميّز عن غيرهم من الشباب، الأمر الذي فصلهم عن "واقعهم الشبابي".
يشير السيد إلى أنّ ولاء "شباب التنسيقية" لم يكن لأحزابهم التي جاؤوا منها، ولكن للسلطة التي تستعين بهم وتعيّنهم في المناصب القيادية، وفي عضوية مجلسي النواب والشيوخ دون التشاور مع أحزابهم.
ويلفت إلى أن تفكير السلطة في تدشين "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة" دون تحديد الجهة الذي ستُنشئه، ودون دعاية وحوار مع المتخصصين (الجانب الدعائي السياسي) لجذب الشباب إليه، سيتسبب في ميلاد ضعيف لهذا الاتحاد، خاصة أن هناك فقدان ثقة في التعاون مع الدولة.
ويضيف: "يجب تكوين اتحاد شبابي ذي بناء فكري، وإعداد شباب وقيادات يندمجون في حركة المجتمع من خلال أنشطة سياسية وجماهيرية، لتزويد المجتمع بأجيال من القيادات، وتجديد وتنشيط الحياة السياسية، والتعددية الحزبية الفاعلة، وتأهيل الشباب للترشح في المحليات ومجلسي النواب والشيوخ، ويجب الاستعانة في اتحاد شباب الجمهورية الجديدة بكافة الاتجاهات السياسية، للمساهمة في الإعداد الفكري والسياسي والتنظيمي".
ويختم حديثه بقوله إنّ هؤلاء الشباب يمكنهم العمل من خلال هذه الكيانات الشبابية على "إصلاح عيوب النظام من الداخل دون الخروج عليه"، عن طريق "طرح البدائل والحلول التي يرونها للإصلاح"، دون أن تتعرض تلك الكيانات للحل والتصفية كما كان يحدث أيام عبد الناصر، وهذا كله رهن بمساحة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي عوامل تقوّي الانتماء الوطني، لأن الشباب في الأصل وبطبعهم "ثوريون" ويسعون للتغيير في المجتمع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين