كشف وزير التعليم السعودي حمد آل الشيخ عن إجراء 120 ألف تعديل في 89 كتاباً دراسياً بالمدارس والجامعات، وإضافة 34 كتاباً ومنهجاً جديداً، ليصل مجموع المقررات المستحدثة مؤخراً إلى 52 كتاباً.
وسيشهد العام الدراسي الجديد الذي ينطلق في 29 أغسطس/ آب الجاري تطبيق "السنة المشتركة" للثانوية للمرة الأولى بانتهاء الفصل الكامل بين الجنسين في المدارس الثانوية، وارتفاع نسبة إسناد تدريس البنين في المراحل المبكرة للمعلمات إلى 40%.
وصرح الوزير في آيار/مايو الماضي أن التغييرات تتضمن إضافة 3 مواد دراسية جديدة، "الدفاع عن النفس" و"التفكير الناقد" و"وحدة وطني".
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط السعودية فإن مادة «الدفاع عن النفس» تتضمن تدريبات فنون قتالية، لتعزيز اللياقة البدنية للطلاب والطالبات، والمساهمة في رفع مستوى الثقة بالنفس، وكانت السعودية تحظر ممارسة الرياضة وحصص اللياقة البدنية في مدارس البنات حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2017. أما مادة «التفكير الناقد» فهي لتطوير الجوانب الذهنية للطلاب والطالبات وتساعدهم على اكتساب مهارات تحليلية.
وسوف تدرس المملكة مادة اللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي بدلاً من الصف الرابع الابتدائي، ومادة "الحاسب الآلي" منذ الصف الرابع الابتدائي.
وهناك 6 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام ما قبل الجامعي في السعودية، ومليون طالب في الجامعة و 170 ألف طالب في التعليم الفني والمهني.
استمرت تقارير حقوقية واستراتيجية في التنبيه إلى خطورة المناهج الدراسية السعودية حتى وقت قريب، إلا أن وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى موقعه؛ أسهم في تغييرات واسعة متسارعة تحدت الهيئات الدينية
لماذا التغيير؟
قال الكاتب الصحافي السعودي عادل الحميدان أن التغييرات في المناهج تأتي لمواكبة "الانفجار المعرفي" الذي تسببت فيه الثورة الكبيرة في عالم التقنية والاتصالات، مضيفاً أن التطوير أولاً يأتي من خلال تحديث أساليب الطرح ومراجعة المحتوى، والتأكد هل هو مواكب للعقلية الحالية أم لا؟
وأضاف الحميدان لرصيف22: "التغيير أنا عشته في كل مراحله كطالب وولي أمر لأبنائي، التغيير مستمر دائماً. ولكن اللافت أن التغيير الأخير شامل وفي جميع المجالات".
ونفى الكاتب السعودي أن يكون إجراء التغيير بضغط خارجي أو لدوافع سياسية، مشيراً إلى أنه من المستحيل الضغط على السعودية لإجراء تطوير في منهجها، قائلاً: "لا توجد ضغوط أقوى من تلك التي تعرضت لها المملكة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 ومع ذلك لم تستجب لها".
كما نفى الحميدان أن يكون الهدف من التعديلات هو المناهج الدينية الموصومة بالتطرف، قائلاً: "أعتقد أن التغييرات الأخيرة في مناهج اللغة العربية والعلوم أما مناهج الدين لم تتأثر إذ تم التركيز على تنمية مهارات التفكير والبعد عن التلقين".
وتعرضت المملكة العربية السعودية منذ العام 2001 عقب وقوع أحداث 11 سبتمبر التي ضلع فيها سعوديون ومصريون، لاتهامات واسعة بأن مناهجها الدراسية تعزز التطرف وكراهية غير المسلمين وتشجع على ممارسة العنف ضدهم. ورفضت السعودية وقتها تلك الاتهامات، وأصرت علناً على الإبقاء على مناهجها الدراسية كما هي من دون تغيير، إلا أنها كانت تجري بعض التغييرات التدريجية سراً بشكل رصدته الولايات المتحدة ووجدت أنه غير كاف.
واستمرت تقارير حقوقية واستراتيجية في التنبيه إلى خطورة المناهج الدراسية السعودية حتى وقت قريب.
إلا أن وصول ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان إلى نفوذه الحالي الذي وضعه – بحسب نظرة المراقبين- في موقع الحاكم الفعلي للملكة، أسهم مع ميل الأمير الشاب للتحديث وتهيئة المملكة لاقتصاد ما بعد الحقبة البترولية، في خلق انفتاح اجتماعي كبير في المملكة، يتناسب مع التغير المتوقع في العقد الاجتماعي بين حكام المملكة ومواطنيها، مما فتح أبواباً كانت مغلقة بغرض الإبقاء على دعم السلطات الدينية، ومنها باب تعديل المناهج الدراسية.
رصد تقرير نشره معهد "مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي" الإسرائيلي إلغاء السلطات السعودية لمحتوى يعادي إسرائيل في المناهج التعليمية في منهج 2020 - 2021
وبدأت المملكة بالفعل في تغييرات تتصل بالتعليم والمناهج الدراسية مع استقرار منصب ولي العهد في 2017، بدأ مع تحدي قرارات هيئات دينية بالمملكة تتصل بممارسة الفتيات للرياضة في المدارس، واستمر بشكل تدريجي لكنه متسارع بحسب تقرير لواشنطن بوست.
في العام الماضي، رصد تقريرٌ نشره معهد "مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي" الإسرائيلي إلغاء السلطات السعودية لمحتوى يعادي إسرائيل في المناهج التعليمية في منهج 2020 - 2021.
وتمت إزالة حديث نبوي يُعلّم الطلاب أن الحرب بين اليهود والمسلمين أمر حتمي يقتل فيها المسلمون اليهود، كما تم حف نص عن "الأدوات الشائنة" التي تستخدمها القوات الصهيونية، مثل المال والنساء والمخدرات في الحروب. وأُزيل تعريف يصف "الصهيونية" بـ"حركة عنصرية يهودية تريد جعل فلسطين وطناً لهم".
وحُذف نصاً كاملاً يشرح ويحلل آية من سورة البقرة تحذر من تقليد اليهود. وأزيل نص آخر يتحدث عن قتل المسلمين لليهود في يوم القيامة مع نصوص أخرى تمجد الجهاد، والآيات 41-68 من "سورة التوبة"، ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر.
وتمت إزالة مقطع مصور يدين المثلية الجنسية، ويذكر أنه يجب معاقبة المثليين بالإعدام لارتكابهم "جريمة اللواط"، كما أزيل مقطع ينسب وقوع عدد من الأمراض والمصائب إلى المثلية الجنسية. ولم يتم العثور على نص يتحدث عن "الردة" وهي الخروج عن الإسلام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...