اقترح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس استضافة بلاده لاجئين أفغان، بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، وهو ما خلق حالة من الجدل بين متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب ساويرس في تغريدة قائلاً: "اقتراح: هل يمكن أن نستضيف عدد من اللاجئين الأفغان الهاربين من حكم طالبان فى مصر؟ السؤال للجميع ما عدا إخوان مصر!".
تفاعل الآلاف من المصريين مع تغريدة ساويرس، بين رافض لتخوفات أمنية واقتصادية، ومرحب لدواعي إنسانية.
وكتب مصري يدعى دكتور عماد الدين فرحات لساويرس: "ممكن لو انت تتولى [تكلفة] إقامتهم وعملهم، مع تكلفة الإجراءات لإقامتهم في مصر. هم أناس يعملون بجدية وكفاءة".
وأعاد ساويرس نشر تغريدة فرحات، قائلاً : "أنا موافق".
ويعد ساويرس ثالث أغنى رجل أعمال في مصر ويحتل المركز 680 في قائمة أغنى رجال العالم، ورقم 9 في أفريقيا بثروة زادت قيمتها عن 3 مليار دولار في عام 2020.
ردود الأفعال على تغريدة ساويرس، تشابهت مع ردود الأفعال تجاه استضافة اللاجئين السوريين إبان فترة التغيير السياسي في مصر عام 2013. إذ انقسم المصريون وقتها بين اتجاه يرحب بالسوريين، واتجاه آخر ربط بين السوريين والتشدد الديني والإرهاب
ردود الأفعال على تغريدة ساويرس، تشابهت مع ردود الأفعال تجاه استضافة اللاجئين السوريين إبان فترة التغيير السياسي في مصر عام 2013. إذ انقسم المصريون وقتها - عقب إنهاء حكم الإخوان المسلمين- بين اتجاه يرحب بالسوريين ويذكر بالتاريخ المشترك بين البلدين والشعبين، واتجاه آخر واسع الانتشار -وقتها- ربط بين السوريين والتشدد الديني والإرهاب، هذا الاتجاه الأخير كان مدفوعاً بدعاية مكثفة للتخويف من الأجانب و التشكيك فيهم، انتشرت في وسائل الإعلام المصرية المتحمسة للنظام الجديد (30 يونيو/حزيران).
"مهما كان الحال ضيق لكن انك تساعد فى إنقاذ حياة شخص أهم بكتير من اى حاجة تانية"
ظهر هذا في كثير من التعليقات، ومنها تعليق لشخص يدعى شريف عثمان، غرد قائلاً: "لا طبعاً قولاً واحداً، لأن هناك ما يسمى بالتقية وهي سمة فى جميع أفعالهم وأقوالهم ولا يمكن أن نتعرف على ميولهم وعقائدهم من الأفعال وأقوالهم".
ومن اللافت أن سورياً عانى أبناء جلدته من الاتهامات نفسها، يدعى عزام دالي، رفض الفكرة، قائلاً: "نجيب بيه... رغم أني سوري ومش من حقي إني أتدخل، ولكن أشوف لاء، لأنه ببساطة كل الأفغان متشددين دينياً ومش بس طالبان. وبعدين كفاية السوريين نحن طولنا كتير عندكم... وتحياتي".
ومن المرحبين كانت رضوى هيكل التي كتبت: "أنا شايفة إن قفل الباب فى وش أى محتاج قلة إنسانية بصراحة. هتقولولى إمكانياتنا؟ طيب ما ترجعوا للتاريخ الأنصار اتعاملوا ازاى مع المهاجرين، مهما كان الحال ضيق لكن انك تساعد فى إنقاذ حياة شخص أهم بكتير من اى حاجة تانية".
حلم قديم
ليست هذه المرة الأولى التي يبدي فيها رجل الأعمال المصري - الذي يدير مع أسرته مؤسسة للأعمال الخيرية في مصر- اهتماماً بقضايا اللاجئين، ففي 2015، أعلن ساويرس إنه يفكر في شراء أو استئجار جزيرتين في اليونان يمكن للاجئين السوريين أن يقيموا مجتمعاً بديلاً عليهما. وكان عام 2015 وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، هو ذروة أزمة اللاجئين، مع خروج ملايين السوريين من بلادهم في الطريق إلى الدول الغربية.
جاء اهتمام ساويرس وقتها بسبب الصورة المفجعة التي انتشرت لجثمان الطفل السوري آلان كردي ملقاة على شاطئ.
لم يحقق ساويرس وقتها فكرته على أرض الواقع، لكنه عاد ليكرر إعلانه عن الحلم في 2018، هذه المرة متحسراً على فشله في تحقيقه.
سوري ينصح ساويرس: "نجيب بيه .. رغم أني سوري ومش من حقي إني أتدخل، ولكن أشوف لاء. لأنه ببساطة كل الأفغان متشددين دينياً ومش بس طالبان"
وسيطرت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد، وتخللي الجيش عن القتال. ودفع استيلاء طالبان على السلطة مئات الآلاف من الأفغان بينهم المتعاونين مع الجيش الأمريكي والنشطاء والسياسيين المعارضين والفنانين إلى الفرار نحو المطار سعياً للهجرة إلى دول أخرى.
ولم توضح مصر موقفها من الأوضاع في أفغانستان، لكن استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 15 آب/أغسطس 2021، بقصر الاتحادية، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، حيث تم التباحث حول الوضع في أفغانستان ، ومستجدات القضية الفلسطينية وقضية سد النهضة الإثيوبي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينمقال أكثر من رائع. قمة الإبداع والرقي. شكرا.
Salim Abdali -
منذ 3 أياماتابع يومياتك الأليمة، وشكرا يا شاعر لنقلك هذه الصور التي رغم الالام التي تحملها، الا انها شهادات تفضح غياب الضمير الانساني!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامماذا لو أن النبي بداية منذ أواخر سنواته الشريفات وحتى اليوم كان محروماً من حقوقه في أمته مثلما أن المرأة قد حرمت حقوقها وأكثر؟ وأنه قد تم إيداعه "معنوياً" في غرفة مقفلة وأن كل من تصدر باسمه نشر فكره الخاص باسمه بداية من أول يوم مات فيه النبي محمد؟ إن سبب عدم وجود أجوبة هو انحصار الرؤية في تاريخ ومذهب أو بالأحرى "تدين" واحد. توسيع الرؤيا يقع بالعين على مظلومية محمد النبي والانسان الحقيقي ومشروعه الانساني. وجعل القرءان الدستور الذي يرد اليه كل شيء والاطلاع إلى سيرة أهل البيت بدون المزايدات ولا التنقصات والتحيزات يرتفع بالانسان من ضحالة القوقعة المذهبية إلى جعل الإنسان يضع الكون كاملاً والخليقة أمام عينيه ولا يجعله يعشق التحكم في الآخر.
إن وصف القرءان للنساء بأنهم نساء منذ طفولتهن بعكس الرجال الذين هم بنين ثم يصيرون رجالاً هو وصف بأن المرأة منذ الصغر تولد أقرب بكثير للتقوى الذي هو النضج وكف العدوان بينما للرجل رحلة طويلة في سبيل التقوى التي هي كف العدوان وليس فقط تدوير المسبحات في الأيدي.
مشروع محمد لم يكتمل لأن "رفاقه" نظروا له على أنه ملك ويجب وراثته والتعامل مع تراثه كملك. أما الذين فهموا مشروعه وكانوا أبواب المشروع الانساني فقد تم قتلهم وتشريدهم وفي أحسن الاحوال عزلهم السياسي والثقافي حتى قال الإمام علي أنه يرى تراثه نهباً أي منهوب.
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياماوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ 5 أياممبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ 6 أياملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي