هنأ رجال دين ومنظمات وحركات إسلامية حركة طالبان باستعادة السيطرة على مقاليد الحكم في أفغانستان، بعد الانسحاب السريع والمرتبك للقوات الأمريكية وحلفائها، وهروب الرئيس أشرف غني من البلاد.
وهنّأ مفتي عُمان أحمد بن حمد الخليلي، الذي يشغل منصب أعلى سلطة دينية في السلطنة، الشعب الأفغاني بـ "النصر على الغزاة" في أول تعليق لمؤسسة دينية عربية رسمية على سيطرة حركة طالبان العاصمة كابول.
وكتب مفتي عُمان على تويتر: "نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين، ونتبع ذلك تهنئة أنفسنا وتهنئة الأمة الإسلامية جميعاً".
ودعا الخليلي إلى الوحدة وتطبيق الشريعة، قال: "نرجو من الشعب المسلم الشقيق أن يكون يداً واحدة في مواجهة جميع التحديات... وأن يسودهم التسامح والوئام والسلام والانسجام، والاعتصام بحبل الله بتطبيق شريعة الله العادلة".
وقدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التهنئة إلى الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، على ما وصفه بـ"اندحار الاحتلال الأمريكي" عن أفغانستان.
وقال هنية الذي كان أول شخصية تعلن أنها أجرت مكالمة هاتفية مع برادر إن "زوال الاحتلال عن التراب الأفغاني هو مقدمة لزوال كل قوى الظلم، وفي طليعتها الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين"، مشيداً بـ"الأداء السياسي والإعلامي لحركة طالبان".
وفي كردستان العراق التي تعرضت لهجمات ضارية من تنظيم داعش، وأحد حلفاء واشنطن، قدم القيادي في الحركة الإسلامية الكردستانية، إحسان شيخ علي عبد العزيز التهنئة لحركة طالبان بعد استيلائها على كابول، قال: "اتصلت مساء الیوم بذبيح الله مجاهد القيادي البارز في حركة طالبان، وهنأته على النصر وتحرير أفغانستان، وأوصلت له فرحة الأخوة والأخوات في قيادة حركتنا ودعواتنا بالخير لهم".
الإعلامي المصري أحمد موسى المحسوب على بعض الأجهزة الأمنية، أجرى مداخلة هاتفية مرحِّبَة مع محمد نعيم، الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان التي تعتبرها السلطات المصرية – منذ عهد مبارك- تنظيماً إرهابياً
في هذا السياق، قدم رجل الدين المغربي أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، التهنئة لطالبان، مؤكداً أنه "مستبشر ومرتاح لسيطرة الحركة طالبان على الحكم".
وقال الريسوني: "نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قدمنا التهانىء من قبل إلى حركة طالبان بعدما تمكنت من عقد اتفاقية تخرج القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، كان هذا في الحقيقة هو الانتصار الأول والأكبر... فهو إنجاز أفغاني عقب جهاد وصبر وتضحيات".
ورحب بإطلاق سراح السجناء الذين أثاروا قلقاً عالمياً، خوفاً من انتمائهم لتنظيم داعش، قائلاً: "رأينا عفواً عاماً، وعندما تبادر دخول المدن إلى فتح السجون وإخراج السجناء، فهؤلاء السجناء كانوا مظلومين، هذه السجون مقابر للأحياء".
وهنأت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية طالبان قائلة: "تُهنئ حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشعب الأفغاني العزيز بتحرير الأراضي الأفغانية من الاحتلال الأمريكي والغربي، وهو الشعب المسلم الذي قدم وسطّر أعظم البطولات الجهادية ضد كل الغزاة على مر تاريخه المشرّف".
وفي سوريا، هنأت هيئة تحرير الشام، المعروفة بالنصرة، على لسان العديد من قادتها حركة طالبان، إذ قال مسؤول مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة، تقي الدين عمر في مقطع فيديو: "التطورات في أفغانستان تتشابه مع ما يعيشه الشعب السوري الذي يطالب بحريته من ظلم النظام المجرم، وحلفائه المحتلين كروسيا وإيران، أي حركة تحرر في العالم، تجعلنا نعتقد أن العالم لا يزال مليئاً بالأحرار الذين ينوون العيش بحرية وكرامة".
أحمد موسى وطالبان
وفي مبادرة لافتة، أجرى الإعلامي المصري أحمد موسى المحسوب على بعض الأجهزة الأمنية في مصر مداخلة هاتفية مع محمد نعيم، الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان التي تعتبرها السلطات المصرية – منذ عهد مبارك- تنظيماً إرهابياً.
وقال محمد نعيم في حديثه مع أحمد موسى إن بلاده لن تؤوي العناصر الإرهابية ولن تسمح بأي ضرر لدول أخرى ينطلق من أراضي أفغانستان.
في العام 2015 اصدرت طالبان بياناً رسمياً أدانت فيه إصدار حكم بالإعدام ضد الرئيس المصري المعزول، الراحل محمد مرسي، واعتبرت الحكم غير عادل، وانتهاكاً لحقوق الإنسان، ودعت المجتمع الدولي إلى العمل على إسقاطه.
وأصدرت الحركة بياناً آخر في العام 2019، نعت فيه مرسي بعد وفاته ووصفته بالرئيس الشهيد. ولم تصدر جماعة الإخوان المسلمين التي يقودها إبراهيم منير المقيم في لندن، بياناً حول سيطرة طالبان على كابول والحكم في أفغانستان حتى اللحظة.
ومع ذلك عبّر عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين عن سعادتهم بسيطرة طالبان على أفغانستان، ووصفها بالنصر والتحرير.
نسبت وسائل إعلام مصرية ودولية إلى الناشطة اليمنية - المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين- توكل كرمان، تصريحات تدل على سعادتها بسيطرة طالبان، وترحيبها بتبني منهجها. وهو ما تبين كذبه لدى رصيف22
توكل كرمان هدفاً للأكاذيب
ونسبت وسائل إعلام مصرية ودولية إلى الناشطة اليمنية - المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين- توكل كرمان، تصريحات تدل على سعادتها بسيطرة طالبان وترحيبها بتبني منهجها، وهو ما تبين عدم دقته لرصيف22. لأن الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، كتبت تدوينة عبر تويتر، أعربت فيها عن قلقها من أن انتصار طالبان قد يشجع حركات إسلامية أخرى على انتهاج نهجها، في إِشارة إلى العنف وحمل السلاح، وهو ما تعتبره "اسوأ درس".
وكتبت كرمان: "حركات إسلامية كثيرة ستندم على أنها اتبعت نهج النهضة (حركة النهضة التونسية) ولم تفعل ما فعلته حركة طالبان"، مضيفة: "للأسف هذا هو الدرس الأسوأ على الاطلاق!".
اجتزأ العديد من المواقع العربية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة كرمان، وصوره تحريضاً للحركات الإسلامية على اتباع نهج طالبان العنيف والتخلي عن نهج النهضة السلمي الذي يتبع استخدام الديمقراطية وصناديق الانتخابات للوصول إلى الحكم – وهو نهج جماعة الإخوان المسلمين- من دون الإشارة إلى العبارة الثانية التي عبرت فيها عن أسفها من حدوث ذلك.
وقالت كرمان: "طالبان والحوثي وجهان لعملة واحدة. هذه العملة بوجهيها محببة للغرب. ما لا يريده الغرب [هو] أنظمة ديمقراطية ودول مدنية في الشرق الأوسط. سنكون ضد الفاشية الدينية بشقيها الشيعي والسني، ضد طالبان والحوثي بنفس القدر والكيفية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع