شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
في الذكرى الـ20 لبدء

في الذكرى الـ20 لبدء "الحرب الأمريكية على الإرهاب"... هل تُرتفع أعلام طالبان فوق كابول؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 12 أغسطس 202105:40 م

وسط تحذيرات من قوة المتشددين الإسلاميين واقتراب تنفيذهم "انقلاباً عسكرياً كاملاً"، عرضت الحكومة الأفغانية، الخميس 12 آب/ أغسطس، على حركة طالبان المتمردة تقاسم السلطة مقابل وقف أعمال العنف في البلاد، وذلك عقب سيطرة الحركة على نحو ثلثي البلاد بما في ذلك 10 عواصم ولايات في غضون أسبوع واحد.

هذا العرض هو أحدث تطور في المفاوضات التي تستضيفها قطر بين الطرفين منذ أشهر، وفق ما أفاد به مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية لوكالة الأنباء الفرنسية. قال المصدر الذي فضّل عدم كشف هويته: "نعم، قدمت الحكومة عرضاً عبر الوسيط القطري. الاقتراح يسمح لطالبان بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد".

ما الذي يحدث في أفغانستان؟

ومنذ أيار/ مايو الماضي، تشن طالبان هجوماً شاملاً على قوات الحكومة الأفغانية، منتهزةً الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية المنتشرة في البلاد منذ نحو 20 عاماً، والذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية الشهر الجاري.
بعدما سيطرت على نحو ثلثي البلاد... خلال المفاوضات التي تستضيفها #قطر، الحكومة الأفغانية تعرض على #طالبان تقاسم السلطة والمتمردون الإسلاميون يصرون على تحقيق انتصار عسكري. هل بات رفع علم طالبان على كابول قريباً؟
بدأت الحركة بالسيطرة على مناطق ريفية شاسعة، لا سيّما في شمال البلاد وغربها، أي بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب. وشهد الأسبوع الأخير تقدماً متسارعاً للحركة في أماكن سيطرة الحكومة.
خلال هذا الأسبوع، بسطت طالبان سيطرتها على 10 من أصل 34 عاصمة ولاية أفغانية، سبع منها في شمال البلاد -المنطقة التي طالما تصدت للحركة في الماضي حتى في فترة حكمها للبلاد (1996 - 2001). يعكس هذا إصرار الحركة على ضمان الشمال بالكامل قبل الاتجاه نحو كابول.
وقبيل الإعلان عن عرض تقاسم السلطة، أكد نائب أفغاني لفرانس برس أن مدينة غزنة الإستراتيجية التي تبعد 150 كلم فقط من العاصمة كابول سقطت في يد طالبان لتصبح عاشر عاصمة ولاية يسيطرون عليها.
وأضاف مصدر مسؤول، فضّل عدم ذكر اسمه، لوكالة رويترز، أن عناصر طالبان استولت على الوكالة الحكومية (مقر الحاكم) بالمدينة عقب معارك عنيفة، وقال: "تم إجلاء جميع مسؤولي الحكومة المحلية، بما في ذلك الحاكم الإقليمي، باتجاه كابول".
في غضون ذلك، تخوض عناصر الحركة معارك عنيفة ضد القوات الحكومية في عدة مناطق بما فيها قندهار وإقليم هلمند الجنوبي.
في المقابل، تشير التقارير الإعلامية إلى أن القوات الحكومية الأفغانية لم تنفذ أي عمليات جادة لاستعادة عواصم الولايات، علاوة على ذلك استسلمت بعض الفرق الأفغانية للحركة المتمردة. وهو ما يعتبره البعض مؤشراً على قبول مسؤولين التنازل عن السلطة لطالبان.

تقديرات استخباراتية متشائمة

وبعدما غزت البلاد تحت قيادة الولايات المتحدة، لإيوائها زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، في إطار "الحرب على الإرهاب" عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001، شرعت القوات الأجنبية في الانسحاب من أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة.
بايدن يحث الأفغان على القتال من أجل وطنهم، وألمانيا تهدد بعدم تقديم الأموال إليهم إذا تولّت طالبان الحكم وطبّقت الشريعة الإسلامية… ما الذي يحدث في أفغانستان؟
وتحققت المخاوف التي جاهر بها خبراء أمنيون واستخباراتيون من أن يؤدي انسحاب هذه القوات إلى إضعاف القوات الأفغانية الرسمية، وبشكل خاص نتيجة لغياب المؤازرة الجوية لعملياتها الميدانية.
وكان التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في أفغانستان قد أنهى مهمته القتالية عام 2014، لكنه أبقى الآلاف من عناصره بحجة تأهيل وتدريب القوات الأفغانية. وواصلت واشنطن عملياتها القتالية هناك، بما في ذلك الغارات الجوية. بينما استمرت طالبان في بسط نفوذها في موازاة ذلك.
وخلال اتفاق أبرم بين الحركة والولايات المتحدة العام الماضي في قطر، وافقت طالبان على عدم مهاجمة القوات الأجنبية خلال انسحابها على مدار 14 شهراً، مقابل تعهد المتمردين عدم استخدام البلاد في الإرهاب الدولي. وتعهدت الحركة أيضاً بدء مفاوضات سلام مع الحكومة. لكن المحادثات المتقطعة مع ممثلي الحكومة المدعومة من واشنطن لم تحرز أي تقدم في ظل إصرار المتمردين على تحقيق نصر عسكري.
في هذه الأثناء، حذّر العديد من الخبراء من خطورة انسحاب القوات الأجنبية تماماً من أفغانستان. ورسموا سيناريوهات عديدة متشائمة لسطوة المتشددين الإسلاميين على أفغانستان بناءً على تقديراتهم لقوة الحركة العسكرية وإمكاناتها، وفي ظل تراجع الآمال على المقاومة الشعبية بسقوط مدن الشمال بأيدي الحركة.
من هذه السيناريوهات ما تنبأ به مسؤول دفاعي أمريكي، مدعوماً بمعلومات استخباراتية، الأربعاء 11 آب/ أغسطس، إذ قال إن طالبان قد تبسط سيطرتها على كابول، في انقلاب عسكري كامل، في غضون 90 يوماً فقط، بعدما تمكنت من الاستيلاء على نحو ربع البلاد في أقل من أسبوع. وإن ختم المسؤول: "هذه ليست نتيجة محتومة".
تكهن مسؤول دفاعي أمريكي، مدعوماً بمعلومات استخباراتية، بأن #طالبان قد تبسط سيطرتها على #كابول في غضون 90 يوماً فقط، بعدما تمكنت من الاستيلاء على نحو ربع البلاد في أقل من أسبوع

بايدن غير نادم رغم كل شيء

وعلى الرغم من التقدم المتسارع لطالبان، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، بأنه غير نادم على المضي قدماً في تنفيذ اتفاق الانسحاب بسبب إنفاق بلاده أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاماً وفقدانها آلاف الجنود في أفغانستان.
وبينما حث القيادات الأفغانية على القتال في سبيل الوطن، أوضح بايدن أن بلاده لا تزال تمد القوات الأفغانية بدعم جوي كبير وأغذية ومعدات ورواتب.
من جهتها، امتنعت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الأربعاء، عن التعليق على التوقعات بوقوع كابول في أيدي طالبان قريباً، واكتفت بالقول: "نراقب الأوضاع الأمنية الآخذة في التدهور في أجزاء من البلاد عن كثب. لكن من وجهة نظرنا لا توجد نتيجة معينة حتمية".
ويستبعد محللون ومراقبون أن يتسبب تقدم طالبان في تغيير خطط بايدن للانسحاب، بينما يعتقد مسؤولون في الإدارة أن البنتاغون قد يطلب تفويضاً من الرئيس لشن غارات جوية إضافية في الأشهر المقبلة، إذا أصبحت قندهار أو كابول على وشك السقوط، وفق ما نشرت "نيويورك تايمز".
وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أعلنت عزمها عدم تقديم أي دعم مالي لأفغانستان إذا استولت طالبان على الحكم وفرضت الشريعة الإسلامية.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image