شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
نحو 100 حريق في 18 ولاية… الجزائر تحترق

نحو 100 حريق في 18 ولاية… الجزائر تحترق "بفعل فاعل" وتستنجد بأوروبا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 11 أغسطس 202111:24 ص

اتسعت رقعة حرائق الغابات في الجزائر إلى أكثر من 100 حريق في 18 ولاية، أسفر عن مقتل 42 جزائرياً (25 عسكرياً من العاملين على إخماد الحرائق و17 مدنياً)، على الأقل، ودمار كبير في الغطاء النباتي والمنازل والممتلكات.

أكد رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن حصيلة ضحايا حرائق الغابات شرق العاصمة الجزائر، مساء الثلاثاء 10 آب/ أغسطس، موضحاً أن الوفيات وقعت  في ثلاث ولايات (تيزي وزو وبجاية وسطيف)، مشيراً إلى إصابة العشرات بالاختناق وحروق متفاوتة لدى العسكريين والمواطنين.

وعبر تويتر، نعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ضحايا من قوات إطفاء الحرائق قائلاً: "ببالغ الحزن والأسى، بلغني نبأ استشهاد 25 فرداً من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من 100 مواطن من النيران الملتهبة، بجبال بجاية وتيزي وزو. أمام هذا الخطب الجلل، ننحني بخشوع أمام أرواح أبناء الوطن البررة. تعازيّ لكل أسر الشهداء، إنا لله وإنا إليه راجعون".

جنود يستغيثون والحكومة تستنجد بأوروبا

وعلى نطاق واسع، تداول مغردون جزائريون وعرب رسائل وداع، وأخرى للاستغاثة، من جنود مشاركين في جهود إخماد الحرائق بعدما شعروا بدنو الأجل جراء مقتل رفاق لهم وسوء وضع الحرائق والدخان المرتفع منها.

أكثر من 100 حريق في 18 ولاية… رقعة حرائق الغابات في الجزائر تتسع، وتخلّف 42 قتيلاً بينهم 25 عسكرياً من العاملين على إخماد الحرائق. الحكومة تتهم "أيادٍ إجرامية" وتعد بتعويض المتضررين

كانت استغاثة أحد الجنود بعد محاصرة النيران له ولمجموعة من رفاقه مؤثرة للغاية. وبينما بدا عليه الاختناق والإرهاق الشديد، قال في بث عبر الإنترنت: "خواتي، اللي غلطنا معاه في حاجة يسامحني… الله يرحم إخواننا، نحن عما نحترق".

وأفاد موقع صحيفة البلاد الجزائرية لاحقاً بأن الجندي اسمه إبراهيم خوجة وهو من ولاية باتنة ولم يمسه سوء وبحالة صحية جيدة.

في الأثناء، أوضح الوزير الأول، بن عبد الرحمن، أن اتصالات متقدمة مع الشركاء الأوروبيين تجري على قدم وساق لاستئجار طائرات متخصصة في عمليات إطفاء حرائق الغابات.

وشدد على أن السلطات سخّرت "كل الإمكانيات والمرافق العمومية" في خدمة المواطنين المتضررين من الحرائق، بما في ذلك الفنادق والإقامات الجامعية والمدارس.

وبينما أشاد بـ "الهبّة التضامنية للمواطنين الذين لم يدّخروا جهداً في توصيل المساعدات للمناطق المتضررة من الحرائق"، طمأن رئيس الحكومة "جميع المواطنين الذين خسروا ممتلكاتهم أو مواشيهم أو محاصيلهم الزراعية في هذه الحرائق" بأن الدولة "ستتحمل تعويضهم بالكامل".

"فعل فاعل"

في غضون ذلك، أصر المسؤولون في الحكومة على أن الحرائق اندلعت "بفعل فاعل" إذ قال بن عبد الرحمن إن التحريات الأولية "أثبتت أن أفعالاً إجرامية وراء هذه الحرائق التي مسّت 18 ولاية من ولايات الوطن".

كانت استغاثة أحد الجنود بعد محاصرة النيران له ولمجموعة من رفاقه مؤثرة للغاية. بصوت مختنق ومجهد، قال: "خواتي، اللي غلطنا معاه في حاجة يسامحني… الله يرحم إخواننا، نحن عما نحترق"

وأضاف أن "أماكن انطلاق الحرائق في تيزي وزو تمّ اختيارها بدقّة لإحداث أكبر حجم من الخسائر، من خلال تعطيل وصول فرق الإطفاء"، مردفاً بالقول "وقد تمّ القبض على مجرمين بالمدية اعترف أحدهم بفعله الإجرامي". وختم بن عبد الرحمن بالتأكيد على أن السلطات لن تتسامح "في معاقبة هؤلاء المجرمين".

كما اتهم وزير الداخلية كمال بلجود "أيادٍ إجرامية" بالوقوف خلف الحرائق في البلاد، مصرحاً أثناء زيارته لولاية تيزي وزو، بأن "اندلاع 50 حريقاً في نفس التوقيت من المستحيلات السبعة، ومصالح الأمن ستباشر التحقيقات اللازمة".

وقال متحدث باسم الدرك الوطني إنه جرى القبض على شخص ببلدية سرايدي في ولاية عنابة، مساء الثلاثاء، "متلبساً" وهو بصدد إشعال حريق في غابة بجبال سرايدي بأعالي إيدوغ (شمال شرقي البلاد).

وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تشهد موجة حارة منذ أيام، ويتوقع ارتفاع درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية الأربعاء 11 آب/ أغسطس.

وتعاني عدة دول أخرى في منطقة حوض البحر المتوسط حرائق هائلة منذ أيام بمن فيها تركيا واليونان ولبنان وقبرص. وفي وقت سابق من الأسبوع، حذر تقرير أممي من أن النشاط البشري يغيّر المناخ بطرق غير مسبوقة، لافتاً إلى تزايد مخاطر ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الجفاف، بما يساعد في اندلاع وانتشار حرائق الغابات والأحراش الجافة.

لكن، طالما أُلقي اللوم في الجزائر في حرائق الغابات على "عصابات" تستفيد من احتراق الأشجار للحصول على الفحم النباتي المربح.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard