شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
يائير لابيد يصل المغرب لافتتاح

يائير لابيد يصل المغرب لافتتاح "مكتب الاتصال" في زيارة وصفها بالتاريخية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 11 أغسطس 202103:55 م

إلى العاصمة المغربية الرباط وصل وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الأربعاء 10 آب/أغسطس من أجل الافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال الإسرائيلي في المملكة، ووجد في استقباله في مطار العاصمة محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية.

وتعتبر الزيارة الرسمية هي الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب منذ إعلان عودة العلاقات الرسمية بين البلدين في ديسمبر/كانون الأول الماضي بوساطة من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

واستقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الوفد الإسرائيلي الذي ضم كلا من وزير الرعاية والخدمات الاجتماعية مئير كوهين، وهو من أصول مغربية وولد في مدينة الصويرة (جنوب)، ورئيس لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست رام بن باراك، والمدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيز، في مقر الوزارة.

وغرد يائير لابيد في تويتر بعد وصول رحلته على متن شركة الطيران الإسرائيل "إل عال" إلى العاصمة الرباط قائلا: "لقد حطت طائرتنا في المغرب. نحن فخورون بتمثيل إسرائيل خلال هذه الزيارة التاريخية".

تشديد على الطابع " التاريخي"

وشدد الوزير، الذي يقضي ثمانية وأربعين ساعة في المغرب ما بين العاصمة الرباط ومدينة الدار البيضاء على الطابع "التاريخي" للزيارة.

وقال في بيان سبق الزيارة نشره مكتبه: "إنها زيارة تاريخية تندرج في استمرار صداقة طويلة الأمد وترسيخ للجذور العميقة للطائفة اليهودية في المغرب والجالية الكبيرة من الإسرائيليين من ذوي أصول مغربية" في إشارة إلى أن أكثر من 700 ألف إسرائيلي هم من أصول مغربية.

وأضاف البيان: "ستكون هذه الزيارة فرصة لنناقش المسائل السياسية والاقتصادية، وسنستمر في العمل من أجل إنجاز اتفاقيات ستأتي بالابتكارات والفرص لبلدينا".

وصل وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب في زيارة رسمية لافتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط

وبحسب وسائل الإعلام المغربية فإن برنامج زيارة الوفد الإسرائيلي يتضمن لقاءً بين الوزير ونظيره بوريطة في مقر وزارة الخارجية المغربية، يليه لقاء ثان لأعضاء من الوفد مع وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي.

كما يزور وزير الخارجية الإسرائيلي ووفده ضريح الملك محمد الخامس، في زيارة رمزية، بحكم شهرة الملك الراحل (1909- 1961) لدى يهود العالم على أنه رفض تسليم اليهود المغاربة إلى نظام فيشي الفرنسي (الموالي للنازيين) خلال الحرب العالمية الثانية التي كان فيها المغرب محميّة فرنسية، وجنّبهم بهذا المحرقة النازية.

سياسة ودين وسياحة

يتوزع برنامج الوزير ما بين السياسي والديني. ويرتكز الشق السياسي على اللقاء الذي يجمع مسؤولين من الوفد الإسرائيلي بنظرائهم المغاربة من أجل توقيع اتفاقيات جديدة تؤكد على ترسيخ العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.

وينتظر أن يعلن عن توقيع ثلاث اتفاقيات هامة في مجالات: السياحة والطيران ومواجهة فيروس كوفيد 19.

وكانت جريدة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن دبلوماسي إسرائيلي لم تكشف عن اسمه بأن المغرب ساعد إسرائيل في أن تجد لها موقعا في المنطقة، وفي أن تحصل على صفة العضو المراقب داخل الاتحاد الإفريقي، قبل أسابيع.

وطبع الأشهر التسعة الأخيرة، منذ إعلان تطبيع العلاقات بوساطة أمريكية، توقيع اتفاقيات عدة تنوعت ما بين الزراعة والجمارك والضرائب وفتح أبواب الاستثمارات إلى مجالات الدفاع والأمن السيبراني.

سياسة ودين. يائير لابيد أول مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى يزور المغرب منذ الإعلان عن تطبيع العلاقات

إذ وقع البلدان في تموز/ يوليو الماضي اتفاقية يعملان بموجبها جنبا إلى جنب في مجالات الدفاع المعلوماتي. هذا وشارك وفد عسكري مغربي في مناورات نظمها الجيش الإسرائيلي قبل أيام قليلة في قاعدة إسرائيلية.

أما في ما يخص الشق الديني، فينتظر أن يزور الوفد الإسرائيلي في اليوم الثاني من الزيارة مدينة الدار البيضاء حيث سيقوم بالصلاة في معبد "بيت إيل" التاريخي، في قلب المدينة العتيقة للدار البيضاء، والذي يعتبر محجّا يزوره الكثير من اليهود المغاربة، خاصة من السياح الذين يزورون العاصمة الاقتصادية للمملكة.

تراجع "العدالة والتنمية"

زيارة الوزير الإسرائيلي تتضمن اجتماعات بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم المغاربة، لكن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عبر عن انزعاجه من استقبال الوزير الإسرائيلي، فيما يبدو أنه تذبذب من حزب العدالة والتنمية وقياداته في موقفهم من دعمهم السابق لمسار التطبيع مع إسرائيل، والذي كان تمخض عن حضور رئيس الحكومة للاستقبال الرسمي للوفد الذي رافق جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتوقيع العثماني على مذكرة التفاهم بين البلدين في ديسمبر الماضي.

وقال العثماني في تصريحات إن "قرار التطبيع مع إسرائيل مؤلم وصعب لكن المصلحة الوطنية أعلى بكثير"، فيما وصف بالتنصل من المسار الذي اتخده حزبه سابقا.

وكشفت صحيفة هسبريس المغربية أن وزير العمل عن العدالة والتنمية محمد أمكراز تفادى اللقاء بنظيره مئير كوهين ليقتصر اللقاء على مسؤول كبير بالوزارة وبأن أمكراز "اعتذر عن اللقاء بنظيره كوهين بدعوى أنه في عطلة".

ورجحت الجريدة أن تكون الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستنظم في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وتخوف الحزب من موقف قواعده من هذا التوجه هو الذي دفع بقيادات العدالة والتنمية إلى التراجع عن حضور اللقاء وموقفهم العام من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

حلم السفارة

وبحسب مسؤولين مغاربة فإن الزيارة الأولى لمسؤول إسرائيلي من هذا الحجم إلى المغرب، بعد إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب عام 2003، ليست إلا إعادة لنفس المستوى من التمثيلية بين البلدين، ويرفض المغرب التعليق على إمكانية افتتاح سفارات في كل من الرباط وتل أبيب.

لكن إسرائيل من جانبها، أكدت عبر مسؤوليها أكثر من مرة على أن العلاقات بين البلدين ستتطور لتصبح علاقات دبلوماسية كاملة مع افتتاح سفارات.

ويبدو أن ما يعطل إعلانا من هذا القبيل هو موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من ملف الصحراء الغربية الذي يظل حجر عثرة في تسريع هذا التوجه. إذ أن إدارة بايدن لم تحسم موقفها كليا لصالح الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي سبق أن أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترامب في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، والذي اعتبر حينها اتفاقا ثلاثيا مغربيا أمريكيا إسرائيليا تعترف من خلاله الولايات المتحدة بمغربية الصحراء الغربية، على أن يطبع المغرب علاقاته مع إسرائيل بشكل كامل، في إطار اتفاقيات "أبراهام".

وقد سبق لدول عربية منها الإمارات والبحرين والسوادان أن طبعت علاقاتها مع إسرائيل، فيما افتتحت الإمارات سفارة في تل أبيب في يوليو الماضي، وأعلنت كل من السودان والبحرين عن نيتهما السير على نفس النهج.

وسرّع المغرب وإسرائيل من وتيرة العلاقات بينهما في الأشهر الأخيرة، وكان أبرزها تفعيل اتفاقيات تبادل الرحلات الجوية المدنية بين البلدين. ووصلت إلى مراكش طائرة من تل أبيب تحمل على متنها 100 سائح إسرائيلي، في خطوة هي الأولى من مسار يراد فيه للسياحة أن تكون جزءا هاما من العلاقات بين البلدين.

وسيتم تسيير عشرات الرحلات أسبوعيا بين البلدين، في خطوة يبدو أنها سترسخ التقارب الرسمي الإسرائيلي المغربي.

كما ينتظر أن يزور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بدوره تل أبيب، بدعوة من نظيره لابيد، من أجل افتتاح مكتب الاتصال المغربي هناك.  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image