شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
في الكويت… لا تقل

في الكويت… لا تقل "بدون يحرق نفسه" بل قل "الظلم والعنصرية يحرقان بدون"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 7 أغسطس 202106:10 م
Read in English:

Don’t Say a “Kuwaiti Bedoon Burns Himself Alive” Rather “Injustice and Racism Burn a Kuwaiti Bedoon Alive”

أثارت أحدث محاولة انتحار لشاب من فئة "البدون" أو "عديمي الهوية" في الكويت حرقاً غضباً واسعاً وتنديداً بـ"العنصرية" و"الظلم" الواقعين على أفراد هذه الفئة من قبل السلطات الحكومية هناك، و"اللا مبالاة المجتمعية" تجاه معاناتهم. علماً أن مثل هذه الحوادث تتكرر بانتظام في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.

والبدون هم "أهل البادية" الذين لم يحصلوا على جنسية دولة الكويت منذ استقلالها عام 1961. ويشير القانون الكويتي إليهم بـ"غير محددي الجنسية". وتعود مشكلتهم إلى عدم تطبيق مواد قانون الجنسية الكويتي. وهم يشكون التمييز ضدهم على جميع الأصعدة وصعوبة التمتع بخدمات الدولة الأساسية من تعليم وسكن وعمل ورعاية صحية وغيرها.

وكانت صحيفة الراي الكويتية قد أكدت، في 6 آب/ أغسطس، أن "شخصاً من فئة ‘غير محددي الجنسية‘ من مواليد 1989 الانتحار حرقاً في مستشفى الصباح" حيث يعمل، مبرزةً أن الحروق أصابت 60% من جسد الشاب.

ومن دون تسليط الضوء على سبب الواقعة، اكتفت الصحيفة بالإشارة إلى أن "جناية شروع بالانتحار" قد سُجلت بحق الشاب "بناء على إذن النيابة".

مرة أخرى -على الأرجح لن تكون الأخيرة- #بدون_يحرق_نفسه في الكويت. معلقون يلومون ظلم السلطات وعنصريتها و"اللا مبالاة المجتمعية"

تسليط الضوء على أسباب الواقعة

واستمر التعبير عن الغضب إزاء هذه الحادثة والحوادث المتكررة التي تعكس سوء أوضاع "البدون" عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى نشر هذه السطور عبر وسم #بدون_يحرق_نفسه

وأحال الكثير من المعلقين يأس الشاب الذي أقدم على الانتحار إلى "ممارسات الجهاز المركزي" الذي تأسس عام 2010، بموجب مرسوم أميري لغرض حل قضية البدون. مع ذلك، يعرّفهم الجهاز على موقعه الرسمي على أنهم "المقيمون بصورة غير قانونية".

قال المحامي الحقوقي محمد الحميدي: "#بدون_يحرق_نفسه. سبب انتحاره هو منع الجهاز المركزي تجديد بطاقته ما ترتب عليه حرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية. هو مو طالب جنسية، طالب بطاقة يعيش فيها فقط يا بشر".

وغرّدت غدير الصالح: "ما أعرف الشخص... ما أعرف ظروفه لكن أعرف أن قهر الرجال صعب. أعرف أن الكورونا صكرت وهدمت وايد (كثير) بيوت. أعرف أن وايد ناس عايشه بس بالاسم. أعرف أن الظلم تعدى قدرة الإنسان على التحمل. يا تقبل بجنسية ملفقة أو ماكو بطاقة. ماكو بطاقة يعني ماكو تعليم ولا صحة ولا أي معاملة!".

أما الأكاديمي الكويتي فهد راشد المطيري، فأوضح في تعليقه على الحادثة عبر تويتر أنه "يحل اليأس بعد منح الأمل آخر فرصة، والمنتحرون ‘البدون‘ لم ييأسوا فقط من تعقّب سراب ومن حياة بائسة ومن وعود حكومية كاذبة، بل يئسوا أيضاً من اللاّ مبالاة المجتمعية تجاه معاناتهم. هناك بلا شك العديد من المهتمين، لكن أغلب مَن لو اهتمّوا لأحدثوا فرقاً ما زالوا غير مكترثين".

ولام آخرون أن "المجتمع تعاطفه مؤقت وينحسر مع الوقت".

أعقبت حادثة #بدون_يحرق_نفسه تصريح رئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان جاسم المباركي بأن "الكويت كدولة وحكومة لا يوجد بها توجه لانتهاك حقوق الإنسان بشكل ممنهج". اعتبر ناشطون الحادثة أقوى إثبات لزيف "ادعاءات لا يقبلها عقل ولا منطق"

تكذيب الحكومة

كما اعتبر البعض أن الحادثة تعد تكذيباً قوياً لأحدث تصريحات رئيس الديوان الكويتي الوطني لحقوق الإنسان جاسم المباركي الذي قال، في 4 آب/ أغسطس، إن "الكويت كدولة وحكومة لا يوجد بها توجه لانتهاك حقوق الإنسان بشكل ممنهج"، مشيراً إلى أن "بعض الأخطاء وبعض السلبيات هي ليست نتيجة سياسة حكومية بل نتيجة وجود قصور في ثقافة حقوق الإنسان، لكن على مستوى الحكومة فهي تعمل على احترام حقوق الإنسان بشكل كامل".

في هذا الصدد، غرّد الصحافي والناشط من البدون، رضا الفضلي: "في أقل من 24 ساعة على تصريح رئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان، #بدون_يحرق_نفسه ليثبت له وللعالم زيف هذه الادعاءات التي لا يقبلها عقل ولا منطق خصوصاً أن #البدون وهم شريحة من الشعب الكويتي يقدر عددهم بحوالي 300 ألف إنسان يعانون يومياً من الانتهاكات الممنهجة منذ 60 سنة ظلم سوداء".

واعتبر أبو راكان العجمي أن البدون "ذنبهم في رقبة كل مسؤول وصاحب قرار" في الكويت، سيّما نواب مجلس الأمة الذي رأى أنهم لا يثيرون قضية البدون إلا "من باب التكسب الانتخابي".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image