تواصلت غارات الجيش الإسرائيلي طوال ليل الخميس 5 آب/أغسطس على جنوب لبنان، بعد ساعات من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل ومسلحين ينشطون جنوب لبنان.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاهات مستعمرات تقع شمال فلسطين المحتلة، لكن هجمات مماثلة وقعت في أيار/مايو وتموز/يوليو الماضي، نُسبت إلى فصائل فلسطينية متمركزة في مخيمات اللاجئين في لبنان. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في كلا الجانبين.
وأعادت المناوشات التذكير بالعداء الطويل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الفصيل العسكري والسياسي الشيعي اللبناني المدعوم من إيران والذي يهيمن على جنوب لبنان.
وتأتي الهجمات بالتزامن مع ارتفاع حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، بعد اتهام الأخيرة بتنفيذ هجوم استخدمت فيه طائرة مسيّرة (من دون طيار)، لتدمير سفينة مدنية مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب، وهو ما أثار مخاوف من أن إسرائيل قد ترد بقوة، إما باستهداف إيران نفسها أو وكلائها.
في كلمة ألقاها أمام الجنود المتمركزين بالقرب من الحدود اللبنانية 3 آب/أغسطس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت الذي تتهمه المعارضة بالضعف: "أن تجلس بهدوء في طهران وتشعل الشرق الأوسط بأكمله من هناك - هذا انتهى. نحن نعمل على حشد العالم، ولكن في نفس الوقت نعرف أيضاً كيف نتصرف بمفردنا. إيران تعرف الثمن الذي نحدده عندما يهدد شخص ما أمننا".
تأتي الهجمات بالتزامن مع ارتفاع حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، بعد اتهام الأخيرة بتنفيذ هجوم بواسطة طائرة من دون طيار، لتدمير سفينة مدنية مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب
الهجمات
زعم الجيش الإسرائيلي إنه قصف البنية التحتية والمواقع التي تم استخدامها في إطلاق الصواريخ الثلاثة، بالتزامن مع إحياء الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت.
وأكدت قناة المنار التابعة لحزب الله في وقت لاحق وقوع الضربة، مشيرة إلى أن طائرات حربية إسرائيلية نفذت غارتين على أطراف بلدة المحمودية الحدودية اللبنانية بعد منتصف الليل بدقائق.
وعلى الرغم من أن مصدر الصواريخ لم يتم التحقق منه بعد، إلا أن الجيش الإسرائيلي حذر من أنه سيحمل لبنان المسؤولية عن الصواريخ التي يتم إطلاقها باتجاه إسرائيل من أراضيه وإن لم يطلقها لبنانيون. كما وجه وزير الدفاع الإسرائيلي رسالة حادة إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان - يونيفيل، عندما تحدث عن "عدم الاضطلاع" بمهامها بشكل كاف.
الجيش الإسرائيلي حذر من أنه سيحمل لبنان المسؤولية عن الصواريخ التي يتم إطلاقها باتجاه إسرائيل من أراضيه وإن لم يطلقها لبنانيون
وبحسب الجيش الإسرائيلي، أطلق جنود الإحتلال أكثر من مائة قذيفة من مختلف الأنواع على الأراضي اللبنانية طوال ليل الخميس 5 آب/أغسطس. ويتكهن مسؤولو الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله لم يكن وراء إطلاق الصواريخ، بل ربما تكون الفصائل الفلسطينية المسلحة.
الجيش اللبناني قال إن إسرائيل قصفت عدة مناطق في جنوب لبنان بـ92 قذيفة، مما أدى إلى اندلاع حريق في بلدة راشيا الفخار. وجاء في بيان قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام "اليونيفيل" أن قائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول كان على اتصال فوري مع الطرفين. وحثهم على وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.
أثر الصواريخ في إسرائيل
اندلع حريق في منطقة مكشوفة في مستوطنة كريات شمونة بعدما سقط أحد الصواريخ بالقرب من مبان سكنية. وحث رئيس بلدية المستعمرة المستوطنين، على البقاء بالقرب من الملاجئ "حتى يصبح الوضع أكثر وضوحاً" منوهاً بفتح ملاجئ عامة في المدينة.
وأفاد سكان مستوطنات كفار جلعادي وتل حاي وكريات شمونة، أنهم سمعوا دوي انفجارات بعد لحظات من انطلاق صافرات الإنذار.
قبل أسبوعين، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا على إسرائيل من لبنان خلال الليل، في أعقاب تقرير سابق لوسائل الإعلام الحكومية السورية عن غارة إسرائيلية على منطقة شمال حلب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...