شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
تطبيق حكومي إيراني للترغيب في

تطبيق حكومي إيراني للترغيب في "الزيجات الدائمة"... لمواجهة شيخوخة المجتمع أم زواج المتعة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 14 يوليو 202105:57 م

دشنت إيران، الاثنين 12 تموز/ يوليو، تطبيق "همدم" الحكومي للترغيب في "الزيجات الدائمة" وتيسيرها، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول هدف النظام من مثل هذا التطبيق، علاوة على مخاوف متعلقة بالبيانات الشخصية الحساسة لمستخدميه بشأن الحق في الخصوصية.

وأظهرت الحكومة الإيرانية اهتماماً بالتطبيق الذي أطلقه معهد تبيان الثقافي، في حضور رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، وحجة الإسلام قمي، رئيس منظومة الدعاية الإسلامية. وأشادت به وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية باعتباره "أول تطبيق رسمي ومرخص في موضوع استشارات الزواج والزواج" و"منصة لتسهيل الزواج".

وأوضحت أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي للعثور على شريك مناسب "فقط للعزاب الساعين للزواج الدائم" ولمن يرغبون في الارتباط بزوجة واحدة فقط، مبينةً أنه لدى العثور على شريك مناسب، "يقدم التطبيق ويعرف العائلات بعضها على بعض من خلال مستشاري الخدمة" المزعوم أنهم "سيرافقون ويتابعون" الزوجين لمدة أربع سنوات بعد زواجهما.

كما قال رئيس معهد تبيان، كميل خجسته، إن من شأن التطبيق المساعدة في توفير "أسر صحية" في وقت تتعرض القيم العائلية للتهديد من قبل "الشيطان" وأعداء إيران.

وتشهد تطبيقات المواعدة إقبالاً واسعاً في إيران، لكن السلطات تعتزم اعتبار "همدم" -الكلمة تعني الشريك/ة في الفارسية- التطبيق القانوني الوحيد.

للراغبين في "الزواج الدائم" ولمرة واحدة فقط… الحكومة الإيرانية تطلق تطبيق "همدم" وهو أول "منصة تسهيل زواج حكومية" في البلاد، وناشطون يعربون عن قلقهم على حماية الكم الهائل من المعلومات الشخصية للمستخدمين 

خطوة تثير التساؤلات

أثار الاهتمام الحكومي بالتطبيق تكهنات عديدة، أبرزها ترجيح أن السلطات تخشى استفحال ظاهرة "زواج المتعة"، مقابل اعتقاد آخرين بأن هذه الخطوة تسعى إلى مكافحة "شيخوخة المجتمع" في ظل ارتفاع معدلات الطلاق والعزوبة وانخفاض النمو السكاني باطراد.

وفي حين أن أعمار أكثر من نصف سكان إيران دون الِـ35 عاماً، حذرت الحكومة آنفاً من أن الأمر يهدد بأن تصبح إيران إحدى دول العالم التي تعاني من الشيخوخة في العقود الثلاثة المقبلة.

بحسب الهيئة الوطنية للسجل المدني في البلاد، سُجلت نحو 307 ألف حالة زواج و100 ألف حالة طلاق بين آذار/ مارس وكانون الأول/ ديسمبر عام 2020. في غضون ذلك، انخفض النمو السكاني السنوي للبلاد إلى 1.29%.

وشرعت السلطات في اتخاذ إجراءات مشجعة على الزواج أملاً في تحقيق رغبة المرشد الأعلى للثورة الإيراني علي الخامنئي بزيادة السكان إلى 150 مليوناً عوضاً من 83 مليوناً حالياً.

في العام الماضي، حدّت السلطات خدمات تنظيم الأسرة في المستشفيات الحكومية، ولم تعد الدولة توفر موانع الحمل إلا للنساء اللواتي يشكل الحمل خطراً على حياتهن. وفي آذار/ مارس الماضي، أقر البرلمان مشروع قانون يُلزم الحكومة تقديم حوافز مالية لتيسير الزواج والأزواج الذين لديهم أكثر من طفلين. وهو بانتظار موافقة مجلس صيانة الدستور لإقراره.

مع ارتفاع معدلات الطلاق (نحو 100 ألف حالة العام الماضي)، والعزوبة المؤكدة (13 مليون عازب أعمارهم دون الـ35 عاماً)، تسعى الحكومة الإيرانية إلى الترغيب في الزواج لمواجهة الانخفاض الحاد للنمو السكاني (1.29% فقط) 

"أخذنا الأسرة على محمل الجد"

وركزت تصريحات المسؤولين الإيرانيين على أهمية التطبيق للأسرة الإيرانية. قال حجة الإسلام قمي، رئيس هيئة الدعاية الإسلامية، في حفل إطلاق التطبيق: "أخذنا الأسرة على محمل الجد ونعتبر هذا مطلباً للحكومة"، لافتاً إلى أن "نحن (النظام) نعتبر الأسرة الركيزة الأساسية، ومن لا يرى أو يشعر بالتغيير لا يمكنه التصرف بناءً على الحقائق".

وقال كميل خجسته إن "الأسرة السليمة هي محرك تقدم المجتمع"، مستنكراً وجود 13 مليون عازب دون سن 35 عاماً في إيران، بينهم خمسة ملايين رجل وثمانية ملايين امرأة، ونوه بأن "30% من نسائنا تحت سن الثلاثين عازبات ومعدل العزوبة المؤكد في نسائنا مرتفع للغاية، والارتفاع المتزايد للطلاق وانخفاض الزواج وزيادة العزوبة المؤكدة من بين مشاكل البلاد".

أضاف خجسته أن "تبيان" يعكف على تيسير الزواج منذ فترة، مبرزاً أنه نجح في عقد 3700 حالة زواج بدون طلاق، إلا أنه اعتبر النتيجة "غير مرضية"، وهو ما استدعى إطلاق التطبيق، بحسب رأيه. 

"أخذنا الأسرة على محمل الجد ونعتبر هذا مطلباً للحكومة"... معلقون إيرانيون يطالبون حكومتهم بتوفير نفقات تطوير تطبيق لتسهيل الزواج وحل أزمة "الأسعار الفلكية" للوحدات السكنية -من بين أشياء أخرى- حتى يتيسر للشباب الزواج

مخاوف على الخصوصية

في سياق آخر، أعرب معلقون عن مخاوفهم على سلامة البيانات الشخصية التي يتم تغذية التطبيق بها، وانتهاك محتمل للحق في الخصوصية.

كتب المبرمج الإيراني ميلاد نوري على تويتر: "تطبيق المواعدة الذي تم إصداره اليوم، نظراً لطبيعة نشاطه (تعريف الباحثين عن الزواج بعضهم إلى بعض بمعرفة العائلات)، يتلقى معلومات من المستخدم أعتقد أنها المعلومات والوثائق الأكثر اكتمالاً التي تطلبها التطبيقات الخاصة على مدار سنوات".

وأضاف: "حتى الآن، لا يوجد نظام لديه هذا القدر من معلومات المستخدم، ولكن هذه الخدمة تحتاج إلى الكثير من هذه المعلومات لتقييم الأشخاص من زوايا مختلفة وتقديم المزيد من الخيارات ذات الصلة"، مبيناً أنها تشمل معلومات مثل التفاصيل الشخصية بدايةً من لون العينين إلى تفاصيل الهوية ومعلومات الاتصال (العنوان البريدي والهاتف الأرضي) وكذلك معلومات العمل (مكان العمل ونوع العقد والدخل) ومعلومات عائلية أشمل وطبيعة الحالة الصحية ونتائج الاختبارات النفسية.

وأعرب نوري عن شعوره بالقلق على هذا الكم الهائل من المعلومات لا سيّما مع عدم وجود قانون يحدد تداول معلومات المستخدمين في إيران.

لكن نائب وزير الاتصالات الإيراني أمير ناظمي رد عليه قائلاً إنهم معنيون بشدة بحماية البيانات الخاصة ويدركون خطورة تسريبها. وأوضح أن التطبيق لا يسمح بأخذ لقطات الشاشة أو مقاطع مصورة خلال تسجيل البيانات.

وبرزت انتقادات أخرى للتطبيق إذ دعا معلقون الحكومة إلى توفير نفقات تطوير التطبيق ومحاولة حل أزمة "الأسعار الفلكية" للوحدات السكنية -من بين أشياء أخرى- حتى يتيسر للشباب الزواج.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image