شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أسرى عراة..جرذان وبقّ..

أسرى عراة..جرذان وبقّ.. "السجون الإسرائيلية غير صالحة للبشر"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 20 مايو 201903:16 م

تفتيش المعتقلين عراة، إجبارهم على قضاء الحاجة البشرية مشدودين إلى أسرَّتهم، فئران وجرذان وبق وصراصير في الزنزانات، هذا بعض ما كشفه أحدث تقرير صادر عن مكتب الدفاع العام في إسرائيل عن المخالفات والممارسات التي تنتهك حقوق السجناء بالسجون الإسرائيلية مؤكداً أن العديد من أقسامها "غير ملائم لسكن البشر".

تحدث التقرير الرسمي الصادر قبل نحو أسبوعٍ عن إجراءات عقابية غير قانونية يتعرض لها السجناء، منها ربطهم بالسرير لساعات أو أيام واضطرارهم لقضاء حاجتهم في هذه الوضعية، وعزلهم عن السجناء الآخرين، وتفتيشات عارية بدون أي سبب.

ووفق ما أكدته صحيفة "تايمز أو إسرائيل"، فإن التقرير تطرق إلى حالة السجون الإسرائيلية خلال عامي 2017 و2018، واعتمد على أدلة جرى جمعها خلال زيارات مفاجئة قام بها طاقم الدفاع العام في بضعة سجون.

تفتيشات عارية، تكبيل، حرمان من العلاج

من الانتهاكات التي سجلها التقرير، تفتيش السجناء عراة بدون أي سبب، أو نتيجة الاشتباه في ارتكابهم مخالفات. وأشار التقرير إلى شيوع هذا الإجراء في سجن "أيالون"، ووصف التقرير بأنه "إجراء روتيني".

أما في سجن "أوفيك"، حيث يسجن المراهقون، فانتشر ربط السجناء بالسرير حتى المرضى نفسياً عوضاً عن معالجتهم. وفي "أيالون" أيضاً تم ربط يدي وقدمي سجين بحاجة لعناية طبية بسريره 38 ساعة متواصلة. ووقعت حوادث مشابهة في سجنَي "إيشل" و"غفعون"، حيث قضى السجناء حاجتهم وهم مربوطون بأسرّتهم. كذلك تم ربط أيدي السجناء فوق رؤوسهم.

وتقضي قواعد مصلحة السجون الإسرائيلية بتكبيل السجناء فقط لمنعهم من إيذاء أنفسهم أو الآخرين، وليس لمعاقبتهم.

احتجز بعض السجناء، بحسب التقرير، في زنازين انفرادية وفي ظروف "فظيعة"، تضمنت عدم تقديم حراس السجن لهم ملابس نظيفة لمدة ستة أيام ورُشّ بعضهم بالمياه وأجبروا على البقاء بملابس رطبة بضعة أيام. وورد في التقرير أن قاصريْن قالا إنه خلال مكوثهما في السجن الانفرادي، أُخذت فرشتاهما وأُجبرا على النوم على سرير معدني.

"غير صالحة لإقامة البشر"

تضاف الانتهاكات السابقة إلى بنى السجون التي تجعلها غير صالحة للسكن مثل الحمامات المتعطلة والشبابيك المقفلة وعدم وجود مكيفات هوائية بالزنازين. كما سجلت مشكلات تتصل بالنظافة في 19 سجناً، اعتبر بعض أقسامها "غير ملائم لسكن البشر"، بما في ذلك أقسام سُجن فيها مرضى نفسيون حذّر مكتب الدفاع الإسرائيلي من تفاقم حالاتهم لهذا السبب.

وأكد التقرير أن الجدران في سجن "إيشل" عفنة ومفتتة، متحدثاً عن انتشار الفئران والجرذان في الزنزانات. وقال بعض السجناء في سجن "أيالون" إنهم يفضلون النوم على الأرض بسبب البق في الفرشات. وظهر البق والصراصير في سجون أخرى، وانبعثت روائح نتنة من الزنزانات بسبب العفن وقلة النظافة ودخان السجائر.

وكشف المحققون الإسرائيليون عن ظروف أكثر سوءاً في قسم الإشراف والعقاب في سجن "هداريم"، حيث يحتجز سجناء بالسجن الانفرادي أو تحت إشراف إضافي بسبب أفكار انتحارية. وأوصى التقرير بعدم احتجاز أي شخص في القسم الذي يقع في مبنى بشكل رواق طويل بلا نوافذ أو لا يبلغه ضوء النهار.

وأفاد التقرير بأنه في 16 حالة، كانت المساحة المخصصة لكل سجين أقل من ثلاثة أمتار مربعة التي تشترطها محكمة العدل العليا الإسرائيلية وأقل من نصفها أحياناً. وبيّن التقرير أن هذه "مشكلة عامة تؤدي إلى انتهاك حقوق السجناء والمعتقلين الأساسية وانتهاك حقوق الإنسان".    

تفتيش المعتقلين عراة، فئران وجرذان وبق في الزنزانات، انتهاكات بحق المرضى نفسياً.. هذا بعض ما كشفه أحدث تقرير عن المخالفات والممارسات التي تنتهك حقوق السجناء بالسجون الإسرائيلية.

وعود بإنهاء التجاوزات

وردّت مصلحة السجون الإسرائيلية على التقرير بالتأكيد على تشكيل لجنة لتطبيق القواعد بخصوص حالات السجن الانفرادي، مشددة على أنه اعتباراً من 30 أبريل/نيسان الماضي، راعت جميع المنشآت معايير 3 أمتار مربعة لكل سجين، وسعت لرفعها إلى نحو خمسة، امتثالاً لأوامر المحكمة العليا.

أما عن مشكلات المنشآت، فأوضحت أنه "تم التعامل" مع مشكلات الصرف الصحي والنظافة والآفات في جميع السجون، وكذلك مع حالات التكبيل غير القانوني للأسرى. ولفتت إلى أن السجن الانفرادي والتفتيش العاري هما من الإجراءات التي تتخذ عند الضرورة فقط، وأنها جددت أوامرها لحراس السجون التي حدثت فيها الانتهاكات بالتزام القواعد.

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال قرابة 5700، منهم 250 طفلاً، و36 طفلاً مقدسياً قيد الاعتقال المنزلي، و 5 قاصرين قيد الاحتجاز في ما يسميه الاحتلال "مراكز الإيواء"، و47 أسيرة، و500 معتقل إداري، و700 أسير مريض، منهم 30 مصاباً بالسرطان، و56 مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، أقدمهم أمضى 37 عاماً، وفق إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image