أعلن المواطن البريطاني علي عيسى أحمد (28 عاماً) مقاضاة دولة الإمارات على خلفية سجنه دون وجه حق وتعذيبه خلال إجازته في البلد الخليجي عام 2019، لارتدائه علم قطر.
وكانت الإمارات إلى جانب ثلاث دول عربية أخرى قطعت علاقاتها مع قطر، في حزيران/ يونيو عام 2017، على خلفية اتهامها بـ"دعم وتمويل الإرهاب". وهي الادعاءات التي نفتها الدوحة. ولم تتحسن العلاقات بين الطرفين إلا قبل بضعة أشهر.
وخلال متابعته مباريات كأس آسيا 2019 التي استضافتها أبو ظبي، كان أحمد، المشجع البريطاني، قد ارتدى قميص منتخب قطر أثناء المباراة التي فاز فيها المنتخب القطري على نظيره العراقي في 22 كانون الثاني/ يناير.
قال أحمد وأحد أصدقائه إنه تعرض للإهانة والاعتداء بعدما أمره مسؤولون إماراتيون بخلع القميص.
وأوضح المواطن المنحدر من ولفرهامتون (غرب إنجلترا)، أنه لم يكن على دراية بالقانون الإماراتي الذي يجرم "إظهار التعاطف" مع قطر. علماً أن الخارجية البريطانية تحذر عبر موقعها الإلكتروني المسافرين إلى الإمارات من إعلان رسمي يرد فيه أن "إظهار تعاطف مع قطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بأي وسيلة اتصال أخرى يعدّ جريمة. ويمكن سجن مرتكبيها أو تغريمهم مالياً".
"ما فعلوه بي لا يُصدق"... مشجع بريطاني يقاضي ستة مسؤولين إماراتيين كبار عن سجنه دون وجه حق عام 2019 لارتدائه قميص منتخب قطر
عنصرية وطعن وحرق
في أحدث تصريح لموقع "ميدل إيست آي"، الخميس 27 أيار/ مايو، قال أحمد إنه سيرفع دعوى قضائية ضد ستة مسؤولين إماراتيين كبار يزعم أنهم مسؤولون عن تعذيبه وسجنه دون وجه حق، علاوة على ادعاءات أخرى بتعرضه لإساءات عنصرية وأضرار نفسية كادت تحمله على الانتحار.
بحسب أحمد، فقد تعرض للسجن بين 23 كانون الثاني/ يناير و12 شباط/ فبراير عام 2019، حين ذهب للتقدم بشكوى رسمية ضد مسؤولي الأمن في استاد آل نهيان، حيث أُقيمت مباراة قطر والعراق، عمّا تعرض له من إهانة وتعنيف. يقول الإماراتيون إنه سُجن بسبب الادعاءات الكاذبة ضد المسؤولين وإضاعة وقت الشرطة لا بسبب ارتداء قميص قطر.
ويدّعي هو أنه خلال وجوده في السجن، تعرض ثانيةً لإساءات عنصرية ونفسية وتعذيب، بما في ذلك الضرب والصعق بالكهرباء والطعن والحرق. قال لـ"ميدل إيست آي": "لقد تعرضت لسوء المعاملة والتعذيب وكدت أُقتل في السجن في الإمارات... لارتدائي قميص كرة قدم! ما فعلوه بي لا يُصدق"، موضحاً أنه تعرض للطعن من قبل مهاجم مجهول في اليوم السابق لمثوله أمام المحكمة.
وأضاف: "لا أعرف من فعل ذلك - السلطات أو السجناء- لم يجروا أي تحقيق حول الحادث"، مضيفاً أن الهجوم ترك ندبة دائمة لديه وسبّب له اضطراب ما بعد الصدمة.
في حديثه إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية عام 2019، قال أحمد إنه كان مقتنعاً بأنه سيموت أثناء وجوده في السجن، مستطرداً "اعتقدت أنني سأنتحر بدلاً من تركهم يقتلونني".
قال إن التعذيب أصابه بندبة دائمة واضطراب ما بعد الصدمة… بريطاني يدّعي التعرض لإساءات عنصرية وتعذيب كادا أن يحملاه على الانتحار داخل سجون الإمارات عقب ارتدائه قميص قطر
شملت لائحة الادعاء التي تقدم بها أحمد، الخميس، ستة مسؤولين إماراتيين، بمن فيهم المستشار صقر سيف النقبي، رئيس نيابة أمن الدولة في أبوظبي، واللواء فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي، واللواء أحمد ناصر أحمد الظاهري، الرجل الثاني في قيادة أمن دولة أبوظبي.
حتى "تظهر الحقيقة"
ويطالب المشجع البريطاني بتعويضات عن السجن التعسفي والاعتداء والضرب والإيذاء المتعمد بما في ذلك الأذى النفسي والإهمال أثناء احتجازه، موضحاً أنه قرر التحرك قانونياً عقب مرور عامين تقريباً حتى "تظهر الحقيقة".
وشرح: "لقد أنتظرت الإنصاف في ما تعرضت له وقتاً طويلاً. لقد تعرضت لتعذيب شديد وكدت أموت في السجن. لقد حاولوا أن يجعلوا الأمر يبدو كما لو أنني فعلت هذا (التعذيب) بنفسي، وأنني جرحت وحرقت نفسي. إنه أمر قاسٍ لدرجة أنهم فعلوا ذلك".
وختم: "السلطات الإماراتية تجاهلت جميع الشكاوى التي رفعتها إليها، ولم يُجر أي تحقيق ولم يُحاسب أحد. قررت رفع دعوى مدنية ضد أولئك المسؤولين عن تعذيبي حتى تظهر الحقيقة ويمكن أخيراً تحقيق العدالة بعد الأشياء الفظيعة التي حدثت لي".
على الجانب الآخر، نفت السلطات الإماراتية مزاعم أحمد، قائلةً إن إصاباته "بدت وكأنها من صنع يديه".
يشار إلى أن منتخب قطر كان قد فاز ببطولة آسيا عام 2019، عقب إقصاء منتخب الإمارات على أرضه بأربعة أهداف دون رد، في نصف نهائي ألقت فيه الجماهير الإماراتية الغاضبة الأحذية على لاعبي قطر الذين تغلبوا لاحقاً على اليابان وحصدوا اللقب الثمين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...