واصلت إسرائيل غاراتها الجوية العنيفة على قطاع غزة المحاصر، صباح الثلاثاء 11 أيار/ مايو، متسببة بمقتل 27 فلسطينياً على الأقل، بينهم تسعة أطفال وسيدة، فيما اضطرت شرطة الاحتلال إلى الانسحاب من المسجد الأقصى عقب أيام من الاشتباكات العنيفة مع المصلين الفلسطينيين المرابطين فيه.
وكانت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قد بدأت باستهداف القدس المحتلة، بشكل معلن للمرة الأولى بصواريخ من طراز A120، عقب مهلة منحتها لقوات الاحتلال لمغادرة المسجد الأقصى ووقف الانتهاكات بحقه.
وجاء الرد الإسرائيلي وحشياً عقب استخدام الصواريخ التي تحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، في ساعة متقدمة من مساء الاثنين 10 أيار/ مايو.
وأعقب القصف المتبادل أربعة أيام متتالية من اعتداءات الشرطة الإسرائيلية بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي على المواطنين الفلسطينيين الذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم بإلقاء الحجارة والكراسي على قوات الاحتلال.
صعّدت شرطة الاحتلال، التي دعمت المستوطنين المتطرفين للاستيلاء قسراً ودون وجه حق على منازل فلسطينيين في حي الشيخ جراح، اعتداءاتها، الاثنين، بإلقاء قنابل الصوت والغاز على الفلسطينيين المرابطين في الأقصى منعاً لخطة لاقتحامه من قبل ألفي مستوطن من "القوميون اليهود" في الذكرى الـ54 لاحتلال القدس الشرقية، في ما يُحتفى به في إسرائيل تحت عنوان "يوم القدس" أو "يوم توحيد القدس".
وفشل المستوطنون في دخول الأقصى، كما اضطرت قوات الاحتلال إلى مغادرته فجر الثلاثاء إذ دخل الفلسطينيون من باب حطة مكبرين ومحتفلين.
نحو 27 شهيداً فلسطينياً جراء القصف الإسرئيلي الوحشي على غزة، بينهم تسعة أطفال وسيدة. المتحدث باسم جيش الاحتلال يتباهى بقصف 130 موقعاً في القطاع، و"القسام" ترد: "سنجعل عسقلان جحيماً"
قصف مستمر
إلى ذلك، شنت إسرائيل المزيد من الغارات الجوية على مواقع للمقاومة الفلسطينية في بلدة جباليا، شمال غزة، وورشة صناعية شرق خان يونس، جنوب غزة، صباح الثلاثاء. بالإضافة إلى استهداف العديد من المنازل السكنية.
Israeli aerial forces continue to target overcrowded civilian neighborhoods in the #Gaza Strip.
— Euro-Med Monitor in oPt (@EuroMedoPt) May 11, 2021
A while ago, an apartment in a residential building in the middle of Gaza city was targeted. Two Palestinians were reported killed. pic.twitter.com/z3nWEnByig
وأفاد متحدث باسم جيش الاحتلال بأن الصواريخ استهدفت نحو 130 موقعاً في غزة، بما في ذلك مبنى استخبارات حماس ومنزل قائد ميداني بالحركة ونفقان حدوديان حفرهما نشطاء، وموقع خلية لمطلقي صواريخ مضادة للدروع تابعة لحماس بالقطاع.
وردت المقاومة الفلسطينية، ممثلة في حركة حماس والجهاد الإسلامي والقسام وفصائل مسلحة أخرى، بإطلاق العديد من رشقات الصواريخ باتجاه إسرائيل وبعض المستوطنات الإسرائيلية. وتوعدت كتائب القسام: "سنجعل عسقلان جحيماً". وأضافت الكتائب أنها وجهت "ضربة صاروخية كبيرة" لعسقلان المحتلة رداً على "استهداف البيت الآمن على رؤوس ساكنيه"غرب غزة، مؤكدةً إصابة سبعة إسرائيليين وتصدع بعض المباني.
"أوسع حركة احتجاج في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948"... المواطنون الفلسطينيون في الداخل المحتل ينتفضون دعماً لغزة والأقصى، واللد تقدم "أول شهيد" من الداخل المحتل
واجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكبار قادته الأمنيين والعسكريين في وزارة الدفاع لبحث التطورات. علماً أن صحيفة "معاريف" كانت قد نقلت عن مصادر رسمية أن العملية التي أُطلق عليها "حارس الأسوار" ضد غزة ستستمر عدة أيام بناءً على قرار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
بدأنا عملية #حارس_الأسوار التي كنا نستعد لها. حتى اللحظة قصفنا أكثر من 130 هدفًا وموقعًا إرهابيًا من شمال وحتى جنوب قطاع غزة!!
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 11, 2021
كما تم القضاء على 15 ناشطًا تخريبيًا من المنظمات الإرهابية في قطاع غزة وعلى رأسها حماس
أطفال في عداد الضحايا
حتى الآن، أُبلغ عن سقوط ما لا يقل عن 27 فلسطينياً جراء القصف على غزة، بما في ذلك تسعة أطفال وسيدة، بالإضافة إلى 103 مصابين على الأقل. زعم جيش الاحتلال أن 15 من الضحايا كانوا مسلحين.
هؤلاء القتلى من الاطفال هم الاهداف الاسرائيلية المراد تدميرها من اجل مستقبل #إسرائيل#CrimesAgainstHumanity #FreePalestin #القدس pic.twitter.com/KWZNFkVq7E
— Nabeel Rajab (@NABEELRAJAB) May 11, 2021
وتداول ناشطون صوراً مروعة لبعض الضحايا من الأطفال، مبرزين أن ثلاثة منهم من أسرة واحدة، ما زاد الشجب لهجمات إسرائيل.
#BREAKING at least 3 children murdered in an Israeli strike north of Gaza pic.twitter.com/QtsxOGS4Tg
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) May 10, 2021
في غضون ذلك، أصاب نحو 200 صاروخ أطلقت من غزة باتجاه إسرائيل ستة مدنيين إسرائيليين، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى في حالة متوسطة.
الداخل المحتل ينتفض
كان لافتاً حجم الدعم الذي قدمه فلسطينيو الداخل المحتل لغزة والأقصى، حيث خرجت تظاهرات ونُظمت وقفات حاشدة في الناصرة وشفاعمرو وأم الفحم وجلجولية وبلدات مجد الكروم ودير حنا ونحف ودبورية وغيرها.
وُصفت التحركات بأنها "أوسع حركة احتجاج في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948".
أوسع حركة احتجاج في الأراضي المحتلة عام 1948م.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) May 11, 2021
من يلعب بالنار تحرقه وشعبنا قادر أن يلقن الاحتلال ومن يراهن عليه الدرس القاسي. #القدس_خط_احمر #سيف_القدس pic.twitter.com/seAoWTwdTe
وفي اللد المحتلة، سقط أول شهيد في الداخل المحتل برصاص مستوطن وأُصيب آخر خلال فض جيش الاحتلال تظاهرة حاشدة لدعم غزة والقدس المحتلة والأقصى.
שכונת רמת אשכול, לוד, לפני כמה דקות pic.twitter.com/qkgqGbRVU1
— רועי שרון Roy Sharon (@roysharon11) May 10, 2021
وأشارت تقارير إعلامية إلى اعتقال شرطة الاحتلال عشرات المواطنين العرب على خلفية التظاهرات في الداخل المحتل.
اضطرت قوات الاحتلال إلى مغادرة المسجد الأقصى فجر الثلاثاء بعدما أفشل المرابطون في الأقصى، بشجاعتهم، مخطط "القوميون اليهود" في الاحتفال بـ"يوم توحيد القدس" عبر اقتحام وتدنيس أولى القبلتين
ووقعت مناوشات بين فلسطينيين ومستوطنين وجنود إسرائيليين في شارع بن غوريون بحيفا، فجر الثلاثاء.
صباح الخير للشباب الصغار في حيفا. #حيفا التي ظن الاحتلال أن جيلها الجديد قد نسي أو تلاشى!
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) May 11, 2021
عشرات المعتقلين من صبية أشعلوا الأرض حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم في شارع "بن چويون". #القدس_تنتفض pic.twitter.com/hbIBjYQHUe
كما اندلعت اشتباكات حامية، صباح الثلاثاء، بين مواطنين فلسطينيين وجنود الاحتلال في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، على بُعد 10 كم جنوب القدس. وأفاد ناشطون وتقارير إعلامية متطابقة بوقوع حالات اختناق عديدة بين المواطنين الفلسطينيين جراء قنابل الغاز التي أطلقها جيش الاحتلال، علاوة على إصابة شاب فلسطيني بالرصاص.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد رفع مستوى الطوارئ إلى الدرجة الرابعة، تحسباً لاستمرار الاشتباكات في القدس الشرقية المحتلة، والمستجدات في الضفة الغربية وغزة.
وتعاملت فرق الطوارئ الطبية التابعة للهلال الأحمر مع 714 حالة، 520 منها في القدس الشرقية، منذ بدء الاشتباكات الحالية في 7 أيار/ مايو الجاري، بما في ذلك أكثر من 338 حالة نُقلت لمستشفيات القدس، وسط اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي على الكوادر الطبية التابعة له، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة طارئة، مساء الاثنين، لبحث المواجهات في القدس. وفشل المجلس في إصدار بيان يدعو "إسرائيل إلى وقف "أنشطة الاستيطان والهدم والطرد للفلسطينيين في القدس" بسبب الولايات المتّحدة التي اعتبرته "غير مناسب" في الوقت الحالي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...