شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
ثيابك وصمة عارٍ للعائلة... مقتل شاب مثلي في الأهواز الإيرانية

ثيابك وصمة عارٍ للعائلة... مقتل شاب مثلي في الأهواز الإيرانية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 11 مايو 202105:18 م

تداول الإعلام الإيراني ومواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة خبر مقتل شاب عربي مثلي الجنس في مدينة الأهواز مركز محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، على يد أقربائه، بسبب ميوله الجنسية.

حسب رواية "عقيل عبيات" شريك القتيل، علي فاضلي منفرد والمعروف باسم "عليرِضا"، والبالغ من العمر 20 عاماً، تحدث عليرضا إلى والدته عبر الهاتف للمرة الأخيرة يوم الثلاثاء، 4 مايو 2021، وبعد ساعات من ذلك، أتى إليه أخوه غير الشقيق، بحجة أن والده يريد رؤيته، أجبره على ركوب سيارة وأخرجه من المدينة. ولم تكن هناك أخبار عنه حتى يوم الأربعاء، وفي مساء الأربعاء، اتصل أخ علي رضا غير الشقيق بأمّه وأخبرها "لقد قضينا عليه"، وقال إنه وضع جثته تحت النخيل في منطقة "برومي" قرب مدينة الأهواز.

بعد ذلك تمّ نقل الجثة إلى الطب الشرعي. قُدمت شكوى ضد شقيق عليرضا واثنين من أقربائه الذين يُقال بأنهما ابنا عمه أو ابنا شقيقته، وهم الآن قيد الاعتقال.

ويقول عقيل إن أخ عليرضا غير الشقيق اشتكى لوالده مراراً وتكراراً من مظهره وشكل الملابس التي كان يرتديها عليرضا، وكان يعتبره وصمة عار للعائلة.

حسب التقارير ورواية عقيل، حدث القتل بعد أن شاهد أخ عليرضا بطاقة إعفائه عن الخدمة العسكرية بسبب مثليته.

أخ عليرضا غير الشقيق اشتكى لوالده مراراً من مظهره وشكل الملابس التي كان يرتديها عليرضا، وكان يعتبره وصمة عار للعائلة

وتعرّف السلطات الإيرانية، المثليين، على أنهم يعانون من "أمراض عقلية" و"اضطرابات أخلاقية وجنسية"، ويواجه مثلي الجنس في إيران عقوبة الجلد وفي بعض الأحيان تصل العقوبة إلى الإعدام، فضلاً عن التمييز الشديد ضدهم، الذي يجبرهم على العزلة والابتعاد عن المجتمع وإخفاء ميولهم الجنسية أو الهجرة إلى خارج البلاد.

وتوضح بطاقات الإعفاء للمثليين الصادرة عن نظام التجنيد في إيران سبب الإعفاء وفق المادة 5، والفقرة 7، وتشير إلى قسم من اللائحة ينصّ على أن حامل هذا النوع من الإعفاء هو مثلي الجنس.

وبحسب عقيل، لم يكن عليرضا في المنزل وقت استلام بطاقة الإعفاء، وكان من المقرر أن يسافر إلى تركيا في الأيام القليلة المقبلة بعد بيع هاتفه المحمول، والاضمام إلى شريكه (عقيل) ثم السفر إلى دولة أوروبية وتقديم طلب اللجوء هناك، لكنه لم ينجح في ذلك.

قال عقيل عن تعرفه على عليرضا وماحدث بعد ذلك: "منذ حوالي عامين، تعرفت على عليرضا في مجموعة على (تلغرام)، وبعد صداقتنا أصبح يتحدث معي عن المشاكل والضغوط التي كان يعاني منها بسبب ميوله الجنسية. كان عليرضا يخطط للهجرة وعندما أدرك أنه لا يستطيع الذهاب إلى أوروبا بسبب المشاكل المالية، ولأنه كان يعلم أنني في تركيا، استشارني بشأن السفر إلى تركيا وقرر المجيء إلى تركيا".

وأعلنت قناة بي بي سي الفارسية أنها حصلت على ملفات صوتية من عليرضا وهو يقول فيها إن حياته "مهددة من قبل عائلته". ويقول في هذه الملفات إنه يريد الهجرة إلى تركيا ثم إلى بلد أوروبي.

وقال أقارب عليرضا لـبي بي سي إنه عاش في مدن مختلفة لفترة طويلة بسبب ضغوط العائلة وتهديدات لقتله من العائلة، وقبل أيام ذهب إلى الأهواز للحصول على بطاقة الإعفاء من الخدمة العسكرية وكان من المقرر أن يغادر إلى تركيا بعد أيام، لكنه فارق الحياة.

ردود الأفعال

يعتقد ناشطو حقوق المثليين في إيران أن السلطات الإيرانية ومن خلال تجريم المثلية تلعب دوراً في نشر الكراهية تجاه المثليين وهي مسؤولة عن دماء عليرضا وغيره من الذين يُقتلون بسبب ميولهم الجنسية. وغياب القوانين والمنظمات الداعمة والقمع الشديد للناشطين في هذا المجال يخلق عقبة خطيرة أمام زيادة الوعي وإخراج المثليين من العزلة والحفاظ على أمنهم وحياتهم.

كتب موقع منظمة "الألوان الستة" غير الرسمية المختصة بأخبار وحقوق المثليين في إيران: "يذكرنا مقتل عليرضا بسبب ذكر ميوله الجنسية على بطاقة الإعفاء من الخدمة العسكرية مرة أخرى بالمخاطر الأمنية لعملية الإعفاء العسكري للرجال المثليين في إيران والحاجة إلى قوانين استباقية في هذا المجال". وأشار الموقع إلى أنه حذر سابقاً في تقرير من أن القانون المتعلق بذلك في إيران يتيح للسلطات وأرباب العمل ومسؤولي قطاع التعليم التعرف على المثليين من خلال بطاقة الإعفاء.

يتمّ ذكر رقم في بطاقة الإعفاء عن الخدمة العسكرية يشير إلى وجود مرض عقلي لدى حامل البطاقة ويتمّ إدراج الاضطرابات الجنسية في السجلّ الطبي للشخص 

ومن بين العديد من التعليقات على مواقع تواصل الإجتماعي، كان أحد التعليقات للمغني الإيراني الشهير "رضا صادقي" على صفحته في الإنستغرام، الذي أعرب عن استغرابه من مقتل شخص على يد عائلته لأنه "مختلف" معهم. وطالب "صادقي" السلطات القضائية بمتابعة القضية ومحاكمة مرتكبي القتل.

وتعليقاً على مقتل عليرضا قال أمير رحيمي بور، رئيس قسم الموارد البشرية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن مصطلح "المثلية الجنسية" لا يذكر في بطاقة الإعفاء من الخدمة العسكرية ويتمّ ذكر رقم يشير إلى وجود مرض عقلي لدى حامل البطاقة ويتمّ إدراج الاضطرابات الجنسية في السجلّ الطبي للشخص فقط وحتى عائلة الشخص تجهل هذا الموضوع، وتقدم للعائلة المعلومات في حال طلبها.

الإحصاءات والدراسات

لا توجد إحصاءات دقيقة ورسمية عن عدد الذين يعتبرون من الأقليات الجنسية في إيران ومنهم المثليين، وعن الصعوبات التي يواجهونها في بلادهم بسبب ميولهم الجنسية، لكن نتائج دراسة لمركز أبحاث البرلمان الإيراني عام 2014، أظهرت أن 17.5 بالمائة من طلاب المدارس هم مثليو الجنس.

وفي سبتمبر 2020، أفادت نتائج استطلاع رأي لمنظمة "الألوان الستة" أن ما يقارب 30 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع وهم من الأقليات الجنسية، تعرضوا للإيذاء الجنسي وأن أكثر من 77 بالمائة تعرضوا للإيذاء الجسدي، بينما تعرض أكثر من ثلثهم لضغوط للزواج بالقوة، و70 بالمائة منهم فكروا بالانتحار.

في تقريره لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في فبراير 2021، أشار جاويد رحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، لأول مرة إلى قضية "تعذيب" الأقليات الجنسية في إيران.

وأعرب التقرير عن قلقه من استخدام "صدمة كهربائية" وحقن هرمونية قسرية أو عقاقير قوية للأطفال المثليين وثنائيي الجنس والعابرين جنسياً في إيران. وذكر التقرير أيضاً أن الأقليات الجنسية في إيران تواجه تمييزاً واسع النطاق وأن كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية يصفونها بعبارات سيئة كـ "المريضة" أو "غير البشرية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image