حبة واحدة، دواء واحد، شركة واحدة
لا مزاح مع شركة فايزر الدوائية، هي جاهزة بمالها وقراراتها لحل كل مشكلات العالم، ضعف انتصاب... إليك فياغرا، نوبات هلع... إليك زانيكس، كورونا... لا تخف، الحبة قادمة على الطريق.
تتربع فايزر على قمّة الرأسمالية الدوائية، تراهن على الصحة والعافية من أجل الربح، هي لا تحتكر الدواء ولا تسبب المرض، بل تتعامل مع الدواء كسلعة توجه للمستهلك مباشرة، لحل "مشكلته" بأقل جهد وأكبر فائدة، هي صيغة نافعة إن تحركنا ضمن الإطار العام.
لكن الدول ومؤسساتها لا تمتلك، أو لا تجرأ على ما تفعله فايزر، إذ نظرياً، من غير الأخلاقي الرهان على "العافية"، فهي ليست مساحة للربح، بل جهد سيادي لحماية المواطنين على الأقل لا البشر بأكملهم، لكن فايزر لا ترى الأمر كذلك، فالصحة والعافية ليستا أعمالاً خيرية، وبمجرد وجود منافسة، فهناك ضحية وثمن ندفعه بعدد أنفاسنا ونحن ننتظر من سيهيمن على السوق.
فايزر مسيح الزمان الجديد، صاحبة الحلول السحرية والمتوافرة للكلّ، جهاز المناعة البشري وتكويننا الداخلي مساحة للمنافسة بين فايزر وغيرها، تلك الشركات التي تقدم لنا وعداً وتفي به بدقة متناهية، دون أي أعراض جانبية، سوى خطر الإدمان، تسرع القلب وغيرها من الأعراض الجانبية، ومن هنا ننصح فايزر بتبني الشعار التالي: "لا تفكّر وثق بنا، افتح فمك واستعد للعلاج ".
فايزر مسيح الزمان الجديد، لديك ضعف انتصاب... إليك فياغرا، نوبات هلع... إليك زانيكس، كورونا... لا تخف، الحبة قادمة على الطريق. تقدم وعداً وتفي به بدقة متناهية، دون أي أعراض جانبية، سوى خطر الإدمان
رمّان أبيض
منعت السعودية استيراد الفواكه من لبنان بعد اكتشاف آلاف الحبوب المخبأة داخل حبات الرمان، ومنذ أن ظهر أول خبر، وجهت أصابع الاتهام فوراً إلى حزب الله، ولابد من القول هنا، إن مخيلة المُهرب فقيرة، ولجأ إلى أسلوب بدائي في تهريب الحبوب، نقدم هنا قائمة باحتمالات وخطط لتهريب المخدرات عبر الحدود، أكثر إبداعاً وضماناً من حب الرمان:
1- استخدام الحقائب الدبلوماسية الإيرانية لتهريب "بلوكات" الكوكائين، تلك الحقائب التي لا تفتش، وعادة تستخدم لتهريب المتفجرات في أوروبا.
2- استخدام ذات الصواريخ التي تصل إلى "ما بعد بعد حيفا" والاستفادة من مداها البعيد لإنزال حمولة المخدرات.
3- الاستفادة من شبكة المقاتلين الممتدة من بغداد إلى بيروت مروراً بدمشق، وإضافة جيب إلى بذلة كل واحد منهم لتوفير خدمات التوزيع إلى المستهلكين مباشرة.
4- الوصول إلى اتفاق دولي بخصوص اللاجئين السوريين في لبنان، وتوزيعهم بنظام الكوتا على الدول المختلفة، وحشو أمعاء كل منهم بكيلو كبتاغون يمكن استخراجه لاحقاً، وهكذا تحل مشكلة اللاجئين الذين دمروا البلد ويفتح سوق التهريب بشكل أوسع (هذا الحل يمكن لأي طرف سياسي استخدامه).
لم تخترق إبرة ذراع عبد الفتاح السيسي في الصورة المتداولة مؤخراً، نعم هو تلقح، لكن لا إبرة ولا سائل شفاف، كأن السيسي صانع محتوى هاو، يقلّد من يراهم بصورة مبتذلة
5- الاستفادة من أطباء التجميل، وحشو أجساد وأوجه الممثلين والممثلات بالكميات المطلوبة، وإيصالها للزبائن الـVIP مباشرة، وهنا لا ننصح بتهريب الكبتاغون، بل الأنواع الفاخرة، تلك التي تذاق وتمزمز.
هل سيكون هناك "أوبر" في سوريا؟
أصدر بشار الأسد مرسوماً يبيح استخدام التطبيقات من أجل التواصل بين السيارات والراكبين، أي ما معناه أن أوبر والبرامج المشابهة لها أصبحت مسموحة، لكن هناك عدة إشكاليات، نظام تحديد الموقع عبر القمر الصناعي GPS ممنوع في سوريا وغير متوافر في الهواتف النقالة، الأهم، الكثير من العاملين في المواصلات العامة هم رجال أمن، ويعلم سكان كل محافظة أماكن تجمعهم، وهذه البرامج وإن نجحت ستهدد شبكة المخبرين وقد تقضي على أرباحهم من هذه المهنة.
كذلك، كيف سيتم تسمية الأماكن؟ نطلب أوبر من المنزل إلى فرع فلسطين؟ أو فرع رقم 235؟ نظام الأسماء المرعب هذا هل سيتم إدراجه في خرائط غوغل؟
ربما خاننا التقدير، هل يحاول نظام الأسد تجنيد من تبقى من الناس للعمل تحت إمرته، وضمان مراقبة كل من يقود سيارة؟ أو ببساطة لا يوجد ما يكفي من الوقود للجميع، بالتالي فتح الباب أمام المركبات الخصوصية لتشارك في النقل وكتابة التقارير؟
بعد السماح بتشغيل "أوبر" في سوريا: كيف سيتم تسمية الأماكن؟ نطلب "أوبر" من المنزل إلى فرع فلسطين؟ أو فرع رقم 235؟ نظام الأسماء المرعب هذا هل سيتم إدراجه في خرائط غوغل؟
السيسي كفنان أداء
لم تخترق إبرة ذراع عبد الفتاح السيسي في الصورة المتداولة مؤخراً، نعم هو تلقح، لكن لا إبرة ولا سائل شفاف، مجرد أداء إيمائي، وهذا الأمر المذهل، فلا يهم أن حصل التلقيح أو لا، بل يكفي الانطباع بأن السيسي تلقح، أما التصديق فشأن لاحق، بل وغير ضروري، إذ يتعامل السيسي مع الشعب كجمهور، وهو "يلعب" دور رئيس الجمهورية، ولكي نفهم بدقة ما يقوم به، علينا أن ننظر إلى سياسته كمشابهة للواقع، أي لعبٌ يدّعي الجدية آثاره في الحقيقة رمزية.
الإشكالية أن أهم ما يميز فنان الأداء هو مخاطرته بجسده ولحمه ودمه، يضع نفسه في مواجهة الخطر ليختبر دور الدولة في الحفاظ على حياته، أما في حالة السيسي فلا خطر ولا مواجهة، ليبدو الأمر كأن السيسي صانع محتوى هاو، يقلّد من يراهم بصورة مبتذلة، فهو أيضاً مثل الباقين من مسؤولي الدول، يتلقح علناً، ويكفي أن يأخذ الـPause المناسب ويترك لنا إكمال الفراغات.
أنستغرام وطهرانية الفرد
أعلنت شركة أنستغرام عزمها على تطوير منصتها الشهيرة للوقوف في وجه خطاب الكراهية والتنمر، وذلك عبر السماح للمستخدمين بترشيح عدد من الكلمات والعبارات التي يرونها مسيئة لهم، لتقوم المنصة لاحقاً بمنع وصولها لهم أو ظهورها على شاشاتهم ضمن التعليقات والرسائل.
لا نعلم ما المقصود من هذا التحديث إن حصل، لكن ما نعلمه أنه سيشحذ مخيلة المنتقدين لتجاوز هذه القوائم السرية من الكلمات وابتداع إهانات جديدة، ما يعني قوائم لا متناهية من الشتائم.
النرجيلة وسيلة لهيمنة "السعوديات" على رجالهم عبر ملئها بالكافور والسوريات يجدن أزمة في إيجاد أزواج: جهد الصحفيين لقبض المعاش
هكذا أمر يحمي الفرد من كل انتقاد محتمل، و يحوله إلى مجرد باحث عن الحب الوهمي، الأهم من يعلم كيف سيُنتقد أو يُسخر من صورة له أو منشور وضعه، هذه الهشاشة التي فرضها أنستغرام و اتهام المتنمرين بأنهم ينتجون خطاب كراهية تبدو ساذجة، بل وتمنعنا حرفياً من أن نوجه أصابعنا نحو أي أحد، جدّاً أو مزاحاً، وكأن علينا فقط أن نحتفي بالآخرين ونعمق فردانيتهم دون أي تساؤلات.
هذه التحديثات تكمم الأفواه، نعم هناك سفلة ومتهكمون ومازحون، لكن حرمانهم من استخدام "كلماتهم" خوفاً على المشاعر ضمن مساحات مفتوحة للجميع يعني خلق جدار بين الفرد والآخر، وتحويل الخارج وما يحويه إلى مساحة متخيلة لا تحوي إلا الجميل، فمنع بعض الكلمات والعبارات من الوصول أمر لا يسكت عنه، وببساطة من لا يمتلك جرأة الخروج إلى الشرفة عليه ألا يمنع الناس من النظر إليه، أو مثل شعبي من هذا النوع عن عبثية منع الآخرين من الانتقاد والسخرية منه.
انتقام صيني
هناك متخيل غريب عن الصين يُروّج له في الكثير من وسائل الإعلام العربية والغربية، بلاد وكأنها لا تنتمي لذات العالم الذي نحن فيه، فهم من اخترعوا أداة تمكن النساء من التبول واقفاً، كما أنهم" يأكلون الخفافيش"، والأهم صور الأعضاء التناسلية في أفلامهم الإباحية مشفرة، ما اللغز؟
كل هذه الأخبار تُسحب من سياقاها وتقدم بصورة يظهر فيها الصين كبلد العجائب، آخر هذه الأخبار نقرأ فيه أن "الصينيات" يستخدمون حبوب الأستروجين لعقاب أزواجهن الخونة واللعوبين، هكذا ببساطة، الصينيات، كل النساء في الصين، يسممن أزواجهن ويخصونهم كيميائياً، تعميم جاهل ومجحف بحق الجميع، القارئ والصينيين والصينيات والخفافيش.
هناك متخيل غريب عن الصين يُروّج له في الكثير من وسائل الإعلام العربية والغربية، بلاد وكأنها لا تنتمي لذات العالم الذي نحن فيه، فهم من اخترعوا أداة تمكن النساء من التبول واقفاً، كما أنهم" يأكلون الخفافيش"، والأهم صور الأعضاء التناسلية في أفلامهم الإباحية مشفرة، ما اللغز؟
صحيح أن الخبر يذكر كل مضار هذا الاستخدام، لكن هل فعلاً هناك "إقبال هائل" على هذا النوع من العقارات، وهل هو مقنع فعلاً كأسلوب للجم الزوج، خصوصاً أن آثاره ستلحق الزوجة أيضاً ولن تنال من شريكها ما تريد في السرير؟
هناك متخيل غريب عن الصين يُروّج له في الكثير من وسائل الإعلام العربية والغربية، بلاد وكأنها لا تنتمي لذات العالم الذي نحن فيه، فهم من اخترعوا أداة تمكن النساء من التبول واقفاً، كما أنهم" يأكلون الخفافيش"، والأهم صور الأعضاء التناسلية في أفلامهم الإباحية مشفرة، ما اللغز؟
هكذا حكايات وأخبار، تكون عادة نتاج لقاء مع عدة أفراد فقط، وملاحقة لبعض التغريدات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ورأي خبير لم يسمع به أحد، بل ويمكن إنتاج ما يشابهها في كل البلدان، كأن نقرأ أن النرجيلة وسيلة لهيمنة "السعوديات" على رجالهم عبر ملئها بالكافور، أو السوريات يجدن أزمة في إيجاد أزواج، هكذا تعميمات تخلق متخيلاً مخادعاً لدى القارئ، أساسه بعض الجهد الذي لا يتجاوز الساعات العدة في سبيل قبض "المعاش".
أنقذوا بريتني سبيرز، ونحن بالمعيّة!
هل من داع للحديث عن شهرة بريتني سبيرز؟ سواء كنا نفهم أغانيها أو لا نفهمها، نجمة البوب ذات شهرة عالمية، صورها تزين الشوارع وغرف المراهقين على حد سواء، لكن طالبة المدرسة البريئة ورمز الجنس الناعم، تواجه مشكلة منذ سنوات، فبسبب إجراءات قضائية تعسفية، فقدت سيادتها على نفسها وحياتها وأموالها، بصورة أدق، نُزعت عنها الأهلية عام 2008، وبقيت تحت وصاية والدها، الذي يتحكم بكلّ شيء في حياتها العامة والخاصة إلى هذه اللحظة.
يقال أيضاً إنها ترسل شيفرات عبر صورها على الأنستغرام طالبة من المعجبين مساعدتها، إلى جانب محاولة إعلامهم بأن كل ما يرونه وهم، ووالدها هو من يتحكم بها، هذه الشيفرات تكون عبر تلويحة تقوم بها بيدها، أو عبارة شعرية ترفقها مع صورها.
تطلب بريتني سبيرز حالياً من المحكمة أن تسمح لها بالمثول أمامها لمناقشة طلب إعادة الأهلية لها بعد مظاهرات داعمة لها، أما نحن المعجبين الخاضعين للدكتاتوريات أن تأخذ بعين الاعتبار صورنا وأجسادنا الممزقة ،وأطفالنا الموتى، لأن شعوب بأكملها فقدت السيادة على نفسها و أفكارها
تطلب سبيرز حالياً من المحكمة أن تسمح لها بالمثول أمامها لمناقشة طلب إعادة الأهلية لها بعد مظاهرات داعمة لها في أنحاء الولايات المتحدة، أما نحن المعجبين، فليس علينا سوى الدعم، بل ونطلب نحن الخاضعين للدكتاتوريات أن تأخذ بعين الاعتبار صورنا وأجسادنا الممزقة ،وأطفالنا الموتى، لأن شعوب بأكملها فقدت السيادة على نفسها و أفكارها، لذا نطلق هاشتاغ #أنقذوا_بريتني سبيرز_ونحن_ بالمعية، وهو موجه إلى من يظنون أنهم قادرون على التغيير والضغط على حكوماتهم كي يمارسوا سلطتهم من أجل إنقاذنا من آباء وطغاة صادروا حيواتنا، لكن ليس الآن، بل بعد تحرير سبيرز.
*المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...