انتشرت لقطات فيديو لشاب عراقي وفتاة سورية يرقصان في السليمانية بكردستان العراق، ليلة الجمعة 23 نيسان/أبريل، على الانترنت، وهو ما أثار غضب كثيرين اعتبروا أن "هذا العمل غير محترم" خلال شهر رمضان.
تبيّن أن الراقصين، هما مؤسسا أكاديمية M&T لتعليم الرقص في مدينة أربيل في كردستان العراق، محمد خالد (مو باجيتا)، الذي يعمل في وزارة التربية العراقية، وتيفاني كوري من حلب في سوريا.
ما إن انتهت الرقصة حتى قوبل الراقصان بموجة تصفيق من الجمهور الذي أحاط بهما بعد انتهاء العرض. لكن شبكات التواصل الاجتماعي كان لها رأي آخر.
ويظهِر الفيديو أنهما قدّما عرضاً للجمهور، استمر حوالى أربع دقائق، أمام مقهى بشارع عام وتجمع عشرات المارة لمشاهدة عرضهما والتقطوا مقاطع فيديو وصوراً للزوجين وهما يرقصان الـ"باتشاتا".
وما إن انتهت الرقصة حتى قوبل الراقصان بموجة تصفيق من الجمهور الذي أحاط بهما بعد انتهاء العرض.
ردود فعل غاضبة
ردود الفعل الإيجابية من جمهور الشارع الذي استمتع بعرض الزوجين لم يمتد إلى الشبكات الاجتماعية التي هاجمهما جمهورها لدى انتشار الفيديو، إذ قام العشرات بتوبيخ الزوجين، قائلين إن رقصهما لا يحترم الثقافة والمعايير الكردية خاصة خلال شهر رمضان.
وذهب بعض المعلقين إلى حد إصدار دعوات للتعدي على الراقصين وقتلهما، وانتقاد الجمهور لعدم إيقافهما.
ذهب بعض المعلقين إلى حد إصدار دعوات للتعدي على الراقصين وقتلهما، وانتقاد الجمهور لعدم إيقافهما.
وعقدت محامية تدعى سوزان حسين مؤتمراً صحافياً في موقع تقديم الزوجين لرقصتهما، وقالت لموقع رووداو الكردي: "هذه الجريمة في شهر رمضان تتحدى كل شيء، أدعو النائب العام والمحافظ والآسايش (الأمن الكردي) للتدخل".
وانتقد عضو البرلمان السابق عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني حاجي كروان رقص الشابين، قائلاً: "لا أحد لديه أخلاق ودين وكرامة يقبل هذا، لأن هذا يشجع شبابنا على الابتعاد عن الدين، إذا كانوا يريدون الرقص، فهناك العديد من القاعات التي يمكنهم الرقص فيها طوال اليوم، ولن يهتم أحد".
وأضاف لرووداو: "إذا كان لدى أي منا الكرامة والشجاعة ، فلن نسمح لأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا أن يكن هكذا".
وقال صاحب المقهى الذي قدم فيه الزوجان عرضهما الفني: "نواجه تهديدات بالرسائل وبشتى الطرق ونطالب الأطراف المعنية بحمايتنا ولا علاقة لنا بالموضوع".
وصرّح المتحدث باسم شرطة السليمانية سركوت أحمد، لوسائل إعلام محلية: "لم تسجل أية جهة دعاوى ضد الشابين ولا يمكننا التحرك من دون وجود أوامر للقضاء"، مضيفاً: "توجهت الشرطة الى المكان بعد انتشار مقطع الفيديو لكن لم يعثر عليهما ويبدو أنهما تركا المكان بعد الرقص".
في اليوم التالي، انتشرت صور تظهر قيام مجموعة من الأشخاص بأداء صلاة جماعية في المكان الذي رقص فيه الشابان.
وتزامن عرض الشابين مع انتشار فيديو لشخص يمزق المصحف في مدينة أربيل، كما انتشرت صور لفتاة تدعو المارة إلى احتضانها، وهو ما أثار غضب التيار الإسلامي.
وكتب العراقي مصطفى في تغريدة : "تمزيق لكتاب الله العزيز في أحد شوارع أربيل، وفتاة تحمل لافتة اِحظني مجاناً، ثمّ رقص لفتى وفتاة في وسط السليمانية، وكلّ هذا في رمضان! من يُصدّق أنها أفعال فردية غير مدفوعة، في ليلتين متتاليتين، دون سائر الأشهر! شياطين الجنّ صُفِّدت، متى تُصفّد شياطين الأنس؟".
في 2017، أثار المحافظون موجة غضب ضد انتشار رقص البالية في السليمانية، ما دفع السلطات إلى حظر مدارس البالية عامين.
اعتذار وتضامن
في المقابل، قالت الفتاة كوري لموقع رووداو : "لم نستعد، لقد كان (العرض)غير مخطط له وعفوياً تماماً، ذهبنا لتناول القهوة، وشغلوا أغنيتنا المفضلة، وكان علينا فقط الرقص عليها".
وقال باجيتا: "إذا فكروا في الأمر بهذه الطريقة، فنحن آسفون، لم نقصد عدم احترام أي شيء، هدفنا الرئيسي مشاركة الحب والسلام والسعادة، وهذا ما نفعله، هذا رقص، إنه فن".
وعبرت شادي نوزاد، العضوة في لجنة حقوق الإنسان في برلمان إقليم كردستان عن دعمها للشابين، قائلة: "الرقص جزء من الفن، والفن بحاجة إلى الوصول إلى الناس، أعتقد أن من حريتهما أداء مثل هذا العرض، هذه ليست جريمة، ولا ينبغي معاقبتهما".
وقال محافظ السليمانية لوسائل إعلام محلية إن "هذين الشخصين ليسا من سكان المحافظة"، لكنه أكد أن الرقص والتعبير عن الفرح جزء من الثقافة المحلية.
وتضامن كثيرون مع الشابين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتبت جيهان محمد في تغريدة :"ليتنا حاربنا الظالمين كما حاربنا الرقص والطرب! الشاب والشابة لربما أساءا إلى ديننا لعشر دقائق، لكن السياسيين يسيئون الى ديننا كل يوم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...