شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
استثمار عالمي صاعد بقوة… أين وصلت الدول العربية في

استثمار عالمي صاعد بقوة… أين وصلت الدول العربية في "تحوّل الطاقة"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الخميس 22 أبريل 202105:49 م

على الرغم من جائحة كوفيد-19 وآثارها الاقتصادية الضخمة على مختلف دول العالم، ارتفع الاستثمار العالمي في مجال تحوّل الطاقة عام 2020 إلى 500 مليار دولار (مقارنةً بـ250 مليار دولار عام 2010)، وسط محاولات حثيثة من بعض الدول العربية للتقدم في هذا المجال.

وقد أظهر "تقرير تعزيز التحول الفعال في مجال الطاقة 2021"، الذي أطلقه المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع، تحسن الأداء الإجمالي لـ92 من أصل 115 دولة حول العالم على مدى السنوات العشر الأخيرة، بما يبرهن على "الاتجاه الإيجابي والزخم الثابت لتحول الطاقة العالمي".

علماً أن 13 دولة فقط (10% من دول المؤشر) حققت تقدماً ثابتاً ومستمراً في معدلاتها على مؤشر تحول الطاقة خلال العقد الماضي، و68 دولة حسّنت أداءها بأكثر من نقطتين مئويتين عام 2020، ما يدل على تفاوتات كبيرة في التقدم في هذا المجال.

الدول العربية وتحول الطاقة

تضمن التقرير تصنيف دول العالم على "مؤشر الطاقة 2021" (ETI) عبر الأبعاد الثلاثة لمثلث الطاقة: التنمية الاقتصادية والنمو، والاستدامة البيئية، وأمن الطاقة ومؤشرات النفاذ والوصول والاستعداد إلى التحول إلى أنظمة طاقة آمنة ومستدامة ومعقولة التكلفة وشاملة.

رغم جائحة كورونا وخسائرها الاقتصادية الضخمة، تجاوز الاستثمار العالمي في تحوّل الطاقة عام 2020 الـ500 مليار دولار… ما موقف الدول العربية من ثورة الطاقة المتجددة؟

وشهد مؤشر الاستدامة، وأمن الطاقة ومؤشرات النفاذ تحسناً ملحوظاً هذا العام إذ اقترنت الزيادة غير المسبوقة في حجم الاستثمار العالمي في تحول الطاقة بانخفاض كبير لعدد السكان المحرومين من إمدادات الكهرباء إلى 770 مليون شخص مقارنة بـ1.2 مليار شخص عام 2010 - بداية المؤشر.

كان أداء الدول العربية متفاوتاً أيضاً على المؤشر. ففي حين تصدرت قطر (53 عالمياً) ومن بعدها الإمارات (64 عالمياً) والمغرب (66 عالمياً) بلاد العرب في مجال تحول الطاقة، لم يكن مستغرباً أن يتذيل لبنان العاجز عن توفير الكهرباء المستدامة أو الشاملة لمواطنيه القائمة ويكون ثالث أسوأ الدول أداءً على المؤشر بشكل عام. 

الدول العربية على مؤشر تحول الطاقة

وكان لافتاً أن تصدرت السعودية، إلى جانب كندا وأستراليا وروسيا، البلدان المصدرة للطاقة على صعيد الوصول إلى الطاقة والبعد الأمني لوفرة احتياطياتها المحلية، برغم تراجع أدائها بشكل عام.

عالمياً، تتصدر السويد المؤشر، تليها النرويج والدنمارك. وتمثل الدول العشر الأولى نحو 3% فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة وقرابة 2% من سكان العالم.

قطر في صدارة التحول الفعال للطاقة تليها الإمارات والمغرب، أما لبنان العاجزة حكومته عن توفير الكهرباء بانتظام لمواطنيه فتذيّل المؤشر العالمي كثالث أسوأ الدول

السرعة والمرونة ضرورتان

في تعقيب له على أداء الدول على المؤشر، قال روبرتو بوكا، رئيس قسم الطاقة والمواد بالمنتدى الاقتصادي العالمي: "مع دخولنا عقد العمل والتنفيذ بشأن تغير المناخ، لا بد لتركيزنا أن ينصب على سرعة التحول. فمع انتقال الطاقة إلى ما بعد المرحلة الأولى، سيكون التقدم المتزايد والمستدام أكثر صعوبة بسبب المشهد المتطور للمخاطر على تحول الطاقة".

وأضافت إلى رأيه ستيفاني جاميسون، العضوة المنتدبة المسؤولة عن قطاع الخدمات في "إكستنشر" المساهمة بإعداد التقرير، أن المرونة مفهوم هام للغاية في رحلة الوصول إلى الطاقة النظيفة ، مستطردةً بالقول: "الدور الذي تلعبه الكهرباء في نظام الطاقة سيزداد بشكل كبير بحلول عام 2050، الأمر الذي يعتبر تحولاً كبيراً".

وتابعت: "في الوقت الذي نسعد فيه لرؤية مصادر متجددة للطاقة تنبع من صميم جائحة كوفيد-19، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق المزيد من التقدم في التحول إلى الطاقة المنخفضة الكربون وضمان مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة".

علاوة على المرونة والسرعة، شدد التقرير على أن تحول الطاقة يتطلب تحولاً كاملاً في نظام الطاقة العالمي والنظامين الاجتماعي والاقتصادي ابتداءً من الآن لأن "العقد القادم حاسم لتحقيق الأهداف المناخية". تبعاً لهذا، تعهدت ثمانية من أكبر 10 اقتصادات في العالم الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن.

وفيما حذّر التقرير من تطور المخاطر التي تواجه تحول الطاقة، بما يهدد بعرقلة زخم التغيير، حثّ على ضرورة أن يُصبح تحول الطاقة متجذراً بقوة في التشريعات وتوعية المستهلك والبنية التحتية والاستثمارات.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard