يطلق مجلس الفنون السويسري Pro Helvetia اليوم مجلة V/A – Various Artists الالكترونية التي تهتم بالإضاءة على المشهد الفني والثقافي في العالم وتعزز التبادل الفكري بين الفعاليات الثقافية المختلفة. ينشر رصيف22 النسخة المترجمة من مقالة Publishing Beirut: Loose Systems التي أعدّها إبراهيم نعمة وجنى العبيدين والتي شتُنشر بنسختها الإنكليزية في من خلال موقع V/A – Various Artists.
ماهي القواعد التي تفرضها الأزمات الكبيرة، وكيف يجد المرء سبيله في مجتمعات متأزمة؟ كيف يمكن الحفاظ على قطاع صغير من المجتمع حين يتعطل النظام بأكمله؟
لقد فاجأ وباء كورونا العديد من الناس في العديد من البلدان، وبعضهم لم يكن مستعداً أبداً للتعامل مع أزمات مماثلة.
لقد واجهت بيروت مرة أخرى تحديات جديدة غير مسبوقة في قطاع النشر، وبعض الناشرين المستقلين، كجنى العبيديين، التي تدير مجلة "a Dance Mag"، وإبراهيم نعمة الذي ينشر مجلة The Outpost هما جزء من هذا المشهد.
وبعد أن كانا محتجزين نتيجة الإغلاق الصارم، تواصلا مع ناشرين آخرين في بيروت، وكانت نتيجة التواصل تقديم تقرير حول النظام البيئي الهش الذي تعيشه بيروت وطريقة التنقل فيه.
انتقل لبنان من تحدي فساد الطبقة الحاكمة وبدء الاحتجاجات ضدهم في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019، إلى السقوط الحر في الجحيم في عام 2020. إذ افتتح العام بأزمة كورونا ثم انهيار النظام المصرفي ما أدى إلى وضع ضوابط على آلية سحب الناس لمدخراتها من البنوك بحدّ أعلى للمبلغ المسحوب شهرياً، ثم خفض هذا الحد باستمرار حتى أصبحت التحويلات البنكية الدولية مستحيلة وأصبح تلقي الأموال خاضعاً للقوانين ورسوم بنكية غير مبررة.
كيف لنظام معطل بالشكل الذي تجده حالياً في لبنان، أن ينتج أدباً وثقافة ومجلات بالمقام الأول؟
ثم في آب حلّت الكارثة، إذ انفجر المرفأ الذي كان واجهة بيروت على العالم، ما تسبب في انهيار وتدمير الأجزاء الأكثر حيوية من مدينة بيروت وفقدان العديد من الناس لحيواتهم. عندما نصف بيروت بالجحيم الآن لن يكون الوصف مجازياً: إنها نعيش جحيماً حقيقياً.
لطالما ارتبط لبنان بمحيطه الثقافي والجغرافي، في أعقاب الربيع العربي الذي اجتاح الدول العربية في عام 2011، احتضن لبنان المجلات الجديدة التي بدأت بالظهور، كالمجلتين آنفتي الذكر، كاستجابة مباشرة لأحداث الربيع العربي: "The Outpost" التي بدأت في 2012، مجلة الاحتمالات في المنطقة العربية، ومجلة "بدايات، لكل فصول التغيير".
في حين أن مجلة "The Outpost" هي صوت شاب نشيط تنشر بالإنكليزية وتؤمن بأن الخيال هو مكان التحولات الجذرية الإيجابية، فإن "بدايات" هي مجلة عربية تقترح بدايات جديدة من دون التخلي عن السياق التاريخي لهوية الناشر العربي من حيث المحتوى والإخراج البصري.
غلاف مجلة بدايات
في نفس العام ولدت ثلاث منشورات أخرى في بيروت: The Carton وتتضمن نقاشات حول ثقافة الطعام والشرق الأوسط، Portal 9 وهي مجلة ثنائية اللغة للسرديات والكتابة النقدية حول المدن والتمدن بدعم من شركة "سوليدير"، و"Rusted Radishes" وهي مجلة أدبية بالإنكليزية، ولدت في الجامعة الأميركية في بيروت وتمنح مساحة للكتاب الشباب.
When flickering through Rusted Radishes; image by Nour Annan
يوفر النظام اللبناني الهش أرضية خصبة للأفكار الجديدة وبالتالي النشر والإنتاج الإعلامي. في الأنظمة الهشة تكون المشاريع خالية من رقابة الدولة لكنها أيضاً محرومة من التمويل، لذلك في لبنان، أغلب الناشرين هم مستقلون
مجلة "السمندل" أيضاً صوت مهم في مشهد الناشرين المستقلين في بيروت، وهي مجلة تصدر بثلاث لغات، انطلقت في عام 2007، تهدف لتطوير فن القصص المصورة، Comics، في لبنان.
في عام 2014 انطلقت مجلة " جورنال سفر" وهي مجلة ثنائية اللغة، تهتم بالثقافة البصرية، تعنى بمعالجة ندرة الكتابات النقدية التي تتناول فن التصميم في دول الجنوب العالمي. في عام 2017 ظهرت مجلة cold cuts وهي مجلة مصورة تستكشف ثقافة المثليين في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا.
من مجلة "Cold Cuts"
أحدث المجلات للمجموعة هي مجلة "a Dance Mag" في عام 2018، وهي مجلة تنظر الى "العالم من خلال عدسة الرقص"، و بمحاولة لكسر تقليد "الانتماء الجغرافي" تدعي المجلة أنها عالمية التوجه، لتعكس روح عصرها الحالي،عصر العولمة.
قد تتساءل: كيف لنظام معطل بالشكل الذي تجده حالياً في لبنان، أن ينتج أدباً وثقافة ومجلات بالمقام الأول؟
الجواب بسيط: لا يفعل، لكن النظام الهش ينتج ثقافة.
يوفر النظام الهش أرضية خصبة للأفكار الجديدة وبالتالي النشر والإنتاج الإعلامي. نظام الدولة اللبنانية هو نظام غير محكم، مما عرضه للسقط احياناّ. على عكس النظام الديكتاتوري حيث يكون الإنتاج خاضعاً لسيطرة الدولة تمويلاً، أو النظام الديمقراطي حيث تتكاثر المشاريع وتمولها الدولة مسترشدة بالسياسات الثقافية مدروسة جيداّ.
لبنان هو مساحة خالية من السياسات الثقافية
في الأنظمة الهشة تكون المشاريع خالية من رقابة الدولة لكنها أيضاً محرومة من التمويل، لذلك في لبنان، أغلب الناشرين هم مستقلون، موجودون بوحي من مبادراتهم الخاصة.
يقال إنه في الستينيات والسبعينيات كان عدد المطبوعات يفوق استهلاك السكان، توقفت أغلب المطبوعات بسبب ضعف التوزيع، فالاستدامة المالية تظل التحدي الأبرز الذي يواجهه الناشرون المستقلون.
من مجلة "Cold Cuts"
تحدثنا إلى بعض الناشرين وتوصلنا لدليل حول كيفية النشر والحفاظ على مطبوعة في نظام معطل كهذا.
ابحث عن صوتك
"لطالما كانت المجلات مكاناً تلتقي حوله مجموعة من الأشخاص، لاكتشاف الأفكار وأشكال التعبير الجديدة"، تقول ناتالي المير، التي شاركت في تأسيس "Portal 9". العديد من المجلات المستقلة ظهرت كردّ فعل على هذه الحقائق، "إنها تخرج من واقع اجتماعي وسياسي"، مدفوعة برغبة التغيير ومسترشدة بقيم مغايرة واضحة. تقول ناتالي: "ولدت Portal 9 لتأكيد أهمية بل وضرورة وجود خطاب تعددي يحتضن النقد".
من مجلة Portal 9
بينما أرادت مجلة "The Outpost" إنتاج سردية جديدة ترتكز على احتمالات جذرية، تعتقد مجلة "a Dance Mag" أن أجسادنا المتحركة لديها قصص يجب أن ترويها ويجب منحها المساحة لفعل ذلك.
في حين أن "The Carton" يفتح باباً إلى الشرق الأوسط من خلال ثقافته الغذائية، وتقوم "بدايات" بنشر موضوعات تهمّ الجمهور دون محاولة الإجابة على اهتمامات الممولين أو الأسئلة التي تمليها مراكز إنتاج المعرفة والثقافة السائدة اليوم.
من مجلة بدايات
إن وجهة النظر الواضحة لكل واحدة من هاته المجلات تضفي عليها صوتاً فريداً، هذا الصوت هو ما يسمح لهم ببدء العمل ثم الوصول في النهاية. صوتهم يعكس نواياهم وأحلامهم ومثلهم ويوجه عملية التحرير، ففي النهاية، هذا ما يجعلهم مميزين.
ومع ذلك، فإن المنشورات لا تتأثر فقط بالحقائق التي تم تقصّدها فقط، لكن أيضاً شيئاً فشيئاً يؤثر وجودها تدريجياً على الثقافة وربما يغيرها أيضاً.
جد طريقك وكن على استعداد للابتكار
بينما تعتمد الصحافة السائدة على الهياكل القديمة، تميل الصحافة المستقلة للاعتماد على البراعة الفردية والشبكات السرية. لبنان هو مساحة خالية من السياسات الثقافية، وهذا يعني أنه لا يمكن للنشارين الاعتماد على الدولة وهيئاتها الثقافية في أي نوع من التمويل.
يمثل التمويل تحدياً كبيراً، إذ غالباً ما يكون الدعم المحلي العام والخاص للمجلات ضئيلاً، هذا ما يزيد صعوبة الاستمرار بالنشر
ومع ذلك، فإن الاستقلال عن الدولة ونظام السوق السائد يسمح بنشر آراء جديدة ومحتوى معارض. بالنسبة لمجلة "بدايات" هذا يعني التمكن من الابتعاد عن كافة أشكال السيطرة التي يفرضها الداعمون السياسيون وأيضاً التي يفرضها منطق السوق التجاري، تشرح جنى طرابلسي، المديرة الفنية للنشرة:
"يمنحنا هذا الحرية في اختيار موضوعاتنا وكيفية معالجتنا لها، نوعية الموضوعات التي نطوّرها والملفين الذين نعمل معهم، كما أنها تحافظ على صفحات المجلة خالية من أي نوع من أنواع الدعايات التجارية الاستهلاكية".
تتابع طرابلسي حديثها بتأثير انفجار 4 آب/أغسطس، وكانت قد نشرت للتو مقالاً يروي تجربة التعرض لانفجار والنجاة منه، "نحن نرى قيمة في هذا النظام بالرغم من محدوديته، كوسيلة للحفاظ على مساحة للمعارضة، العديد من المشاريع تعتمد بشكل رئيسي على التمويل الخاص، ليس على الاشتراكات أو المبيعات أو التمويل الحكومي، هذا الافتقاد للدعم الحكومي يعني عدم وجود سياسات ثقافية عامة تدعم هذه المبادرات وتسهّل عملها، عبر تخفيض نفقاتها أو ضرائبها للمساهمة في استمرارها على قيد الحياة".
Cover of Cold Cuts‘ issue 01
تعلّم المصور محمد عبدوني من مشروع نشر سابق (مجلة عن الثقافة والفنون، نصف شهرية ظلت نشطة لعدة سنوات) وقرر القيام بالأمر بشكل مختلف مع مشروعه الجديد Cold Cuts. أول شيئين تخلص منهما في المشروع الجديد هما جدول النشر والحاجة إلى مقرّ، "Cold Cuts تسافر معي.
إنها رحّالة بقدر ما أنا كذلك، ولا تتبع تقويم التحرير الاعتيادي"، يقول عبدوني، الذي يوزّع وقته الآن بين بيروت وإسطنبول، ويقول إن التخلص من هذين العنصرين جعله يشعر براحة أكبر مع النشر الدوري والأنظمة، حيث تظهر المواضيع المنشورة كعناصر عضوية تتصل به.
رعاية النظام المحيط بك
تتواجد المجلات وتزدهر كجزء من مجتمع أكبر مؤلف من القراء والمساهمين والممولين والمتبرعين والأصدقاء والداعمين، بدونهم لا توجد مجلة.
ومما يبدو أن جميع من تحدثنا معهم من ناشري المجلات لديهم هذا الإحساس القوي بالرابط المجتمعي وبقيم المجتمع.
حشدت كل من The Outpost وa Dance Mag كل الدعم الذي تلقته وأطلقت حملات تمويل جماعي لدعم طباعة المجلات. غامرت The Carton بفكرة البيع بالتجزئة، وأصبح متجرها معرضاً للأعمال الفنية لتوليد دخل جديد للنشر.
الرقابة في لبنان تعمل بطريقة غامضة، في حين تفتخر الدولة بحرية التعبير لكن في الواقع هذا لا يحصل بدون ثمن. الرقابة التي يضطر الناشرون للتعامل معها هي رقابة اجتماعية، حيث تحلق موضوعات معينة نوعاً من ردود الأفعال العنيفة ضد المطبوعات
في بيروت، كانت مكتبة Paper Cup أحد أعمدة عالم النشر، وهي مكتبة مستقلة كانت موطناً للصحافة المستقلة فيما مضى، ولكن بعد أن دمرت تماماً في انفجار بيروت ومن ثم أغلقت، فقد المشهد أحد عناصره الأساسية، لمواجهة هذه الكارثة، أقامت مجموعة من الفنانين حملة تمويل جماعي للمساعدة في إعادة بناء المكتبة، وكذلك "استوديو سفر" الذي يقوم بتصميم ونشر "Safar Journal" والذي تعرّض أيضاً للتدمير بفعل الانفجار.
تقول ريما الرنتيسي: الشيء الوحيد الذي أبقانا هو بعضنا البعض، أصدقاؤنا، عائلاتنا، زملاؤنا وكل الغرباء الذين يقدمون لنا أسباب التعاطف يومياً، لنشعر وكأن هذا العدد الهائل من البشر موجودون هنا لدعمنا". يبدو مشروع Rusted Radishes محبطاً اليوم بسبب تفاقم الوضع في البلاد، لكنه لم يفقد الأمل تماماً، "لم نفقد أياً من أعضاء الفريق على الرغم من معاناة كل كما بطريقة ما، لذا لا تسألني كيف ننشر، بصعوبة، يوماً بعد يوم، وبالتضامن مع بعضنا البعض، الضمان الحقيقي الوحيد للاستمرارية".
غلاف مجلة Rusted Radishes
ابحث عن مواردك
"يمثل التمويل تحدياً كبيراً، إذ غالباً ما يكون الدعم المحلي العام والخاص للمجلات ضئيلاً، هذا ما يزيد صعوبة الاستمرار بالنشر"، تقول طرابلسي.
وتوضح أن سياسة "بدايات" تطورت في العقد الماضي، "فبينما اعتمدنا في البداية على سخاء المانحين الأفراد وعملنا بشكل أساسي على أساس تطوعي، صرنا مؤخراً نعمل على أساس المزيد من التمويل المنتظم من الصناديق الأجنبية. حتى الآن حصلنا على تمويل كبير من مؤسستين رئيستين Heinrich Boll وRosa Luxembourg Stiftung اللتين نؤيد سياستهما بشكل عام".
تشرح طرابلسي أن المبيعات ليست جزءاً أساسياً في التمويل، لأن شراء المطبوعات لا يكفي لتمويل المجلة، وهي مشكلة تواجهها معظم المطبوعات اليوم لدرجة أن بعضها ألغى تواجده الورقي.
بالمقابل، تشكل مبيعات المطبوعات مكوناً رئيسياً من معادلة التمويل في "سمندل" حيث تبلغ 70% من عملهم، بالإضافة لرسوم ورشة العمل التي يستخدمونها لدفع أجور رساميهم، ومع ذلك فإن المجموعة التي تقف وراء المجلة والتي تنشط منذ اثني عشر عاماً، تعمل كمنظمة غير حكومية وتجاهد بنشاط لموازنة النفقات مع الإيرادات. يقول جوزف كاي، أحد المحررين الحاليين للمجلة:
"بصفتنا مؤسسة غير ربحية تركز على نشر جميع أنواع الأنماط حتى الأكثر تجريبية، فإننا نتبنى مخاطر بيع أقل ولكننا نمنح المزيد من الحرية للفنانين".
كن شجاعاً
الرقابة في لبنان تعمل بطريقة غامضة، في حين تفتخر الدولة بحرية التعبير لكن في الواقع هذا لم يحصل بدون ثمن. الرقابة التي يضطر الناشرون للتعامل معها هي رقابة اجتماعية، حيث تحلق موضوعات معينة نوعاً من ردود الأفعال العنيفة ضد المطبوعات.
الشيء المثير للاهتمام في سوق النشر في لبنان، هو أن هناك العديد من الطرق الملتوية التي يمكن اتباعها لكنها تتطلب شجاعة.
من مجلة cold cuts
بعد أن أصبح العدد الأول من Cold Cuts جاهزاً للطباعة في عام 2017، قام عبدوني بالبحث عن دار للطباعة وتم طرده تقريباً من كل مكان، قائلين له "إنهم لن يطبعوا مثل هذه القذارة"، كان يعلم أنه سيلاقي صعوبات في طباعة مجلة صور "مثلية" في لبنان، لكنه لم يعتقد أن دور النشر والطباعة ستتواطأ ضد طباعتها.
يبدو أن ما يربط بين كل الجهود المختلفة في مجال النشر في لبنان هو رغبة عميقة في التغيير والنحول المنهجي والأمل المستمر بغد أفضل
تم الترحيب به أخيراً في Chemaly & Chemaly بل ذهبت معه أبعد من ذلك إذ قامت بجلب الأشخاص للمساعدة في إعداد المطبوعة بشكلها النهائي طالما لا يوجد أحد يرحّب بهذا الفعل. ومع ذلك، يقول عبدوني: "بمجرد الدخول للإشراف على عملية الطباعة، بدت القصة مختلفة تماماً، حيث كنا بمثابة (عارضين للعمال) حيث كان الجميع يبدي ملاحظات سخيفة على المطبوعة التجريبية ويقدم تعليقات معادية للمثليين".
يبدو أن ما يربط بين كل هذه الجهود المختلفة في مجال النشر هو رغبة عميقة في التغيير والنحول المنهجي والأمل المستمر. توفّر صفحات هذه المجلات مساحة للمحادثات الصادقة والحميمية والشجاعة، وتتحدى علناً الأفكار والروايات التي عفا عليها الزمن، وتقترح أفكاراً جديدة دائماً. يفعلون ذلك مع دفع القواعد المعمول بها لمثل هكذا عمل في لبنان، حيث يبدو أنه لا يوجد سوى القليل من القواعد مع مساحة واسعة للعب والتجريب. هو ليس مكاناً استثنائياً بل مكان مثالي لحدوث تطور مماثل.
إن وجود هذه المنشورات يمثل تحدياً لمن يريد ترويض الأصوات المعارضة، وشرارة صغيرة وسط ظلام عميم، لكنها يمكن أن تشعل حريقاً في أي لحظة.
تاريخ موجز للمجلات في لبنان
تم نشر المجلات في لبنان بشكل مستمر منذ سبعينيات القرن التاسع عشر، ومن الأسماء البارزة "المقتطف" وهي مجلة شهرية أصدرها يعقوب صروف، فارس نمر وشاهين مكاريوس عام 1876، ومجلة "الطبيب" التي كانت تصدر كل أسبوعين وأسسها إبراهيم اليازجي، بشارة زلزل وخليل سعادة عام 1884. في ذلك الوقت كان لبنان متقلباً وعرضة للانهيار، فانتقل كل من اليازجي وصروف إلى القاهرة، حيث واصل صروف إصدار "المقتطف" وأنشأ اليازجي مجلتي "البيان" والضياء".
نُشرت المجلات في لبنان بشكل مستمر منذ سبعينيات القرن الماضي، ومن الأسماء البارزة "المقتطف" وهي مجلة شهرية أصدرها يعقوب صروف، فارس نمر وشاهين مكاريوس عام 1876، ومجلة "الطبيب" التي كانت تصدر كل أسبوعين وأسسها إبراهيم اليازجي، بشارة زلزل وخليل سعادة عام 1884
"السائح" مجلة نشرها عبد المسيح حداد في نيويورك عام 1912 وضمت أبرز الشخصيات المعروفة آنذاك باسم "رابطة الكتاب"، وهي اتحاد الكتاب اللبنانيين والسوريين، والشعراء الذين فرّوا من الظروف القاسية في المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى إلى الولايات المتحدة الأميركية، كما طبعت المجلة رسومات جبران خليل جبران والتي ظهر بعضها على أغلفتها.
ساهم جبران وأعضاء "الرابطة القلمية" أيضاً في مجلة "الفنون" وهي مجلة بارزة أيضاً نشرها نسيب عريضة في عام 1913 في نيويورك.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...