شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
انهيار دول وحرب في ليبيا… قراءة في تقرير الاستخبارات الأمريكية لمخاطر 2021

انهيار دول وحرب في ليبيا… قراءة في تقرير الاستخبارات الأمريكية لمخاطر 2021

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 15 أبريل 202106:05 م

حذّر تقرير التهديدات الإستراتيجية الذي يصدر سنوياً عن الاستخبارات الأمريكية أن هناك دولاً في الشرق الأوسط قد تكون على حافة الانهيار في 2021، وقد تشهد ليبيا حرباً واسعة، كما أن الصراعات التي تُطبخ على نار هادئة قد تشتعل إذ تدخلت تركيا وروسيا. 

يشير التقرير إلى أن السخط الشعبي والمظالم الاجتماعية والاقتصادية سوف تستمر في الارتفاع بسبب وباء كورونا، وقد يسعى القادة في المنطقة إلى تلبية التوقعات العامة للإصلاح السياسي والاقتصادي. 

جاء هذا التحذير ضمن تقييم يصدر عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يتوقع التهديدات التي قد تواجه العالم، وبخاصة الولايات المتحدة، ويرسم صورة للصراعات وحركات التمرد والإرهاب والحركات الاحتجاجية في المناطق الساخنة ومنها الشرق الأوسط.

 يشير التقرير إلى أن السخط الشعبي والمظالم الاجتماعية والاقتصادية سوف تستمر في الارتفاع بسبب وباء كورونا، وقد يسعى القادة في المنطقة لتلبية التوقعات العامة للإصلاح السياسي والاقتصادي.

تهديدات مستمرة

في 9 نيسان/أبريل الجاري، صدر تقرير "تقييم التهديدات السنوي" عن مجتمع الاستخبارات الأمريكية، الذي رجح أن تزعزع الصراعات المستمرة والأزمات الاقتصادية وتداعيات تفشي فيروس كورونا استقرار العديد من البلدان في الشرق الأوسط في عام 2021 وقد تضع بعضها على شفا الانهيار.

ويعدّ التقرير المنشور جزءاً من تقرير سري مفصل للتهديدات السنوية، يتم تقديم نسخته الشاملة والمفصلة إلى الرئيس في البيت الأبيض، وكبار المسؤولين الآخرين كل عام.

لم يذكر الجزء المعلن والمنشور من التقييم صراحة اسماء البلدان التي يمكن أن تصل إلى نقطة الانهيار في 2021، لكن أشار إلى أربعة بلدان شرق أوسطية هي ليبيا وإيران وسوريا والعراق، وتنظيمات حزب الله اللبناني والقاعدة وداعش، وأبقى على تقييم البلدان الأخرى سرياً.

 بحسب التقرير، ستواجه إيران "مخاطر قد تؤدي إلى تصعيد التوترات وتهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في العام المقبل"، لكنها ستحاول تجنب صراع مباشر بسبب المخاوف بشأن رد فعل الولايات المتحدة.

وقال التقرير: "نحن نقدّر أن إيران لا تزال مهتمة بتطوير شبكات داخل الولايات المتحدة... لكن الخطر الأكبر على الأمريكيين الموجودين خارج الوطن، ولا سيما في الشرق الأوسط وجنوب آسيا".

وأضاف: "نتوقع أن تخاطر إيران بما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وتهديد مصالح الولايات المتحدة والحلفاء في عام 2021، وسينعكس أثر سلوكها العدواني على إسرائيل ودول الخليج".

لم يذكر الجزء المعلن والمنشور من التقييم صراحة أسماء البلدان التي يمكن أن تصل إلى نقطة الانهيار في 2021، لكن أشار إلى أربعة بلدان شرق أوسطية هي ليبيا وإيران وسوريا والعراق، وتنظيمات حزب الله اللبناني والقاعدة وداعش، وأبقى على تقييم البلدان الأخرى سرياً. 

فيما يتعلق بالاتفاق النووي، توقع التقرير أن تحجم طهران عن التعامل دبلوماسياً مع إدارة جو بايدن على المدى القريب دون تخفيف العقوبات، وأنها ستسرع برنامجها النووي إذا لم يتم تخفيف العقوبات. ولفت التقرير إلى أن إيران لا تقوم حالياً بتطوير سلاح نووي.

في العراق، توقعت الاستخبارات الأمريكية أن الحكومة ستواصل كفاحها لمحاربة داعش والسيطرة على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

ورجح أن تستمر تلك الميليشيات في شن الهجمات ضد أهداف أمريكية، للضغط على الولايات المتحدة للرحيل إذا لم تتوصل الحكومة العراقية إلى اتفاق مع واشنطن بشأن جدول زمني لذلك.

وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد الحكومي والاقتصاد المتدهور الذي يأخذ منعطفاً أكثر عنفاً، واحتمال تورط بغداد في صراع إقليمي أوسع.

وقال التقرير إن السياسيين العراقيين، مثل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، سوف يحاول موازنة علاقات بغداد مع إيران والولايات المتحدة في محاولة تفادي تحول العراق إلى ساحة صراع بين البلدين.

وفي ليبيا، ستواجه حكومة الوحدة المؤقتة تحديات سياسية واقتصادية وأمنية دائمة ستجعل المصالحة صعبة للغاية.

وتنبأ التقرير: "سيستمر عدم الاستقرار وخطر تجدد القتال في الحرب الأهلية الليبية هذا العام - على الرغم من التقدم السياسي والاقتصادي والأمني المحدود - وقد يمتد إلى صراع أوسع".

ورجحت الاستخبارات الأمريكية أن تواصل مصر وروسيا والإمارات وتركيا الدعم المالي والعسكري لوكلائهم في ليبيا.

وفي سوريا، ستستمر الأزمة لسنوات قادمة، وسيكافح الرئيس بشار الأسد لاستعادة السيطرة على البلد بأكمله.

وقال التقرير عن سوريا: "إيران مصممة على الحفاظ على نفوذها في سوريا. إنها تسعى إلى وجود عسكري دائم وصفقات اقتصادية".

وفي أفريقيا، أشار التقرير إلى تصاعد الصراع العرقي في إثيوبيا، والصراع على السلطة بين المكونين العسكري والمدني داخل الحكومة الانتقالية في السودان، كما توقع تنامي الإرهاب، ولا سيما في منطقة الساحل الغربي الأفريقي وأجزاء من شرق وجنوب أفريقيا.

تنظيمات 

فيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، رجحت الاستخبارات الأمريكية أن تظل الهجمات المستوحاة من داعش هي التهديد الأساسي ضد الولايات المتحدة هذا العام، وتابع: "شبه المؤكد أن جاذبية أيديولوجية داعش ستستمر، حتى لو كانت تروق لجمهور أقل في الوقت الحالي".

وسيستمر التنظيم في استخدام وسائل إعلامه لتشجيع مؤيديه على شن هجمات بدون توجيه من القيادة، ولكن قدراتهم الإعلامية المتدهورة حالياً سوف تعوق على الأرجح زيادة وتيرة الهجمات ومحاولات جذب مجندين وأنصار جدد.

توقعت الاستخبارات الأمريكية أن حزب الله، بالتنسيق مع إيران والمسلحين الشيعة الآخرين المتحالفين مع طهران، سيواصل تطوير القدرات الإرهابية كرادع وخيارات انتقامية وكأدوات إكراه ضد خصومه.

وأشار التقرير إلى أن حزب الله زاد من تركيزه الموجه إلى تقليص النفوذ الأمريكي في لبنان والشرق الأوسط بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

وقال التقرير: "يحتفظ حزب الله بالقدرة على استهداف المصالح الأمريكية داخل لبنان، وفي المنطقة، وفي الخارج ، و- بدرجة أقل- في الولايات المتحدة".

الأمن السيبراني 

قال التقرير إن استخدام الجيوش والدول المتزايد للعمليات الإلكترونية كأداة للقوة الوطنية، يرفع من احتمال حدوث نشاط إلكتروني أكثر تدميراً وتعطيلاً. ورجح أن تستغل الأنظمة الاستبدادية وغير الليبرالية في جميع أنحاء العالم الأدوات الرقمية لمراقبة مواطنيها، والتحكم في حرية التعبير، والرقابة على المعلومات والتلاعب بها للحفاظ على سيطرتها على سكانها. وذلك بشكل متزايد.

وتوقع التقرير أن هذه الأنظمة، دون أن يذكر أسماءها، ستقوم بشكل متزايد بإجراء عمليات اقتحام إلكترونية تؤثر على المواطنين خارج حدودهم - مثل اختراق الصحافيين والأقليات الدينية أو مهاجمة الأدوات التي تسمح بحرية التعبير على الإنترنت.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image