شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مايكروسوفت وإسرائيل… استثمارات سرية وعلنية لا تُقيم وزناً لحقوق الإنسان

مايكروسوفت وإسرائيل… استثمارات سرية وعلنية لا تُقيم وزناً لحقوق الإنسان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الخميس 1 أبريل 202103:28 م

قبل عام ونصف العام تقريباً، افتتحت عملاقة التكنولوجيا ذات الجنسيات المتعددة، مايكروسوفت، مركزاً سرياً لتطوير الرقائق الإلكترونية في إسرائيل، داخل مركز البحث والتطوير الإسرائيلي المملوك لها، فيما تعكف حالياً على توسيع العملية تدريجياً.


ومايكروسوفت لديها تاريخ شائن من التحالف والاستثمار المشبوه في إسرائيل. لكن هذا المركز لم يُبلغ عنه قبل 31 آذار/ مارس حين نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تفاصيل المشروع.


ولفتت الصحيفة إلى أن الرقائق التي تطورها الشركة العملاقة في إسرائيل تهدف في المقام الأول إلى تسريع الشبكات في مراكز البيانات التابعة لها، والتي تدير خدمة السحابة الإلكترونية الخاصة بالشركة، Azure، موضحةً أن مزيداً من المهندسين المختصين يجري توظيفهم في الوقت الحالي لإتمام العملية.


مجال تعاون ليس جديداً

وتطوير الرقائق والأجهزة الأخرى ليس جديداً على مركز مايكروسوفت للبحث والتطوير في إسرائيل، حيث يعمل قرابة الـ2000 شخص، إذ إن فريقه في هرتسليا يعمل على تطوير واجهة تعمل باللمس لأجهزة كمبيوتر "Surface" الخاصة بالشركة والتي تعتمد على استحواذ مايكروسوفت على شركة "Intrigue" عام 2014.

الكشف عن مركز سري لتطوير الرقائق الإلكترونية أسسته مايكروسوفت قبل عام ونصف العام في حيفا. لماذا إسرائيل تحديداً؟

وأضافت "هآرتس" أن الشركة قبل عام ونصف العام، أنشأت على خُطى "آبل" و"أمازون" و"غوغل" المجموعة الجديدة في مكاتبها في حيفا بغية تطوير الرقائق لعمليات الحوسبة السحابية، منوهةً بأن المجموعة التي تركز حالياً على الشبكات والتخزين، تضمّ مهندسي الأجهزة والبرمجيات.


وقالت الصحيفة إن أعضاء المجموعة عملوا سابقاً في شركات تكنولوجيا عالمية وإسرائيلية، من بينها إنتل وآبل وكوالكوم. وأكدت أن الشركة سرّعت عملية تعيين مهندسي الرقائق أخيراً بعد أن أنشأت، في العام الماضي، معمل خادم لإجراء اختبارات ومحاكاة للأجهزة المطورة في إسرائيل.


وشددت على أن "مجموعة حيفا" تنشط أيضاً في مجال أمن المعلومات والبرمجيات والتخزين وغيرها من المشاريع المتعلقة بعمليات الحوسبة السحابية لمايكروسوفت.


"حرب الرقائق الإسرائيلية"

وفي سياق ما وصفته الصحيفة بـ"حرب الرقائق الإسرائيلية"، ذكرت أن شركات أخرى زادت استثماراتها في الرقائق الإلكترونية داخل إسرائيل في الآونة الأخيرة.


وأعلنت "غوغل" الشهر الماضي عن إطلاق مركز تطوير الرقائق لعمليات الحوسبة السحابية في إسرائيل. في حين كشفت Invidia عن عزمها توظيف 600 شخص جديد، من بينهم مهندسون متخصصون في مجالي الأجهزة والبرمجيات للرقائق الإلكترونية.


لماذا إسرائيل؟

يعدّ المشروع الجديد لمايكروسوفت جزءاً من جهودها التي بدأت منذ سنوات لتطوير وبناء شرائحها الخاصة لمزارع الخوادم الخاصة بها بدلاً من شرائها من الشركات المصنعة للرقائق مثل "إنتل".


ويعتقد محللون وخبراء أن تفوّق إسرائيل تكنولوجياً، لا سيّما في مجال التجسس، كان حافزاً مهماً للدول العربية التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب عام 2020 وخاصةً الإمارات والبحرين.

ارتبطت استثمارات مايكروسوفت في إسرائيل بسمعة شائنة لارتباطها بشركات إسرائيلية تتجسس على الفلسطينيين أو دعمها جيش الاحتلال في عنفه ضدهم

واختارت مايكروسوفت إسرائيل تحديداً لشهرتها في هذا المجال إذ تعتبر مركزاً رئيسياً للخبرات الفنية في مجال تطوير الرقائق بشكل عام ورقائق الشبكات بشكل خاص، وكانت موطناً للعديد من الشركات الناشئة والعملاقة في هذا الميدان، بما فيها "أمازون" و"مارفيل" و"سيسكو".


ومن المنتجات المثيرة للاهتمام التي طورها فرع مايكروسوفت في حيفا هو "SmartNIC"، عبارة عن بطاقة شبكة ذكية تعمل على تسريع نقل البيانات على الخوادم في مراكز بيانات الشركة. ومن مزاياها أنها تقلل العبء على وحدة المعالجة المركزية للخادم من خلال تولي بعض المهمات الضرورية نفسها.


علاقة مشبوهة

وارتبطت استثمارات مايكروسوفت في إسرائيل بانتهاكات حقوق الإنسان والعنف ضد الفلسطينيين واستخدمت بعضها في التجسس عليهم. وقد رفعت لافتات دعم لجيش الاحتلال الإسرائيلي عقب حوادث عنف فجة ضد الفلسطينيين ارتقى بعضها إلى مجازر مثل الاعتداء على مخيم جنين عام 2002.


وعام 2019، علت الانتقادات للشركة العالمية على خلفية استثماراتها في شركة "أني فيغن" الإسرائيلية الناشئة المتخصصة في إنتاج برامج وتطبيقات التعرف على الوجه التي تعتمد على آلية البيو ميترك لمراقبة الفلسطينيين وتعتبرهم "أهدافاً بشرية".


واضطرت عملاقة التكنولوجيا، مطلع عام 2020، إلى الرضوخ للحملة الدولية الواسعة التي شاركت فيها نقابات عمّالية ومنظّمات حقوقية، وقررت سحب استثماراتها البالغة 75 مليون دولار من "أني فيغن".


في الماضي، كان لدى مايكروسوفت مجموعة تطوير أجهزة في إسرائيل عملت على نظارات الواقع المختلط HoloLens الذكية. لكن تم إغلاق هذه المجموعة عام 2015.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image