في تحول تاريخي، لم تستبعد الحركة الإسلامية الجنوبية، التي تحمل أفكار جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة، دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة، بعدما رجحت النتائج غير رسمية حصولها على خمسة مقاعد في البرلمان.
وتقدمت الحركة الإسلامية الجنوبية - المتواجدة في مناطق عرب 48- في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية تحت مسمى "القائمة العربية الموحدة"، ووضعت نفسها موضع المنافسة مع "القائمة المشتركة" التي خاض بها آخرون من عرب 48 انتخابات الكنيسيت، بعد انشقاق الحركة الإسلامية الجنوبية عنهم.
"صانع الملوك"
في 24 آذار/مارس، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن القائمة الإسلامية لا تستبعد الانضمام إلى نتنياهو إذا حصلوا على المقاعد الخمسة.
وفي مقابلة مع تلفزيون "كان العام" الإسرائيلي، قال عباس إن حزبه "غير ملزم تجاه أي كتلة أو أي مرشح. نحن لسنا في جيب أي شخص، ولسنا على اليمين ولا على اليسار". وفُسِّرت تصريحاته على أنها "انقلاب دراماتيكي" عن مواقف "القائمة العربية" المشتركة، التي طالما أعلنت رفضها دعم أو الانضمام إلى حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
وقال منصور إن القائمة العربية الموحدة، لن تنضم إلا إلى حكومة تلتزم بإيجاد حل لمشاكل المجتمع العربي، وأشار إلى أنه سيطلب التأثير في السياسية الإسرائيلية "ليس فقط بالأدوات البرلمانية ولكن بالأدوات الحكومية".
قال المحلل الفلسطيني والأكاديمي أيمن الرقب في تصريحات خاصة لرصيف22، إن نتنياهو سوف يحتاج إلى مقعد أو اثنين، ليحصل على المقاعد المطلوبة في البرلمان لتشكيل الحكومة".
ولفت إلى أن نتنياهو يأمل في أن يحصل على دعم "القائمة الموحدة"، إذا فشل في ضمان 61 من مقاعد الكنيست. مشيراً إلى أن منصور عباس، الذي ينتمي عملياً إلى الإخوان المسلمين أو قريب منهم، ربما عقد تفاهمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لمنحه الثقة لتشكيل الحكومة في الكنيست، مقابل امتيازات اقتصادية، وفتح مراكز شرطة في المناطق العربية، وتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين.
ليست المرة الأولى... عند التصويت على الموازنة في الكنيست في وقت سابق، انسحب أعضاء الموحدة (منصور عباس) من القاعة قبل التصويت من أجل حرمان الكتل غير المؤيدة لنتنياهو من سحب الثقة من الحكومة.
ومع ذلك، رأى الرقب أن منصور قد لا يحصل على المقاعد المطلوبة لدخول البرلمان، لأن 5% من الأصوات التي لم تحصَ بعد، هي تصويت البريد الذي يكاد ينحصر في العسكريين والدبلوماسيين. لكن المؤشرات حتى الآن تقول إنه سيحصل على خمسة مقاعد في الكنيست وسيكون "رمانة الميزان" أو "صانع الملوك".
وفي رأي الباحث الفلسطيني والأكاديمي مهدي مطاوع، فإن حدوث مثل هذا التحالف كان متوقعاً، "وهذه ليست المرة الأولى". يقول مطاوع: "أعتقد أن هذا أحد أسباب انسحاب الموحدة من القائمة المشتركة، فلو أردنا الرجوع بالتاريخ إلى عدة أشهر سبقت، عند التصويت على الموازنة في الكنيست، انسحب أعضاء الموحدة (منصور عباس) من القاعة قبل التصويت من أجل حرمان الكتل غير المؤيدة لنتنياهو من سحب الثقة من الحكومة".
ولفت إلى أن التحالف بين الموحدة والليكود جرى منذ عدة سنوات لإسقاط رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة السابق واختيار علي سلام حليف نتنياهو.
وقال مطاوع لرصيف22 إن الحركة الإسلامية الجنوبية، "لا يوجد لديها رادع أو مانع من دعم نتنياهو. وهو ما نجح نتنياهو من خلاله في شق القائمة المشتركة لعلمه بأنهم انتهازيين. وكذلك سبق أن طرحوا التصالح مع اليمين الديني الإسرائيلي".
وحول موقف حركة حماس التي تنتمي لنفس التيار الفكري، قال مطاوع: "لا أعتقد أن هناك مشكلة لدى حماس في هذا الجانب، خصوصاً أنها لم يصدر عنها أي موقف عندما تحدث منصور عباس عن المصالحة بين اليمين الديني اليهودي والإسلامي".
وقال مطاوع : "أحد التسريبات كانت أشارت إلى أن عباس كان بطل اتصالات بين القيادي في حركة حماس خالد مشعل وإسرائيل بطلب من نتنياهو… وأحباب نتنياهو كثر في الخليج، ولا استبعد أن يدفعوا عباس للتحالف مع نتنياهو من أجل مصلحتهم لبقاء الأخير".
في قراءة أخرى لأسباب انضمام سياسي إسلامي إلى المتشددين الإسرائيليين، أشارت الصحافية الإسرائيلية أليسون كابلان سومر أن عباس، يعمل حزبه المحافظ اجتماعياً على تغيير ديناميكيات السياسة الإسرائيلية من خلال التقارب للأحزاب اليمينية، وربما توفير شبكة أمان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء في السلطة.
موقف اليمين
في المقابل، يرى الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت في مقال نشره موقع المونيتور الأمريكي، أن جدوى تشكيل حكومة يمينية حصرية بدعم من حزب إسلامي تكاد تكون معدومة.
وقال كاسبيت: "شركاء نتنياهو القوميون والمتشددون سيرفضون مثل هذا الحل للمأزق الحالي، وكذلك نفتالي بينت رئيس حزب يمينا، ونتنياهو نفسه، قد استبعدا مثل هذه الحكومة، ويفضلان عقد جولة خامسة من الانتخابات. كما أن عباس لن يتسرع في الانضمام إلى حكومة يمينية. فهي خطوة يمكن أن تنذر بزواله سياسياً".
باحث فلسطيني: أحباب نتنياهو كثر في الخليج، ولا استبعد أن يدفعوا عباس للتحالف مع نتنياهو من أجل مصلحتهم لبقاء الأخير
ونظم فلسطينيو 48 مظاهرة حاشدة في مدينة "أم الفحم" اعتراضاً على سياسات حكومة الإحتلال الإسرائيلي، وحينما حضر عباس طرده المحتجون.
وحول هدف تقارب نتنياهو من "القائمة الموحدة"، قال كاسبت إن رئيس الوزراء "انخرط في علاقة حميمة مع الناخبين العرب بشكل عام، والحزب الإسلامي على وجه التحديد. وشرع في تفكيك القائمة العربية المشتركة، وهي تحالف من أربعة أحزاب عربية، كانت الموحدة عضواً فيها في الانتخابات السابقة، من أجل إضعاف الكتلة التي كانت تهدده. هذه حالة كلاسيكية لعملية نجحت ولكن المريض مات".
في الواقع، تراجعت القائمة المشتركة بعد فوزها التاريخي البالغ 15 مقعدًا في الكنيست في انتخابات آذار/مارس 2020، إلى ستة مقاعد فقط الآن.
وقال كاسبيت: "من غير المرجح أن تؤدي علاقة نتنياهو بالناخبين العرب إلى حفل زفاف. إنها تبدو أشبه بجنازة".
وفقاً لهآرتس، فإن مشاركة القائمة الإسلامية في ائتلاف يميني، أحدثت انقساماً في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
في مقابلة مع قناة 12 الإخبارية، قال النائب عن حزب الليكود تساحي هنغبي: "نفضل أن تكون هناك حكومة مكونة من 61 عضواً على الأقل من أعضاء الكنيست يدعمون الأفكار المركزية للمعسكر القومي. آمل أن يحدث هذا".
وفي إشارة إلى منصور عباس نفسه، أضاف النائب الإسرائيلي: "قال (منصور عباس) طوال هذه الحملة إنه سيدعم أي ائتلاف يصوغ خطة للتعامل مع القضايا في قطاعه"، وعلق هنغبي بأن الليكود سيتعاون بل وحتى سيعالج قضايا هذه الطائفة بغض النظر عن كلام عباس.
في وقت سابق، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود ميكي زوهار في مقابلة مع إذاعة الجيش جرت الثلاثاء، إن تحالفاً بدعم من القائمة العربية الموحدة "غير ممكن"، وأوضح لاحقًا أن "الخيار الواقعي الوحيد هو تشكيل حكومة يمينية".
ومع ذلك، عاد زوهار وغرد قائلاً: "من واجبنا أن نفعل كل شيء، أعني كل شيء، من أجل منع إجراء انتخابات خامسة. يجب أن نستنفد كل خيار سياسي قائم من أجل تشكيل حكومة تعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل - لأن هذا هو المهم الآن لبلدنا"
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع