شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
حان وقت قطع الإنترنت حسب التوقيت المحلي لمظاهرات الأردن

حان وقت قطع الإنترنت حسب التوقيت المحلي لمظاهرات الأردن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 21 مارس 202104:13 م

"حان وقت سحب الفيش.. هنا الأردن" هي ليست طرفة، هي جملة يرددها مواطنون وناشطون أردنيون منذ قرابة الأسبوع، يرددونها استباقاً لأي "حجة" قد تخرج على لسان الحكومة تنفي بها تعمدها حجب الاتصال بالإنترنت داخل المملكة خلال أوقات الاحتجاجات الشعبية، التي تشهدها محافظات أردنية عديدة منذ حدوث "كارثة" مستشفى السلط، التي أودت بحياة تسعة أرواح بسبب انقطاع الأكسجين عن المرضى.

حتى الآن لم توضح الحكومة الأردنية أسباب حجب الإنترنت خلال ساعات الاحتجاجات، رغم أن إدارة موقع "فيسبوك" خرجت ببيان يوم الثلاثاء الماضي 16 آذار/ مارس كشفت فيه أنه انقطعت خاصية البث المباشر عبر "الفيسبوك" في الأردن بالتزامن مع البث الحي لاحتجاجات شهدها الشارع الأردني على خلفية "كارثة السلط". كما خرجت 28 منظمة دولية حقوقية يوم السبت 20 آذار/مارس، برسالة مفتوحة موجهة لرئيس الحكومة الأردنية الدكتور بشر الخصاونة، طالبته فيها بالتوقف الفوري عن حجب الإنترنت.

تقرير حقوقي من 28 منظمة رصد قطع الإنترنت في الأردن بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية، وتقرير من فيسبوك رصد قطع البث المباشر في نفس توقيت المظاهرات 

واعتبرت الـ28 منظمة في رسالتها أن: "حجب الإنترنت يعد تعد على حقوق الإنسان الأساسية مثل حرية الرأي والتعبير، والوصول إلى المعلومات، وحرية التجمع السلمي، وهو ما يدينه قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 12/44 ويدعو الدول إلى إيقاف هذه الممارسات".

لا ينتظر الأردنيون، وبالأخص الناشطون، بيانات دولية أو أي جهة كانت لإثبات أن هناك حجب متعمد من قبل الجهات الحكومية لخطوط الإنترنت خلال ساعات التظاهرات، فالذاكرة ما تزال تسعفهم لأحداث نهاية العام 2018، وبداية العام 2019، عندما عاد حراك "الرابع" من جديد إلى الشارع، خلال عهد الحكومة السابقة - حكومة الدكتور عمر الرزاز- التي خرجت من رحم حراك الرابع في العام 2017، وقوبل الحراك من قبلها بمختلف أشكال الانتهاكات على الحق في حرية الرأي والتعبير، والحق في التجمع السلمي من خلال جولات اعتقالات لناشطين شاركوا في الاحتجاجات، ومنع إقامة تظاهرات، بالإضافة حجب الإنترنت خلال ساعات التظاهرات، خصوصاً لخاصية البث المباشر لموقعي "تويتر" و"فيسبوك".

حجب الإنترنت آنذاك كان في عهد وزارة الاتصالات التي كان وزيرها "معارض سابق" وهو مثنى غرايبة الذي نفى في مقابلة معه على قناة "رؤيا" حجب الإنترنت خلال أيام التظاهرات التي كانت تنظم كل خميس بقوله: "الإنترنت ما انقطع!".

لذلك ومنذ عام 2018 وصولاً إلى 2021، أصبح حجب الإنترنت خلال ساعات الاحتجاجات في الشوارع الأردنية بالنسبة لناشطين ليس أمر مفاجئ، بل بات بمثابة "لايف ستايل"، حتى أن من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي يلمس حالة من الفكاهة من قبل ناشطين على ما يحدث معهم من قطع الفيديوهات التي يبثونها وهم في قلب التظاهرات"، مثل ما نشرته صفحة "حي الطفايلة" على صفحتها على "فيسبوك" يوم أمس السبت: "بدأت حكومة شيل الفيش بقطع خدمة البث المباشر عن الأردن بسبب مسيرة".

حجب الإنترنت في الأردن بالتزامن مع الاحتجاجات ظاهرة بدأت في 2018 ولا تزال مستمرة

وغرد الناشط سعد حماد بعد حجب خاصية البث المباشر خلال احتجاج جرى في "حي الطفايلة" شرق العاصمة عمّان مساء السبت: "افصلوا الإنترنت مثل ما بدكم، وأي مكان احتجاج من القلب للقلب ما هو محتاج إنترنت، صوت الأردن أعلى من استبدادكم".

فيما تعرض الناشط عبد الرحمن الشديفات لما هو أكثر من تضرره من حجب الإنترنت خلال التظاهرات، بحسب ما قاله لرصيف22 حيث حُجب وصوله إلى غرف صوتية على تطبيق "كلوب هاوس" تتناول الحديث عن الاحتجاجات في الأردن، لاسيما وأنه ناشط جداً على هذا التطبيق ومنذ خروج الاحتجاجات في الشارع الأردني، قام بإنشاء أكثر من غرفة صوتية لمناقشة ما يحدث في الشارع.

كما نشر تغريدة على حسابه قال فيها: "واحد دارس على حسابي وراتبه قد راتب 10 شباب وعايش بامتيازات كأنه بالجنة بعمل رومات (غرف صوتية) على الكلوب هاوس، الي أنا مش قادر أدخله لأني محظور وما معي مصاري أشتري في بي إن عشان يقنع الناس ما تحتج عشان يحافظ على امتيازاته.. اصحى يا شعبي".

الوضع في الأردن تجاوز الانقسام في الآراء وحجب خطوط الإنترنت، حيث وصل إلى اعتقالات ناشطين شاركوا في الاحتجاجات، وصل عددهم إلى 15 ناشطاً، وتم تحويلهم إلى محكمة أمن الدولة مسندة إليهم جملة من التهم مثل: "تقويض نظام الحكم، التجمهر غير المشروع، إطالة اللسان، تحقير موظفين، ومخالفة أوامر الدفاع" وغيرها.

وفي سياق الحديث عن الإنترنت والانقسام بين مؤيد ومعارض للاحتجاجات، خرج وزير الداخلية الأسبق حسين المجالي في فيديو له، يتهم في حديثه المعارضة الخارجية أنها خلف اندلاع التظاهرات في الشارع الأردني اليوم، وجاء في حديثه: "مكتبي كان مفتوح لثلاثة من المعارضة الخارجية، مثل ما كان مفتوح لمن يقولون يعيش جلالة الملك كان مفتوح لمن يقولون الشعب يريد إصلاح النظام".

ووجه حديثه غاضباً إلى معارضين في الخارج لم يذكر أسماءهم وقال: "إذا انت كما تدعي كنت مضطهد في بلدك والسيف على رقبتك، كيف غادرت بلدك؟ أليس عن طريق مطار الملكة علياء؟ النملة ما بتطلع من مطار الملكة علياء إذا الدولة مانعتها من السفر، فلا تبيعونا وطنيات، أنا لا أقول أنه مدفوع لكم لكن أسفي على من يستمع ومن يصدقكم!".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image