فوجئ الأردنيون مساء الأحد، 14 آذار/مارس، بانتهاء الجلسة الطارئة لمجلس النواب بتوجيه التحية لمجلس الوزراء، بعد مناقشة كان متوقعاً أن تكون عاصفة لمساءلة الحكومة في واقعة وفاة سبعة مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد، نتيجة نقص الأكسجين داخل مستشفى السلط الأردني، في واقعة صارت معروفة إعلامياً بـ"كارثة السلط".
قرار البرلمان بصرف الحكومة من دون إقالة والاكتفاء بتشكيل لجنة تحقيق، ذكّر الأردنيين بما فعله برلمان سابق في "فاجعة البحر الميت" التي انتهى فيها موت 19 طفلاً وطفلة إلى غياب أي محاسبة حقيقية للحكومة.
أوضحت الحكومة في بيانها أنها تحقق وتتعهد "عدم تكرار الخطأ" ورحب النواب بتعهدات الحكومة موجهين إليها التحية، لتنتهي الجلسة التي أراد الأردنيون – كما تعكس حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي- أن تنتهي بإقالة الحكومة والإعلان عن محاسبتها. وانتهت خسائر الحكومة في تلك "الكارثة" إلى استقالة وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، وهو ما رفع سقف آمال الأردنين في تحقق درجة أعلى من المحاسبة على يد البرلمان، خاصة بعدما أبدى النواب حماسةً في مواجهة رئيس الوزراء دكتور بشر الخصاونة خلال الجلسة.
انتهى البرلمان إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ما جرى بالمستشفى، وتبع القرار خروج عشرات الأردنيين في مختلف انحاء المملكة للتظاهر ضد الحكومة والبرلمان معاً، متهمين البرلمان بالتخاذل في مواجهة الحكومة، ومخترقين قرار حظر التجوال الذي يبدأ في السابعة مساءً بحسب تعديلات قرار الدفاع المعلنة في 11 آذار/ مارس.
المظاهرات الليلية لم تفرق بين البرلمان والحكومة في تخييب آمال الأردنيين
وطالب المتظاهرون بحل البرلمان وإقالة الحكومة، وإسقاط قانون الدفاع الذي يخول الحكومة فرض حالة الطوارئ العامة وحظر التجوال وتعطيل الأنشطة والأعمال.
ليست هذه المرة الأولى التي يخالف فيها البرلمان الاردني توقعات الأردنيين في مواجهة حكوماتهم. ففي عام 2018، عندما وقعت حادثة أخرى مشهورة إعلامياً باسم "فاجعة البحر الميت" التي راح ضحيتها 19 طفلاً وطفلة ومعهم معلمة، وذلك في عهد حكومة الدكتور عمر الرزاز، التي "امتص" خلالها مجلس النواب غضب الشارع الأردني بتشكيل لجنة لم تفضِ نتائجها إلى محاسبة الحكومة، دون الاستجابة للمطلب الشعبي بإسقاط حكومة الرزاز.
"ما في تهاون المرة الجاي.. هاي المرة بدنا نمشيها" قالها أحد النواب في جلسة أمس العاصفة. مقطع الفيديو الذي هدد فيه النائب بعد التهاون "في المرات القادمة" أثار سخرية الأردنيين الذين تداولوه على وسائل التواصل الاجتماعي ووجدوه دليلاً على أن نواب البرلمان في تشكيله الحالي لا يرقون إلى تطلعاتهم في مواجهة الحكومة.
وشهدت حوالى 12 منطقة في المملكة الاردنية الهاشمية مساء الأحد تظاهرات، ترفع شعارات مطالبة بإقالة الحكومة التي لم يمضِ عشرة ايام على تغيير تشكيلها وحلفها اليمين الدستورية أمام الملك عبدالله الثاني. إلا أن المواطنين الأردنيين الذين خرجوا في تظاهرات محدودة ليل السبت وأتبعوها بتظاهرات أوسع بعدما أحبطهم البرلمان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ ساعتينكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...