شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
هل تخشى الكاتبات العربيات الدخول في مناطق الكتابة الجنسية الشائكة؟

هل تخشى الكاتبات العربيات الدخول في مناطق الكتابة الجنسية الشائكة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 21 مارس 202112:32 م

كثيراً ما تعجز المرأة العربية عن التعبير عما يجيش بصدرها من أحاسيس أنثوية، حين يتعلق الأمر بالجسد والجنس، تحت وطأة تقاليد المجتمع الشرقي والخجل الأنثوي؛ فتلجأ للتلميح والإشارة.

أما حين تكون المرأة كاتبة فإن بوحها للورق، يكون جزءاً لا يتجزأ من كينونتها، ولكن تختلف درجات البوح باختلاف شخصية كاتبة النص، قدرتها على تحطيم التابوهات وكسر القيود المجتمعية التي تُشكّل رقيباً داخلياً يقف حائلاً أمام تحرر قلمها.

وعندما تكتب الكاتبات العربيات عن الجنس؛ فإن معظمهن يكتفين بوصف الإحساس الأنثوي، دون الاسترسال في وصف الفعل الجنسي، وإن فعلن يضطررن إلى الاستعارات والكنايات والإشارات دون البوح الكامل، تاركين لخيال القارئ أن يقوم باستكمال الصورة، وقليلات في تاريخ الأدب العربي المعاصر، من اقتحمن مناطق الكتابة الجنسية وقضاياها الشائكة بجرأة، وزاحمن الكُتّاب الرجال الذين يمنحهم المجتمع الشرقي، الضوء الأخضر لتحطيم ذلك التابو، فناقشن الأفعال الجنسية المحظورة، والعلاقات المثلية.

وتظهر تجليات الجنس في عدد من الأعمال العربية النسائية، مثل: "أنا أحيا" للأديبة اللبنانية ليلى بعلبكي، في مطلع الستينيات، "وصف البلبل" للروائية المصرية سلوى بكر، و"حملة تفتيش أوراق شخصية" للكاتبة المصرية لطيفة الزيات.

تظهر تجليات الجنس في عدد من الروايات العربية النسائية، مثل: "أنا أحيا" للأديبة اللبنانية ليلى بعلبكي، في مطلع الستينيات، و"وصف البلبل" للروائية المصرية سلوى بكر، ورواية "حملة تفتيش أوراق شخصية" للكاتبة المصرية لطيفة الزيات

وتناولت الأديبة العراقية عالية ممدوح في روايتها "حبات النفتالين"، العلاقة المثلية بين النساء، وفي رواية "مسك الغزال" للروائية اللبنانية حنان الشيخ، نرى العلاقة السحاقية أكثر وضوحاً.

أما رواية "بروكلين هايتس" للروائية المصرية ميرال الطحاوي، فتحاول إعادة صياغة مفهوم الهوية الجنسية للإناث، وتناقش الأديبة والناقدة اللبنانية علوية صبح، في "اسمه الغرام"، الجنس في المناطق الريفية والحضرية، والجسد كموقع متنازع عليه في إطار العنف والقمع.

وكثيراً ما أشارت الروائية السورية غادة السمان في أعمالها للحياة الجنسية والقضايا العاطفية، والسورية سلوى النعيمي التي تمتاز كتاباتها بالجرأة، وتتناول الحرية الجنسية والعلاقات، وأيضاً الجزائرية فضيلة الفاروق، التي كتبت روايتها الأشهر عن الجنس "اكتشاف الشهوة".

ومن تلك الأعمال أيضاً: رواية "دنيا" للأديبة اللبنانية علوية صبح، وللكاتبة المغربية ليلى سليماني، عملان روائيان، هما "أديل" و"المربية الكاملة"، ركزت فيهما على بعض المشاكلات الأنثوية والإدمان الجنسي والخيانة الزوجية.

ولأستاذة الأدب العربي الدكتورة، منى برنس، كثيراً من الكتابات الجريئة تناولت تفاصيل عاطفية وجنسية، ومنها رواية "أنى أحدثك لترى" والتي تؤيد تعدد العلاقات الجنسية.

وتناولت رواية "أنا أروى يا مريم"، للكاتبة المصرية أريج جمال، العلاقة المثلية بين النساء، وفي رواية "تدريبات على القسوة" ناقشت المصرية عزة سلطان، قصة امرأة سحاقية استغلّت حاجتها وجمالها.

بينما قدمت الروائية المصرية الشابة نهلة كرم، في "على فراش فرويد"، طرحاً مختلفاً للتاريخ الجسدي والجنسي والاجتماعي للمرأة، أما السعودية هيلانة الشيخ، فقدمت كتابات جنسية جريئة في رواياتها "امرأة أمسكت في ذات الفعل"، "تبسمت جهنم" و"تمّوز والكرزة".

المجتمع سلطة افتراضية غير حقيقية

وحول كتابتها عن المثلية، في رواية "أنا أروى يا مريم"، تقول الروائية المصرية أريج جمال: "كانت لدي قصة، مشهد أو بالأحرى لقطات، شخصيات تطل هنا وهناك ثم تختفي. حاولت أن أبحث عنها، ثم حاولت أن أتخلى عن البحث، لكن التخلي لم يكن مجدياً، أصابني قلق الكتابة وبدأت الكتابة، أو بمعنى أصح البحث عن الكتابة".

الروايات الجريئة والحقيقية للرجال هي روايات قليلة، الروايات الجميلة والفارقة قليلة سواء كتبتها امرأة أو رجل... الرجال العرب ليسوا أحراراً كما يظنون، هم أسرى لصور الفحولة الجنسية، ووصف شعورهم بأجساد النساء، لا شعورهم بأجسادهم هم

كنت أفكر في هذه الرواية بدايةً كقصة، لم يكن لدي آنذاك خبرة كتابة الرواية. وهكذا كانت مغامرة، ساعدني فيها الأديب اللبناني جبّور الدويهي، بالأسئلة التي طرحها عليّ وتشجيعي، وساعدتني قراءة الروايات السابقة المتشابهة مع نفس الثيمة، حتى تحوّل المشروع إلى رواية بالتدريج".

وتضيف أريج: "بالتأكيد يمكن للمجتمع أن يشكل رقيباً على الكاتبة، لكن أيضاً بقدر ما تسمح الكاتبة نفسها، لا ينبغي لأحد ولا يستطيع أحد أن يتحكم بمشاعرك، بأفكارك، بإبداعك. المجتمع هو سلطة افتراضية، غير حقيقية، أعتقد أن الحرية هي مزاج شخصي، ينبغي العناية به، وتنميته، كتابة وقراءة الأدب هي أهم تمرين عليه من وجهة نظري، علينا كنساء أن نكتب ونطور الكتابة باستمرار.

من الناس من يتكلمون عن الحرية والاختلاف وهم رهائن أنفسهم، وعلى العكس أشخاص لا يصفون هذه الحرية، لكنهم يؤمنون بها؛ فالحرية هي نوع من الحدس، وبدون حرية لن تكتب امرأة ولا رجل".

وبشأن إسقاط النص على الكاتبات تتساءل: أي نص سيُسقطون؟ قائلة: "لدي نصوص عديدة وفي رأسي نصوص أخرى، وإذا كنت أجعلهم يصدقون أن هذا النص هو أنا؛ فهذه شهادة لي ككاتبة. المفارقة أن إسقاط النصوص عليّ لم تأت من المجتمع، أتت مثلاً من أشخاص ارتبطت معهم بعلاقات عاطفية، مع ذلك مازلت أظن أن المجتمعات تحتاج عملياً إلى الروايات، لإشباع حاجتها من التعاطف والنميمة والتحليل، والتدخل في قصص وحيوات الآخرين. لو ارتفعت معدلات قراءة الروايات في مجتمعنا، ستقل معدلات الجرائم، لأن الناس سيستخدمون الذكاء في الخيال، وليس في الإفساد والقتل ومحاولة صناعة الدراما القاتلة".

وتتابع: "لا أعتقد أن الكُتّاب الرجال لديهم هامش حرية أكبر من الكاتبات؛ لأن الرجال أسرى لصور الفحولة الجنسية، السيطرة على العالم ووصف شعورهم بأجساد النساء، لا شعورهم بأجسادهم هم.

"أحب فكرة البحث والمحاولة والمغامرة، أحب لطيفة الزيات وأليفة رفعت، نوال السعداوي وزينب فواز، أحب سمية رمضان وعلوية صبح وهدى بركات، أحب مي زيادة... فعلينا جميعاً أن نكتب بصوت مرتفع، مسموع وثابت"

الروايات الجريئة والحقيقية للرجال هي روايات قليلة، الروايات الجميلة والفارقة قليلة سواء كتبتها امرأة أو رجل، أعتقد أن الرجال العرب ليسوا أحراراً كما يظنون. وكل كاتبة عربية، تجتهد على طريقتها، ولا ينبغي أن نلزمهن بموضوعات محددة وإلا قُلنا عنهن خانعات. فلتكتب كل امرأة عمّا تحب، فهي تقبض على صوتها عندما تكتب.

وكما تقول مايا آنجيلو: أن تدافع امرأة واحدة عن حقوقها فهي تدافع بذلك عن حقوق كل النساء، وشخصياً أميل للكتابات المُتحدية، التي تبحث عن أصالتها، وتعترف بالجسد والأفكار والعواطف المُزلزلة.

أحب فكرة البحث والمحاولة والمغامرة، أحب لطيفة الزيات وأليفة رفعت، نوال السعداوي وزينب فواز، أحب سمية رمضان وعلوية صبح وهدى بركات، أحب مي زيادة...؛ فعلينا جميعاً أن نكتب بصوت مرتفع، مسموع وثابت".

مع إيروتيكية الأدب وضد البورنوغرافيا 

أما الأديبة التونسية فاطمة بن محمود، فتعتقد أن قيود المجتمع والنظرة الذكورية يمكن أن تشكل قيوداً على الكتابة عند المرأة، لافتة إلى الذكاء الأدبي للمبدع الذي يجعله يكتب الجسد بحرية دون أن يسقط في المباشرة والابتذال، قائلة: "لذلك يجب أن نميز بين الكتابة الإيروتيكية للجسد والكتابة البورنوغرافية للجسد، الأولى تحافظ على حميمية اللحظة وعمقها الإنساني وتجعل من تناول الجسد وسيلة من أجل فكرة، والثانية تنقل للنص ما يحدث في الجلسات الحميمية بشكل مباشر وفج دون تدخل إبداعي، لذلك أنا مع إيروتيكية الأدب وضد البورنوغرافيا".

وتضيف: "في روايتي 'الملائكة لا تطير' التيمة الرئيسية كانت 'ختان البنات'، وهو مشكل زائف أتى به بعض الدعاة عند زيارتهم لتونس بعد صعود الإسلاميين لسدة الحكم، هذا جعلني أتحرك في مثلث التابو، فكنتُ مضطرة أن أجعل من الجسد الأنثوي ساحة معركة وأكشف عنه بجرأة، وهنا يتدخل الذكاء الأدبي الذي يجعل من الكتابة ليست استفزازاً للآخر بل احتجاج ضد تسلطه وامتهانه للجسد الأنثوي، بمعنى أن الكتابة عن الجسد ليست هدفاً  في ذاته، بل وسيلة للوصول لما وراء الجسد المختون، إلى عقل المرأة المغتصب وتركيبتها النفسية المعقدة، لأكشف هول الدمار الذي لحقها".

وتتابع الأديبة التونسية: "أثناء الكتابة أتخلص من أي عين لمراقبة النص، هذا يجعل من مساحة الحرية أثناء الكتابة أرحب، من يُسقط ذات الكاتبة على النص يكتفي بتأويل سطحي وساذج. أثناء الكتابة، الرقابة نفسها على الكتّاب الذكور أو النساء، لكن بعد صدور العمل الأدبي، السياط تكون أشد لجلد النساء لأنهن الحلقة الأضعف في المجتمع".

وتختتم فاطمة حديثها قائلة: "في الوطن العربي، الجميع يخشى تناول التابوهات، وعلى المبدعين أن يملكوا الجرأة للكتابة عن المناطق المحرمة والتي لا يجب أن تكون هدفاً في ذاتها، بل وسيلة لتقديم بدائل ضد الجهل والأحكام المسبقة والوعي السائد والدكتاتورية، وأؤكد أن جرأة المبدعين لا تعتبر بطولة لأنها من شروط العملية الإبداعية".

يجب أن نميز بين الكتابة الإيروتيكية للجسد والكتابة البورنوغرافية للجسد، الأولى تحافظ على حميمية اللحظة وعمقها الإنساني وتجعل من تناول الجسد وسيلة من أجل فكرة، والثانية تنقل للنص ما يحدث في الجلسات الحميمية بشكل مباشر وفج دون تدخل إبداعي

لا نملك الحرية المطلقة في إشهار أقلامنا

وبشأن تطرقها للجنس في عدد من أعمالها، تقول الروائية السعودية هيلانة الشيخ: "كان لزاماً عليّ الغوص في بعض المشاهد الجنسية، خاصةً أن تيمة العمل بأكمله في 'تبسمت جهنم' تدور حول شيزوفرنيا الغرائز، وتتمحور حول التدرج في نمو الممارسة التي أودت بالبطلة للهاوية، ليس سهلاً ولا زجّاً، بينما هي مشاهد يترتب عليها مشاهد، ولم أطرحها لمجرد الإثارة، فأغلبها مؤلم ومبطّنة بإسقاطات، كذلك الأمر في 'تموّز والكرزة' و'امرأة أمسكت في ذات الفعل'، كانت مشاهد مختصرة قصيرة لكنها مكثّفة الحدث ومتممة لمشهدين قبل وبعد".

وتعتقد "هيلانة" أن قيود المجتمع الشرقي تنطوي على المرأة والرجل، وأن قلّة من الكتّاب استطاعوا التخلص منها، أو من بعضها، قائلة: "ربما أكون أكثرهن جرأة، لكن جرأتي لا تزال مقيدة بقيود المتاح للنشر، الرادع أحياناً منّا وأحياناً منهم، نحن لا نملك الحرية المطلقة في إشهار أقلامنا، تحاصرنا أنظمة وسلطات تصادر أعمالنا".

وتؤكد الكاتبة السعودية، أنها لا تخشى إسقاط النص على كاتبته، بل على العكس تماماً، فهي تتقمص أبطالها وتعتبرهم أسباب نجاحها.

وتضيف هيلانة الشيخ: "قلّة من الكاتبات استطعن تجاوز عقدة الجندرة، وربما لم تتجاوز جميع الهوامش. الجرأة لا تنحصر على المشاهد الجنسية، فجرأة تناول التاريخ، كما فعلت رضوى عاشور في ثلاثيتها، وجرأة التناول السياسي كما فعلت إنعام كجه جي في 'النبيذة' وجرأة الشذوذ كما طرحتها هدى بركات في 'بريد الليل' وجرأة تعرية المجتمعات كما فعلت حنان الشيخ في أغلب أعمالها".

وتؤكد أن الكاتبات العربيات دخلن في مناطق الكتابة الجنسية، لكن أغلبهن تناولن الجنس بكل أشكاله، بينما لم تخرج عن المحظور إلا سلوى النعيمي في رائعتها "برهان العسل".

اتهامات بالإلحاد والتشجيع على الانحلال

 وحول تطرقها للجنس في روايتي "الجدار" و"بنات الباشا"، تقول الروائية المصرية نورا ناجي: "بعض الكاتبات لديهن تحفّظات تجاه تابوه الجنس لخوفهن من نظرة المجتمع والدائرة المحيطة بهن، وإسقاط النص عليهن. وعند كتابتي لروايتي الأولى 'الجدار' لم أكن خائفة وساندتني عائلتي. وأنا أكتب بجرأة دون الوقوع في الابتذال، وتعرضت لهجوم واتهامات بالإلحاد والتشجيع على الانحلال، لكني لم أتوقف عن الكتابة لنفسي وإلاّ سأفشل، فالكاتب أناني بطبعه، ويواجه ضغوطات المجتمع والجوائز، وعليه أن يتجاهلها.

في الوطن العربي، الجميع يخشى تناول التابوهات. وعلى المبدعين أن يملكوا الجرأة للكتابة عن المناطق المحرمة والتي لا يجب أن تكون هدفاً في ذاتها، بل وسيلة لتقديم بدائل ضد الجهل والأحكام المسبقة والوعي السائد والدكتاتورية

ولم أتأثر بذلك عندما كتبت روايتي 'بنات الباشا'، وكانت أكثر جرأة لأنها تدور داخل صالون التجميل، وناقشت فيها الخيانة الزوجية والتحرش والمثلية، دون ابتذال ووفقاً للضرورة الدرامية، لأني لا أستخدم الجنس للفت الأنظار، فلا أهتم بردود الأفعال السلبية".

وتضيف: "يوجد اتجاه لدى الكاتبات العرب ليكن أكثر جرأة، ولكن بأسلوب أدبي رقيق وناعم، دون ابتذال. ربما بسبب كثرة القهر وتعرضنا للهجوم الدائم، فصرنا نكتب ما نحب وما يعبّر عنّا".

أكتب أثراً أدبياً وأتسلح بالشجاعة والحرية

بينما ترى الشاعرة التونسية ريم القمري أنه لا يوجد كتابة للجنس أو عن الجنس، بل هناك كتابة إيروتيكية شعراً أو نثراً، نتطرق فيها للجنس، بوعي أو دون وعي، كفعل إنساني وروحي، مضيفة: "وليس من دوري أن أصنف نوع كتابتي فهي مهمة النقاد، وأغلبهم صنفوا ديواني 'ما لم يقله الحلم' إيروتيكياً، وهو ما لم أتعمده. ولم أتطرق للجنس كأمر فيزيولوجي بل كفعل حسي وروحي، بجرأة دون قيود، معبرة عن امرأة تبوح بمشاعرها ورغباتها؛ وهو أمر يتطلب الشجاعة في مجتمعاتنا، لأن المسموح للمرأة فقط التعبير عن مشاعرها بطريقة مواربة. أنا أؤمن بالكتابة المتحررة من كل القيود، وأرفض الفصل بين الجسد والعقل والقلب؛ فنحن كلٌ متكامل".

وتؤكد القمري أن المجتمع يفرض قيوداً رهيبة على الكاتبة، وتمارس على نفسها رقابة ذاتية بسبب الدائرة المقربة منها، فالبعض يخلط بين إنتاج الكاتبة الأدبي وحياتها الخاصة، ويسقطون أحكاماً أخلاقية عليها.

أغلب الكاتبات العربيات يعتبرن الكتابة عن الجنس منطقة محرمة، لكن البعض تجاوزن تلك العقدة. نحن نكتب الحقيقة كما هي، أما موضوعات المثلية فلازالت حساسة بالنسبة للكُتّاب من الجنسين، ولازال أمام الأدب العربي الكثير ليتحرر

والكاتبة العربية للأسف لم تتخلص بعد من قيود المجتمع الذكوري، وتخجل كثيراً من نظرة الآخرين لأدبها، ما يحرمها من تشريح المجتمع كما تريد، خشية إسقاط الشخصيات عليها.

وتضيف: "صحيح أن هناك ذاتية فيما نكتب، لكن هذا لا يعني أننا نكتب حياتنا، وأنا شخصياً لا أخشى نظرة المجتمع. تخلصت من تلك المشكلة، فأنا أكتب أثراً أدبياً وأتسلح بالشجاعة والحرية.

والرجل العربي يتمتع بحرية كبيرة ويمكن الغفران له على عكس المرأة، والكاتب الرجل متحرر من القيود ويكتب أفكاره بكل حرية ولا يخشى نظرة المجتمع، ويُعتبر ما يكتب قدرة على تشريح المجتمع وتمكن من أدواته، أما المرأة تحارب من أجل حريتها.

وأغلب الكاتبات العربيات يعتبرن الكتابة عن الجنس منطقة محرمة، لكن البعض تجاوزن تلك العقدة. نحن نكتب الحقيقة كما هي، أما موضوعات المثلية فلازالت حساسة بالنسبة للكُتّاب من الجنسين، ولازال أمام الأدب العربي الكثير ليتحرر".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image