"من اليوم بدأت حياتي الجديدة.. أنا مبسوط" هكذا قال الفتى الأردني صالح حمدان (16) عاماً لوسائل الإعلام، اليوم، الأربعاء 17 آذار/ مارس، بعدما تلقى خبر الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، ضد ست أشخاص اعتدوا عليه وتسببوا له بفقد بصره ويديه.
اسم صالح حمدان ليس معروفاً بقدر لقبه الذي أطلقه عليه الأردنيون: "فتى الزرقاء"، نسبة إلى المنطقة التي وقع عليه الاعتداء فيها. وكان توقيع عقوبة الإعدام شنقاً على المعتدين مطلباً شعبياً، بعد الجريمة التي حدثت بحقه في محافظة الزرقاء في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، عندما اختطف ستة أشخاص من أصحاب السوابق الفتى صالح أثناء توجهه لشراء الخبز لعائلته، وأخذوه إلى منطقة مجهورة واعتدوا عليه بأدوات حادة فبتروا يديه وفقأوا إحدى عينيه.
بالإضافة إلى الإعدام، جاء في الحكم بحق الستة المعتدين على الفتى (أحدهم فار من العدالة)، بالحبس 15 عاماً مع الأشغال الشاقة على أحد المتهمين، والحبس عشرة أعوام على متهم آخر وإخضاعه للأشغال المؤقتة، والحبس سنة لمتهمين اثنين آخرين، كما أسندت المحكمة للمتهمين تسع تهم، منها: الإرهاب وترويع المجتمع، وتشكيل عصابة أشرار، وهتك العرض والخطف الجنائي، وإحداث عاهة دائمة، وحيازة سلاح ناري غير مرخص، ومقاومة رجال الأمن العام والشروع بالقتل". وسرعان ما احتفى الأردنيون بالخبر والأحكام الصادرة عبر هاشتاغ #فتى_الزرقاء عبر تويتر وفيسبوك.
الحكم أثلج صدور الأردنيين الذين يخشون تكرار جرائم الاختطاف والتشويه
وفي حديث لها لرصيف22 علقت المحامية لين الخياط على الحكم بقولها: "من وحي حيثيات الحكم، واضح أن محكمة أمن الدولة اتجهت لاعتبار جريمة فتى الزرقاء جريمة إرهاب تستوجب عقوبة الإعدام، لأنها جعلت من التكييف القانوني للجريمة تتعلق بجناية تشكيل عصابة أشرار وارتكاب أعمال لصوصية وفق حدود المادة 3/ط من قانون الإرهاب، وهذا التكييف يتطلب وجود أشخاص يزيد عددهم عن الاثنين لتشكيل عصابة، ومن ارتكبوا جريمة فتى الزرقاء عددهم ستة".
وأضافت: "في نفس الوقت فإن المحكمة استندت إلى جناية ثانية هي القيام بأعمال إرهابية لترويع المجتمع باستخدام السلاح، ومن هنا نستقرئ هذه النصوص كجنح حيازة سلاح ناري غير مرخص بحيث اجتمعت عناصر جناية تشكيل عصابة أشرار، مع الإشارة إلى أن عقوبة الإعدام بحق المتهمين لم تصدر على أساس إحداث عاهة دائمة لفتى الزرقاء أو هتك العرض أو الخطف، بل بسبب جناية تشكيل عصابة أشرار".
وهل حكم المحكمة قابل للاستئناف، أوضحت المحامية الخياط: "قرارات محكمة أمن الدولة غير خاضعة للاستئناف بل للطعن أمام محكمة التمييز".
"اليوم بدأت حياتي الجديدة... أنا مبسوط"... "فتى الزرقاء" ضحية الاعتداء المسلح بعد الحكم بإعدام المعتدين عليه
وعقب حدوث جريمة فتى الزرقاء، تناول رصيف22 في تقرير سابق "ثقافة الثأر" في المجتمع الأردني، لا سيّما أن هذه الجريمة كانت بدافع الثأر من والد الفتى بسبب خلافات سابقة بين المتهمين وبينه، أفضت إلى سجنه.
وقتذاك، استبعدت المحامية الخياط في حديثها إلى رصيف22 توصيف جريمة الزرقاء بأنها "جريمة ثأر"، وقالت: "عندما نقرأ جريمة الزرقاء ونلتفت إلى زاوية ادعاءات مرتكبي الجريمة بأنها لغايات الثأر، يجب أن نسأل هل فعلاً معطيات الجريمة هي للثأر أم لغايات إشاعة الخوف في نفوس آخرين يعيشون في المحافظة، وكانت تمارس عليهم سياسات الاستقواء وفرض الأتاوات من قبل الأشخاص الذين ارتبكوا الجريمة؟".
وأضافت: "الثأر ما زال موجوداً في الأردن، لكن لم يعد ظاهرة كما كان في السابق. في بعض الحالات ما زال حاضراً. أميل إلى أن جريمة الزرقاء هدفها هو ما يسمى بإعادة الهيبة للمجموعة التي ارتكبت الجريمة، وكأن لسان حال أفرادها يقول: نحن ما زلنا قادرين على التحكم بكم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع