شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
المخرجة الفلسطينية مي مصري والمقاومة بالسينما

المخرجة الفلسطينية مي مصري والمقاومة بالسينما

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 16 مارس 202101:19 م

يأتي هذا المقال  ضمن مبادرة تعاون تجمع رصيف22 بـ"عفكرة". يقوم رصيف22 من خلالها بتغطية نشاطات "عفكرة" الثقافية في صفحتنا الثقافية. أقام "عفكرة" لقاء مع المخرجة الفلسطينية مي مصري، ضمن سلسلة "حوارات" التي يقيمها مؤسس "عفكرة" مايكي مهنا مع شخصيات ثقافية بارزة من خلال منصّة زووم.

المقالة من إعداد نورا أبو حمزة  وروبي حاجي نايف بإشراف سامية التل من فريق تحرير رصيف22. 

مي مصري، سينمائية فلسطينية درست الإخراج والتصوير في جامعة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، وأخرجت مجموعة أفلام حازت على أكثر من 60 جائزة دولية.

عُرفت السينمائية الفلسطينية مي مصري بأفلامها التي ركّزت على النساء والأطفال في فلسطين ولبنان، ووثقت ذاكرة الانسان والمكان بأسلوب إنساني عفوي

عُرفت مصري بأفلامها التي ركّزت على النساء والأطفال في فلسطين ولبنان، ووثقت ذاكرة الانسان والمكان بأسلوب إنساني عفوي.

في لقائها، فصّلت مصري الحديث عن ثلاثة من أفلامها: "أطفال جبل النار"، "أطفال شاتيلا" و"أحلام المنفى"، كما تحدثت عن فيلم رابع لها لقي نجاحاً عالمياً وهو "3000 ليلة".

مرحلة البدايات

ولدت مي مصري في الأردن وعاشت طفولتها في بيروت. في عام 1975، ومع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، سافرت إلى الولايات المتحدة لزيارة شقيقها، وهناك بالصدفة، تسجّلت في صف للسينما ووقعت في حب هذا المجال.

سُئلت مصري عن الأفلام التي ألهمتها في بداياتها وكانت لها تأثير كبير على مشوارها السينمائي، فذكرت: فيلم "الأرض" ليوسف شاهين، الأفلام الواقعية الإيطالية، سينما أمريكا اللاتينية، والسينما الواقعية الإسبانية، الكوبية والبرازيلية، فلطالما استهوت الأفلام التي تحمل رسائل قوية مي مصري.

وبالعودة إلى بدايات مشوارها في مجال السينما، ذكرت مصري أن أوّل الأفلام التي أخرجتها كان فيلم "تحت الأنقاض"، الذي عملت عليه بالتعاون مع زوجها جان شمعون، بين عاميْ 1981 و1982، أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان. وهو فيلم ركّزت فيه على مآسي الحرب، الدمار، ثقافة التصدي والمقاومة.

فيلم أطفال جبل النار

فيلم "أطفال جبل النار" من الأفلام التي أخرجتها مي مصري ولقيت نجاحاً كبيراً. في هذا الفيلم تعود مي مصري مع الكاميرا إلى مدينتها المحتلّة، نابلس، بعد 15 عاماً من الغياب، لتخترق حالة الحصار ومنع التجوّل في المدينة، وتروي حكاية انتفاضة أطفال فلسطين في أوج صعودها. يحكي الفيلم تجربة أطفال الانتفاضة الأولى، ويصوّر حكاياتهم ومعاناتهم وأملهم في مستقبل أفضل.

وهو فيلم صوِّر بالسرّ، كما أخبرت مصري: "كنا نختبئ ونصوّر في الخفاء، من فتحات النوافذ والجدران، والجيش الإسرائيلي يقتل الناس".

ساعد هذا الفيلم مي مصري على التعرف على فلسطين جديدة في وقت حاسم للغاية، ليصبح هذا الفيلم، بالنسبة لها، نموذجاً لصناعة الأفلام تحت الحصار.

أطفال شاتيلا

بعد خمسين عاماً على نفي أجدادهم من فلسطين، يحاول أطفال مخيم شاتيلا التصالح مع فكرة نشأتهم في مخيم للاجئين. تروي مي مصري، من خلال هذا الفيلم قصتيْ فرح (11 عاماً) وعيسى (12 عاماً)، وهما طفلان فلسطينيان قررا أن يعيشا في عالمهما الخيالي الخاص، وتمكّنا من خلال اللعب والحلم والخيال من التغلب على قسوة الحياة في المخيّم.

سلّمت مصري الكاميرا في هذا الفيلم لفرح وعيسى، وأرادت تصوير الحياة من خلال عيون الأطفال، والسماح لهم بتصوير واقعهم بمفردهم، وسرد قصصهم بطريقتهم الخاصة.

تخلّل الفيلم الكثير من اللحظات المؤثرة التي ذكرت منها مصري، لقاءً أجراه بطلا الفيلم مع رجل كبير في السن، قال لهما: "أوعدوني إنكم ما تنسوا فلسطين أبداً!"

تخلّل فيلم "أطفال شاتيلا" لمي مصري الكثير من اللحظات المؤثرة التي ذكرت منها، لقاءً أجراه بطلا الفيلم مع رجل كبير في السن، قال لهما: "أوعدوني إنكم ما تنسوا فلسطين أبداً!"

فيلم أحلام المنفى

أبرزَ "أحلام المنفى" مشكلة كل فلسطيني لاجئ في العالم، من خلال أطفال مخيم "شاتيلا" في بيروت، ومخيم "الدهيشة" في الأراضي المحتلة. القصة نفسها تتكرر في كلا المكانين، سجن شبّهه الأطفال بقفص العصفور، وقاربوه بخيالهم وأحلامهم، وتمنوا أن يتحوّلوا إلى فراشات أو عصافير ليتخطّوا كل الحدود والحواجز، ويصلوا إلى فلسطين.

وثّقت كاميرا مي مصري الحياة اليومية لهؤلاء الأطفال، وأطلت من خلال هذا الفيلم على عيشهم البائس وعلى أملهم في العودة إلى أرض الوطن.

النقطة البارزة في الفيلم، كانت تصوير اللقاء الحميم، الذي حدث للمرة الأولى بعد تحرير الجنوب، بين أطفال الدهيشة وأطفال شاتيلا الذين تلاقوا على الحدود الفلسطينية–اللبنانية، بعد مراسلات عديدة بينهم أتاحها البريد والإنترنت.

فيلم 3000 ليلة

"3000 ليلة" هو آخر أعمال مي مصري التي اختارت تسليط الضوء عليها في هذا اللقاء. "3000 ليلة" فيلم يروي قصّة مُدرّسة فلسطينية شابة أنجبت ابنها في سجن إسرائيلي. تقع بطلة الفيلم "ليال" ضحية للاعتقال، بعد أن لفّقت لها قوات الاحتلال الإسرائيلي تهمة لم ترتكبها. تلد ليال ابنها في السجن، وتحارب من أجل حمايته وإبقائه على قيد الحياة.

أرادت مصري من خلال هذا الفيلم التركيز على معاناة الأسيرات الفلسطينيات التي ألهمتها قصصهن الحقيقية في كتابة هذا الفيلم وإخراجه.

"3000 ليلة" فيلم لمي مصري يروي قصّة مُدرّسة فلسطينية شابة أنجبت ابنها في سجن إسرائيلي، أرادت مصري من خلاله التركيز على معاناة الأسيرات الفلسطينيات التي ألهمتها قصصهن الحقيقية في كتابة هذا الفيلم وإخراجه

جديد مي مصري

وبعد الحديث عن أفلامها الأربعة، شاركت مي مصري في نهاية لقائها مع ميكي مهنا، مؤسس "عفكرة"، الأشياء التي تعمل عليها حالياً. فهي منشغلة بمشاهدة عدد كبير من الأفلام، كونها عضوة في أكاديمية الأوسكار.

وعن مشاريعها وخططها المستقبلية، أفصحت مصري أنّها تحضّر لعملين قادمين، أوّلهما فيلم روائي تنوي تصويره في نابلس، وثانيهما فيلم وثائقي عن الثورة اللبنانية، وقصص أربع فنانات شابات.

يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمنصة للإطلاع على النشاطات الثقافية القادمة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image