شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
بعد عقود من الحظر… سيسمح للمسيحيين في ماليزيا باستخدام كلمة

بعد عقود من الحظر… سيسمح للمسيحيين في ماليزيا باستخدام كلمة "الله"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 11 مارس 202109:06 م

في قرار يسدل الستار على قضية خلافية تتصل بالحرية الدينية في ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، قضت محكمة ماليزية، الأربعاء 10 آذار/ مارس، بجواز استخدام غير المسلمين كلمة "الله" للإشارة إلى الإله.

كان لافتاً أنه على إثر القرار الذي أعقب عقود من الإجراءات القانونية، عبّر حزبان سياسيان في البلاد عن قلقهما على الفور ثم حثا الحكومة، الخميس 11 آذار/ مارس، على الطعن في الحكم.

أما الحكم الصادر عن المحكمة الماليزية العليا، فاعتبر أن الحظر الحكومي الذي سُنّ قبل 35 عاماً على استخدام كلمة "الله" وثلاث كلمات عربية أخرى في المطبوعات المسيحية "أمر غير دستوري"، وفق محامي الادعاء في القضية، آنو كزافييه.

بعد حظر حكومي لنحو أربعة عقود… المحكمة الماليزية العليا تعتبر منع المسيحيين من استخدام كلمة "الله" غير معقول، وتسمح لهم باستعمالها.

علام الخلاف؟

وفي الماضي، وقعت توترات وعنف في البلد الذي يدين ثلثا مواطنيه بالإسلام، بسبب استعمال المسيحيين كلمة "الله" العربية التي أُدخلت إلى لغة الملايو السائدة في البلاد. طالما اعتبر المسلمون في ماليزيا أن الكلمة خاصة بهم وتشير إلى ربهم.

ويشكل المسيحيون 10% من جملة سكان ماليزيا البالغ عددهم 32 مليون نسمة. ويتعبد غالبية المسيحيين في ماليزيا باللغتين الإنكليزية أو التاميلية أو باللهجات الصينية المختلفة، وهم يشيرون إلى الله بهذه اللغات. لكن المسيحيين الذين يتحدثون باللغة الأصلية الماليزية - الملايو- ليس لديهم كلمة أخرى تشير إلى الإله سوى الله.

متخذةً موقفاً فريداً لم يتكرر في أي بلد ذي أغلبية مسلمة آخر به جالية مسيحية كبيرة، قالت الحكومة الماليزية عام 1986 إن اللفظة - الله- ينبغي أن تقتصر على المسلمين حصراً لتفادي الارتباك الذي قد يؤدي بهم إلى التحول إلى ديانات أخرى.

لكن زعماء مسيحيين في ماليزيا اعترضوا على الحظر قائلين إنه غير معقول خاصةً وأن المسيحيين الذين يتحدثون لغة الملايو استخدموا كلمة "الله" منذ فترة طويلة في أناجيلهم وصلواتهم وترانيمهم.

وأصرت مواطنة مسيحية على اللجوء للقضاء لإلغاء الحظر. وعام 2008، صادرت السلطات الماليزية أقراصاً مدمجة بلغة الملايو من جيل إيرلاند لورانس بيل، في أحد المطارات لدى عودتها من الخارج.

ولم يثنِ بيل عن المضي قدماً تأييد المحكمة الفيدرالية في البلاد الحظر الحكومي في عام 2014، في معرض حكمها بشأن طعن قانوني من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، عقب استخدام الأخيرة كلمة "الله" في نشرة لها بلغة الملايو.

حكم يرسخ حرية العقيدة

وعقب أكثر من عقد على رفع دعواها، أقرت المحكمة العليا بحق بيل في عدم التعرض للتمييز على أساس عقيدتها. كما أشارت إلى أن "حرية اعتناق وممارسة الدين يجب أن تشمل الحق في امتلاك المواد الدينية".

وعقّب محاميها، كزافييه: "قالت المحكمة الآن إن كلمة الله يمكن أن يستخدمها جميع الماليزيين… قرار اليوم يرسخ الحرية الأساسية للحقوق الدينية لغير المسلمين في ماليزيا" المنصوص عليها في الدستور.

في الماضي، وقعت توترات وعنف، بسبب استعمال المسيحيين كلمة "الله" الدخيلة من العربية، ويعتبرها المسلمون هناك خاصة بهم وتشير حصراً إلى ربهم

مخاوف من عنف

عقب الحكم، أعربت المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة والحزب الإسلامي المحافظ في بيان مشترك عن قلقهما إزاء الحكم وطالبا الحكومة بالاستئناف ضده.

ونقلت صحيفة "ستار" المحلية عن المستشار الحكومي، شمس بلحسن، أنه يمكن استخدام الكلمات الأربع في المواد المسيحية استناداً للحكم، طالما أنه ينص بوضوح على أنها تخصص للمسيحيين فقط مع إبراز الصليب فيها.

وهناك مخاوف من تجدد العنف إثر القرار. في إطار قضية منفصلة قبل سنوات، قضت محكمة ماليزية لصالح صحيفة "ذا هيرالد" الكاثوليكية المحلية ضد الحكومة التي منعتها من استخدام "الله" في نسختها بلغة الملايو لوصف الإله عند المسيحيين.

أعقبت الحكم الصادر عام 2009، موجة من التوترات الدينية بين المسلمين والمسيحيين؛ تعرضت عشرات الكنائس وبعض المساجد للهجوم والحرق. لاحقاً، عام 2013، ألغت محكمة الاستئناف القرار وأعادت الحظر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image