شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
"الإسلام ليس ديناً"... جدلٌ يُثيره رئيس أساقفة اليونان

"الإسلام ليس ديناً"... جدلٌ يُثيره رئيس أساقفة اليونان

"الإسلام ليس ديناً"... جدلٌ يُثيره رئيس أساقفة اليونان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 19 يناير 202112:31 م

"إن الإسلام ليس ديناً، والمسلمون يقفون دائماً مع الحرب".

هذا ما قاله رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة ورئيس أساقفة أثينا البطريرك إيرونيموس في حديثٍ له عن حرب الاستقلال اليونانية على قناة "open tv" يوم 17 كانون الثاني/يناير مثيراً جدلاً واسعاً. 

وأضاف: "الإسلام حزب سياسي، وطموح سياسي، وليس ديناً"، كما اعتبر أن المسلمين "أناس حرب، وأناس توسعيون"، متابعاً: "هذه خصوصية الإسلام، وتعاليم محمد تدعو لهذا".

والانتقادات التي طالت هذه التصريحات، وعلى رأسها الانتقادات التركية، دفعت كنيسته لاحقاً لـ"توضيح" ما قصد، إذ قال المتحدث باسم رئيس أساقفة اليونان إن المقصود بالتصريحات "هو تحريف الإسلام من المتطرفين"، مؤكداً احترام الكنيسة اليونانية لكل الأديان.

وجاء في بيانه أن "رئيس الأساقفة وجميع مطارنة كنيسة اليونان يحترمون جميع الأديان المعروفة، ويعاملون جميع المؤمنين بالحب والتضامن المسيحي"، وأن "كل ما قاله رئيس الأساقفة عن الإسلام، في سياق مقابلته التلفزيونية الأخيرة حول مساهمة كنيستنا في ثورة 1821، لم يكن يقصد شيئاً أكثر من تحريف الدين الإسلامي من الأصوليين المتطرفين، الذين يزرعون الإرهاب والموت في جميع أنحاء العالم"، حسب قوله.

وأشار إلى أن "هؤلاء هم بالضبط الأشخاص الذين كان رئيس الأساقفة يشير إليهم، أناس يستغلون الإسلام، ويحولونه إلى سلاح مميت ضد كل من لهم رأي مختلف عنهم".

"الإسلام حزب سياسي، وطموح سياسي، وليس ديناً، والمسلمون أناس حرب. هذه خصوصية الإسلام، وتعاليم محمد تدعو لهذا"... تصريح لرئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة ورئيس أساقفة أثينا البطريرك إيرونيموس

"تصريحات استفزازية"

وكانت وزارة الخارجية التركية قد ردّت على تصريحات إيرونيموس، مشيرةً إلى أنه ينبغي لرجال الدين "العمل لخدمة السلام بدلاً من زرع بذور الفتنة".

وقالت في بيان "من المؤسف التطاول على ديننا المقدس، في الوقت الذي ينبغي فيه للجميع السعي لتعزيز بيئة الاحترام المتبادل والتسامح خلال الوباء الذي يمر به العالم كله".

واعتبرت أن الخروج بمثل هذه التصريحات في وقت تتم الاستعدادات الأولية للمحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان، تمثل خطوة مؤسفة نحو تقويض عملية المباحثات.

وتابعت أن "هذه التصريحات الاستفزازية لرئيس الأساقفة، التي تحرض المجتمع على العداء والعنف ضد الإسلام، تظهر أيضاً المستوى المخيف الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا"، واصفةً تصريحاته بـ"الخبيثة" بقولها إن "الأسباب الكامنة وراء تزايد العنصرية وكراهية الإسلام والأجانب في أوروبا، هي في الأساس مثل هذه الأفكار الخبيثة".

وعلّق وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو: "لقد رأينا الإسلاموفوبيا بين الناس والسياسيين لكن لأول مرة نرى رجل دين لديه مثل هذا الخطاب".

وندد قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش بالتصريحات واصفاً إياها بـ"الافتراء".

عام 2016، اعترض على إنشاء مسجد في أثينا، متسائلاً: "لمن سننشئ المسجد؟ وما الذي سيفعله الناس؟ وهل سيكون المسجد للعبادة أم مدرسة للجهادية والأصولية؟ ومن سيراقب هذه الأمور؟"

وكان رئيس أساقفة أثينا قد أدلى بتصريحات مشابهة في السابق، إذ انتقد قرار تركيا تحويل آيا صوفيا مسجداً واصفاً الأمر بـ"العمل غير المقدس لتنديس الكاتدرائية السابقة"، ودقّت كنائس اليونان أجراسها آنذاك ونكّست أعلامها احتجاجاً على ذلك.

وعام 2016، اعترض رئيس أساقفة أثينا على إنشاء مسجد في أثينا، قائلاً إن المسجد "قد يصبح مدرسة للجهادية والأصولية". وتساءل آنذاك: "لمن سننشئ المسجد؟ وما الذي سيفعله الناس؟ وهل سيكون المسجد للعبادة أم مدرسة للجهادية والأصولية؟ ومن سيراقب هذه الأمور؟". 

وكان قد أعرب عن قلقه إزاء أزمة اللاجئين التي تعانيها اليونان، معتبراً أن بلاده "تتجه للخروج من اليونانية والمسيحية". 

وكانت منظمات إسلامية في اليونان قد أدانت "استهداف رئيس الأساقفة في البلاد إيرونيموس للإسلام والمسلمين"، وأدانت الهيئة الاستشارية للأقلية المسلمة في تراقيا الغربية إيرونيموس، داعيةً إياه إلى استبدال اللهجة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image