شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"لا تأتي على شكل أقراص ودون آثار جانبية"... أدوية "سحرية" تطيل العمر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 5 مارس 202106:00 م

في أيامنا هذه، من الملاحظ أن غالبية الناس باتوا يعانون بشكل كبير من الإجهاد، الحرمان من النوم، بالإضافة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، بسبب العادات الخاطئة ونمط الحياة الصاخب والمليء بالضغوط النفسية والجسدية.

ولكن على ما يبدو أن هناك علاجات "سحرية" و"أدوية" من نوع آخر، يمكن وصفها مجّاناً لجميع الأفراد، ونتحدث هنا عن "طب نمط الحياة"، وهو التطبيق السريري للسلوكيات الصحية، بغية درء العديد من المشاكل الطبية، مثل أمراض القلب، السرطان، السكتة الدماغية والسكري.

وبالرغم من أن هذه "الأدوية" لا تأتي على شكل أقراص، ولكنها تضمن الحصول على عمر طويل وحياة صحية.

فما هي أنماط الحياة الستة التي يجب على كل شخص منّا اتباعها في مثل هذه الأيام الصعبة؟

أغذية نباتية غير مصنّعة Whole-foods, Plant-based Diet

لطالما ارتبط النظام الغذائي الذي يحتوي على الفاكهة، الخضار والحبوب الكاملة، مقابل الحدّ من استهلاك المنتجات الحيوانية والأطعمة المصنّعة، بالوقاية من العديد من الأمراض.

وقد ساهمت الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الأغذية النباتية غير المصنعة، في تحسين الصحة ودرء العديد من الأمراض، من بينها أمراض القلب والأوعية الدموية، الأيض وأمراض المناعة الذاتية، بالإضافة إلى الحدّ من الإصابة ببعض أنواع السرطان، على غرار سرطان الجهاز الهضمي وسرطان القولون والمستقيم.

هناك علاجات "سحرية" و"أدوية" من نوع آخر، يمكن وصفها مجّاناً لجميع الأفراد، ونتحدث هنا عن "طب نمط الحياة"، وهو التطبيق السريري للسلوكيات الصحية، بغية درء العديد من المشاكل الطبية، مثل أمراض القلب، السرطان، السكتة الدماغية والسكري

وعليه، يمكن اعتبار النظام الغذائي الذي يعتمد على الأغذية النباتية غير المصنّعة أسلوباً للحياة وليس فقط نظاماً للحمية الغذائية وأنقاص الوزن الزائد.

من هنا يجب على الأبحاث المستقبلية أن تتضمّن تجارب أكبر أو طرق بحث جديدة، مع التركيز على جودة النظام الغذائي.

قد يشمل ذلك المزيد من البيانات حول تركيبة المغذيات الدقيقة ومصادر البروتين للنباتات مقابل الأطعمة الحيوانية، وليس فقط نسبة الدهون والكربوهيدرات والبروتين.

هذا ويجب أن تشمل مثل هذه التجارب الأطفال، بحيث تبيّن أن العديد من الاضطرابات تبدأ في وقت مبكر، في الرضاعة مثلاً أو حتى في الرحم.

النشاط البدني المنتظم

لعقود من الزمن، أكدت العديد من الأبحاث أن النشاط البدني الهوائي اليومي، المعتدل إلى القوي، له فوائد صحية فورية وطويلة الأجل.

على سبيل المثال، يتم تحديد معدل تقدّمنا في العمر، أي العمر الزمني مقابل العمر البيولوجي، من خلال عمليات جزيئية متعددة تتأثر بشكل مباشر بالنشاط البدني.

ومن أجل تحسين اللياقة القلبية التنفسية وقوة العضلات، والحدّ من خطر الإصابة بالأمراض الجسدية وحتى النفسية، أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة ممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني الهوائي المعتدل الشدة وتوزيعها على مدار الأسبوع، أو القيام بـ 75 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المرتفع الشدة وتوزيعها على مدار الأسبوع، أو المزج ما بين النشاط البدني المعتدل الشدة والمرتفع الشدة.

النوم

يساعد النوم الخلايا والأعضاء والجسم بأكمله على العمل بشكل أفضل.

إن النوم المنتظم والذي يستمرّ لمدة سبع ساعات في الليلة للبالغين/ات، ومن 8 إلى 10 ساعات للمراهقين/ات، و10 ساعات أو أكثر للأطفال، هو أمر ضروري لصحة جيدة.

هناك أدلة على أن النوم عالي الجودة يمكن أن يقلّل الالتهابات، الضعف المناعي والإجهاد التأكسدي، إذ كشفت إحدى الدراسات وجود علاقة متبادلة بين اضطرابات النوم وزيادة المواد المؤكسدة في الخلية وما تسببه من أمراض، مثل السرطان، السكري وتصلب الشرايين.

هذا ويمكن للحرمان من النوم أن يقلّل أيضاً من قدرة الحمض النووي على إصلاح نفسه، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض وراثية.

إدارة الإجهاد

على الرغم من أن بعض التوتر مفيد في الحياة، بالأخص لناحية تعزيز استجابة الكرّ والفرّ وتقوية جهاز المناعة، إلا أن الإجهاد المطوّل أو الشديد يمكن أن يُربك الدماغ والجسم على حدّ سواء.

يزيد الإجهاد المزمن من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أمراض القولون العصبي، الاكتئاب، الربو، التهاب المفاصل، أمراض المناعة الذاتية، أمراض السرطان، السكري والاضطرابات العصبية.

وعليه، واحدة من أقوى الآليات لتقليل التوتر وتعزيز المرونة هي من خلال إثارة استجابة الاسترخاء، باستخدام علاجات مفيدة للعقل والجسم، كالعلاج السلوكي المعرفي.

الحدّ من الإدمان والقضاء عليه

غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالإدمان من مشكلة نفسية وصحية عديدة، بما في ذلك أمراض الرئة، القلب، السكتة الدماغية أو السرطان.

يمكن أن تظهر فحوصات التصوير والأشعة السينية على الصدر واختبارات الدم الآثار الضارة لتعاطي المخدرات على المدى الطويل في جميع أنحاء الجسم.

وفي هذا الصدد، ينكبّ الأطباء والباحثون أكثر فأكثر على فهم علم وظائف الأعضاء وعلم النفس وراء الإدمان.

ومع ذلك، فإن استمرار وصمة العار والوصول المفكك أو الغائب إلى الخدمات لا يزال يمثل تحدياً.

يحتاج الأطباء والعلماء إلى استكشاف كيفية التنبؤ بمن هم أكثر عرضة للإدمان وإيجاد طرق للوقاية منه. يجب إعطاء الأولوية للعلاج الذي يتضمّن رعاية متكاملة تركز على جميع احتياجات المريض.

علم النفس الإيجابي والتواصل الاجتماعي

إن الحفاظ على عقلية إيجابية، من خلال ممارسة الامتنان مثلاً، له تأثير كبير على الرفاهية النفسية والذاتية، والتي ترتبط بدورها بفوائد الصحة البدنية.

في المقابل، فإن العزلة الاجتماعية، امتلاك شبكة اجتماعية صغيرة، المشاركة في عدد قليل من الأنشطة الاجتماعية والشعور بالوحدة، كلها أمور ترتبط بزيادة معدل الوفيات، زيادة الإصابة بالأمراض، انخفاض وظائف الجهاز المناعي، الاكتئاب والتدهور المعرفي.

قد يواجه العديد من الأشخاص تحديات ومغريات تمنعهم من تبني العادات الصحية، ولكن تطبيق هذه الطرق في العيش يعدّ أمراً مهماً، لأن أنماط الحياة غير الصحية تتسبب في تفشّي الأمراض المزمنة التي يمكن الوقاية منها قبل "فوات الأوان"

تجدر الإشارة إلى أن السلوكيات وأنماط الحياة غير الصحية تؤدي إلى حلقة مفرغة من المشاكل الصحية، على رأسها الإصابة بالالتهابات وضعف الجهاز المناعي، ففي حين أن الالتهاب هو طريقة صحية وطبيعية لمحاربة الجسم للعدوى، فإن الالتهاب المفرط يعزّز أو يؤدي إلى تفاقم الأمراض التي سبق وتحدثنا عنها.

في الختام، قد يواجه العديد من الأشخاص تحديات ومغريات تمنعهم من تبني العادات الصحية، ولكن تطبيق هذه الطرق في العيش يعدّ أمراً مهماً، لأن أنماط الحياة غير الصحية تتسبب في تفشّي الأمراض المزمنة التي يمكن الوقاية منها قبل "فوات الأوان".

من هنا يجب على كل شخص أن يصف لنفسه هذه "الأدوية" الستة لضمان حياة أطول وأفضل.

ففي نهاية المطاف تبقى هذه العلاجات مجانية، وقد تعمل بشكل أفضل من الأدوية، بخاصة وأنه ليس لها أية آثار جانبية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image