شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
بعد عقد على الثورة... إعلاميون ليبيون يسعون لبناء السلام ونبذ العنف

بعد عقد على الثورة... إعلاميون ليبيون يسعون لبناء السلام ونبذ العنف

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 17 فبراير 202102:14 م

بالتوازي مع مشهد ميداني متسارع وعنيف عاشته ليبيا منذ اندلاع الثورة في السابع عشر من شباط/فبراير 2011، لم يكن المشهد الإعلامي أقلّ صخباً، كما يصفه لنا العديد من العاملين فيه ومتابعيه، إذ ليس بالإمكان فصل وضع الإعلام عن الأحوال العامة في البلاد.

من الإطاحة بمعمر القذافي، إلى استلام المجلس الوطني الانتقالي إدارة شؤون البلاد، ومن ثم تسليم السلطة للمؤتمر الوطني العام، وبعدها الانقسام السياسي والميداني الحاد، بعد اتفاق الصخيرات نهاية عام 2015 وما رافقه من نزاع مسلح وفوضى سياسية وعنف، وصولاً إلى محطة جنيف الأخيرة والتسوية السياسية التي تفتح باب الأمل لليبيين بتحقيق الاستقرار، لعبت وسائل الإعلام العامة والخاصة، القديمة منها والناشئة حديثاً، أدواراً مختلفة.

بعضها حرّض بشكل مباشر أو غير مباشر على الانقسام والعنف وحتى الكراهية، وأخرى حاولت أن تأخذ موقفاً أقل حدة واستقطاباً وربما أكثر توازناً، وثالثة سعت بشكل واضح لخلق زاوية جديدة، يكون لخطاب السلام واللاعنف والوحدة مساحة واسعة فيها.


مشهد إعلامي "قاتم"

بعد عقود طويلة من القبضة المحكمة لنظام معمر القذافي على قطاع الإعلام، الذي كان يوصف قبل العام 2011، بأنه مغلق للغاية ومجرد أداة دعاية بيد النظام الحاكم المسيطر على كافة مؤسسات الإعلام، جاءت ثورة 17 شباط/فبراير لتغير بهذه المعادلة بشكل صاخب وغير منظم. ونظراً لأهمية الإعلام كواحدة من أدوات الحرب، سعت الأطراف المتنازعة على اختلافها لتوظيفه بما يخدم مصالحها.

خلال سنوات النزاع لعبت وسائل الإعلام الليبية العامة والخاصة، القديمة منها والناشئة حديثاً، أدواراً مختلفة.

في بداية الثورة، عمل القذافي على ضمان استمرار ولاء وسائل الإعلام له، واستخدامها لكسب معركة الحفاظ على السلطة، فكانت اللعبة متركزة على المصطلحات المستخدمة لتوصيف الحراك، إلى جانب شنّ حملات إعلامية ضد الثوار.

ومع سقوطه، جرت محاولات متعاقبة لإعادة تنظيم القطاع وتفعيل دوره، لكنها لم تكن بالمهمة السهلة على الإطلاق. تم تفكيك بعض المؤسسات وإعادة هيكلة مؤسسات أخرى، وأُنشئت صحف ووسائل جديدة، لكن دون معايير واضحة أو تنظيم كافٍ لإدارة محتواها، واستولت جهات مدنية وعسكرية وحزبية مختلفة على عدد من وسائل الإعلام المحلية، لتصبح ناطقة باسمها ولتوجهها وفق مصالحها، كما احتلت مواقع التواصل الاجتماعي، سواء المستقلة أو التابعة لجهات إعلامية، مساحة واسعة من المشهد.

هذا المشهد المتعثر انعكس دون شك على أداء وسائل الإعلام على اختلافها، والتي بات عدد منها يوصف بأنه منبر أساسي للتحريض على النزاع وبثّ خطاب التفرقة. إضافة إلى ذلك، بات العمل الإعلامي في البلاد محفوفاً بالمخاطر، مع تزايد الانتهاكات المرتكبة من قتل وخطف صحافيين، وتراجع الحريات الإعلامية، ومغادرة عشرات الصحافيين البلاد، وتفضيل بعض المحطات البثّ من الخارج هرباً من القيود الخانقة.

كما يبدو خطاب الكراهية والتحريض، الذي تنخرط العديد من وسائل الإعلام الليبية فيه، على رأس هموم وأولويات الصحافيين الليبيين اليوم. في تقارير يصدرها المركز الليبي لحرية الصحافة، يمكن رصد عشرات "الإخلالات" في المحتوى الإعلامي المقدم على محطات تلفزة مختلفة، تصفها التقارير بأنها "من أطراف الصراع"، وتتضمن الإخلالات "التنميط، الوصم، التحريض، السب والشتم، التمييز على أساس انتماء معين، الدعوة للقتل، التكفير، الدعوة للعنف والاتهامات دون أدلة"، والنسبة الأكبر لظهورها هي ضمن النشرات الإخبارية وبرامج الحوارات السياسية.

وفي تصريحات صحافية لرئيس المركز محمد الناجم في شهر حزيران/يونيو الفائت، يبين أن "وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية تعيش على وقع فوضى واسعة النطاق، في ظل تحكم أطراف سياسية وقبلية في امتلاك وإدارة هذه الوسائل، وتوجيهها لضرب السلم المجتمعي، التحريض على العنف أو الدعوة للانتقام، ما أحدث شرخاً اجتماعياً واسعاً وانقساماً في الشارع الليبي. والإخلالات المهنية، كخطاب التحريض والكراهية والتغطية التلفزيونية للنزاعات المسلحة وقضايا الإرهاب، هي مشاكل رئيسية تمثل تحدياً أمام تعزيز القيم الصحافية المتصلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان".

المشهد المتعثر انعكس على أداء وسائل الإعلام على اختلافها، والتي بات عدد منها يوصف بأنه منبر أساسي للتحريض على النزاع وبثّ خطاب التفرقة. إضافة لذلك، بات العمل الإعلامي محفوفاً بالمخاطر، مع تزايد الانتهاكات المرتكبة من قتل وخطف صحافيين، وتراجع الحريات الإعلامية

تحدثنا لبعض الصحافيين والمتابعين الليبيين، ولم تختلف آراؤهم كثيراً عما يرصده التقرير. الباحث والناشط عبد الرحمن زايد، يصف الاستقطاب في الإعلام الليبي "بالحاد". يقول لرصيف22 عبر واتساب: "الإعلام الليبي إما داعم مباشر لأحد أطراف النزاع، أو داعم غير مباشر، حين يذكر انتهاكات طرف معين ويتغاضى عن انتهاكات الطرف الآخر". ويضرب مثالاً عن الإعلام الرسمي المتمثل بقناة ليبيا، تحت إدارة حكومة الوفاق الوطني، حين كان يتجنب الحديث عن جرائم الحرب المرتكبة من كتائب حفتر في المرحلة الانتقالية التي كانت بين حكومة الوفاق وحكومة برلمان طبرق، وانعكس الخطاب بعد انقلاب حفتر على الحكومة في نيسان/أبريل 2019.

"حتى الآن لم أر مؤسسة إعلامية حيادية ذكرت الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب لكل أطراف النزاع في ليبيا بموضوعية"، يضيف زايد.

بدوره يصف الصحافي والمصور مالك المغربي، وهو يعمل استشارياً مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، الإعلام في ليبيا بأنه "غريب وغير متزن"، ويضيف في حديث لرصيف22 عبر واتساب: "مع كل أسف، يمكن أن نصنف الإعلام الليبي عموماً على أنه أداة حرب وليس أداة للسلام".


مبادرات "الحالمين"

"نحن اليوم أشبه بالحالمين"، تقول لرصيف22 الصحافية ليبيا إدريس عبر سكايب، مع ابتسامة خفيفة. ليبيا هي مديرة تحرير منصة "الكل"، التي انطلقت عام 2014 بهدف تدريب الصحافيين الليبيين على أسس الصحافة وخطاب السلام، وتحولت بعد ذلك إلى منبر إعلامي ذي حضور واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يصل عدد متابعي صفحة فيسبوك إلى أكثر من مليون شخص، وأكثر من أربعين ألفاً على إنستغرام، ضمن بلد لا يتجاوز عدد سكانه سبعة ملايين نسمة.

تصنف ليبيا منصة "الكل" ضمن زاوية "الإعلام التنموي الذي يسعى لتقوية النسيج الاجتماعي ودعم التنوع في ليبيا، وهو ثروتنا الحقيقية"، ويتم العمل على ذلك باستراتيجيات تتطور بشكل مستمر، وبفريق من حوالي 40 شخصاً يعيشون في مدن ليبية متعددة وفي تونس، حيث تقيم هي حالياً.


منصة "الكل" الليبية على موقع فيسبوك


"التصدي لخطاب الحرب والكراهية الذي نعاني منه منذ سنوات لا يعني بالضرورة أن ندخل بمواجهة مباشرة. لدينا أساليبنا التي تتضمن الخروج من الإعلام الخبري لتغطية مشهد أوسع، والبحث عن الحكايات التي لا تحظى عادة بالحضور ضمن الإعلام التقليدي"، تشرح الشابة ذات الأعوام الثمانية والعشرين.

من هذه الأساليب، تغطية ما يتعلّق بالفئات والمناطق المهمّشة، والتركيز على قصص التعايش السلمي والحقوق في المجتمع الليبي المتنوع، إضافة إلى المصداقية أثناء التغطية، والاعتماد على أبحاث حول احتياجات الجمهور، ما يبني ثقة تراكمية مع المتابعين، ويعني، على المدى الأبعد، تزايد اهتمام الليبيين بهذا الخطاب الإعلامي المختلف المواكب لتغير المشهد الليبي.

ويستعرض محمد الصابر، وهو شاب عشريني يعمل مع "الكل" منذ عام 2016 كمراسل ثم منتج محتوى، القصص التي ركز عليها من مدينته أوجله: "ابتعدت عن السياسة والنزاع، وغطيت القصص المتعلقة بالتاريخ والموروث والعادات والتقاليد، وكانت مدينتي ذات الطابع التراثي بيئة عمل ملائمة، فاستطعت نشر محتوى بعيد عما يراه الليبيون عادة في وسائل الإعلام التقليدية، ولقي متابعة واهتماماً لافتين". ويضيف الشاب الذي حدثنا عبر سكايب لرصيف22 أن التنوع الكبير الموجود في ليبيا لم يسمح لكثير من سكانها بالتعرف على بعضهم البعض، وهو أمر لا بد لوسائل الإعلام الساعية نحو السلام من التركيز عليه.

وضمن هذه الزاوية التي تحاول رسم مشهد إعلامي جديد باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا الحديث عن منصات مثل هنا ليبيا، الواو، هون ميديا ومشروع المادة 40.

التصدي لخطاب الحرب والكراهية الذي نعاني منه منذ سنوات لا يعني بالضرورة أن ندخل بمواجهة مباشرة. لدينا أساليبنا التي تتضمن الخروج من الإعلام الخبري لتغطية مشهد أوسع، والبحث عن الحكايات التي لا تحظى عادة بالحضور ضمن الإعلام التقليدي

يونس نجم، مدير المنظمة التي أطلقت "مشروع المادة 40" منذ حوالي ثمانية أشهر، تحدث لرصيف22 عبر سكايب، عن أهداف المشروع الذي يصفه بأنه "توعوي تثقيفي سياسي"، ويستخدم مواقع التواصل لتحقيق التماسك الوطني وتقوية النسيج الاجتماعي.

"نعتقد بأن الارتباط بين الشباب وهويتهم ضائع اليوم، والسبب أربعون عاماً من الحكم الذي غيّر الهوية السياسية والثقافية للمجتمع، والتدخلات الخارجية التي نتعرض لها منذ سنوات. نحتاج إذن لتعزيز المواطنة والانتماء واحترام الاختلافات بين الليبيين"، يقول يونس.

الحاجة نبعت، وفق يونس، من الاستقطاب الشديد بين فئات المجتمع الليبي وانتشار خطاب الكراهية الذي جعل البلد على صفيح ساخن، والحل الذي تطرحه "المادة 40"، وفريقها المكون من عشرات الشباب والشابات والشركاء في كل أنحاء ليبيا، يتمثّل بالتركيز على المشتركات بين الليبيين، من خلال رسائل ثقافية وتوعوية تتضمن ملصقات ومواد بصرية ومسموعة ومكتوبة: "من الضروري أن نتفق اليوم على أننا مهما اختلفنا فكرياً، من الضروري ألا يكون خطاب الكراهية بيننا حاداً لهذه الدرجة"، يضيف الشاب الثلاثيني.


مشروع "المادة 40" الليبي على موقع فيسبوك


كلا المشروعين يستهدف الشباب، ويستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كأداة أساسية. الأمر نابع من إيمان القائمين عليهما بأن الشباب هم حامل التغيير في المستقبل، وبأن مواقع التواصل هي السبيل الأفضل للوصول إليهم، فهي وسيلة العصر الإعلامية، وأي مشروع يسعى لبناء السلام وتغيير الخطاب الإعلامي الحالي لا بد أن يمر بها، وإلا سيكون طريقه غير عملي.

تشرح ليبيا أكثر بالقول: "نحن لسنا بموقع يخوّلنا أن نضع إصبعنا بوجه مؤسسة إعلامية معينة ونقول بأنها تحرض على خطاب الكراهية، ولا نملك الوسائل أو الآليات أو الجهد اللازم لمجابهة الحرب الداخلية والانقسام السياسي والمشاكل الاقتصادية. نحن نوفر للمتابعين، خصوصاً الشباب، خطاباً مختلفاً، وننشر حول الأمور التي لا تأخذ حقهاً فعلياً في الإعلام الليبي، ونسلط الضوء على أن قوة الليبيين في تنوعهم، وبذلك نصنف ما نقوم به على أنه تمكين للمتابعين كي يكونوا قادرين على تمييز خطاب الكراهية ومجابهته".


عملنا ليس سهلاً

لا تبدو مهمة "الكل" و"المادة 40" وغيرها من المنصات التي تصنف نفسها بأنها حيادية، سهلة اليوم، ضمن مشهد معقد ويتسم بالعنف، ومع توجه كثير من وسائل الإعلام لتكون "بوق حرب"، كما تصفها ليبيا إدريس.

تقول الشابة إن التحدي الأساسي لفريقها يكمن في كونهم شباباً يسعون لأن يكونوا صادقين ومهنيين، وبمعدات بسيطة تقتصر غالباً على الهاتف المحمول، إضافة للعمل بعيداً عن عائلاتهم، وفي بيئة قد تتسم بالخطر على الأمن الشخصي وحتى على أمن العائلة والأقرباء، في حال التعامل مع قصص قد "تغضب" أحد أطراف النزاع.

الشباب هم حامل التغيير في المستقبل، ومواقع التواصل هي السبيل الأفضل للوصول إليهم.

ويشير يونس نجم إلى صعوبات ناتجة عن البنية التحتية المتهالكة اليوم في ليبيا، فالكهرباء تنقطع ساعات طويلة وخدمة الإنترنت ضعيفة، ويؤثر الأمر على سير العمل والوصول للمتابعين على حد سواء.

ويتحدث محمد الصابر عن التحديات الأمنية وبعض الصعوبات في التعامل مع الجهات الرسمية التي لم تعترف بعد بالشكل الكافي بمنصات الإعلام الجديد، وبالتالي قد يكون الحصول على تصريحات منها صعباً أحياناً.


بذرة سنحصد نتائجها بعد سنوات

"عملنا اليوم تراكمي ولا يمكن أن نقيسه بالورقة والقلم، بل بالأثر الذي نتركه يوماً بعد آخر في نفوس وعقول متابعينا"، تقول ليبيا إدريس، وتتابع أن من أهداف "الكل" رفع الوعي لدى الجمهور وتقوية مناعته ضد خطاب الكراهية ليكون قادراً على بناء رأيه عن دراية ومعرفة، خاصة أولئك غير المهتمين بالشأن العام.

"كأنكم تسعون لتغيير القيم الإخبارية التي اعتدنا دراستها كجزء أساسي من العمل الإعلامي؟"، نسألها، فتجيب: "صحيح. نحن نركز على الصورة الكاملة بدلاً من قيم الصراع والسلبية التي تهتم بها وسائل الإعلام عادة، ونعطي للجانب الاجتماعي ثقله، فهو قادر على تحويل كثير من المفاهيم الخاطئة إلى مصادر قوة للمجتمع الليبي، كما نركز بشكل خاص على الشباب، فهم عانوا خلال حكم القذافي من تهميش وبيئة ضاغطة تجرم الانتماء والهوية. بذلك تتحول 'الكل' تدريجياً إلى مصدر للمعلومة المختلفة التي استغرقت وقتاً أطول لتخرج إلى النور، ونلمس الأثر من خلال ازدياد عدد متابعينا والاهتمام بالقضايا التي نطرحها حتى من السلطات والفاعلين المحليين".

العمل على الوعي وتغيير الناس لأسلوب تعاملهم اليومي وحديثهم وأدبياتهم هو ما نسعى إليه. هي بذرة قد نحصد ثمارها بعد سنوات. خطاب الكراهية لن ينتهي بعام أو عامين، ويحتاج إلغاؤه سنوات من العمل المتدرج والمتمرس

وترى ليبيا أن على المؤسسات الإعلامية تبني سياسات تحريرية مبنية على احتياجات الليبيين، وليس فقط على ما يجري على الأرض من نزاع: "هناك ما هو أبعد من قدسية دور الإعلام بنقل الأخبار العاجلة وما يحصل ضمن حدود الخريطة، ونأمل بأن تنظر كل المؤسسات الإعلامية لنفسها بعين الناقد، لتطور من عملها وتحارب خطاب العنف والكراهية".

"العمل على الوعي وتغيير الناس لأسلوب تعاملهم اليومي وحديثهم وأدبياتهم هو ما نسعى إليه"، يقول يونس نجم، ويصف الأمر بأنه "بذرة قد نحصد ثمارها بعد سنوات. خطاب الكراهية لن ينتهي بعام أو عامين، ويحتاج إلغاؤه سنوات من العمل المتدرج والمتمرس".

ويشدد نجم على الحاجة لوجود وسائل إعلام محايدة دون أي توجه سياسي أو حزبي أو ممول يفرض أجندته الخاصة، دون أن ينكر حق الوسائل التابعة لجهات معينة بالعمل وطرح فكرها ومشروعها السياسي، لكن التوازن بات مطلوباً مع إعلام آخر، يمكن وصفه بأنه "اجتماعي ثقافي تنويري بعيد عن السياسة والجدل".

يلفت محمد الصابر إلى أن ليبيين كثر اليوم ما عادوا راضين عن أداء وسائل الإعلام التقليدية، التي في الغالب مسيسة وتستمر بضخّ ذات المحتوى العنيف والمتعلق بالأوضاع الميدانية والسياسية.

"هي فجوة علينا أن نستغلها لنسرّب محتوى جديداً يوازي على الأقل المحتوى السياسي وما ينتج عنه من تفرقة ونزاع"، يقول، ويضيف أن هنالك ضرورة لأن يكون الإعلام الليبي مستقلاً عن أي توجهات خارجية، ينظر للسلام وتآلف الليبيين من جديد، ويدعم الإعلاميين الشباب، وهم لديهم رغبة كبيرة بتحقيق السلام ونبذ العنف والكراهية.    


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image