شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
حزب إيران المتهم الأول… اغتيال الكاتب والناشط اللبناني لقمان سليم

حزب إيران المتهم الأول… اغتيال الكاتب والناشط اللبناني لقمان سليم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 4 فبراير 202112:03 م

عقب ساعات من إبلاغ أسرته عن فقدان أثره وعدم إجابته على هاتفه، استيقظ اللبنانيون على خبر العثور على جثمان الكاتب والناشط السياسي البارز لقمان سليم، أحد أشد منتقدي حزب الله، وذلك قرب منطقة تفاحتا منطقة الزهراني - قضاء صيدا، بمحافظة الجنوب، في عقر دار الميليشيا المسلحة التابعة لإيران. 


كان سليم قاصداً منزله في العاصمة اللبنانية من نيحا الجنوبية عقب زيارة عائلية إذ أبلغت شقيقته رشا الأمير، الكاتبة اللبنانية، عبر تويتر في ساعات الصباح الأولى: "شقيقي #لقمان_سليم غادر #نيحا الجنوب من 6 ساعات عائداً إلى بيروت وهو لم يعد بعد. هاتفه لا يردّ. لا أثر له في المستشفيات. من يعرف عنه ليتواصل معي مشكوراً".


ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية لم تذكرها العثور على جثمان سليم مع آثار طلقتين في سيارته، بعد قليل من العثور على هاتفه ملقى على جانب الطريق الذي كان يسلكه.

"بلد يحكمه مجرمون وقتلة وفاسدون"... غضب في لبنان ومطالبات بالعدالة للكاتب والناشط #لقمان_سليم الذي عُثر على جثته في سيارته عقب اختفاء أثره لساعات في عقر دار حزب الله الذي كان أحد أشد منتقديه

وشكّل خبر اغتيال سليم الذي طالما انتقد بصوت عالٍ السلاح وتحالف حزب الله مع إيران وأثرهما على تدهور الأوضاع في لبنان، واتُهم على إثر ذلك بـ"العمالة" و"الخيانة" من أنصار الحزب، شكّل الخبر صدمة قوية للبنانيين وفق ما تابعه رصيف22 عبر مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية.


اتهام مباشر لحزب الله

في رثاء سليم، كتب رئيس التحرير المشارك لموقع رصيف22، حسن عبّاس: "رحل الصديق #لقمان_سليم. رحل غيلة. قتله مَن قتل كثراً قبله وسيُقتل كثر بعده. عن صديقته الشريرة: ‘القتيل يعرف قاتله قبل وقوع الجريمة‘".


وفي أول تعليق لها عقب تكشف الجريمة، قالت شقيقته رشا: "هذه الخسارة لكل لبنان والقتل عمل وضيع، ويعطي مثالاً خاطئاً للعالم وأننا نقتل من يخاصمنا بالرأي، والقتل هو لغتهم الوحيدة، والمنطقة التي قتل فيها معروف من المسؤول فيها وتركوا بصمتهم".


فيما نعى الكثير من الإعلاميين والعاملين في الشأن العام سليم "المناضل" الذي اغتاله "سلاح الغدر"، ودانوا "عهد الإجرام والاغتيالات والترهيب والإذلال"، حدد غالبية المعلقين حزب الله كجهة رئيسية متهمة بارتكاب الجريمة.


وذكّر معلقون أن المغدور "كرر عدة مرات على الإعلام أنه تلقى تهديدات بالقتل على خلفية مواقفه حتى أن كتابات تهدده بالقتل وضعت على جدران منزله في ضاحية #بيروت الجنوبية".


لقمان سليم أكد مراراً تعرضه للتهديد بالقتل



وطالبت الصحافية ديانا مقلد بـ"العدالة للقمان سليم"، مضيفةً "نحن بلد يحكمه مجرمون وقتلة وفاسدون. اغتيال الكاتب لقمان سليم جريمة موصوفة ومرتكبها لا يخفي هويته. وكأن بحزب الله يقولها علناً: خوّناه لسنوات عبر إعلامنا وكتبتنا وهددناه، وها نحن قتلناه في عقر دارنا".
"#لقمان_سليم ليس فقط ‘ناشط‘ - هو قائد رأي، وكاتب، ومحلل، وأحد أبرز الأصوات في وجه #حزب_الله، وابن عائلة تمرّست في العمل الحقوقي والسياسي، وأبرز ركائز العاملين على مسألة ذاكرة الحرب اللبنانية والمخفيين قسراً في #لبنان و #سوريا"

وقال الناشط السياسي والاجتماعي اللبناني أحمد ياسين: "أيّ كان قاتل #لقمان_سليم، فقد اختار قاتله الجنوب لقتله، في رسالة أمنية واضحة". وفيما تساءلت الإعلامية نيكول الحاج: "هل هناك من يستنسخ السيناريو العراقي؟ هل دخلنا في نفق اغتيال أصحاب الرأي الحرّ؟"، تحسّرت الإعلامية كريستين حبيب على عودة "موسم قطف الرؤوس وقطع الأيادي المتسلّحة بالقلم".


في حين شدد الصحافي شربل عبود على أن "الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها الأمنية مطالبة بكشف ما حصل مع الأستاذ #لقمان_سليم!"، لافتاً إلى أن "أي تلكؤ أو تأخير تواطؤ مشاركة بالجريمة!".


 أكثر من ناشط ضد الحزب

رغم الألم والغضب، والعلاقة المباشرة المزعومة بالجريمة، لفت العديد من المعلقين إلى أهمية ألا تختزل سيرة المغدور في مجابهة حزب الله. 


ولد سليم في حارة حريك عام 1962. انتقل إلى فرنسا عام 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، قبل أن يعود إلى بيروت عام 1988. عام 1990، أسس "دار الجديد" التي تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى جريء. كانت انطلاقته في السينما عام 2001 عبر تأسيس "أمم برودكشن" للتوثيق والأبحاث، والتي عكفت على تنظيم الفعاليات التي تركز على العنف المدني وذاكرة الحرب.

"اغتياله منبثقٌ من سيرته كناشطٍ يُنظّر ويُحلِّل ويعمل ميدانياً على توثيق وتسجيل ذاكرةٍ، يريدها حيّة دائماً"... لبنانيون متخوفون من استنساخ السيناريو العراقي في بلدهم عقب عودة "موسم قطف الرؤوس وقطع الأيادي المتسلّحة بالقلم" باغتيال #لقمان_سليم

نبّه أيمن مهنا، من مؤسسة سمير قصير، إلى أن "#لقمان_سليم ليس فقط ‘ناشط‘ - هو قائد رأي، وكاتب، ومحلل، وأحد أبرز الأصوات في وجه حزب الله، وابن عائلة تمرّست في العمل الحقوقي والسياسي، وأبرز ركائز العاملين على مسألة ذاكرة الحرب اللبنانية والمخفيين قسراً في #لبنان و #سوريا! أي تبسيط أو تمييع للجريمة هو مساهمة فيها".


وأضاف إليه الصحافي اللبناني نديم جرجورة في منشور عبر فيسبوك: "اختزالُ نضالِ لقمان سليم بكونه مُنصبّاً على مواجهة ‘حزب الله‘ فقط، رغم أهمية المواجهة وطريقتها وأسلوبه فيها، ينتقص من نشاطه الثقافي العام في مقارعة النسيان".


وأشار إلى مؤسسة "أمم" المتخصصة في الأبحاث التي أسسها سليم، مؤكداً أنها "دليلٌ على انخراطه العمليّ في مواجهة النسيان، بتوثيق ذاكرةٍ يُراد لها تغييباً وإقصاءً، ولقمان سليم مكافحٌ عنيد ضد التغييب والإقصاء"، مضيفاً "الحرب الأهلية اللبنانية، وملف المفقودين والمخطوفين المغيّبين قسراً، من أبرز أفعاله العمليّة لمكافحة النسيان".


أبرز جرجورة أيضاً مشاركة المغدور في تحقيق ثلاثة أفلام وثائقية مرتبطة بلبنان وسوريا، "مقاتل" (2004، مع مونيكا بورغمان وهرمان تايسن)، عن مجزرة شاتيلا وصبرا (1982) بألسنة ستة مشاركين فيها؛ و"Sur Place"، عام 2009 مع مونيكا، الذي يُعتبر تتمة للأول؛ و"تدمر" (2016، مع مونيكا)، عن سجناء لبنانيين في هذا السجن السوري الأسديّ. 


ورأى جرجورة في هذه المشاركات لسليم "جزءاً أساسيّاً من سلوكٍ أخلاقيّ وثقافي وفكريّ، ينتهجه سليم طويلاً في مقارعة تنانين السلطة/ النظام الحاكم في لبنان، بأطيافها/ ه المختلفة، وإنْ يكن ‘حزب الله‘ أكثر من يُواجهه سليم ويُقارعه".


وخلص الصحافي اللبناني من هذا العرض إلى أن اغتيال سليم "منبثقٌ من سيرته كناشطٍ يُنظّر ويُحلِّل، ويعمل ميدانياً على توثيق وتسجيل ذاكرةٍ، يريدها حيّة دائماً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image