من المعروف أن بلاد فارس شهدت ظهور واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم القديم، الأمر الذي بدت تجلياته واضحةً في كل من الإمبراطورية الأخمينية التي قامت في القرن السادس قبل الميلاد، والإمبراطورية الساسانية التي ظهرت في القرن الثالث الميلادي.
أثّر الفرس الذين اتصلوا بشبه الجزيرة العربية منذ فترة مبكرة بشكل عميق في الثقافة العربية الجمعية التي تزامنت مع ظهور الإسلام، وقد اتضحت سمات هذا التأثير في نواحي السياسة والفكر على وجه الخصوص.
النفوذ الفارسي في شبه الجزيرة العربية
ورث الساسانيون والبيزنطيون، في القرن السادس الميلادي، العداء التاريخي الذي اندلع قديماً بين الفرس واليونانيين، وتحددت مناطق الصراع بين القوتين في أقاليم أرمينية وشبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص.
هذا الأمر دفع الإمبراطورية الفارسية لمد نفوذها - قدر المستطاع - داخل شبه الجزيرة العربية لمواجهة النفوذ البيزنطي، ومن هنا عرفت شبه الجزيرة تواجداً سياسياً فارسياً قوياً منذ فترة مبكرة.
في شرق شبه الجزيرة العربية، ظهر التواجد السياسي الفارسي ممثلاً في مملكة الحيرة التي حكمت مساحات واسعة من أرض العراق، وتحالف حكامها من المناذرة مع أكاسرة الفرس لفترات طويلة.
ظهر قبالة هذا التحالف واحد آخر جمع بين البيزنطيين وحلفائهم من الغساسنة الذين حكموا جزءاً من بلاد الشام، الأمر الذي نتجت عنه حربٌ بالوكالة بين المناذرة (حلفاء الفرس) والغساسنة (حلفاء البيزنطيين) في شبه الجزيرة العربية.
في جنوب شبه الجزيرة واليمن أيضاً، ظهر النفوذ الفارسي ممثلاً في دعم مباشر لمملكة حمير، والتي اعتنق الكثير من حكامها الديانة اليهودية، وكان أبرزهم الملك الحميري ذو نواس يوسف أسار الذي شنّ حملة اضطهادات واسعة النطاق ضد الرعايا المسيحيين في بلاده، ومن المُرجّح أن القرآن أشار لتلك الحملة في "سورة البروج".
شهدت بلاد فارس ظهور واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم القديم، وأثّر الفرس الذين اتصلوا بشبه الجزيرة العربية بشكل عميق في الثقافة العربية الجمعية التي تزامنت مع ظهور الإسلام، فاتضحت سمات هذا التأثير في نواحي السياسة والفكر خصوصاً
سرعان ما تعرّض هذا النفوذ الفارسي للتهديد بعد أن عقد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول تحالفاً مع مملكة أكسوم الحبشية المسيحية، وعلى إثر هذا التحالف تدفقت الحملات الحبشية العسكرية على اليمن، ما تسبّب في إخضاعها للنفوذ الحبشي - المسيحي، وذلك حسب ما يذكر آرثر كريستنسن في كتابه "إيران في عهد الساسانيين".
على الرغم من بُعد مكة (المهد الأول للإسلام) عن أحداث ووقائع هذا الصراع المستعر بين الساسانيين والبيزنطيين في شرقي شبه الجزيرة العربية وجنوبيها، إلا أن أصداء هذا الصراع وصلت إلى مكة في فترة مبكرة من زمن البعثة النبوية، وهو الأمر الذي يتكشف لنا مما ورد في مطلع "سورة الروم": "الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ..."، وهي الآيات التي ناقش ابن كثير الدمشقي ظروف تنزيلها في تفسيره بالقول: "غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم، واضطر هرقل ملك الروم حتى ألجأه إلى القسطنطينية، وحاصره فيها مدة طويلة، ثم عادت الدولة لهرقل".
يوم انتصفت فيه العرب على العجم
وصل النفوذ السياسي المتزايد للإمبراطورية الفارسية في بلاد العرب إلى أوجّه في عهد ملك الحيرة النعمان بن المنذر، إذ صار العرب مجرد تابعين لكسرى، وصار من المعتاد أن يأمرهم ملك الفرس وينهاهم دون أن يكون لهم من الأمر شيئ.
وتسبّب هذا الاستبداد الفارسي في ما يشبه الثورة العربية الكبرى على الفرس، والتي تمثلت في معركة شهيرة عُرفت باسم "ذي قار".
بحسب ما ورد في المصادر التاريخية الإسلامية، ومنها على سبيل المثال "تاريخ الرسل والملوك" لأبي جعفر الطبري و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، فقد نشب خلاف بين كسرى أبرويز وملك الحيرة النعمان بن المنذر، بسبب تقاعس الأخير عن مساندة الفرس في قتال البيزنطيين، ورفضه تزويج ابنته من كسرى، الأمر الذي أثار غضب الملك الساساني، فاضطر عندها النعمان أن يدفع بأهله وأمواله وسلاحه إلى هاني بن مسعود الشيباني، زعيم بني شيبان، وتوجه بعدها معتذراً إلى كسرى، فسُجن عنده حتى مات.
لما طالب كسرى بني شيبان بالحصول على تركة النعمان، رفضوا وانضمت لهم قبائل بكر بن وائل وبني تميم وطيء، كما قيل إن بعض القبائل العربية المتحالفة مع الفرس اتفقت على الاصطفاف معهم سراً، ولم يلبث العرب أن واجهوا الفرس في موقعة ذي قار في أرض العراق، وهي الموقعة التي ستُسفر عن انهزام الفرس وانتصار العرب.
الملاحظة المهمة هنا، أن خلافاً كبيراً حصل حول توقيت هذه الموقعة، فبحسب ما يذكر جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، قيل إن معركة ذي قار وقعت يوم ولادة الرسول، أو قُبيل هجرته، كما قيل إنها تزامنت مع انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى في العام الثاني من الهجرة.
ارتباط توقيت الواقعة بالأحداث الأهم في حقبة الإسلام المبكر يمكن فهمه في ضوء الأثر العميق الناجم عن انتصار العرب في ذي قار، والذي لعب دوراً فارقاً في تحويل وتغيير معادلة السلطة والهيمنة، إذ اعتُبرت تلك المعركة تمهيداً لسيادة العنصر العربي وهيمنته على العنصر الفارسي، وهو الأمر الذي سيتحقق في ما بعد مع الغزو العربي لبلاد فارس في حقبة الخلافة الراشدة، ويمكن التحقق من ترحيب الذاكرة الإسلامية الجمعية بنتائج ذي قار في الحديث المنسوب إلى الرسول، والذي وصف فيه المعركة بقوله: "هذا يوم انتصفت فيه العرب على العجم".
إرهاصات الغزو الإسلامي لبلاد فارس
في العام السابع للهجرة، وقع الاتصال المباشر الأول بين المسلمين والسلطة الساسانية، عندما حمل الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي رسالة من النبي إلى كسرى، وقد ورد في تلك الرسالة: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلامٌ على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فأني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم فإن أبيت فإن أثم المجوس عليك".
انتصار العرب في معركة ذي قار لعب دوراً فارقاً في تحويل وتغيير معادلة السلطة والهيمنة، إذ اعتُبرت تلك المعركة تمهيداً لسيادة العنصر العربي وهيمنته على العنصر الفارسي... الفرس والعرب في مرحلة الإسلام المبكرة بين تبادل الهيمنة السياسية والمؤثرات الثقافية
بحسب ما هو معروف، غضب كسرى لما وجد أن اسم النبي تقدم على اسمه، فمزّق الرسالة، وأمر أن يرسل من يقبض على الرسول، وتُستكمل القصة بأنه رجلين وصلا للرسول في يثرب فأخبرهما إن "ربي قد قتل ربكما"، مشيراً إلى الانقلاب الذي قام به ابن كسرى، وقتله لأبيه، كما أخبرهما "ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى وينتهي إلى منتهى الخف والحافر".
هذا الوعد بغزو بلاد فارس، سينتشر - بصور شتى- في العديد من المدونات الحديثية والتاريخية الإسلامية، وسيُستغل في ما بعد لتبرير الغزوات التوسعية التي وقعت في عهد الخلفاء الراشدين، والتي استهدفت العراق وبلاد فارس، ومن تلك الصور، ما ورد في صحيح مسلم "تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ"، وما ورد أيضاً "لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَنْزَ آلِ كِسْرَى الَّذِي فِي الْأَبْيَضِ"، وكذلك ما ورد في سُنن النسائي أن النبي أثناء حفر الخندق، قام وأمسك المِعول وضرب حجر عظيم فكسر ثُلثه، وكرّر ذلك ثلاثاً حتى كسره كله، ثم خرج وجلس، وقال لسلمان الفارسي: "إِنِّي حِينَ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الْأُولَى رُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ كِسْرَى وَمَا حَوْلَهَا وَمَدَائِنُ كَثِيرَةٌ، حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ»، فسأله سلمان: "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ، وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ"، فدعا النبي بذلك.
تلك الوعود والبشارات النبوية ستأخذ الشكل العملي في العام الحادي عشر من الهجرة، بعد الانتهاء من حروب الردة مباشرةً، حينما يقدم التابعي المثنى بن حارثة الشيباني على الخليفة الأول أبي بكر الصديق، ويطلب منه الإذن بالتوسع في أرض الحيرة والعراق، فيقول له وفق ما يذكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتابه "فتوح البلدان": "يا خليفة رسول الله، استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، وهو الإذن الذي سيفتح الطريق أمام توغل العرب في الجبهة الشرقية لما يزيد عن الأعوام العشرة، والتي لن تنتهي إلا بالاستيلاء على كامل الأراضي الفارسية في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وتحديداً في العام الثالث والعشرين من الهجرة، لتُصبح بلاد فارس حينها مجرد إقليم من الأقاليم الكثيرة التابعة لدولة الخلافة.
الميثولوجيا الزرادشتية والحكمة الفارسية
لم تقتصر التأثيرات الفارسية في شبه الجزيرة العربية على ميادين السياسة والسلطة فحسب، بل تعدتها لتصل إلى ساحات الفكر والدين كذلك.
هذا التأثير يظهر في ما ذكره أبو علي أحمد بن عمر بن رستة، في كتابه "الأعلاق النفيسة"، بقوله: "أهل الحيرة علّموا قريشاً الزندقة في الجاهلية والكتابة في صدر الإسلام"، وهو الأمر الذي أوضحه محمد كرد علي في كتابه "الإسلام والحضارة العربية"، عندما أكد أن جزءاً كبيراً من الآداب العربية جرى اقتباسها بالأساس من عرب الحيرة والفرس، كما أن عدداً كبيراً من الكلمات العربية كانت من أصل فارسي، ومن أشهر تلك الكلمات كلمة "زندقة"، وكانت تشير في البداية لأتباع الديانة المانوية وبعد ذلك اتسع مدلولها لتشمل جميع التيارات والفرق الملحدة والكافرة عند المسلمين.
ويتجلى التأثير الثقافي الفارسي في حقبة الإسلام المبكر في موضعين واضحين من القرآن.
الأول، في سياق الرد على اتهام الرسول بالاقتباس من بعض الأعاجم الفرس، بما يشي باعتراف أهل مكة بالسيادة الثقافية لأهل فارس في تلك الفترة، إذ ورد في الآية رقم 103 من "سورة النحل": "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ"، وقد قيل إن الأعجمي المُشار إليه في الآية هو الصحابي سلمان الفارسي، حسب ما يذكر الطبري في تفسيره.
أما الموضع الثاني، فيتمثل في الآية رقم 6 من "سورة لقمان"، والتي ورد فيها: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم"، وقد جاء في تفسيرها الحديث عن النضر بن الحارث الذي شاع في المدونات التاريخية أنه سافر إلى بلاد فارس فتعلم فيها القصص والملاحم الفارسية، وعاد مرة أخرى إلى مكة، فكان يقصد الناس ليحكي لهم، يريد أن يضاهي القرآن بحديثه وكان يقول لهم: "أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه- يقصد النبي، فهلم إلي، فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وإسفنديار، ثم يقول بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟"، وذلك حسب ما ورد في سيرة ابن هشام.
في السياق نفسه، طرح الكثير من الباحثين (الغربيين منهم بشكل أساسي)، فكرة أن بعض عقائد الإسلام وشرائعه تأثرت بالديانة الزرادشتية (وهي الديانة الرسمية لأهل فارس لقرون طويلة قبل الإسلام) وتطوراتها المانوية والمزدكية، خصوصاً أن هناك ما يشبه التطابق بين بعض العقائد والطقوس المشتركة في الديانتين، ومن ذلك الصلوات الخمس في اليوم، والصراط الذي يمر عليه الناس فوق الجحيم يوم القيامة، والتفاصيل المتعلقة بوصف الجنة، والاهتمام بالوضوء والغسل، وأيضاً الاعتقاد بأن الملائكة تسجل أعمال البشر من الميلاد وحتى الوفاة، هذا فضلاً عن قصة معراج "آرادا ويراذ ناماك" المشهورة في الثقافة الزرادشتية والتي تتشابه كثيراً مع قصة معراج النبي محمد.
التأثر العربي المبكر بالثقافة الفارسية، ظهر أيضاً في العديد من المدونات العربية الإسلامية التي تحدثت بكثير من الإعجاب عن مجموعة من الساسة والحكماء الفرس، ومنهم مؤسس الدولة الساسانية أردشير بن بابك.
رفض المسلمون الاعتراف بتأثر الإسلام بالزرادشتية، وأرجعوا التشابه إلى ما ورد في كتاب "الأم" لمحمد بن إدريس الشافعي، من قول علي بن أبي طالب بأن الزرادشتيين هم بالأساس من أهل الكتاب الذين أُرسل لهم رسول، مثلهم في ذلك مثل اليهود والنصارى، ومن هنا كان من الطبيعي أن تتشابه بعض طقوسهم مع الطقوس الإسلامية، لكون المُشرّع واحد (الله).
في السياق نفسه، رفض العلماء المسلمون القول بأن قصة معراج النبي محمد هي إعادة إنتاج لقصة معراج "آرادا ويراذ ناماك" المعروفة في التراث الزرادشتي، واستشهدوا على ذلك بآراء بعض الباحثين الغربيين، ومنهم على سبيل المثال المؤرخة الإنكليزية ماري بوليس التي ناقشت تلك القضية في كتابها "المصادر النصية لدراسة الزرادشتية"، وتوصلت في نهاية المطاف إلى إن القصة الزرادشتية وقع تحريرها في نسختها النهائية في القرن الثاني أو الثالث الهجري، ومن هنا فهي التي تأثرت بقصة معراج النبي، لا العكس.
التأثر العربي المبكر بالثقافة الفارسية، ظهر أيضاً في العديد من المدونات العربية الإسلامية التي تحدثت بكثير من الإعجاب عن مجموعة من الساسة والحكماء الفرس، ومنهم مؤسس الدولة الساسانية أردشير بن بابك، والذي نُظر إليه على كونه أحد أبرز رجال الدولة والسياسة، والملك أنوشروان الذي لقبه العرب بالعادل، وقيل إن الرسول مدحه فقال: "ولدت في زمن الملك العادل كسرى أنوشروان"، والوزير الحكيم بزرجمهر الذي عرف العرب نصائحه النفيسة للحكام والأكاسرة.
كان من المنطقي إذن أن تحضر رموز الحكمة الفارسية في الثقافة الإسلامية، وأن تنغرس فيها شيئاً فشيئاً. ولما كان البعد السياسي هو البعد الأكثر أهمية في الثقافة الفارسية القديمة، وهو الأمر الذي عبّر عنه المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كتابه "العقل الأخلاقي العربي"، بقوله: "كل شيء يدور حول كسرى، وكسرى حاضر في كل شيء، يُزاحم حضوره في وجدان الفرس حضور الله"، فقد انبنى على ذلك أن اهتمت الثقافة الإسلامية بالساسة الفرس - ملوكاً وسلاطين- بوجه خاص، وعدّتهم نماذج معتبرة، ينبغي الأخذ بسيرتها وتقليدها قدر المستطاع، واستقت من أقوالهم الحكمة والنصح والإرشاد.
وظهر كل ذلك جلياً في كتب السياسة الشرعية والآداب السلطانية التي صنّفها العلماء المسلمون الكبار من أمثال الماوردي والجويني والغزالي، كما ظهر في الكتابات الأدبية الفارسية التي تم تعريبها في العصر العباسي، ومن أهمها "ألف ليلة وليلة"، و"كليلة ودمنة" الذي اضطلع الأديب الفارسي عبد الله بن المقفع بترجمته إلى العربية في القرن الثاني من الهجرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...