منذ عام 1999 وحتى عام 2017، أحببت أربع مرات. واحدة من بين اللواتي أحببتهنَّ طلبتُ منها أن تتزوجني ولم تقبل. ليس من الضروري أن يكون الزواج مصير كل علاقة حب، إذ ثمة فرقٌ بين أن تحبّ وبين أن تفكر ثم تأخذ قراراً بالزواج ممَّن تحبّ... فالحب حالة عاطفية مكثفة، أما قرار الزواج فيتدخل فيه العقل أكثر الأحيان.
في المراهقة، كنتُ أنا وأصدقائي نتحدث عن رغبتنا في الزواج، وكان معظمنا يريد أن يتزوج من أجل ممارسة الجنس بالدرجة الأولى، حيث لم يكن متاحاً خارج المؤسسة الزوجية لأنه حرام بحسب تربيتنا الدينية والأسرية والاجتماعية.
بالطبع هذا الكلام لم يكن معلناً أمام الكبار في القرية والذين كانوا يقولون إن الزواج هو سنّة الحياة، ويتحاشون الحديث عن الجنس. فالبشر بحسب رأيهم يتزوجون لأن الدين والمجتمع والأعراف والتقاليد تأمر بالزواج وإنجاب الأطفال وتربيتهم تربية صالحة.
بالنسبة إليّ، أرى أن هنالك أسباباً كثيرة تدفع الناس للزواج بعيداً عن الدين والجنس، وهذه الأسباب نفسية متعلقة بالخوف من أن نكون وحيدين، وبالحاجة إلى مَن يعتني بنا في آخر العمر، إضافة إلى شعور وهمي بالخلود عن طريق الإنجاب وترك الأثر!
منذ كنت في العشرين وأنا أبحث عن فتاة أتزوجها بعد قصة حب، ولكن رغم ذلك لم أتزوج حتى الآن، وأدّعي أن هنالك أسباباً جوهرية كثيرة منعتني من الزواج مثل الأوضاع الاجتماعية والمادية، فلم أكن في العشرين أملك منزلاً ولا مصدر دخل ثابت، وحين قمت بحل هذه المشكلة ظهرَت مشكلة من نوع آخر لها علاقة باختلاف الدين، وكم أشعر بالأسف تجاه كل علاقة حب يكون الدين سبباً بموتها.
"ليس من الضروري أن يكون الزواج مصير كل علاقة حب، إذ ثمة فرقٌ بين أن تحبّ وبين أن تفكر ثم تأخذ قراراً بالزواج ممَّن تحبّ... فالحب حالة عاطفية مكثفة، أما قرار الزواج فيتدخل فيه العقل أكثر الأحيان"
وفي الثلاثين، أحببت فتاة من الدين نفسه والبيئة الاجتماعية ذاتها، وكان وضعي المادي جيداً، ولكنّي لم أتزوج بسبب الاختلافات في آلية التفكير وأسلوب رؤية الحياة وطبيعة الزواج.
كل الأسباب التي كانت عائقاً في زواجي ربما هي مجرد ذريعة كي لا أتزوج، أو ربما لم أتزوج لأنّي كنت أنتظر طيلة الوقت لقائي بكِ.
الآن أنا في الثالثة والأربعين وأنت ستبلغين من العمر سبعةً وعشرين عاماً في 23/1، وهنالك أسباب كثيرة جوهرية تدفعني للزواج بك بالرغم من أن وضعي المادي في ظل هذه الظروف صعب للغاية، إضافة إلى أننا من دينين مختلفين.
لستِ الأنثى الوحيدة التي فكّرت أن أتزوجها، لكنّك الوحيدة التي أفكر أن أتقاسم معها ما تبقى من حياتي، وحولنا عشرات الأطفال ننجبهم بقرار وليس عن طريق الخطأ، وأفكر دوماً في تلك اللحظة التي ستقولين فيها "أنا حامل"، سأسألك: "عنجد حامل؟" تقولين "إي عنجد" وأنتِ تضعين يدك على بطنك.
"في المراهقة، كنتُ أنا وأصدقائي نتحدث عن رغبتنا في الزواج، وكان معظمنا يريد أن يتزوج من أجل ممارسة الجنس بالدرجة الأولى، حيث لم يكن متاحاً خارج المؤسسة الزوجية لأنه حرام بحسب تربيتنا الدينية والأسرية والاجتماعية"
أنتِ حامل وأنا كل أمهات العالم التي ستعتني بك، وضوء البرّاد الذي سيضيء لأجلك في أي لحظة تفتحينه.
أنتِ حامل! ماذا تشتهين: يبرق؟ شوكولا؟ كرز؟ لا، الكرز لن أحضره! أريدك أن تلمسي عنقك وأنت تشتهين أكله، كي تأتي ابنتنا وعلى عنقها حبة كرز ناعمة حمراء تُدَوّخ بها كل شباب المدينة.
ولأنك تحبّين اللون الأبيض سأحضر لك فستاناً أبيضَ، وحذاء أبيض مقاس تسعة وثلاثين، وربطة شعر بيضاء.
محظوظ أنا لأني سأراقب انتفاخ بطنكِ كل يوم إلى أن يصل إلى تلك الاستدارة التي تجعلني أشعر بالدهشة، وحين تلدين سأتفهّم إنْ كرهتني لأنّي تسببت لك بالألم، ولأن بطنك أصبح مترهلاً وجلدك متشققاً، ولكن يجب أن تعلمي أن هذه التشققات على بطنك هي نجوم في الليل، وفي النهار غيوم صيفية متباعدة تعبر السماء...
وكما أن الماء يحتوي على ذرّتي هيدروجين وذرة أوكسيجين، وتُعتبر هذه الصيغة ثابتة له سواء كان في الكأس أو البحر أو الغيوم الماطرة، هكذا جمالك بالنسبة إلي، ثابت لا يتغير بعد الولادة ولا حين تصبحين عجوزاً، لأني أحبّك.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع