بعد العديد من الدعوات، انتشر خبرٌ عن تجميد تويتر لحساب مرتبط بمكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بعدما هدّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك انتقاماً من إصداره أمراً باغتيال قائد "فيلق قدس" قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/ يناير 2020.
برّر تويتر قرار إغلاق الحساب بأن الأخير مزيف، لكن بالنسبة لحقوقيين إيرانيين فإنه يجب تجميد كل حسابات خامنئي التي أصبحت شبكة واسعة بكل اللغات، لنشر التضليل والكراهية، وقمع وقتل الإيرانيين في الداخل وتحسين صورة نظامه.
بحسب هؤلاء، فإن الحساب الذي أطلق تهديداً بقتل ترامب، يديره مكتب خامنئي، وذلك ضمن شبكة واسعة من الحسابات التي يديرها على تويتر، فيما يمنع أكثر من 80 مليون إيراني من الوصول إليه بعدما حجبه عن الإيرانيين.
قرار الإغلاق
نشر حساب منسوب للمرشد الأعلى الإيراني، اسمه "خامنئي سايت"، على تويتر اليوم في 22 كانون الثاني/يناير، صورة لاعب غولف يشبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مُستهدفاً على ما يبدو بطائرة مسيرة، وتوعد بالانتقام لمقتل سليماني في غارة للجيش الأمريكي مطلع العام الماضي.
وحمل المنشور نص تصريحات خامنئي، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال فيها إن "الانتقام مؤكد"، والتي جدد فيها تعهده بالثأر قبل الذكرى الأولى لمقتل سليماني في هجوم في العراق.
وغرّد خامنئي، في 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، دون أن يذكر ترامب الذي أمر بالضربة: "تجب معاقبة أولئك الذين أمروا بقتل الجنرال سليماني وكذلك أولئك الذين نفذوا ذلك. هذا الانتقام سيحدث بالتأكيد في الوقت المناسب".
حذف تويتر الحساب، بداعي أنه مزيف، لكن "خامنئي" يغرد عبر شبكة من الحسابات بعدة لغات، منها "خامنئي فارسي" و"خامنئي عربي" و"خامنئي إنكليزي" و"خامنئي إسباني"، بينما لم تتخذ تويتر حتى الآن خطوة جماعية لحذف هذه الشبكة المنتشرة.
حذف تويتر حساباً لخامنئي بداعي أنه مزيف، لكن للمرشد الإيراني حسابات بعدة لغات، منها "خامنئي عربي" و"خامنئي إنكليزي" و"خامنئي إسباني"، ولم تتخذ تويتر حتى الآن خطوة جماعية لحذف هذه الشبكة المنتشرة
وتداول ناشطون حسابات خامنئي التي لا تزال متاحة على تويتر باللغات الأخرى، من بينها حسابه باللغة الإنكليزية والذي يتابعه مئات الآلاف، مشيرين إلى أن حسابه المُجمَّد باللغة الفارسية لم يحتو إلا على سبعة آلاف شخص.
بحسب مراسل إذاعة "بي بي سي مونيتور" البريطانية كيان شريفي، فإن الحساب المُجمَّد يعود لموقع خامنئي، وأعاد حسابه الناطق بالفارسية نشر التغريدة التي حملت تهديداً لترامب، مشيراً إلى أن الحساب يبدو رسمياً، لكنه ليس منتشراً.
يُرجِّح عدد من الحقوقيين الإيرانيين أن الحساب المحذوف، والذي تم إنشاؤه في تموز/ يوليو الماضي، تم إنشاؤه من قبل مكتب خامنئي ليكون بديلاً عن حسابه الآخر الذي تم إغلاقه بعد أن دعا إلى القضاء على إسرائيل.
في وقت سابق من هذا الشهر، أزال تويتر تغريدة لخامنئي قال فيها إن اللقاحات التي تنتجها الولايات المتحدة واللقاحات البريطانية الصنع لا يمكن الاعتماد عليها وقد يكون الغرض منها "تلويث الدول الأخرى". وقالت الشركة إن التغريدة انتهكت قواعدها ضد التضليل.
وتصاعدت التوترات بسرعة بين طهران وواشنطن منذ عام 2018، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي تم إبرامه عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية، فيما أعادت واشنطن فرض العقوبات التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تعهد، في 20 كانون الثاني/يناير الحالي، بأن واشنطن ستعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي إذا استأنفت إيران الامتثال الصارم، فيما دعت إيران إلى العمل على إعادة الاتفاق وليس إلقاء "الكلمات فقط"، وذلك مباشرة بعد أداء بايدن اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة.
"قعقعة سيوف"
لطالما نادى حقوقيون وصحافيون إيرانيون بتجميد حسابات خامنئي وباقي أعضاء النظام، على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، بداية من تويتر وفيسبوك، والتي يستخدمها في نشر الأكاذيب والتحريض وقمع الإيرانيين في الداخل.
ونشرت الصحافية الإيرانية مسيح علي نجاد مقالاً، في 21 كانون الثاني/ يناير الحالي، ذكرت فيه أن كثيراً ما يتساءل العديد من ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين عن سبب اتخاذ موقع تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي إجراءات قليلة ضد خامنئي، وباقي المسؤولين الحكوميين الآخرين.
وأشارت إلى أن خامنئي منع 83 مليون إيراني من الوصول إلى تويتر بعدما حجبوه، على الرغم من أنه وحلفاءه يستفيدون بالكامل من المنصات الاجتماعية لنشر أكاذيبهم دون أية إشارة تحذيرية. ولفتت إلى أن الساحة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال مائلة بشكل صارخ لصالح الديكتاتورية.
في شهادته أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة تويتر جاك دورسي إن تغريدات خامنئي مجرد "قعقعة سيوف".
بالنسبة للصحافية الايرانية، فإن العديد من الإيرانيين العاديين يرون أن كلمات خامنئي ليست تهديدات فارغة ولكن لها عواقب حقيقية على حياتهم.
ولعل أبرز مثال على ذلك هو موجة الاحتجاجات، في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، عندما أغلق النظام الإنترنت لمدة أسبوع على الأقل. وكان العديد من الناشطين والصحافيين يتدافعون لمعرفة ما كان يحدث على الأرض في إيران في مواجهة التعتيم الإعلامي على مستوى البلاد.
خلال تلك الفترة التي لم يتمكن فيها الإيرانيون العاديون من الاتصال بالإنترنت، كان خامنئي والعديد من مسؤولي النظام الآخرين يستخدمون منصة تويتر لتضليل العالم، في حين كانت الحكومة تقتل شعبها بوحشية في الشوارع. وقدر تقرير لرويترز أن أكثر من 1500 متظاهر قتلوا على يد النظام، على قول نجاد.
قال الرئيس التنفيذي لتويتر جاك دورسي إن تغريدات خامنئي مجرد "قعقعة سيوف"، لكن "بالنسبة للعديد من الإيرانيين فلكلمات خامنئي عواقب حقيقية على حياتهم"، كما تقول الصحافية الإيرانية مسيح علي نجاد مفنّدة الأسباب الموجبة لتقييد حسابات خامنئي
ومن المفارقات، والكلام للصحافية الإيرانية، عندما ينشر الناشطون مقاطع فيديو عن حملات القمع الوحشية من قبل القوات شبه العسكرية أو السلوك البلطجي لشرطة الأخلاق، يقوم تويتر وفيسبوك بحذفها أو وضع علامات تحذير عليها. وعندما تستخدم السلطات الإيرانية العنف ضد سكانها، يمنع تويتر إظهار ذلك.
وأشارت إلى أن خامنئي دعا، في شباط/ فبراير عام 2019، إلى قتل الكاتب سلمان رشدي عبر تويتر، فيما اكتفى الأخير بإلغاء المنشور المسيء بعد احتجاجات كثيرة وإغلاق حساب خامنئي مؤقتاً بدلاً من حظره.
وذكرت الكاتبة أن خامنئي يُغرّد بأربع لغات، وهي الفارسية والعربية والإنكليزية والإسبانية، مشيرة إلى أن تويتر يقوم بعمل ضعيف في مراقبة هذه الحسابات.
عندما نشر خامنئي معلومات مضللة خطيرة حول كورونا، كان آخرها تحذير الإيرانيين لتجنب اللقاحات الغربية، أزال تويتر هذه المنشورات من حسابه باللغة الإنكليزية، لكنه سمح لخامنئي بنشر نفس المعلومات المضللة باللغة الفارسية.
وفي رأيها، "حان الوقت للبدء في تقييد وصول أولئك القادة الاستبداديين والمسؤولين رفيعي المستوى الذين يدعون إلى العنف ضد المعارضين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحان الوقت لجاك دورسي ومارك زوكربرغ وباقي عمالقة التكنولوجيا الآخرين للتوقف عن إعطاء خامنئي وسيلة لنشر الكراهية، ومحاسبة جميع الطغاة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع