شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"إسرائيل تنتقل إلى قلب الحزب"... العُمّال البريطاني يوظف جاسوساً إسرائيلياً سابقاً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 20 يناير 202102:24 م

استعان حزب العمال البريطاني بجاسوس إسرائيلي سابق للمساعدة في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به في تناغم جديد مع سياسة رئيسه المناهضة للتعاطف مع الشعب الفلسطيني. 

أكد موقع "الانتفاضة الإلكترونية" أن عسّاف كابلان بدأ العمل في مكتب زعيم حزب العمال اليميني كير ستارمر اعتباراً من الشهر الماضي في وظيفة "مدير الاستماع الاجتماعي وتنظيم السوشال ميديا".

يمثل هذا المنصب اتجاهاً جديداً نسبياً في العلاقات العامة، كوسيلة للمؤسسات لتتبع كيف يتم الحديث عنها عبر الإنترنت. والمسمى الأكثر صراحة لهذا هو "المراقبة".

من هو كابلان؟

انضم كابلان للمخابرات العسكرية الإسرائيلية نحو خمس سنوات، عمل خلالها ضابطاً في الوحدة 8200 السيئة السمعة، فرع الحرب الإلكترونية بالجهاز، وهي وحدة متخصصة في التجسس والقرصنة والتشفير، واتهمت بممارسة الابتزاز والمراقبة الجماعية والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين. وتُعرف بـ"العين التجسسية لإسرائيل".

تناغم جديد مع سياسة رئيسه المناهضة لفلسطين… حزب العمال البريطاني يوظّف جاسوساً إسرائيلياً سابقاً عمل للوحدة 8200 - عين إسرائيل التجسسية - لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به

وكانت مجموعة من مخبري الوحدة قد فصّلوا كيفية عملها وقيامها بالتجسس على المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي عام 2014.

يذكر ملف كابلان الشخصي على لينكد أنه عمل في قسم المخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلي بين أيار/ مايو عام 2009 حتى تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2013، كـ"محلل استخبارات" ثم ضابطاً في الوحدة 8200.

تقاطعت فترة عمله، على الأرجح، مع الفترة التي ارتكبت فيها الوحدة المخالفات والجرائم التي أبلغ عنها المخبرون، في رسالة إلى صحيفة الغارديان البريطانية. في الملف التعريفي لكابلان على موقع عمل سابق له، تم وصفه بتباهٍ بأنه "أحد المخضرمين في الوحدة 8200".

أوضح أحد جنود الاحتياط في الوحدة، في الرسالة إلى "الغارديان"، أن "أي معلومات قد تتيح ابتزاز شخص ما تعتبر ذات صلة… سواء كان الشخص المذكور ذا ميول جنسية معينة، أو يخون زوجته، أو يحتاج إلى علاج في إسرائيل أو الضفة الغربية فهو هدف للابتزاز". وأفاد آخر: "أي فلسطيني يتعرض للمراقبة المستمرة من قبل الأخ الأكبر الإسرائيلي، بدون حماية قانونية، وبدون أي وسيلة لمعرفة متى سيصبحون أيضاً هدفاً للتحرش أو الابتزاز أو الأذى الجسدي".

ولفت "الانتفاضة الإلكترونية" إلى أن جرائم الوحدة 8200 لا يتضرر منها الفلسطينيون وحدهم، مبرزةً اشتهارها بأنها "مصنع لإعداد الجواسيس الإسرائيليين ذوي التقنية العالية" الذين تم ربطهم بـ"انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان والتدخل المتزايد في جميع أنحاء العالم".

خبرة مهنية مشكوك فيها

يزعم كابلان عبر حسابه في لينكد أنه يتمتع بخبرة في استخدام "منصة المراقبة الرقمية" وكذلك "التحليل البشري" لمراقبة الناخبين في الانتخابات الإسرائيلية.

ويبدو أنه اختير للمنصب في بريطانيا لهذه المهارات المزعومة إذ تضم لائحة مهام مدير الاستماع بحزب العمال قيادة الجهود لـ"تحدي المعلومات المضللة عبر الإنترنت" حول الحزب، ومساعدته في الفوز بالانتخابات.

غادة كرمي: "إسرائيل تنتقل إلى قلب حزب العمال البريطاني. لا حاجة لحركة العمال اليهودية وأصدقاء العمال في إسرائيل وما إلى ذلك من الوكلاء بعد الآن"

لكن مؤهلاته في هذا السياق مشكوك فيها إذ، وفق ملفه على لينكد إن، كان نائب رئيس حملة حزب العمل الإسرائيلي لانتخابات الكنيست في نيسان/ أبريل عام 2019. شهدت تلك الانتخابات انهيار حزب العمل بالحصول على ستة مقاعد فقط بعدما كان صاحب الأغلبية.

لكن توظيف الجاسوس الإسرائيلي السابق يتناغم مع سياسات زعيم الجناح اليميني لحزب العمال، ستارمر، الذي عمل على تطهير الحزب من عناصر اليسار والمتضامنين مع فلسطين منذ أن خلف جيرمي كوربين في رئاسته العام الماضي. وتُظهر حسابات التواصل الاجتماعي لكابلان إقامته علاقات مع اللوبي الإسرائيلي داخل حزب العمال في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى جاسوس إسرائيلي سابق واحد على الأقل.

على فيسبوك، كابلان "صديق" مع كل من شاي ماسوت - وكيل السفارة الإسرائيلية الذي طُرد من بريطانيا مطلع عام 2017 بعد كشفه تآمره ضد الوزراء والمشترعين البريطانيين - وميشال روبين الذي يدير مجموعة أصدقاء حزب العمال في إسرائيل. شارك الرجلان في فبركة تهم "معاداة السامية" للحزب تحت قيادة كوربين لإطاحته نظراً لتعاطفه الكبير مع القضية الفلسطينية.

عبر تويتر، يتابعه ليرون فيلمان، وهو ضابط في حركة العمل الصهيونية - وهي مجموعة أخرى مؤيدة لإسرائيل قامت بتشويه سمعة كوربين.

وقالت الطبيبة والأكاديمية والكاتبة فلسطينية غادة كرمي عبر تويتر: "إسرائيل تنتقل إلى قلب حزب العمال البريطاني. لا حاجة لحركة العمل الصهيونية وأصدقاء حزب العمال لإسرائيل وما إلى ذلك من الوكلاء بعد الآن".

علّقت السياسية الفلسطينية المخضرمة حنان عشراوي على خبر يقول: "استأجر حزب العمال البريطاني جاسوساً سابقاً لإسرائيل للعمال في فريقه على وسائل التواصل الاجتماعي كـ‘مستمع لوسائل التواصل الاجتماعي‘"، بكلمتي: "حقاً؟ حقاً؟" فقط.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image