شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"شارع جمال خاشقجي" ضمن مساعٍ لمحاسبة السعودية... وحملات دعم الرياض تتزايد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 15 يناير 202107:32 م

في افتتاحيتها ليوم 15 كانون الثاني/ يناير الحالي، دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى إطلاق اسم الصحافي السعودي جمال خاشقجي على الطريق المار أمام سفارة بلاد في واشنطن، تخليداً لكفاحه من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية.

وناشدت الصحيفة الأمريكية إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن بضرورة مواجهة سجل السعودية في انتهاكات حقوق الإنسان ووقف حرب اليمن والضغط عليها لوقف احتجاز أقارب المعارضين الذي فروا إلى الخارج.

في المقابل، هناك حملة علاقات عامة لتحسين صورة المملكة في الولايات المتحدة، تُصور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه يعمل على تحويل السعودية نحو "مدن المستقبل"، وتعاونه إسرائيل التي تعتزم الضغط على بايدن كي لا يقع في صدام مع الرياض. 

وقال علي الشهابي، رجل الأعمال السعودي المقرب من القيادة في الرياض، إن الخوف هو أن إدارة بايدن تريد غريزياً السير في الاتجاه المعاكس لما فعلته إدارة ترامب، وسيكون ذلك فوضوياً.

افتتاحية "واشنطن بوست"

وفق افتتاحية "واشنطن بوست"، عندما أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بلطجية على الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، أراد القضاء ليس على شخصه فحسب، ولكن على كل ما يمثله.

وعليه، فإن "أكثر طريقة ملائمة لتكريم حياة هذا الرجل الشجاع، وتوبيخ الحكومة الاستبدادية التي قتلته، هي إطلاق اسمه على الشارع الذي تتواجد به سفارة المملكة في العاصمة واشنطن، كتذكير دائم به، وبدفاعه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون".

وأعلنت عضوة مجلس العاصمة بروك بينتو عن خطط لإدخال تشريعات من شأنها تسهيل إطلاق اسم خاشقجي على الطريق المار أمام السفارة السعودية.

وقُتل خاشقجي، الصحافي الذي عاش في فرجينيا في منفى اختياري، بعدما فرّ من السعودية، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بعد استدراجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول حيث كان ينهي أوراق زفافه.

وقالت بينتو إن التشريع الذي اقترحته كان مدفوعاً جزئياً بالاعتداء الأخير على مبنى الكونغرس، والذي تضمن هجمات على الصحافيين الأمريكيين.

وأوضحت في بيان: "جمال خاشقجي كان يعلم أنه من خلال تسليط الضوء على السعودية والبحث عن الحقيقة، فإنه يخاطر بحريته، بل ضحى بحياته بالفعل. اليوم، يواجه الصحافيون في جميع أنحاء العالم، وهنا في أمريكا، مخاطر مماثلة، ويجب ألا نسمح أبداً لمن يسعون إلى ترهيبهم بالنجاح، لأنه عندما تتعرض الصحافة للاعتداء، تتعرض حريتنا وديمقراطيتنا للاعتداء".

أعلنت عضوة مجلس واشنطن بروك بينتو عن خطط لإدخال تشريعات من شأنها تسهيل إطلاق اسم خاشقجي على الطريق المار أمام السفارة السعودية... كيف يتفاعل موضوع خاشقجي وحقوق الإنسان في السعودية تزامناً مع اقتراب تسلم بايدن الرئاسة؟

وبحسب ما جاء في افتتاحية "واشنطن بوست"، مع تنصيب جو بايدن كرئيس في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، لدى الولايات المتحدة فرصة لتكريم خاشقجي بطرق أكثر موضوعية أيضاً.

بايدن والعديد من المسؤولين الجدد تحدثوا بوضوح عن اللامبالاة المتهورة لبن سلمان، ولذلك يمكنهم إعادة توجيه السياسة الأمريكية لتوضيح أنه لا توجد علاقة صحية وطبيعية ممكنة مع السعودية حتى معاقبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي، والإفراج عن الناشطات في مجال حقوق المرأة وغيرهم ممن تم احتجازهم وتعذيبهم بسبب الاحتجاج والتعبير السلميين، كذلك التوقف عن احتجاز أفراد عائلات المعارضين السعوديين في الخارج كرهائن، ووقف جرائم الحرب في اليمن المجاورة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، إن "مثل هذه السياسة، المتوافقة مع القيم الأمريكية والعالمية لاحترام كرامة الإنسان وحقوقه، قد تُسرّع بمجيء اليوم الذي يكون فيه للسعوديين حكومة يفخرون بها. عندما يأتي ذلك اليوم، سيفخر الدبلوماسيون السعوديون أنفسهم بالقول إنهم يذهبون إلى العمل كل يوم على ′طريق جمال خاشقجي′".

حملة علاقات عامة

بموازاة ذلك، بدأت وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن "مشروع نيوم" الذي ظهر للعلن عام 2017 مع وصول ترامب، وكان بمثابة مشروع لتحسين سمعة ولي العهد، ويبدو أن هذا الأسبوع قد أعيد إطلاقه في حملة علاقات عامة ضخمة، مع قرب تولي بايدن، تتضمن فيديو لبن سلمان يتحدث عن "مدينة المستقبل".

في مقال نشره الباحث سايمون هندرسون، مدير برنامج "برنشتاين" حول الخليج وسياسة الطاقة في معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، ذكر أنه يمكن القول إن مفاجأة إعادة إطلاق "نيوم" هي للتذكير بأن رؤية بن سلمان لتحويل المملكة لا تزال محورية في تفكيره، على الرغم من الصراع مع إيران، والتطبيع مع إسرائيل من قبل حلفائه في الإمارات والبحرين، ورحيل جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب الذي سهّل له الكثير في واشنطن.

وأشار هندرسون إلى "مؤتمر الاستثمار السنوي" هذا الشهر لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، المعروف باسم صندوق الثروة السيادية في المملكة.

وأضاف الباحث الأمريكي: "قد يكون هذا هو المستقبل المأمول، لكن الواقع الحالي يشير إلى وجود العديد من العقبات، فلم يذكر مثلاً الإعلان الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال عن إعادة إطلاق المشروع، كلمة سعودي، وهذا يُظهر أن المملكة سامة بالنسبة للكثيرين الذين ما زالوا مرعوبين من مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي واحتجاز الناشطة لجين الهذلول".

وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي أفاد، في 14 كانون الثاني/يناير، أن إسرائيل تعتزم الضغط على الإدارة الأمريكية المقبلة، كي لا تدخل في صدام مع السعودية والإمارات ومصر، حفاظاً على أمنها الإقليمي ومواجهة إيران.

في مقابل الدعوات لبايدن كي يواجه السعودية في مسائل حقوق الإنسان وحرب اليمن واحتجاز أقارب المعارضين الذي فروا إلى الخارج، هناك حملة علاقات لتحسين صورة المملكة في أمريكا، وسعي إسرائيلي للضغط على الإدارة الجديدة لتجنب الصدام مع السعودية والإمارات ومصر 

في ذات الوقت، أفاد روعي كيس، مراسل الشؤون العربية في إذاعة "كان" الإسرائيلية، أن فريقين إسرائيليين يتنافسان حالياً في "رالي دكار" الذي يقام في السعودية هذا العام.

ودخل المنافسون الإسرائيليون البلاد بجوازات سفر إسرائيلية وموافقة رسمية، وتقام المباراة النهائية اليوم الجمعة في 15 كانون الثاني/ يناير، مؤكداً أن العديد من الإسرائيليين لا يزالون هناك.

وأضاف كيس أن كشف المشاركة الإسرائيلية يتعارض بشكل مباشر مع الرغبات الصريحة للمنظمين الذين كانوا يأملون إخفاء المشاركة الإسرائيلية حتى خروج الفرق من البلاد.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين أنه يتوقع المزيد من اتفاقيات التطبيع مع أربع دول جديدة وهي السعودية وعمان وموريتانيا والنيجر في الأشهر المقبلة، حيث أن التقارب بين قطر والسعودية يزيد من فرص التطبيع مع إسرائيل.

في المقابل، قال السفير الأمريكي المنتهية ولايته ديفيد فريدمان أنه سيكون من الصعب على بايدن القيام بذلك بسبب تركيز الديمقراطيين على قضية حقوق الإنسان في السعودية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard