وزّعت محكمة تركية أكثر من 10 آلاف عام سجن عقوبة على الداعية المثير للجدل عدنان أوكتار، الشهير بهارون يحيى، و13 من كبار أعوانه في قضية تراوح الاتهامات فيها بين الاستعباد الجنسي والاتجار بالبشر وتشكيل منظمة إجرامية قصد التجسس السياسي والعسكري.
بدأت القضية باعتقال أوكتار (64 عاماً) في إسطنبول، في تموز/ يوليو عام 2018، وجرت محاكمته وأكثر من 250 من أعوانه، بينهم 78 رهن الاحتجاز.
حُكم على الداعية الغريب الأطوار و13 من كبار أعضاء طائفته الدينية التي وجدتها النيابة العامة التركية "منظمة إجرامية"، بالسجن 9803 سنوات وستة أشهر، فيما حُكم أوكتار بالسجن 1075 سنة وثلاثة أشهر في 10 تهم، على أن يتم تنفيذ الأحكام تباعاً. صدرت أيضاً أحكام بالسجن لمدد مختلفة على 236 آخرين زعم غالبيتهم البراءة. ونفى أوكتار التهم الموجهة إليه مطالباً بالإفراج عنه.
أبرز التهم التي أدين بها أوكتار هي: تأسيس وقيادة منظمة إجرامية ومحاولة التجسس السياسي والعسكري، ومساعدة منظمة فتح الله غولن -التي تصنفها أنقرة منظمةً إرهابية- على الرغم من أنه ليس عضواً فيها، والاعتداء الجنسي على القصر، والإساءة إليهن بما في ذلك: الحرمان من الحرية (الاحتجاز) والتعذيب، والإخلال بالحق في التعليم وتسجيل البيانات الشخصية، والتهديد.
تباهى أمام المحكمة بفحولته وبرعايته 1000 عشيقة… أحكام سجن لنحو 10 آلاف عام على الداعية التركي عدنان أوكتار و13 من أعوانه بتهم تتعلق بالاستعباد الجنسي والاعتداء على قُصّر وتشكيل منظمة إجرامية، 1075 سنة منها له وحده
"الإسلامي الخلّاق"
طالما روّج أوكتار لنفسه على أنه "الإسلامي الخلّاق" الذي يدعم النسويّة على أساس ديني، منذ ظهوره نهاية سبعينيات القرن الماضي وهو "يعظ" ومن حوله الفاتنات بملابس ضيّقة مُخففة ومساحيق التجميل تكسو وجوههن. أطلق عليهن "القطط"، ونادينه "السيد"، فيما أسمى مريديه من الشباب "الأسود".
ودافع أوكتار عن عدم ارتداء مريداته الحجاب أو اللباس المحتشم -كما ينادي غالبية الدعاة المسلمين- قائلاً إنه يقدم "الوجه الحديث للإسلام".
كان لعدنان قناة تلفزيونية (A9) يروج فيها لأفكاره منذ العام 2011. وقد ظهر مراراً وهو "يخطب" ومن حوله سيدات يرتدين بدلات الرقص الشرقي ويؤدين حركاته. في أحد اللقاءات، برر موقف طائفته من النساء قائلاً: "في الإسلام التقليدي تعتبر المرأة مخلوقاً خطيراً. يجب أن تغطي النساء أجسادهن. حتى وإن فعلن ذلك، فيجب أن لا يتحدثن. يسبب الاضطهاد العديد من المشاكل لبشرتهن وشعرهن. تصبح أجسادهن بشعة القوام ويصبحن تعيسات".
لكن جلسات محاكمته كشفت عن جرائم مروعة ارتكبها بحق "قططه". بينما تفاخر أوكتار بأن لديه 1000 عشيقة، وادعى: "هناك فيض من الحب في قلبي للنساء. الحب صفة بشرية. إنها صفة المسلم"، واصفاً نفسه بأنه "فحل للغاية"، قالت سيدة إنه اعتدى عليها جنسياً وعلى نساء أخريات مراراً، وأجبرهن على تناول حبوب منع الحمل بينما كان يغتصبهن.
بينما تفاخر أوكتار بأنه "فحل للغاية" وبأن كثرة عشيقاته دليل "فيض الحب في قلبي للنساء"، مبرزاً أن تلك "صفة بشرية… صفة المسلم"، قالت واحدة من "قططه" إنه اعتدى عليها وعلى أخريات مراراً وأجبرهن على تناول حبوب منع الحمل بينما كان يغتصبهن
عثرت الشرطة التركية على 69 ألفاً من أقراص منع الحمل في منزل أوكتار لدى توقيفه، لكنه زعم أنها كانت تستخدم لعلاج اضطرابات الجلد واضطرابات الدورة الشهرية.
انقلاب علاقته بأردوغان
برغم ندائه بمثل هذه الأفكار، ظل أوكتار على مر السنين مؤيداً قوياً وصريحاً للرئيس المعروف بموقفه المنحاز للحجاب رجب طيب أردوغان حتى أن شائعات سرت بأن ثمة علاقات ودية بين الرجلين.
لكن بشكل مفاجىء وغير مفهوم انقلبت هذه العلاقة إلى النقيض تماماً وظهرت الاتهامات لأوكتار بدعم منظمة "غولن" المعارضة للرئيس التركي.
اتضح ذلك قبل بضعة أشهر من اعتقاله، حين دخل في حرب كلامية مع رئيس الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش، الذي قال إن الداعية التلفزيوني "ربما فقد عقله" عقب ظهوره متحدثاً عن التعاليم الدينية وسط راقصات شرقيات.
روّج أوكتار لنفسه على أنه "الإسلامي الخلّاق" الذي يدعم النسويّة على أساس ديني، فظهر وهو "يعظ" ومن حوله الفاتنات بملابس ضيّقة مُخففة مع مساحيق تجميل كثيفة. بضع مرات، ألبسهن بدلات رقص مثيرة ووقف "يخطب" وهن يتمايلن من حوله
آنذاك، أصدرت هيئة الصوتيات والمرئيات التركية خمسة قرارات بوقف بث أحد برامج أوكتار وتوقيع الغرامة عليه بداعي "انتهاك المساواة بين الجنسين والحط من قدر المرأة" ثم جرى اعتقاله.
وسبق أن واجه أوكتار عدداً من المحاكمات بتهم عدة من بينها تشكيل عصابة إجرامية، لكن تمت تبرئته بعد أكثر من عشر سنوات من الإجراءات القضائية. عام 2008، حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إنشاء منظمة غير قانونية لتحقيق مكاسب شخصية عقب اتهامه بتصوير أتباعه وهم يمارسون الجنس سراً لابتزازهم. لكن تم نقض الحكم عام 2010.
ويدعي موقعه على الإنترنت أنه ألّف أكثر من 300 كتاب، تُرجمت إلى 73 لغة، بما في ذلك كتاب يجادل فيه بأن نظرية داروين في التطور هي أصل الإرهاب العالمي. في كتابه "أطلس الخلق"، المكون من 770 صفحة، أنكر أوكتار جميع نظريات التطور والرؤى العلمية حول نشأة الكون والإنسان.
ويرجح أن يستأنف أوكتار ضد الحكم الصادر بحقه، إذ قال مراراً إنه كان ضحية مؤامرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...