"وصلني هالفيديو عن هالبلا ضمير والبلا رحمة... والفيديو لوحده بيحكي!".
هذه التغريدة كتبتها غنى نحفاوي، الناشطة اللبنانية في مجال الرفق بالحيوانات، على تويتر تعليقاً على فيديو نشرته لشابة ضربت كلبها ثلاث مرّات في بلدة فيطرون (كسروان، جبل لبنان). وطالبت نحفاوي ممن يتعرّف على الشابة أن يكشف هويتها لأخذ الكلب منها لأنها، بحسب الناشطة، "لا تصلح لتربية حيوان في منزلها، ولا حتى إنسان ربما".
واعتبرت نحفاوي، وهي من مؤسسي Animals Welfare Activists (نشطاء رعاية الحيوان) أن الشابة تسببت بأذى للكلب، وهذه مخالفة واضحة لقانون الرفق بالحيوان.
وكُشفت هوية الشابة لاحقاً، وتبين أنها مشتركة The Voice اللبنانية إنغريد بوّاب، والمُشاركة في تقديم "منّا وجِرّ" (Co-host). تعليقاً على هذا، كتبت نحفاوي: "اللي بيضرب حيوان بهالحقد والضرب المؤلم، ما بيستحق يحصل إلا على هاللقب: مُعنّف/ة".
"لستُ معنّفة"
وعقب كشف هوية بواب وتلقيها العديد من الرسائل التي وصفتها بـ"الكارهة"، نشرت فيديو تعتذر فيه عمّا بدر منها، موضحة وهي تبكي أن ضربها كلبتها يعود إلى خوفها عليها بعدما تاهت وكادت سيارة أن تصطدم بها، مشددة على أن ضربها كان من حبّها لها، "كحب الأمهات لأولادهنّ"، حسب تعبيرها.
وكانت بواب قد أقفلت التعليقات على فيديو الاعتذار بسبب كثرة المهاجمين، ولاحقاً أغلقت حسابها، إذ لا أثر له على أنستغرام حالياً.
في فيديو الاعتذار، قالت إن الجميع يخطئون ولكنها ليست "معنّفة حيوانات" وإنه يمكن لأي أحد أن يزورها في منزلها ويرى كيف "تُدلّع" كلبتها. وأشارت إلى أنها تعشق الحيوانات وأن في إحدى الفترات كان في منزلها عشرون كلباً.
وأعربت عن حزنها لاعتبارها "معنفة" بسبب فيديو انتشر لها الآن، علماً أن تصوريه تم قبل أربعة أشهر. ولفتت إلى أن التي كشفت اسمها صديقة مقربة وتعرف جيداً حب انغريد لكلبتها.
وأكدت أنها لم تتهرب وإنما تعترف بخطأها قائلة "الاعتراف بالخطأ فضيلة".
"إذا الاعتقاد يا مربّيي الكلاب والحيوانات الأليفة، انو بالضرب 'بيتعلم' الحيوان، كتير غلطانين"... غضب من ضرب مشتركة The Voice كلبتها
"لماذا كررت الضرب 3 مرّات؟"
تعليقاً على الاعتذار، كتبت غنى: "مع التقدير لاعتذار الفنانة انغريد بواب ودموعها، إنما- ولكل إنسان يتهمنا بظلمها- هي وحدها من ظلمت نفسها ولم يظلمها أحد".
تابعت في منشور لها على فيسبوك: "إذا الاعتقاد، يا مربّي الكلاب والحيوانات الأليفة، انو بالضرب 'بيتعلم' الحيوان، كتير غلطانين. سأقبل مُكرهة ومُجبرة أول ردة فعل العنيفة من خوفها لأن كلبتها فلتت منها وكان ممكن سيارة تدهسها، طيب ليش تكرر الخبيط 3 مرات؟ ردة الفعل الأسرع كانت ممكن تثبيت الكلبة بالأرض وغمرها دقائق لتروق، بس ولا مرة حإقبل فكرة إنو على قد ما بتحبها، خبّطتها بهالقوة!".
وتابعت أن الجميع يمر في فترات صعبة من أوضاع لبنان بشكل عام، وفيروس كورونا، ولكن من المستحيل أن تقتنع بأن الضرب نابع من كثرة الحب. وأشارت إلى أنها لو كانت في بلد يحترم حقوق الحيوان، لتم أخذ الكلب، وتوقيع صاحبته على التعهد بعدم اقتناء أي حيوان أليف.
وناشدت غنى الجميع التعامل برفق مع "أرواح ربنا لم يعطِها نعمة العقل، واعتبر أن عقلنا كافٍ لنعمة الإدراك والتقدير!".
وكانت غنى قد قالت إنه ابتداءً من 28 كانون الأول/ديسمبر ستُباشر الإجراءات القانونية، لافتة إلى أن قوى الأمن اللبناني أبلغتها عبر تويتر أنها تتابع الأمر.
وانتشر الفيديو على نطاق واسع، وأعرب كثيرون عن غضبهم تجاه ضرب حيوان ضعيف، معتبرين أن العنف في الشارع قد يحكي عن عنف منزلي أيضاً.
ورغم الحملة الواسعة للكفّ عن إيذاء الحيوان، على خلفية انتشار فيديو انغريد بواب، هناك من رأى أن رد الفعل كان مبالغاً فيه. وهناك من كتب ساخراً: "تحسس الشعب لأن إنغريد بواب ضربت كلبتها. والدولة ضربتنا نووي بـ 4 آب قام عملنا شجرة مطرح الانفجار". وكتبت مغردة: "بلا ما تكبوا بقا كرهكن وأمراضكن النفسية على الناس قبل ما تعرفوا خلفيات الموضوع"، وكأن هناك أي سبب يبيح تعنيف الحيوانات.
قالت إن ضربها لكلبتها نابع من حبها لها وخوفها عليها... مشتركة The Voice تقفل حسابها على انستغرام بعد تقديم اعتذار و"توضيح" لما جرى
أفكار مغلوطة
تشير مدونة pet bag المختصة بعالم الحيوان إلى أن من "الأفكار المغلوطة" أن يعتقد البعض بأن ضرب الكلاب مفيد لكي تتبع الأوامر، وأنها "لا تشعر بالألم".
ولفتت إلى أن العقاب لا يكون بالضرب والإهانة بل من خلال طرق أخرى كحرمانه بشكل مؤقت من شيء يحبّه كاللعبة.
وتعاني الحيوانات من آثار نفسية عقب تعرضها للضرب تماماً كالإنسان وقد تمتد هذه الآثار إلى أجل غير مسمى.
وتتعدد أشكال تعنيف الكلاب، ليس الضرب وحده من بينها، وإنما الصراخ في وجهها، وتقييدها في مساحة صغيرة أو ربطها بحبل قصير أو عزلها عن الأشخاص حوله وعن الحيوانات. وتشير دراسات إلى أن "الأذى العاطفي والعقلي أكثر خطورة من الأذى الجسدي" أي أن الألم الجسدي قد يزول ويبقى الألم العاطفي والعقلي.
ومن تبعات ضرب الكلب شعوره بعدم الثقة تجاه محيطه وتفضيله الابتعاد عن الناس، كما يمكن أن يصبح عدوانياً أو هادئاً، ويصاب بالاكتئاب والخوف من استكشاف محيطه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...