قد يجمع كثيرون على أن 2020 كان عاماً استثنائياً. رُبما لكثرة الأحداث فيه. كان سريعاً رغم محطاته الثقيلة. فقدنا فيه شخصيات ظننا أنها لا تموت. وشهدنا حوادث أظهرت قليلاً من العجز رغم مُحاولات عدم الاستسلام.
عديدة هي الشخصيات التي أثّرت بنا هذا العام. بعضها رحل، وبعضها يُحارب من أجل البقاء. هناك من كسر صمته أمام الاعتداءات الجنسية على الملأ وفضح المتحرشين والمغتصبين، وهناك من أظهر ما يعنيه أن يكون الأب "أباً" وما هو الحب غير المشروط. في ما يلي ضوء بعض هؤلاء.
إيّاد الحلاق
بدم بارد، قُتل الشاب الفلسطيني إياد الحلاق (32 عاماً) برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي في أيار/مايو، بحجة أنه "إرهابي" ويحمل سلاحاً ولم يلبِ أوامرهم بالتوقف، مُذكراً العالم بمعنى أن يعيش المرء تحت ظُلم الاحتلال حيث العجز رغم كل محاولات الصمود.
ذُكر في التقرير نفسه أن إياد كان يخاف من الدماء. "كانت والدته تتولى حلاقة ذقنه كي لا يجرح نفسه، فكل خدش كان يصيبه بالذعر"، كما تقول. وكان يخاف أيضاً من رجال الأمن المسلحين الذين كانوا يقفون على الطريق المفضية إلى المؤسسة التعليمية التي يرتادها. كانت معلمته هناك قد دربته على السير بمفرده، وقد استغرق الأمر شهراً حتى تجرأ على السير حوالى كيلومتر تقريباً من بيته في وادي الجوز إلى المؤسسة.
وأُغلق ملف أحد الشرطيين المتهمين في قتل إياد، فيما يواجه الثاني "تهمة القتل عن طريق التهور". و"هذه التهمة هي أسهل شيء ممكن تقديمه للقاتل بناء على سياسة توفير الحماية لجنودهم حتى يضمنوا استمرارية ولائهم، وبالتالي العقوبة المتوقعة هي بضعة أشهر شغل لمصلحة الجمهور، وليست سجناً، رغم أن العقوبة على مثل هذه التهمة قد تصل إلى السجن 12 سنة"، بحسب المحامي مدحت ديبة.
باميلا زينون
"كنتُ أعتذر للأطفال الثلاثة (في قلبي) على ما حصل".
هذا ما قالته لرصيف22 الممرضة اللبنانية باميلا زينون التي باتت جزءاً من مشاهد انفجار مرفأ بيروت الكثيرة، والتي اشتُهرت بعد إنقاذها ثلاثة أطفال عند وقوع الكارثة التي قتلت أكثر من مئتي شخص وأوقعت نحو 6500 جريح/ة ودمّرت حوالى 60 ألف منزل ومكتب.
انتشلت زينون الأطفال من حاضناتهم القابعة تحت الركام، ومشت بهم عشرات الكيلومترات، من مستشفى مدمّر إلى آخر. وروت أنها خلال الإنقاذ كانت تتلقى الصدمة تلو الأخرى برؤيتها للخراب والأشخاص "المُدممين". وأشارت إلى أنها كانت قلقة من أن تتعرض للسقوط أو الإنزلاق بسبب الزجاج والركام.
رداً على سؤال: "لماذا حملتِهم؟"، قالت: "ما فيني أتركنّ. مسؤوليتي"، ولفتت إلى أنها أرادت فقط أن تُوصلهم إلى مكان يبقون على قيد الحياة فيه.
زينب
في حزيران/يونيو 2020 تحوّل تويتر إلى لون برتقالي في عددٍ من الدول العربية، تضامناً مع الناشطة النسوية البحرينية زينب التي كسرت صمتها آنذاك بالقول: "ثلاثة أشخاص داوموا على اغتصابي… ثلاثة أشخاص دمّروا حياتي تدميراً كاملاً وعاشوا حياتهم بمثالية عظيمة"، كاشفةً في سلسلة تغريدات اغتصابها من قبل إخوتها الثلاثة طوال سبع سنوات (منذ كانت في التاسعة من العمر إلى سن الـ16).
و"عالم برتقالي" هو شعار رفعته هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي اختارت يوم 25 من كل شهر يوماً برتقالياً لحملتها Say NO – UNITE "اتحدن - قُلن لا" التي أُطلقت عام 2009 لإنهاء العنف ضد المرأة، ويرمز اللون إلى مستقبل أكثر إشراقاً وعالم خالٍ من العنف ضد النساء والفتيات.
ولاقت زينب تعاطفاً واسعاً برغم حملات التكذيب وعبارات التحريض من قبيل "نسوية منحرفة وتستحق الاغتصاب". وكانت قد قالت: "كنت أعتقد بأني مذنبة واعتبرت نفسي المُجرمة وحمدت ربّي لأنهم ما تكلموا لأحد و'ستروا' عليّ. ولكن بعد موجة الوعي تعرّفت على معنى الاغتصاب ومعنى القاصر ومعنى الضحية. وعرفت إنّي ضحية اغتصاب".
وأشارت إلى أن 27 حزيران/يونيو هو "التاريخ العظيم وصاحب الحدث الأكبر في حياتها لأنها فضحت المغتصبين وحصلت على التعاطف والحب والدعم". واعتبر البعض أن سلسلة التغريدات التي كتبتها زينب "قد تكون بداية لثورة نسوية ضد الصمت والقهر في الوطن العربي. ثورة ضد تعامي السلطات المجحف، وثورة ضد الذكورية المؤذية، لتتحدث جميع النساء".
من بينها ضحية فضحت مغتصبيها بعد سبع سنوات، وأُخرى قتلها النظام المصري بسبب "أغنية ساخرة" أغضبت السيسي… 10 شخصيات أثّرت فينا عام 2020
سارة حجازي
"إلى إخواتي: حاولت النجاة وفشلت، سامحوني.
إلى أصدقائي: التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني.
إلى العالم: كنت قاسياً إلى حد عظيم، ولكني أسامح".
انتحار الناشطة المصرية الكويرية سارة حجازي في منفاها في كندا في حزيران/يونيو وتركها هذه الرسالة كان إحدى محطّات 2020 المُوجعة والمثيرة للجدل في آن واحد.
كانت المُقاوِمة التي واجهت النظام الأبوي بكامل أركانه: العائلة، والمجتمع، والأجهزة الأمنية. واجهت منظومة يُرعبها الاختلاف، مارس عليها ذكوريته وعنفه وقسوته ولكنها مع هذا "سامحت"، ووضعت حداً لعزلتها برحيلها.
بدأ آخر فصول حياة سارة حين رفعت علم قوس قزح في حفلٍ لفرقة مشروع ليلى في القاهرة، معلنةً مثليتها الجنسية. ثم اعتُقلت في تشرين الأول/أكتوبر 2017 وراحت تخوض رحلة اللا قبول في مصر. تعرّضت خلال فترة الاعتقال للتحرّش الجنسي من السجينات. وبعد خروجها عاشت في ظل ضغوط مجتمعية أجبرتها على السفر إلى كندا.
اللافت أن "قسوة العالم" التي ذكرتها في رسالتها لم تخفّ حتى بعد رحيلها، بل زادت، وهو ما دفع شخصيات عامّة كثيرة للرد على أصحاب التعليقات المليئة بالكراهية تجاه سارة وأفراد مجتمع الميم-عين. من بين المتحدثين حامد سنّو، عضو فرقة مشروع ليلى المثلي الجنس، الذي تساءل: "من هو هذا الربّ الذي تؤمنون به والذي يمكن أن يخلق شخصاً أو أي شيء آخر بشكل غير مثالي؟ من هو الرب الذي يتغاضى عن هذه الكراهية؟ من هو الرب الذي يريدك أن تُصحح خلقه؟".
في تصريح سابق لرصيف22، كانت سارة قد قالت: "كانت تتم مقارنتي بقريبتي التي تعتبرها العائلة بنتاً صالحة لأنها محجبة وتزوجت وأنجبت. والنظام أيضاً يعتبر قريبتي هذه مواطنة صالحة لأنها تقوم بدورها المحدد ولا تعترض على أدائه ولا تعبّر عن آرائها على فيسبوك. أما أنا فيعتبرني مواطنة غير صالحة، ومهددة بالاعتقال في أي لحظة لأنها تهدد أمن الوطن". وشددت: "نظام قمعي أبوي سلطوي وحقوق وحريات دونت ميكس".
سلمان العودة
قضى الداعية السعودي سلمان العودة يوم ميلاده الـ64 في 14 كانون الأول/ديسمبر خلف قضبان حبسه الانفرادي للسنة الثالثة على التوالي. لا يزال صامداً رغم ظروف اعتقاله القاهرة وتدهور حالته الصحية.
التهمة: تغريدة دعا فيها بطريقة "غير مباشرة" إلى تسوية الخلاف بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها، وذلك بعد أشهر قليلة من بدء الأزمة. وجاء نص التغريدة كالتالي: "ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك… اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم".
وأعلن نجله عبدالله في الثالث من كانون الأول/ديسمبر أن العودة فقد نصف سمعه ونصف بصره، إذ كتب: "الدعاء لتأليف القلوب... والدعاء لمصلحة الشعوب... كلّف هذا الإنسان حريته... عرّضه للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج. في الحبس الانفرادي منذ لحظة اعتقاله (أكثر من ثلاث سنوات وأشهر). أخبره طبيب السجن أنه تقريباً فَقَد نصف سمعه ونصف بصره! ولا يزالون يريدون إيذاءه!".
ويواجه العودة أحكاماً جائرة بالإعدام إذ طالبت النيابة العامة السعودية بإعدامه لاتهامات لم يعترف بها ولم تسمح المحكمة لأي جهة محايدة بالتحقق من صحتها. وتم توجيه 37 تهمة له، من بينها ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وهو الاتهام الذي نفاه الداعية قبل سجنه.
ومن التهم الأخرى "الإفساد في الأرض وتغيير نظام الحكم، لأنه في 2011 طالب بملكية دستورية، وحفظ حقوق الأقليات، وكذلك التقصير في الدعاء لولي الأمر، وحيازة كتب محظورة...".
ولرصيف22 قال العودة إن "آخر التطورات في قضيته أنه لديه جلسة في 18 كانون الثاني/يناير ولكن وضعه الصحي سيىء". أضاف: "هناك قناعة لدينا أنه يمر بحالة قتل بطيء داخل السجن نظراً لتدهور صحته بشكل مستمر وفقدان نصف سمعه ونصف بصره، وهزال جسمه، وسوء الرعاية الصحية إضافة لاستمرار التحقيق وعزله انفرادياً منذ ثلاث سنوات ونصف".
وشرح أنه قُطع الاتصال بوالده من أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر، ومن ثم سُمح له بالاتصال بالعائلة في فترات متقاطعة، ولا تزال الزيارات في فترات متقاطعة أيضاً وخلف عازل زجاجي.
ويعتقد عبدالله أن "والده يستمد قوته روحياً من إيمانه ومن قناعته بأن الظلم والاستبداد لا يمكن أن ينتصرا في معركة الحياة، وأن النضال الحر والوعي ستتوارثه الأجيال بإذن الله تعالى".
من بينها شخصية تمر بحالة قتل بطيء داخل السجن نظراً لتدهور صحتها بشكل مستمر وفقدان نصف سمعها ونصف بصرها… 10 شخصيات أثّرت فينا عام 2020
شادي حبش
أثار رحيله الكثير من الغضب. اعتُقل بسبب أُغنية وبقي في الحجز الاحتياطي بلا محاكمة لسنتين، وقُتل بصمت مُعرّياً قمع السلطات المصرية وسوء تعاملها مع معتقليها خاصةً مع انتشار شهادات تفيد بأن رفقاء شادي بالزنزانة استغاثوا لساعات طويلة لنجدته من دون جدوى.
شادي حبش (24 عاماً) فنان مصري تُوفي في سجن طرة في أيار/مايو بعد سنتين على اعتقاله من غير محاكمة بسبب إخراجه فيديو كليب أغنية "بلحة" لرامي عصام. وبلحة هو لقب أطلقه ناشطون على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان حبش قد كتب رسالة في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2019، مما قاله فيها: "في السنتين اللي فاتو أنا حاولت 'أقاوم' كل اللي بيحصلي لوحدي عشان أخرجلكم نفس الشخص اللي تعرفوه بس مبقتش قادر خلاص.
"حاولت 'أقاوم' كل اللي بيحصلي لوحدي عشان أخرجلكم نفس الشخص اللي تعرفوه بس مبقتش قادر خلاص".
مفهوم المقاومة في السجن: إنك بتقاوم نفسك وبتحافظ عليها من الآثار السلبية من اللي بتشوفوا وبتعيشوا كل يوم وأبسطها إنك تتجنن أو تموت بالبطيء، لكونك مرمي في أوضه بقالك سنتين ومنسي ومش عارف هتخرج منها إمتى؟ أو إزاي؟
والنتيجة إني لسه في السجن وكل 45 يوم بنزل عند قاضي وبتكون نفس النتيجة 'تجديد 45 يوم' من غير حتى ما يبصلي أو يبص لورق القضية اللي كل اللي فيها مشيوا من 6 شهور.
محتاج لدعمكم و محتاجكم تفكروهم أني لسة محبوس وأنهم ناسيني وإني بموت ببطئ كل يوم لمجرد إني عارف إني لوحدي قدام كل ده وإني عارف إني ليا صحاب كتير بيحبوني وخايفين يكتبوا عني أو فاكرين إني هخرج من غير دعمهم ليا. أنا محتاجلكم ومحتاج لدعمكم أكتر من أي وقت (شادي حبش، 26 أكتوبر 2019)".
وزعم النائب العام المصري آنذاك أن شادي توفي جراء تناوله عن طريق الخطأ كمية من المطهرات الكحولية المقدمة للمحبوسين للوقاية من فيروس كورونا، فيما حمّل كثيرون السلطات المصرية مسؤولية موت شادي بسبب إهمالها في علاجه وتدخلها البطيء.
وندّدت منظمات حقوقية محلية وعالمية بوفاة شادي مقررةً أنها "دليل إدانة إضافي على مدى استهتار المسؤولين، وتفشي نزعات الانتقام من كافة منتقدي النظام الحالي من مختلف الفئات والأعمار، كما تقدم برهاناً جديداً على مدى تردي أوضاع السجون المصرية ونقص الرعاية الصحية فيها، لا سيما في ظل ما ورد من شهادات تفيد باستمرار استغاثة رفقاء شادي بالزنزانة ساعات طويلة لنجدته دون جدوى".
نادين أشرف
يمكننا القول إنها شُعلة الثورة الإلكترونية ضد كل متحرّش ومغتصب ومعتدٍ جنسي في الآونة الأخيرة في مصر.
نادين (21 عاماً) طالبة في الجامعة الأمريكية في القاهرة تدرس الفلسفة، وهي أيضاً مُؤسسة حساب "AssaultPolice" (شرطة الاعتداءات) الذي ساهم بشكل كبير في إيقاف المُعتدي المصري أحمد بسّام زكي، وأعطى النساء والفتيات منبراً للبوح.
بات هذا الحساب أشبه بملجأ لضحايا الاعتداءات الجنسية اللواتي يخفن الكشف عما تعرضن له، لعيشهنّ في مجتمع يضع اللوم على النساء دوماً. مجتمع قد تُخترق فيه خصوصية المرأة ويتم تهديدها بأمور شخصية تندرج تحت الحرّيات الفردية في حال تقدّمها بشكوى رسمية، أو بفضحها المعتدي. أعطى هذا الحساب قوّة لمن فقدن هذا الشعور مع كل الظُلم الواقع على الكثير من الفتيات والنساء في مصر.
هاجر الريسوني
التهم الجنسية... درب اغتيال الصحافيين المستقلين
كان هذا عنوان مقال رأي كتبته الصحافية هاجر الريسوني في رصيف22 ضمن ملف "الصحافة ترعب المخزن"، وهو عنوان يُعبّر عما تعرّضت له باختصار شديد.
اعتقلت السلطات المغربية الريسوني في 2019 بتهم تتعلق بـ"ممارسة علاقة جنسية خارج إطار الزواج، والإجهاض" (كلاهما يعتبر جريمة بموجب القانون المغربي). ولاحقاً، حُكمت صحافية "أخبار اليوم" المُعارِضة بالسجن عاماً قبل أن تحصل على عفو ملكي في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
"لجوء أي دولة إلى أسلوب التشهير بالمعارضين/ات باستعمال حياتهم/ن الخاصة، يؤكد على ضعفها، ويقلل من مصداقيتها ومنسوب ثقة المواطنين بها".
في مقالٍ لها في رصيف22 أيضاً، كتبت كيف راودها تساؤل مهم قبل الإفراج عنها ألا وهو: "هل أستطيع مواجهة العالم، بعد كل هذا الإسفاف الذي كتبته عني صحافة السلطة؟ هل أقوى على مواجهة العالم بعد هذا الكم من التشهير الذي تعرضت له والذي كان يستهدف بالدرجة الأولى سمعتي كامرأة داخل مجتمع ذكوري محافظ؟".
تقول: "خروجها من ذاك الباب كان اختباراً حقيقياً لاتزانها، وثقتها في نفسها" وقد نجحت فيه، معتبرة أن "لجوء أي دولة إلى أسلوب التشهير بالمعارضين/ات باستعمال حياتهم/ن الخاصة، يؤكد على ضعفها، ويقلل من مصداقيتها ومنسوب ثقة المواطنين بها"، وأن "سلاح التشهير من أخطر الأسلحة التي أصبحت تستعملها أجهزة الدولة".
واعتبرت الريسوني أن الهدف مما قامت به السلطات المغربية هو القول إن "تلك التي تحمل لواء الدفاع عن حقوق النساء وحقوق الإنسان وحرية الصحافة، يمكن في أي لحظة نسف علاقتها بوالديها، عبر نظرتهما إلى العلاقات بين الجنسين والحريات الفردية، فضلاً عن توجيه رسالة لكل مَن أراد أن يكون صوتاً معارضاً بأن 'يد صحافة التشهير أعلى من كل شيء'... أقوى من القانون نفسه!".
من بينها سارة حجازي التي واجهت النظام الأبوي بكامل أركانه: العائلة، والمجتمع، والأجهزة الأمنية… 10 شخصيات أثّرت فينا عام 2020
هشام سليم
"بنتي نورا بقت ابني نور. لم أستغرب تحولها لأنها منذ ولدت كنت أرى جسدها جسد ولد، حتى أول يوم حملتها فيه وكنت دائماً أشك في ذلك، حتى جاءتني في يوم من الأيام، وهذا أراه شجاعة منها، خصوصاً أن هذه الأمور مرفوضة في مجتمعنا، وقالت لي ‘أنا عايشة في جسم غير جسمي‘".
تصريح الفنان المصري هشام سليم كان بمثابة "ثورة جندرية" إذ يعاني العابرون جنسياً في العديد من الدول العربية من تمييز وانتهاكات حقوقية وحرمان من غالبية الخدمات العامة، فضلاً عن العنف الجسدي والنفسي وخطاب الكراهية الموجه لهم في الفضاء العام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف سليم في مقابلة تلفزيونية أنه شعر بأنه يجب مساعدة ابنه في أن "يحيا" بالطريقة التي يريدها، مشيراً إلى أنه "لا يستطيع أن يطلب من المجتمع أن يتقبل أو لا يتقبل (العبور الجنسي)"، وأنه "يريد فقط أن يقول للناس الله يكون في عون الابن اللي كدا أو البنت اللي كدا ويكون في عون أهلهم".
وفتح سليم نقاشات عديدة حول أهمية تقبّل الأهل لأبنائهم مهما كانت ميولهم الجنسية.
من ناحية أُخرى كان سيلم قد سُئل "لو كان العكس، فتاة عابرة من الذكورة للأنوثة، هل كنت ستقبل الأمر؟". فأتى رده صادماً للبعض إذ حمد الله أنه ليس لديه "ابن عايز يقلب أنثى"، ورغم تأكيده أننا متساوون أكد في نفس الوقت أنه رجل تربى تربية شرقية، كانت ستؤثر بالتأكيد على موقفه، فالذكور "سابقون بخطوة" على حد قوله، مخيباً آمال العديد من الذين "سيفترضون أن التعبير خانه في إجابته".
وعد الخطيب
"تجرأنا على الحلم، ولن نندم على الكرامة".
كانت هذه رسالة المُخرجة السورية وعد الخطيب في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2020 في شباط/فبراير الماضي، إذ مشت على السجّادة الحمراء رفقة زوجها حمزة الخطيب وابنتها "سما"، بفستانٍ يحكي قصة "ربيع عربي" لم يندم كثيرون على المُشاركةِ في ثوراته بغض النظر عن النتائج.
وعُدّت الجملة التي زيّنت فستانها في الأوسكار رسالة تضامن إلى الثوار السوريين مع تقدّم قوات نظام الرئيس بشار الأسد في مناطق المُعارضة واستعادتها مساحات واسعة من إدلب، مُشددة خلال وجودها هناك في مقابلات أُجريت معها، على أن كل ما أرداه السوريون هو "الحريّة والكرامة".
"اتُهم من آمن بالحرية والثورة بأنه إرهابي ومخرّب. والتوثيق هو الشيء الوحيد الذي يُثبت أن ما قيل عن الناشطين مخطىء".
أُختير فيلمها "من أجل سما" في القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 2020 إلا أنه لم يفز. ومع هذا، احتلت الخطيب عناوين الصحافة برسالتها التي تدعو للتأمل، والتي هي أشبه بنداء لمن لا يتجرأ على الحلم. فالصمت والرضوخ يكونان في الكثير من الأحيان أصعب من التجرؤ على القيام بـ"الممنوع".
يوثّق الفيلم في 95 دقيقة تفاصيل المعاناة في حلب من خلال يوميات أم وطفلتها تحت الحصار وقصف قوات النظام والطيران الروسي. صوّرته الخطيب في 300 ساعة على مدى خمس سنوات.
وتعتبر المخرجة السورية أن "التوثيق هو الأمل الوحيد الذي لا تزال متمسكة به لمواجهة بروباغندا النظام السوري"، مضيفة: "اتُهم من آمن بالحرية والثورة بأنه إرهابي ومخرّب. والتوثيق هو الشيء الوحيد الذي يُثبت أن ما قيل عن الناشطين مخطىء".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع