في كل سنة أضع فيها صورة الزينة في بيتي على مواقع التواصل، يصلني العديد من التعليقات والرسائل الشخصية من أصدقاء ومتابعين يعلمون أنني لا دينية ولا أمارس أي طقوس تابعة لأي طائفة أو دين.
يسألني البعض عن سبب الاحتفال بالكريسماس مع أنه عيد ميلاد المسيح وعلى كلّ من يحتفل به أن يكون مسيحياً أباً عن جد أو اعتنق المسيحية في وقت لاحق من حياته.
في الحقيقة، تمتد جذور شجرة عيد الميلاد إلى ما قبل المسيحية.
في الحقيقة، تمتد جذور شجرة عيد الميلاد إلى ما قبل المسيحية. فقد عثر علماء الأنتروبولوجيا على نقوش صخرية في منطقة اسكندانافيا - أو ما يُعرف الآن بالنرويج والسويد- للشجرة الدائمة الخضرة والّتي اعتُمدت لاحقاً شجرة عيد الميلاد، فهي تبقى دائماً "على قيد الحياة" وترمز إلى الاستمرارية والنضارة.
نُقشت هذه الشجرة في العصور التي سبقت المسيحية. فهي كانت لغزاً محيّراً لشعوب تلك المنطقة إذ لا تموت في البرد.
كانت الأشجار الدائمة الخضرة جزءا مهماً من تاريخ العديد من الشعوب الأوروبية. تذكر دائرة المعارف البريطانية عن شجرة عيد الميلاد: "شاعت عبادة الأشجار بين الأوروبيين الوثنيين ولم تندثر عند اعتناقهم المسيحية". وقد استمرت عن طريق العديد من الطقوس والعادات، بما فيها عادة وضع شجرة الميلاد عند مدخل البيت أو داخله خلال الأعياد في الشتاء أو ما يُعرف ب winter solstice.
على الرغم من وجود تلك النقوش الصخرية الإسكندنافية الّتي تُعَدّ شواهد صامتة محفورة في الصخر مؤكدةً أن جذور شجرة الميلاد لا تمتّ للمسيحية بصلة، لا يزال العديد من الناس يستنكرون ويستغربون احتفالي بهذا العيد
بعد أن دخلت عادة تزيين الشجرة في المجتمع الأمريكي وتحوّلت من رمز ديني إلى موسم تنشط فيه التجارة والسياحة بسبب طبيعة المجتمع الاستهلاكية، وبعدما ضجّت هوليوود بالأفلام الميلادية الّتي تبعث البهجة والفرح في قلوب الكبار والصغار، انتشرت عادة تزيين الشجرة في باقي البلدان، ومنها العربية، حيث أدخلت بعض الإرساليات الدينية والبعثات الأجنبية هذه العادة حتى بتنا نرى العديد من العائلات المسيحية والمسلمة، تحتفل وتزيّن الشجرة.
على الرغم من وجود تلك النقوش الصخرية الإسكندنافية الّتي تُعَدّ شواهد صامتة محفورة في الصخر مؤكدةً أن جذور شجرة الميلاد لا تمتّ للمسيحية بصلة، لا يزال العديد من الناس يستنكرون ويستغربون احتفالي بهذا العيد.
في كل سنة نضع الهدايا تحت الشجرة، نغنّي ونرقص ونفرح. فأنا أعتبر الكريسماس مناسبة عائلية ومتنفساً من متاعب الحياة اليومية، نقضي فيه بعض الوقت مع الأقارب والأصدقاء، نتبادل الهدايا ونُحضّر وجبات لذيذة.
لا يعني عيد الميلاد عندي الاحتفال بميلاد شخصية دينية، ومن حق أي شخص أن يحتفل بهذا العيد على طريقته. بالنسبة لي هو الاحتفال بفصل الشتاء، وتبادل الهدايا والتمتع بالأجواء الدافئة مثلما كان يحتفل الناس قبل المسيحية في العديد من البلدان
لا يعني عيد الميلاد عندي الاحتفال بميلاد شخصية دينية، ومن حق أي شخص أن يحتفل بهذا العيد على طريقته. بالنسبة لي هو الاحتفال بفصل الشتاء، وتبادل الهدايا والتمتع بالأجواء الدافئة مثلما كان يحتفل الناس قبل المسيحية في العديد من البلدان. فهو عيد التجدد والاستمرارية، عيد الشتاء والثلج، عيد الطبيعة الّتي في كل فصلٍ تُظهر لنا روعة هذا الكوكب الموجود من ملايين السنين والّذي يسبح في فضاءٍ أسود لا نهاية له.
قد تكون قصة الميلاد مجرد أسطورة بالنسبة للا ديني، أو قصة مقدسة عند المسيحي، لكنها من دون شك تركت أثراً لدى الكثيرين ممن كانوا يحتاجون إلى رسالة أمل وبهجة ودفء عائلي في شهر كانون الأول/ ديسمبر البارد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون